تفسير أخبار الأيام الثاني ١٤ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الرابع عشر

الآيات 1-8:- ثم اضطجع ابيا مع ابائه فدفنوه في مدينة داود وملك اسا ابنه عوضا عنه في ايامه استراحت الارض عشر سنين.و عمل اسا ما هو صالح ومستقيم في عيني الرب الهه.و نزع المذابح الغريبة والمرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري.و قال ليهوذا ان يطلبوا الرب اله ابائهم وان يعملوا حسب الشريعة والوصية.و نزع من كل مدن يهوذا المرتفعات وتماثيل الشمس واستراحت المملكة امامه.و بنى مدنا حصينة في يهوذا لان الارض استراحت ولم تكن عليه حرب في تلك السنين لان الرب اراحه.و قال ليهوذا لنبن هذه المدن ونحوطها باسوار وابراج وابواب وعوارض ما دامت الارض امامنا لاننا قد طلبنا الرب الهنا طلبناه فاراحنا من كل جهة فبنوا ونجحوا.و كان لاسا جيش يحملون اتراسا ورماحا من يهوذا ثلاث مئة الف ومن بنيامين من الذي يحملون الاتراس ويشدون القسي مئتان وثمانون الفا كل هؤلاء جبابرة باس.

أنظر 1 مل 7:15-15 إستراحت الأرض عشر سنين = لأن ملك إسرائيل كان قد إنكسر وخسر خسارة كبيرة أمام يهوذا هذا من الناحية السياسية ولكن فلسفة كاتب الأيام التركيز على أن الله يبارك فيمن يتبع وصاياه. وآسا كان ملكاً صالحاً فأراحه الرب. وفى (3) المذابح الغريبة = من زمان سليمان الذى بنى مرتفعة لكموش وغيره على جبل تجاه أورشليم (1 مل 5:11-8) السوارى = أعمدة مزينة مأخوذة عن أشور بها إشارات لأعضاء التناسل لإثارة الشهوة وفى (5) تماثيل الشمس = حجارة منقوشة ومصورة على عواميد يستخدمونها فى عبادة الشمس. وفى (6) وبنى مدناً حصينة = نستنتج أن عملهُ هذا كان بموافقة الرب فهو يبنى لكنه كان متكلاً على حماية الله وهو إستغل وقت الراحة فى تحصين مدنه فهولا يضيع وقته بل يعمل وقت السلم حتى لا تفاجئه الحروب وهو غير مستعد. وروحياً يجب أن نفعل نفس الشىء حتى لا يصيبنا الفتور الروحى. فيجب أن لا نتوقف عن جهادنا حتى لو لم يكن هناك حروب.

 

الآيات 9-15:- فخرج اليهم زارح الكوشي بجيش الف الف وبمركبات ثلاث مئة واتى الى مريشة.و خرج اسا للقائه واصطفوا للقتال في وادي صفاتة عند مريشة. ودعا اسا الرب الهه وقال ايها الرب ليس فرقا عندك ان تساعد الكثيرين ومن ليس لهم قوة فساعدنا ايها الرب الهنا لاننا عليك اتكلنا وباسمك قدمنا على هذا الجيش ايها الرب انت الهنا لا يقو عليك انسان.فضرب الرب الكوشيين امام اسا وامام يهوذا فهرب الكوشيون.و طردهم اسا والشعب الذي معه الى جرار وسقط من الكوشيين حتى لم يكن لهم حي لانهم انكسروا امام الرب وامام جيشه فحملوا غنيمة كثيرة جدا. وضربوا جميع المدن التي حول جرار لان رعب الرب كان عليهم ونهبوا كل المدن لانه كان فيها نهب كثير.و ضربوا ايضا خيام الماشية وساقوا غنما كثيرا وجمالا ثم رجعوا الى اورشليم

زارع الكوشى = غالباً هم من بلاد العرب بتأييد من مصر لأن هناك مكانين بإسم كوش 1- النوبة وحتى إثيوبيا 2- شرق بلاد العرب. وفى هذا الوقت لم يعرف أن ملكاً مصرياً غزا يهوذا فيكون زارح الكوشى هو من قبائل العرب ويمكن أن نستدل على هذا من الغنيمة آية (15) غنماً وجمالاً = وهذه ممتلكات العرب. جيش الف الف = أى جيش عظيم جداً. ولكن أسا القديس يعرف طريق النصرة فنجده فى آية (11) يدعو الرب إلهه.. ومن ليس لهم قوة = ولاحظ أن جيش أسا من يهوذا وبنيامين تعداده 580.000 جندى مدرب ومُسلح لكنه إعتبر أن قوته لا شىء وإنما هو محتاج لقوة الله ولهذا كسر الرب عدوه أمامه. وكانت كسرة الكوشيين عظيمة فقد طردوهم إلى جرارة وهى تبعد 100 كم من أورشليم أى هزيمة كاملة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى