تفسير سفر الرؤيا أصحاح 19 للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح التاسع عشر
رؤ19: 1-10
آيات 1-3 “و بعد هذا سمعت صوتا عظيما من جمع كثير في السماء قائلا هللويا الخلاص و المجد و الكرامة و القدرة للرب الهنا. لان احكامه حق و عادلة اذ قد دان الزانية العظيمة التي افسدت الارض بزناها و انتقم لدم عبيده من يدها. و قالوا ثانية هللويا و دخانها يصعد الى ابد الابدين”.
بعد ما أعلن السفر عن سقوط بابل، ودعوة يوحنا للسمائيين أن يفرحوا
(رؤ20:18) بسقوط دولة الشر، نرى هنا إستجابة السمائيين وفرحتهم.
هللويا = هى كلمة من مقطعين العبرية هلليل = سبحوا.
ياه = يهوة.
أى سبحوا الرب وإحمدوه ونلاحظ أن التسبيح هو سمة السماء، لذلك نجد سفر الرؤيا مملوءا من التسابيح تعبيرا عن حالة الفرح فى السماء. وسر فرح السمائيين أن الله أعلن عدله بإدانة بابل الزانية العظيمة. التى أفسدت الأرض. وذلك بتشجيعها على الإنحراف. ولنلاحظ أن السمائيين لا يفرحون بالإنتقام بل بإنتزاع الشر وظهور عدل الله وقداسته. آمين = فليكن الخلاص لإلهنا = هو صانع خلاصا القدرة لإلهنا = هو له كل القدرة.
دخانها يصعد إلى أبد الآبدين = أى أن عذابها مستمر للأبد. فالدخان لا يصعد إلا لو كان هناك شىء يحترق.
آيات 4-6 “و خر الاربعة و العشرون شيخا و الاربعة الحيوانات و سجدوا لله الجالس على العرش قائلين امين هللويا. و خرج من العرش صوت قائلا سبحوا لالهنا يا جميع عبيده الخائفيه الصغار و الكبار. و سمعت كصوت جمع كثير و كصوت مياه كثيرة و كصوت رعود شديدة قائلة هللويا فانه قد ملك الرب الاله القادر على كل شيء”.
المسيح بفدائه وحد السمائيين مع الأرضيين وجعل الإثنين واحدا (أف 10:11) لذلك هنا تسبيح الطغمات الملائكية مع الكنيسة المنتصرة جنبا إلى جنب.
وخر الأربعة والعشرون شيخا (صحتها قسيسا).
والأربعة الحيوانات = هؤلاء الملائكة فى فرح يسبحون لأجل المجد الذى نالته الكنيسة ولأجل دينونة الأشرار.
وسجدوا لله = السجود ليس فقط للتوبة والإنسحاق بل السجود هو وسيلة للعبادة والإقتراب لله بصورة صحيحة فيها خشوع، والخشوع والإقتراب لله بصورة صحيحة يجلب الفرح لذلك نجد أن حتى السمائيون يسجدون الصغار والكبار = هو نداء للكل بغض النظر عن مراكزهم.
خرج صوت من العرش.. سبحوا = الأمر بالتسبيح صادر من العرش لأن فى التسبيح لذة وفرح وتعزية، وهذا ما يريده الله للسمائيين أن يفرحوا، ويفرحوا لمجد إخوتهم المنتظر. كون أن صوت يخرج من العرش قائلا سبحوا، هذا معناه.. هيا إفرحوا لقد إنتهت أيام الآلام والحروب والضيقات والتجارب.
الرب قد ملك = بأن أعلن سيطرته وحكمه على الأشرار.
كصوت مياه كثيرة = أى عدد غفير وشعوب كثيرة جدا لا حصر لها.
آية 7 “لنفرح و نتهلل و نعطيه المجد لان عرس الخروف قد جاء و امراته هيات نفسها”.
عبر الكتاب المقدس نسمع عن المسيح عريس الكنيسة (مز13:45) + (أش5:54) + (حز7:16-14) + (هو16:2) + (مت15:9) + (مت2:22-10) + (مت1:25-10) + (يو29:3) + (2كو2:11) + (أف32:5). والمسيح مشبه بعريس لكنيسته أى متكفل بها وبكل ما تحتاجه من مأكل ومشرب وملبس، وهو يغنيها بأفضاله ويشبعها ببركاته الروحية والجسدية ويلتزم بحمايتها ويملأها فرحا وسرورا وعزاء أما العروس فهى ملتزمة بالخضوع لعريسها وطاعته والإخلاص له حتى الموت ونلاحظ فى الأيات السابقة ثلاث مراحل لهذا العرس:-
- الخطبة = كما ورد فى (2كو2:11) وهى بداية الدعوة للإيمان.
- العروس = كما ورد فى كثير من الأيات، وهى علاقة المؤمن بالمسيح بعد أن أعلن إيمانه وإعتمد وصار متحدا بعريسه المسيح.
- الإمرأة = وهذه وردت فى سفر الرؤيا فقط كما فى هذه الآية، علامة على كمال الإتحاد فى السماء، والعرس قد تم والزوجة صارت فى حضن زوجها وللأبد.
إمرأته هيأت نفسها = كيف تهيىء الكنيسة نفسها؟ بالإخلاص والخضوع ولكن الله هو الذى يعطى البر.
آية 8 “و اعطيت ان تلبس بزا نقيا بهيا لان البز هو تبررات القديسين”.
بزا نقيا بهيا = البز هو الكتان الأبيض إشارة للبر والنقاوة والقداسة التى يعطيها المسيح لكنيسته، فهو غسلنا بدمه وبررنا فبيض ثيابنا. واللبس الأبيض هو لبس العرايس يوم فرحهم. ولقد حصلنا على هذا الثوب الأبيض يوم المعمودية ولكننا كنا نلوثه كل يوم بخطايانا، ثم بالتوبة والإعتراف كنا نبيضه، ولكننا فى الأبدية سنلبس هذه الثياب البيض للأبد، أى سيكون لنا بر المسيح للأبد وسنتزين بفضائل المسيح، سنلبس المسيح للأبد، وسيتغير شكل جسد تواضعنا إلى صورة جسد مجده (فى21:3). وهذا هو معنى تبررات القديسيين = الله قدم لهم التبرير
أى الفضائل التى يعطيها الله للقديسين. ولكن هذا لمن يجاهد على الأرض.
وقارن كل هذا مع المرأة الزانية (إصحاح 17) فنجدها تحاول أن تتزين لأنها لا تملك البز ولا البراءة، بل شكلها قبيح وتحاول أن تخفيه بهذه الزينة الخارجية.
آية9 “و قال لي اكتب طوبى للمدعوين الى عشاء عرس الخروف و قال هذه هي اقوال الله الصادقة”.
إلى عشاء عرس الخروف = من فتح باب قلبه ليدخل المسيح إليه ويتعشى معه وهو مازال على الأرض (رؤ20:3) أى كانت له علاقة حب مع المسيح على الأرض، فهذا قد غلب. ومن يغلب يكون مدعوا لهذا الحفل، حفل العشاء السمائى. وسمى عشاء ربما لأنه فى نهاية نهار الحياة الزمنية بشمس تجاربها، وفى نهاية عمل النهار يأخذ الأجير أجرته ويذهب ليرتاح. إذا هو عشاء لأنه يشير للراحة والأجرة. ونلاحظ أنه فى أثناء العشاء الربانى يوم قدم السيد المسيح جسده ودمه لتلاميذه، قال لهم “إنى لا أشرب من الآن من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدا فى ملكوت ابى” (مت29:26) والشرب من نتاج الكرمة جديدا فى الملكوت هو عشاء عرس الخروف، هو إتحاد بين العريس وعروسه على مستوى جديد لم تعرفه العروس على الأرض. وقارن مع عشاء عرس إبن الملك (مت2:22-14) فالعشاء هو لمن إستمر لابسا ثيابه البيضاء التى أخذها بالمعمودية.
آية 10 “فخررت امام رجليه لاسجد له فقال لي انظر لا تفعل انا عبد معك و مع اخوتك الذين عندهم شهادة يسوع اسجد لله فان شهادة يسوع هي روح النبوة”.
كان هناك ملاك مصاحب ليوحنا ويكلمه ويشرح له، وظنه يوحنا أنه هو المسيح. ولنلاحظ أن هناك سبب لهذا الخطأ، فيوحنا شاهد المسيح فى هذه الرؤيا مرارا فلماذا الخطأ؟ هذا راجع للشبه الشديد بين المسيح وبين الملائكة فى المجد والعظمة، بل نحن سيكون لنا هذه الأجساد الممجدة التى بها نتشابه مع الرب يسوع ونصير مثله (1يو2:3) فالمسيح وحد السمائيين مع الأرضيين. والملاك رفض أن يسجد له يوحنا على أنه المسيح، أى رفض سجود العبادة. ولكننا نسجد أمام البابا البطريرك والأساقفة وأجساد القديسين ليس سجودا للعبادة بل للإحترام والولاء كما سجد يعقوب لعيسو وسجد إبراهيم أبو الآباء لبنى حث.
شهادة يسوع هى روح النبوة = هذه تعنى:-
المسيح يسوع يضع أو هو وضع كلمات الشهادة التى شهد بها الأنبياء فى أفواههم فكل الأنبياء تنبأوا عن المسيح. وكان هدف العهد القديم كله أن يشهد للمسيح. الكل كان يخدم هذا الهدف أى الشهادة ليسوع. وهنا الملاك يقول أن هذا هو هدفه هو أيضا أن يشهد ليسوع، وهو هدف يوحنا هو هدف كل إنسان أو ملاك أمين فى محبته ليسوع. إذا لا تسجد لى فكلنا هدفنا الشهادة ليسوع سواء أنا أو أنت أو كل الأنبياء، وهذه الشهادة هى الحق.
رؤ19: 11-16
آيات 11-13 “ثم رايت السماء مفتوحة و اذا فرس ابيض و الجالس عليه يدعى امينا و صادقا و بالعدل يحكم و يحارب. و عيناه كلهيب نار و على راسه تيجان كثيرة و له اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو. و هو متسربل بثوب مغموس بدم و يدعى اسمه كلمة الله”.
هذا هو المسيح يسوع ظهر على فرس أبيض = علامة أن المسيح يحارب، والفرس الأبيض هو كنيسته التى بررها ويحارب بها وفيها. وهو أمينا وصادقا = وعد بنصرة كنيسته وتكليلها وسيفعل. عيناه كلهيب نار = تفحص حتى أستار الظلام، وتحرق أعداء الكنيسة وترعبهم، ولكنها لأولاد الله تحرق محبة الخطية من قلوبهم وتشعلها حبا لله. وعلى رأسه تيجان كثيرة = هو ملك الملوك ولكن التيجان كثيرة لأنه فى كل معركة تدخلها الكنيسة فهو عمليا الذى يحارب ويغلب ويكلل، هو الذى يقود الفرس الأبيض فى المعركة. والتاج يحسب لراكب الفرس وليس الفرس له إسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو = يعنى أن الله فى جوهره وذاته مستحيل أن ندركه، فلا يعرف الله إلا روح الله (1كو11:2) إذا حتى الملائكة لا تعرف الله ولا تدركه تماما. ولنلاحظ أن الإسم هو كناية عن الجوهر والشخصية والقدرة. وهو متسربل بثوب مغموس بدم = يشير الثوب إلى جسد الرب الممجد الذى إكتسى بالدم يوم الصليب من رأسه حتى قدميه. فإذا كان جسد المسيح هو كنيسته (أف30:5) + (أف23،22:1) فيكون جسده المكتسى بالدم إشارة لكنيسته المكتسية بالدم، أى المغطاة بالدم، وهذه هى الكفارة أى تغطية الكنيسة بالدم لتكون مقبولة لدى الآب. هنا يعلن المسيح أنه هو المتكفل بثمن الحفل كله، حفل عشاء الخروف. والثمن هو دمه.
ويدعى إسمه كلمة الله = إذا هو المسيح كلمة الله أى أقنوم الحكمة الإلهية والنطق الإلهى، هو اللوغوس (يو2،1:1).
آية 14 “و الاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض و نقيا”.
الأجناد الذين فى السماء = هم الملائكة. والسيد المسيح فى مجيئه الثانى سيأتى ومعه ملائكة (مت31:25).
يتبعونه = فى حب وخضوع كامل ولا يعملون شيئا خارجا عن إرادته.
على خيل = إذا هى صورة حرب، فهم أيضا يحاربون إبليس لحسابنا فهم أرواح خادمة للكنيسة (عب14:1 + رؤ7:12) وهم يصلون عنا (زك12:1) ويفرحون بتوبتنا (لو7:15) ويستقبلون نفوسنا حين تغادر أجسادنا (لو22:16) وهم ظاهرين هنا فى صورة حرب ليلقوا إبليس ومن تبعه وكل من وقف موقف تحدى للمسيح، فى البحيرة المتقدة بالنار لابسين بزا أبيض = رمزا لطهارتهم التى أهلتهم أن يرافقوا المسيح.
آية 15 “و من فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم و هو سيرعاهم بعصا من حديد و هو يدوس معصرة خمر سخط و غضب الله القادر على كل شيء”.
من فمه يخرج سيف ماض = هو سيف كلمة الله وهو سيف ذو حدين (عب12:4). الحد الأول للتنقية والتطهير، والولادة الثانية (يو3:15) + (1بط23:1) فالكلمة هى كلمة محييةوحين تنقى وتحيى فكأننا ولدنا من جديد ولكن إن لم يستجب الإنسان لعمل كلمة الله فالحد الثانى يدينه فهو حد الدينونة (يو48:12) + (رؤ16:2).
يضرب به الأمم = كانت كلمة أمم تشير للوثنيين فى مقابل شعب الله اليهود.
والأمم هنا هم الأشرار الذين لم يستفيدوا من كلمة الله.
سيرعاهم بعصا من حديد = هذا تحقيق لنبوة داود(مز9:2) وفى هذا إشارة لسلطان المسيح الديان على الأشرار.
يدوس معصرة خمر سخط غضب الله = الخمر ينتج بعد تخزينه فترات طويلة ومن يشربه يترنح. وغضب الله، إختزنه الله فترات طويلة بطول أناة عجيبة وسيشربه الأشرار ويترنحوا، فهو سيطأ الأشرار بصرامة وشدة.
آية 16 “و له على ثوبه و على فخذه اسم مكتوب ملك الملوك و رب الارباب”.
له على ثوبه = إشارة لجسده أى كنيسته. وعلى فخذه = الفخذ يشير للناسوت أى جسده، فعندما إستحلف إبراهيم لعازر الدمشقى قال له “ضع يدك تحت فخذى” (تك3:24).
والفخذ هو موضع السلاح (السيف) الذى يحارب به الشخص. والمسيح حارب إبليس بتجسده فملك وصار ملك الملوك ورب الأرباب
رؤ19: 17-21
“و رايت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم. لكي تاكلي لحوم ملوك و لحوم قواد و لحوم اقوياء و لحوم خيل و الجالسين عليها و لحوم الكل حرا و عبدا صغيرا و كبيرا. و رايت الوحش و ملوك الارض و اجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس و مع جنده. فقبض على الوحش و النبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش و الذين سجدوا لصورته و طرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت. و الباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه و جميع الطيور شبعت من لحومهم”.
ما قيل فى نهاية إصحاح 16 يشرح ويتم هنا. فالوحى بعد أن أكد خراب بابل وهى مملكة الشر، وأعطى للمؤمنين صورة الأفراح الأبدية يعود مرة أخرى ليشرح معركة هرمجدون. وكل هذا لتشجيع المؤمنين فالمعركة مع الشر وإنتصارهم هى أمور محتمة. ونجد هنا أنه فى مقابل وليمة العريس لعروسه وإحتفالات الفرح (العشاء) فى السماء، نرى هنا صورة مفزعة للأشرار صورة الإنحلال العظيم، حين يحترق كل شىء، وتنحل كل العناصر محترقة بضجيج (2بط10:3) وتبدأ الدينونة النهائية. ونجد هنا تعبيرات قوية إشارة لمذبحة شاملة هى معركة هرمجدون (راجع حز18،17:39) ونرى صورة عن شدة الهلاك الذى يلحق بالأشرار. ونلاحظ أنه بدأ بإهلاك العظماء المتكبرين = لحوم ملوك ولحوم قواد… ثم يصل للعبيد أى من إستعبدوا للخطية. والملوك هم ملوك الأرض (راجع رؤ2:17) والقادة هم من قادوا آخرين للخطية، “فويل لمن تأتى به العثرات “.
والخيل = هم كل من زنوا مع زوجات أصدقائهم وسعوا وراء شهوات الزنا (أر8:5).
واقفا فى الشمس = أى منظورا للعالم كله.
قائلا لجميع الطيور.. = هى وليمة للطيور الجارحة يأكلون فيها لحوم الأشرار، وفى هذا إشارة لأن عدد القتلى سيكون عظيما جدا فى هذه المعركة. ورمزيا فهذه الطيور الجارحة تشير للشياطين، فإن هؤلاء الأشرار سيكونون من نصيب الشياطين فهم سلموا أنفسهم للشيطان فى حياتهم فصاروا من نصيبه فى البحيرة المتقدة بالنار (رؤ10:20). والعكس فمن رفض ملذات وخطايا العالم التى يعرضها إبليس عليه يستطيع أن يقول مع المسيح وفى المسيح ” رئيس هذا العالم يأتى وليس له فى شىء (يو30:14) أما من تلذذ بالعالم فسيكون مأكلا للشيطان، بل يقبض على روحه عند خروجها. ويا للعجب فإننا نجد فى اللحظات الأخيرة أن الوحش وملوك الأرض يحاولون أن يصنعوا حربا مع الفارس الإلهى المهيب، طبعا هم لا يستطيعون أن يطولوا المسيح، لكنهم سيحاربون كنيسته = جنده. والنتيجة محتمة أنهم سيخسرون هذه الحرب.
تفسير رؤيا 18 | تفسير سفر الرؤيا | تفسير العهد الجديد |
تفسير رؤيا 20 |
القمص أنطونيوس فكري | |||
تفاسير سفر الرؤيا | تفاسير العهد الجديد |