يسوع لن يغشنا

الشهيد كبريانوس

 

فانظروا أنتم ها أنا قد سبقت وأخبرتكم بكل شيء” (مر 13: 23).
أيها الإخوة الأحباء… من يحارب (روحياً) من أجل االله، يلزمه أن يعرف أنه قد وُضع في معسكر سماوي، على رجاء نوال الجزاء بالإلهيات. فلا يرتعب من عواصف العالم وأعاصيره، ولا يهتز منها، لأن الرب سبق أن أنبأنا عن كل ما سيحدث لنا.
لقد سبق فأخبرنا عن حدوث حروبٍ ومجاعات وزلازل وأوبئة في كل مكان. وبحديثه هذا أوصى كنيسته وعلمها وهيأها وشددها لتحتمل كل ما سيأتي.
لقد سبق فأنذرنا بأن الكارثة تتزايد في أواخر الزمن، وذلك لكي لا نهتز من أية مخاطر مميتة غير متوقعة.

أنظروا، فإن ما أنبأنا عنه يحدث. وإذ يحدث إنما يتبعه أيضاً ما قد وعدنا به قائلاً: “هكذا أنتم أيضاً متى رأيتم هذه الأشياء صائرة، فاعلموا أن ملكوت االله قريب”. (لو 21: 31).
هوذا ملكوت االله أيها الإخوة الأعزاء بدأ يقترب! هوذا يأتي مع فناء العالم، مكافأة الحياة والفرح بالخلاص الأبدي والسعادة الدائمة ونوال الفردوس المفقود!
هوذا السماويات أعدت لتحتل محل الأرضيات، والأمور العظيمة بدلاً من التفاهات، والأبديات عوض الفانيات. فما الداعي إذًا للقلق والجزع؟
من يرى هذا ويرتعب في حزن، إلاَّ الذي بلا رجاء ولا إيمان؟ فيرهب الموت ذاك الذي لا يرغب في الذهاب إلى المسيح، ولا يؤمن أنه في طريقه إلى أن يملك مع المسيح إلى الأبد!
مكتوب أن البار بالإيمان يحيا. فإن كنت باراً فبالإيمان تحيا، وإن كنت بالحق مؤمنًا بالمسيح، فلماذا لا تحتضن تأكيدات دعوة المسيح لك، وتفرح متى تخلصت من الشيطان واقتربت لتكون مع المسيح في
الفردوس؟

+++
أحببتك يا ابني،
لا أخفي عنك شيء إلاَّ ما لا تحتمل معرفته
أخفيتُ عنك يوم مجيئي،
وسألتك ألاَّ تبحث عن الأوقات والأزمنة.
فإني قادم حتماً.
إني قادم الآن لأسكن في أعماقك، وأجعل أبديتك بين يديك،
فلماذا تبحث عن الأزمنة والأوقات؟
لتسترح الآن في المعرفة فإن طرقي كلها كاملة،
نعمتي مشبعة للغاية.
لا تدع أحداً يخدعك قائلاً: هذا يحدث، وذاك يكون.
عش وتمتع الآن بالأبدية التي بين يديك.
اللحظة الحاضرة هي ملكك، هي كل شيء بالنسبة لك،
هي مفتاح الأبدية.
لا تنشغل بالأحداث القادمة بل اعمل الآن،
فستحصد ما تفعله في حينه أن كنتَ لا تكل.
إن كنت يا ابني تشتاق أن تعرف موعد مجيئي،
فإني أخبرك: إني منتظر حتى يكمل العبيد رفقاؤك جهادهم.
إن أردت سرعة مجيئي أعمل من أجل خلاص إخوتك.
أنا مستعد للمجيء فوراً، لكنكم لستم مستعدين للعرس السماوي.

متى تشكَّلتم على صورتي، وحملتم بهائي، أُسرع بالحضور!

+++

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

زر الذهاب إلى الأعلى