تفسير سفر أعمال الرسل ٢٣ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث والعشرين

آية (1):-

فتفرس بولس في المجمع وقال ايها الرجال الاخوة اني بكل ضمير صالح قد عشت لله الى هذا اليوم

بكل ضمير صالح = حتى وهو يضطهد المسيحية كان ذلك بروح الغيرة على مجد الله.

آية (2):-

فامر حنانيا رئيس الكهنة الواقفين عنده ان يضربوه على فمه.

لم يعجب رئيس الكهنة أن بولس يقول أنه عاش بضمير صالح فأراد أن يعاقبه ونلاحظ أن بولس طالما أخذ رسائل من بعض من الموجودين من رؤساء الكهنة ليلقى القبض على المسيحيين. ولاحظ الفرق بين رد بولس حين لُطَم وبين رد المسيح. فمهما وصل الكمال الإنسانى فهو ناقص بجانب كمال المسيح المطلق.

آية (3):-

حينئذ قال له بولس سيضربك الله ايها الحائط المبيض افانت جالس تحكم علي حسب الناموس وانت تامر بضربي مخالفا للناموس.

الحائط المبيض= له مظهر جميل ولباس فخم ولكن داخلك مملوء عفونه كما لو كان اللون الأبيض يخفى ما تحته من قذارة. سيضربك الله = كانت هذه نبوة من بولس الرسول بما سيحدث لرئيس الكهنة حنانيا هكذا. فكان معروفاً أنه سارق يأكل أموال الكهنة ورواتبهم ولقد إنتهت حياة كثير من الكهنة بسبب الحاجة. ولقد ضربه الله بالفعل بعد ذلك بخمس سنوات، فلقد ثار ضده إبنه وحوصر فى قصره فإضطر للإختباء فى بالوعة قديمة جافة فأخرجوه وذبحوه سنه 66م.

مخالفاً للناموس= كان الناموس يعتبر الإنسان بريئاً إلى أن تثبت إدانته.

آية (4،5):-

فقال الواقفون اتشتم رئيس كهنة الله. فقال بولس لم اكن اعرف ايها الاخوة انه رئيس كهنة لانه مكتوب رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا.

واضح أن بولس قال ما قاله بروح النبوة ولكن كان فيه روح غضب لذلك سريعاً ما إعتذر. وغالباً فبولس لم يميز رئيس الكهنة بسبب ضعف نظره المعروف وربما لأن بولس يقول هذا تهكماً عليه فهو لا يعترف به كرئيس كهنة حصل على مركزه بالرشوة. رئيس شعبك لا تقل فيه سوء= إقتباس من خر 28:22.

آية (6):-

ولما علم بولس ان قسما منهم صدوقيون والاخر فريسيون صرخ في المجمع ايها الرجال الاخوة انا فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الاموات انا احاكم.

الصدوقيون= هم رتبة الكهنوت ينكرون قيامة الأموات والملائكة، يقرون بالناموس بعيداً عن التقاليد وسياسياً كانوا فى صف الرومان. الفريسيون= يقرون بالقيامة للموتى وبوجود الملائكة والأرواح. والفريسيون يبغضون الصدوقيون ربما أكثر من بغضتهم للمسيحيين أنفسهم. وواضح ذكاء بولس الفذ فى أنه إستفاد فى موقفه بما يعمله عن البغضه ما بين الفريسيين والصدوقيين، وإستغل هذا فى الإيقاع بينهم.

آية (9):-

فحدث صياح عظيم ونهض كتبة قسم الفريسيين وطفقوا يخاصمون قائلين لسنا نجد شيئا رديا في هذا الانسان وان كان روح او ملاك قد كلمه فلا نحاربن الله.

إن كان روح = بولس سبق وقال إن المسيح ظهر له فى الطريق لدمشق وهم لم يذكروا إسم يسوع فهم لايحبونه ويعتقدون أنه مات على الصليب. إذاً ما كلمه فى الطريق فهو روح فى نظرهم.

آية (10):-

ولما حدثت منازعة كثيرة اختشى الامير ان يفسخوا بولس فامر العسكر ان ينزلوا ويختطفوه من وسطهم وياتوا به الى المعسكر.

خشى الأمير أن يمزقوه فيما بينهم شداً وجذباً.

آية (11):-

وفي الليلة التالية وقف به الرب قال ثق يا بولس لانك كما شهدت بما لي في اورشليم هكذا ينبغي ان تشهد في رومية ايضا.

الله يقف بجوار أولاده فى شدتهم ( 9:18 + 23:27)

آية (12):-

ولما صار النهار صنع بعض اليهود اتفاقا وحرموا انفسهم قائلين انهم لا ياكلون ولا يشربون حتى يقتلوا بولس.

صنع اليهود إتفاقاً = كانوا معتادين على ذلك، فإذا فشلوا ذهبوا للربى أو الكاهن ليحلهم من نذرهم أو عهدهم.

آية (14):-

فتقدموا الى رؤساء الكهنة والشيوخ وقالوا قد حرمنا انفسنا حرما ان لا نذوق شيئا حتى نقتل بولس.

لقد تحول رئيس الكهنة بذلك إلى رئيس عصابة للقتل، فهم عرفوا المؤامرة ومع هذا يستدعون بولس لُيقتل. وهم ذهبوا لرئيس الكهنة حتى يتوسط فى الإفراج عنهم بعد أن يقتلوا بولس.

آية (15):-

والان اعلموا الامير انتم مع المجمع لكي ينزله اليكم غدا كانكم مزمعون ان تفحصوا باكثر تدقيق عما له ونحن قبل ان يقترب مستعدون لقتله.

أعدوا أنفسهم لمهاجمة الموكب الذى سيحضر بولس من القلعة لإختطافه.وقتله، وهكذا تخرج المسئولية من نطاق رؤساء الكهنة وأعضاء السنهدريم.

آية (16):-

ولكن ابن اخت بولس سمع بالكمين فجاء ودخل المعسكر واخبر بولس.

إبن أخت بولس لم يكن شخصية معروفة، وغالباً كان مع أمه فى زيارة لأورشليم بسبب العيد.

آية (17):-

فاستدعى بولس واحدا من قواد المئات وقال اذهب بهذا الشاب الى الامير لان عنده شيئا يخبره به.

المسيح أكد لبولس أنه يحميه ولكن ما المانع من إتخاذ الحيطة ضد المؤامرة.

آية (19):-

فاخذ الامير بيده وتنحى به منفردا واستخبره ما هو الذي عندك لتخبرني به.

هنا نرى تأثير بولس فى هذا الأمير إذ يتصرف بمنتهى الوداعة

آية (23):-

ثم دعا اثنين من قواد المئات وقال اعدا مئتي عسكري ليذهبوا الى قيصرية وسبعين فارسا ومئتي رامح من الساعة الثالثة من الليل.

قيصرية هى مركز الحامية الرومانية الأساسية ومركز والى المنطقة.

آية (26):-

كلوديوس ليسياس يهدي سلاما الى العزيز فيلكس الوالي.

العزيز= أى صاحب المقام الرفيع.

آية (27):-

هذا الرجل لما امسكه اليهود وكانوا مزمعين ان يقتلوه اقبلت مع العسكر وانقذته اذ اخبرت انه روماني.

إذ أخبرت أنه رومانى= هذه كذبة من ليسياس فهو أنقذه ثم عَرِفَ منه أنه رومانى. ولكن هو يظهر غيرته على الرومان لمصلحته الشخصية.

آية (31):-

فالعسكر اخذوا بولس كما امروا وذهبوا به ليلا الى انتيباتريس.

أنتيباترس= فى وسط الطريق بين أورشليم وقيصرية.

آية (32):-

وفي الغد تركوا الفرسان يذهبون معه ورجعوا الى المعسكر.

اكتفوا بعدد 70 فارساً لحمايته وعاد العسكر فهم أصبحوا بعيداً عن المتآمرين. ولكن لاحظ حالة الأمن وسط هؤلاء اليهود. فالأمر إحتاج إلى 470 عسكرياً لحماية أسير واحد.

أية (34):-

فلما قرا الوالي الرسالة وسال من اية ولاية هو ووجد انه من كيليكية.

من أية ولاية= سؤال متكرر حتى لا يقع فى خطأ التعدى القانونى.

آية (35):-

قال ساسمعك متى حضر المشتكون عليك ايضا وامر ان يحرس في قصر هيرودس.

فى قصر هيرودس= فيه البلاط وفيه قلعة يسجن فيها المذنبون.

فاصل

سفر أعمال الرسل : 123456789101112131415161718192021222324  – 25262728

تفسير سفر أعمال الرسل : مقدمة1 23456789101112131415161718192021222324 25262728

زر الذهاب إلى الأعلى