يو1: 31 وأنا لم أكن اعرفه لكن ليظهر لإسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء

 

29وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ:«هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! 30هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. 31وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ». 32وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائلاً:«إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. 33وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 34وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ».” (يو1: 29-34)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب

 

وأنا لم أكن أعرفه،

لكن ليظهر لإسرائيل،

لذلك جئت أعمد بالماء” (31).

غاية رسالة يوحنا هو تقديم يسوع المسيح لشعب إسرائيل مع أنه لم يكن بعد قد رأى وجهه ولا عرفه، ولم يكن قادرًا أن يصفه سوى أنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم.

v كانا قريبين حسب الجسد… ولئلا يبدو إنه يقدم مجدًا له بسبب القرابة استمر يقول: “وأنا لم أكن أعرفه“.

v كيف تكون يا يوحنا شاهدًا مؤهلاً للتصديق، كيف تُعلم أناسًا آخرين إن كنت جاهلاً به؟! إلا أن يوحنا لم يقل: “لم أعرفه”، لكنه قال: “أنا لم أكن أعرفه”. وبهذه الشهادة صار مؤهلاً لتصديقه كثيرًا، إلا أنك إن سألته: فكيف عرفته؟ يقول لك: عرفته بنزول الروح عليه…

أما كان يمكن ليوحنا أن ينذر بالمسيح بدون التعميد، ويقتاد الجموع بسهولة؟ فأجيبك: لم يكن ذلك ممكنًا البتة، لأنه لو كان قد نادى وأنذر بدون معمودية لما كان أهل ذلك البلد تقاطروا إليه كلهم على هذا المثال في كثرتهم، ولا عرفوا من المقايسة بينهما سمو أحدهما، إذ أن جموع الشعب خرجت إليه ليس لأنهم سمعوا الأقوال التي قالها، لكنهم خرجوا إليه ليعتمدوا ويعترفوا بخطاياهم، فلما جاءوا إليه علَّمهم وعرَّفهم ما شهد به في وصف المسيح والفرق بين المعمودية التي له والتي للمسيح.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v وإن كان قد عرفه وهو لا يزال في رحم أمه (لو ١: ٤١-٤٤) بالتأكيد لم يعرف كل شيء عنه، وربما لم يكن يعرف أنه ذاك “الذي يعمد بالروح القدس ونار”. عندما رأى الروح نازلاً ومستقرًا عليه (٣٣).

العلامة أوريجينوس

 

فاصلتفسير الأب متى المسكين 

 

31:1- وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لِإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ»

«وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ»:
‏قد تعني هذه الجملة أنه لم يكن يعرفه «كمسيا»، وربما كان يعرف يسوع كأحد أقربائه. ولو أن الآية في إنجيل القديس لوقا توضح أنه تغرب كل أيام حياته في البرية حتى يوم بدء خدمته: «أما الصبي فكان ينمو ويتقوى بالروح وكان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل.» (لو80:1‏)
«لكن ليظهر (المسيح) لإسرائيل لذلك جئت أعمد بالماء».
‏والقديس ذهبي الفم يقول إنه صرح بذلك لينفي أن علاقة القرابة به أو الصداقة ذات علاقة بتعميد المسيح.
‏واضح جداً أن المعمدان تلقى ليس فقط حدود رسالته، أي التعميد بالماء كواسطة للتوبة وختم لها بعد الإعتراف والندم وذلك إعداداً لقلوب الآباء والأبناء قبل مجيء «الرب»؛ بل وأيضاً فإن إجراء التعميد هو بحد ذاته وبصورة أساسية سميكون واسطة لإعلان شخصية المسيا لكل إسرائيل، أي للأمة، حسب الوعد النبوي. وقد أمدنا القديس يوستين الشهيد برواية من فم تريفو اليهودي تعتبر ميراثاً يهودياً مسلمأ فيما يخص ظهور المسيا:
[أما المسيا عندما يولد، فهو يوجد في مكان ما يبقى مجهولاً، وحتى هو نفسه لا يعرف نفسه (خطأ «ينبغي أن أكون فيما لأ بي»)، ولا تكون له قوة حتى يأتي إيليا ويمسحه (خطأ, يعمده) وبهذا يظهره للجميع…]
ومن هذا التنبؤ في التراث اليهودي، يتضح أن كل ما يخص مجيء المسيا كانت معرفته قد سرت بين الشعب كإحدى الوسائل الهامة لتسهيل التعرف عليه.
وفي هذه الأية يكون المعمدان قد رد الرد المقنع لكل من تسوله نفسه أن يرى في عماد المسيح تحت يد المعمدان نوعاً من التكريس أو المسحة كما يخطىء الفكر اليهودي، أو يرى في المعمدان نوعاً من التفوق عل المسيح بأي نوع. ذلك أن علة عماد المسيح، بل علة كل وظيفة المعمدان كمعمد، هي لكي يُظهر «المسيا» لإسرائيل، وليعرف الجميع أن يسوع الذي من ناصرة الجليل هو المسيا الأتي .

فاصل
تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

آية (31): “وأنا لم أكن اعرفه لكن ليظهر لإسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء.”

أنا لم أكن أعرفه= لقد عاش يوحنا المعمدان في البراري، ولم يرى أحد إلى يوم ظهوره لإسرائيل (لو80:1). ويقول التقليد أن زكريا أبو المعمدان حينما جاء عساكر هيرودس ليقتلوا الأطفال أن زكريا قال للجند سأسلمه إليكم من المكان الذي أخذته منه، وجري إلى الهيكل يحمل ابنه بين ذراعيه والجند يجرون وراءه فلما بلغ الهيكل أمسك بقرون المذبح وصرخ لله فخطفه ملاك الرب من بين ذراعيه وطار به إلى البرية، فلما لم يجده الجند قتلوا أباه زكريا بالسيف، وأما يوحنا فقد ظل في البرية حتى كبر وصار يافعًا، فهو لم يرى المسيح بالرغم من أن له قرابة جسدية معه. والمعمدان يقول هذا حتى لا يظن أحد أنه يشهد للمسيح بسبب هذه القرابة. وهو يؤكد أنه يشهد له بسبب ما رآه من انفتاح السموات له حين جاء ليعتمد منه، فعرف من هذه العلامة أنه ابن الله. وربما هو عرفه بالجسد ولكن الروح أعلن له من هو. ونحن حتى نعرف المسيح علينا أن نتوب فيعلن لنا الروح عن المسيح.

فاصل

زر الذهاب إلى الأعلى