تفسير رسالة يوحنا الأولى – مقدمة العظات للقديس أغسطينوس

تتذكرون يا أخوتي الأحباء أننا اعتدنا أن نتكلم عن انجيل القديس يوحنا ، والذي كنا نقرأه في أجزاء منتظمة ومرتبة ، ولكن الآن وقد أحاط بنا جلال الأيام المقدسة، والتي رتبت لها الكنيسة قراءات معينة ، لايمكن أن تتغير من عام لعام[1] وهو نظام لايمكن أن نتركه أو نحذفه ، لأننا ملزمون به وان كنا سوف نجعله متقطعاً بين حين وآخر.

وحين كنت أفكر في الموضوع الذي أتحدث عنه من الكتاب المقدس والذي يتناسب مع حلاوة وبهجة هذه الأيام ، والذي سوف أتعهد معكم بالحديث عنه حسبما يتعطف الرب علينا ويعطينا بحيث يمكننا الأنتهاء منه خلال هذا الأسبوع ، خطرت على بالي رسالة القديس يوحنا، وهكذا ان كنا سنتوقف عن القراءة في انجيله لفترة قصيرة نكون غير بعيدين عنه بالحديث عن رسالته. 

وفي الوقت نفسه فإن هذه الرسالة – والتي تظهر حلاوتها لمن لقلوبهم مقدرة على التذوق الجيد ليستطعموا خبز الله هذه الرسالة فوق كل شيء بالمحبة التي يجب أن تملأ ذاكرة كنيسة الله باستمرار.

لقد تكلم (الرسول يوحنا الحبيب ) بكلمات كثيرة وكلها تقريباً خاصة بالمحبة ، والذي سيجد في نفسه مانتحدث عنه سيفرح بالمحبة ، أن هذه القراءة لمثل هذا الأنسان ستكون مثل الوقود حين يضاف الى النار إذ أنه يغذيها ويجعلها تنمو وتثبت ، ولبعض الناس سوف يكون الحديث بالنسبة لهم مثل الشعلة التي نقربها من الوقود ، اذا لم يكونوا مشتعلن فانه بهذه العظات ربما يبدأون في الأشتعال.

هكذا إذا كانت المحبة موجودة فإنها سوف تتغذی، واذا لم تكن موجودة فإنها سوف تبدأ في الأشتعال ، وهكذا نفرح جميعناً بالمحبة الواحدة . لأنه حيثما توجد المحبة يوجد السلام وحيثما يوجد الأتضاع توجد المحبة ، والآن دعونا ننصت اليه ( يوحنا الرسول ) ودعونا نتحدث اليكم ايضا بكلمات الرب التي اعطاها اياه لکی تفهموا جيداً.

فاصل

  1. يظهر من عظات القديس أغسطينوس انه كانت العادة المتبعه في كنيسته أن يقرأوا قصة القيامة في الأناجيل الأربعة خلال الأسبوع الذي يلي عيد القيامة ولكن بترتیب مختلف للأناجيل ، فغالباً ما كانوا يقرأون انجيل القديس لوقا قبل القديس مرقس ( أنظر الجزء الأول من العظة الثانية في هذه العظات).
  2.  

زر الذهاب إلى الأعلى