١كو ٢١:١ انه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة

 

لانَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ، اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ.

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

“لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة” (ع ۲۱).

يود بولس الرسول أن يقول : أي فيلسوف أو أي مجتهد من العارفين أمور اليهود خلص وعرف الحق ؟ الجواب : ليس ولا واحد بل الأشياء كلها كانت من الصيادين !!

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

“لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة

استحسن الله أن يُخلص المؤمنين بجهالة الكرازة” [21].

بقوله “كان العالم في حكمة اللَّه” لا تُفهم الحكمة التي مصدرها اللَّه، وإنما الحكمة التي غايتها البحث في اللَّه. فقد ظن كثير من الفلاسفة أنهم قادرون على التعرف على طبيعة اللَّه وأسراره وخطته بحكمتهم البشرية المجردة.

يرى الرسول أن فلاسفة العالم في بحثهم في أعمال اللَّه وخليقته لم يعرفوا اللَّه، فسقطوا في أعماق ظلمة الجهالة (رو 20:1-21). أو أنه إذ ترك اللَّه الإنسان ليحكم بنفسه بحكمته لم يبلغ إلى المعرفة الصادقة، لهذا تدخل اللَّه بإنجيل الصليب الذي يراه العالم جهالة ليكشف لهم عن الحق الإلهي، ويقدم لهم الخلاص. لقد ترك للبشر وقتًا كافيًا، حوالي 4000 عامًا، ومع هذا فشل الإنسان في إدراك المعرفة.

بالفلسفة البشرية المجردة أنكر الإنسان وجود اللَّه تمامًا أو أنكر عنايته ورعايته للبشرية. ولم يستطع خلال فهمه ولا خلال تأمله في الطبيعة أن يتلمس يد اللَّه ويتعرف على خطته. فإنه ليست من حكمة تقدر أن تنير أعماق الذهن وتكشف له عن الأسرار الإلهية بل وتجدده وتهب للإنسان خلاصًا، وتدخل به إلى الأمجاد السماوية سوى الصادرة من اللَّه.

v كما أن المعلم يأمر تلميذه أن يتبعه حيثما يقوده، وإذ يراه ممتنعًا عن ذلك ويريد أن يتعلم كل شيء بذاته، يسمح بأن يتركه يضل. وإذ يدرك التلميذ أنه عاجز عن بلوغ المعرفة يقدم له المعلم ما يتعلمه، هكذا فإن اللَّه أيضًا يأمر من البداية أن يقتفي البشر أثره بالفكرة التي تقدمها الخليقة، وإذ لم يريدوا فإنه بعد أن أظهروا بالخبرة أنهم عاجزون بأنفسهم يقودهم إليه مرة أخرى بطريق آخر.

القديس يوحنا الذهبي الفم 

v هذه الجهالة في الكرازة و”جهالة اللَّه التي هي أحكم من الإنسان” تجتذب الكثيرين إلى الخلاص. تجتذب ليس فقط العاجزين عن إدراك طبيعة اللَّه بتعقل واضح، الأمر الذي قبلوه بالإيمان، بل وتجتذب حتى الذين لم يتعلموا طبيعة نفوسهم ذاتها ليُميّزوا بين الجوهر غير المادي والجسد ككل مع تأكيدهم أنهم يعيشون ويفهمون ويريدون. حتى هؤلاء لا يُحرمون من الخلاص، حيث تُقدم جهالة الكرازة للمؤمنين.

القديس أغسطينوس 

v الإيمان بالمسيح المصلوب يهبنا سلطانًا، وإذ ينقصنا شيء في إيماننا تقدمه لنا قوة اللَّه.

العلامة أوريجينوس

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 21

آية 21 :- انه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف اللهبالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالةالكرازة.

إذ كان العالم في حكمة الله = الله هو مصدر كل عطيةصالحة (يع 1 : 17). إذاً الحكمة الموجودة في العالممصدرها هو الله. والله أعطى للإنسان هذه الحكمة التي بهايدرك وجود الله فيعبده (رو 1 : 18 – 32). فالإنسان قادر أنيُدرك وجود الله من خلال خليقة الله. ولأن الإنسان أحبالخطية تشوهت حكمته فصارت حكمة نفسانية شيطانية (يع3 : 15) وأصبح لا يُدرك الله. هذه الحكمة المشوهة التي لاتدرك الله من خلال أعماله هي التي يرفضها الله لذلك رأى اللهأن يخلص العالم بالكرازة التي بدت لحكماء هذا العالم كمالو كانت جهالة = يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة.

فاصل

 

زر الذهاب إلى الأعلى