تفسير سفر عزرا ٢ للقمص تادرس يعقوب

الأصحاح الثاني

موكب العائدين المتهللين

في الأصحاح الأول ردّ كورش ملك فارس آنية بيت الرب الثمينة إلى أورشليم حيث يُبنى هيكل الله. في هذا الأصحاح نرى الآنية البشرية الكثيرة الثمن، التي هي شعب الله الذي يسكن الله في وسطه. هذا هو البيت الإلهي الذي يُسر الله أن يبنيه بنفسه.

إذ صدر الأمر الملكي بإمكانية العودة، وأوصى الملك الشعب بتقديم تبرعات لبناء بيت الرب، كما أخرج الآنية التي كانت مودعة في بيت آلهة نبوخذنصر. استجاب للدعوة حوالي 50 الفًا، وهو عدد يُعتبر قليلاً جدًا بالنسبة للمسبيين. لكن ما يشغل الله لا العدد بل نقاوة القلوب. إنهم يمثلون القلة القليلة الأمينة التي لم تستطع أرض السبي ولا عشرات السنوات أن تحول أبصارهم عن مدينة الله المحروقة بالنار وهيكله المهدم.

القائمة الخاصة بالراجعين من السبي في الأصحاح الثاني تكررت في نحميا (7: 6-73).

إنها قائمة موكب عجيب، موكب أصحاب القلوب النقية المتهللة بعمل الرب. أما فئاته فكثيرة: وقد بوِّبت القوائم هكذا:

أ. القادة [1-2]: تشمل إثني عشر شخصًا ذكر عزرا أحد عشر منهم، وذكر نحميا نفس الأسماء بالإضافة إلى نحماني (نح 7: 7). وإن كان جميعهم من سبطي يهوذا وبنيامين، لكنهم كانوا يحسبون أنفسهم ممثلي الاثني عشر سبطًا. قدموا اثني عشر ثورًا، محرقة عن كل الأسباط (عز 8: 35).

كان موكب العودة تحت قيادة زرُبابل حفيد الملك يهوياكين، وهو يمثل السلطة المدنية، ويشوع الكاهن يمثل السلطة الدينية. إنه موكب التحرر من إبليس والصعود إلى أورشليم العليا تحت قيادة رب المجد يسوع بكونه ملك الملوك ورئيس الكهنة السماوي في نفس الوقت، يحمل الملوكية والكهنوت في نفس الوقت.

في كل جيل يرسل الله قديسين عظماء متنوعي المواهب.

ب. الشعب [3-35]: تم تصنيف بعضهم حسب عشائرهم وقبائلهم [3-19]. وتصنيف الآخرين حسبأماكن الاستقرار [20-35]. إنه أشبه بسفر الحياة التي يُسجل فيه أسماء المجاهدين في الرب، الذين أحبوا الهيكل السماوي أفضل من كل غنى الأرض ومراكزها. الله ينقش اسمك على كفه (إش 49: 16).

ج. الكهنة [36-39]: عاد منهم 4289 كاهنًا من أربع فرق: بنو يدعيا، وبنو أمير، وبنو فشحور، وبنو حاريم.

د. اللاويون [40-43]: عاد من اللاويين 74 شخصًا، فقد أحب بقيتهم خدمة العالم عن خدمة الهيكل. ومن البوابين 139 شخصًا، الذين يقومون بحراسة الهيكل. ومن الْمُغَنُّينَ بَنُو آسَافَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ [41].

لم يكن ممكنًا للكهنة أو اللاويين أو المغنين أو الشعب أن يسبّحوا في أرض السبي: “كيف نسبح تسبحة الرب في أرضٍ غربية” (مز 137: 4). لقد أضفى المغنون على موكب العودة روح التسبيح والفرح والتهليل، مما جعل الرحلة ممتعة، ونسي الكل – الكبار والصغار، الرجال والنساء – مشاق الرحلة. لهم دور أساسي في الموكب، فهو موكب الانطلاق إلى أورشليم العليا، موكب متهلل. بالفرح والتهليل ننسى مشقة رحلة جهادنا وغربتنا!

هـ. النثينيم [43-54]: اسم عبري معناه “مكرسون” هم غالبًا أحفاد الجبعونيين والمديانيينالذين قاموا بالعمل في بيت الرب أمام موسى ويشوع. كَّرسهم داود الملك لخدمة الهيكل. مع أنهم ليسوا من شعب الله، لكنهم فضلوا الخدمة في خرائب أورشليم والهيكل المتهدم عن أمجاد بابل.

و. بنو عبيد سليمان [55-58]: من نسل الكنعانيين.جنَّدهم في خدمة الهيكل. بهذا انسلخوا من اللعنة التي حلت عليهم (تك 9: 25)، إذ التصقوا بالرب وتقدسوا فيه.

كان النثينيم ومعهم بنو عبيد سليمان أكثر غيرة من اللاويين. كثيرون يأتون من المشارق والمغارب، ويتمتعون بالأحضان الإلهية (مت 8: 11)، بينما يتراخى أبناء الملكوت في التمتع به. هوذا الموكب يسع العالم كله، أبواب الله المفتوحة للجميع!

كان من الضروري أولاً أن يستقر هذا العدد الضخم من الراجعين من السبي [64-70]، لكن أورشليم كانت موضعًا فقيرًا (مراثي 5: 18). لذلك فقد ذهبوا إلى المدن والقرى المحيطة يستقرون فيها.

الصاعدون من السبي   1-58.

وَهَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ،

الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ،

وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا،

كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ [1].

يقصد بالكورة هنا يهوذا الني كانت قبلاً مملكة عظيمة لها توابع، فقد صارت مجرد كورة، أي مقاطعة تابعة لملك فارس. هذا هو عمل الخطية التي تذل الإنسان كما الأمم والممالك. لقد ارتبط الشر بالعار والخزي وفقدان السلام مع الفشل والهزيمة الداخلية، والبرً بالكرامة الحقيقية. فالشرير لا يحتاج إلى من يردعه ويعاقبه، إنما ما يفعله يقدم له المرارة والموت! يشرب من ذات الكأس التي ملأها لنفسه، اللهم إلا إذا ألقى بالكأس خلال تمتعه بالشركة مع مخلصه، وجهاده الجاد خلال الإرادة المقدسة في الرب.

“البرّ يرفع شان الأمة، وعار الشعوب الخطية” (أم 14: 34).

“إذا جاء الشرير جاء الاحتقار أيضًا، ومع الهوان عار” (أم 18: 3).

“فكانوا كلما عبدوا غير إلههم أُسلموا للغنيمة والسيف والعار” (يهوديت 5: 18).

“ليخز ويفن مخاصمو نفسي، ليلبس العار والخجل الملتمسون لي شرًا” (مز 71: 13).

“لا سلام قال الرب للأشرار” (إش 48: 22).

“ولا تصر عدوُا بعد أن كنت صديقًا، فإن القبيح السمعة يرث الخزي والعار، وكذلك الخاطئ ذو اللسانين” (سي 6: 1).

“الكذب عار قبيح في الإنسان، وهو لا يزال في أفواه فاقدي الأدب (سي 20: 26).

v     إن بقيت فيما يخص التراب، فستتحول إليه في النهاية. يليق بك أن تتغير، يجب أن تتحول، يجب أن تصير سماويًا[23].

 العلامة أوريجينوس

v     إذ أنا ملوم بكل غضن خطاياي، أقضي أيامي ولياليَّ في رعبٍ، لكنني إذ أنظر الله يحل القيود، ويسند النفس المتواضعة المرتعبة، يقول لي وأنا منبطح في قبر شري: “چيروم هلم خارجًا”[24].

القديس چيروم

v     يتَّجه هؤلاء الأشرار نحو قتل أنفسهم بكل أنواع الشهوات… نعم، فإنَّهم حتى عندما يعيشون يكونون في عارٍ، إذ يحسبون بطونهم آلهتهم، وعندما يموتون يتعذبون[25].

القدِّيس أثناسيوس الرسولي

الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَِلَ:

يَشُوعُ نَحَمْيَا سَرَايَا رَعْلاَيَا مُرْدَخَايُ بِلْشَانُ مِسْفَارُ بَغْوَايُ رَحُومُ بَعْنَةَ.

عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ [2].

إذ قبل العائدون إلى أورشليم ترك الكثير واحتمال المتاعب والمخاطر من أجل بناء مدينة الله أورشليم وهيكله، كرَّمهم الله بذكر أسمائهم. “فإني أكرم الذين يكرمونني” (1 صم 2: 30). يحفظ الله أسماء متقيه، إذ “ذكر الصديق للبركة” (أم 10: 7)، ويكرمهم في هذا العالم كما في الدهر الآتي.

تُسجل أسماء للعاملين لحساب ملكوت الله، حتى تُسجل أيضًا في سفر الحياة الأبدية (رؤ 3: 5).

هذا السجل لم يذكر كل الأسماء مكتفيًا أحيانًا بأسماء رؤساء البيوت والعشائر، وأحيانًا بالعدد فقط. أما متقو الرب، فأسماؤهم مُسجلة عند الرب في سفر التذكرة (مل 3: 16-17).

v     “ذكر الصدِّيق يُمتدح“. لم يقل هذا ليعني أن النفوس المنتقلة يسندها مديحنا. إنما قال هذا لأن الذين يمدحون الراحلين ينالون النفع الأعظم من ذكراهم، لذلك إذ ننال نفعًا كثيرًا من ذكرهم المقدس، ليتنا لا نزدري بكلمات الإنسان الحكيم، بل بالحرى نعطي اهتمامًا بها[26].

القديس يوحنا الذهبي الفم

نحميا هنا غير نحميا قائد الفوج الثالث الذي أعاد بناء السور بعد ذلك بحوالي 80 سنة، كذلك مردخاي هنا غير مردخاي الوارد في سفر أستير.

بَنُو فَرْعُوشَ أَلْفَانِ وَمِئَةٌ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ [3].

بَنُو شَفَطْيَا ثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ [4].

بَنُو آرَحَ سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ [5].

بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ بَنِي يَشُوعَ

وَيُوآبَ أَلْفَانِ وَثَمَانُ مِئَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ [6].

“فحث موآب“، أي حاكم موآب، ربما كان أبوهم حاكمًا لموآب حين كانت خاضعة لإسرائيل.

بَنُو عِيلاَمَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ [7].

بَنُو زَتُّو تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ [8].

بَنُو زَكَّايَ سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ [9].

بَنُو بَانِي سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ [10].

بَنُو بَابَايَ سِتُّ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [11].

بَنُو عَرْجَدَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ [12].

بَنُو أَدُونِيقَامَ سِتُّ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ [13].

أدوينقام” تعني “السيد الكبير”. ونلاحظ أن رقم 666 هو رقم الوحش (رؤ 13)، أو الشيطان. وكأنه مع كل رجوع إلى الله، نتوقع محاربات من عدو الخير مادمنا لازلنا في الجسد.

بَنُو بَغْوَايَ أَلْفَانِ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ [14].

بَنُو عَادِينَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ [15].

بَنُو آطِيرَ مِنْ يَحَزَقِيَّا ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُونَ [16].

بَنُو بِيصَايَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [17].

بَنُو يُورَةَ مِئَةٌ وَاثْنَا عَشَرَ [18].

بَنُو حَشُومَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [19].

بَنُو جِبَّارَ خَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ [20].

جبار“، هي جبعون (نح 7: 25، يش 9).

بَنُو بَيْتِ لَحْمٍ مِئَةٌ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [21].

رِجَالُ نَطُوفَةَ سِتَّةٌ وَخَمْسُونَ [22].

رِجَالُ عَنَاثُوثَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ [23].

رجال عناثوث [23]: وهم أهل قرية إرميا النبي الذين اتهموه بالخيانة، وتخلوا عنه. تنبأ إرميا عن العودة من السبي وهو في السجن، حيث حبسه صدقيا الملك بتهمة أنه عميل نبوخذنصر. جاءه ابن عمه حنئيل يشتري منه حقله الذي في عناثوث، ومع علمه أن الكلدانيين سيستولون على الأرض. اشترى الحقل وكتب الصك وأشهد الشهود، وأمر باروخ بأن يضعه في إناء خزفي، شهادة على أنه بعد خراب الأرض ستعود إليها الحياة (إر 32: 43-43). هوذا قد تحقق وعد الله وعاد المسبيون، ورجع رجال عناثوث ليعمروا الأرض.

بَنُو عَزْمُوتَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ [24].

بَنُو قَرْيَةِ عَارِيمَ كَفِيرَةَ وَبَئِيرُوتَ سَبْعُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَأَرْبَعُونَ [25].

بَنُو الرَّامَةِ وَجَبَعَ سِتُّ مِئَةٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ [26].

رِجَالُ مِخْمَاسَ مِئَةٌ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ [27].

رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [28].

بَنُو نَبُو اثْنَانِ وَخَمْسُونَ [29].

نبو“: ليس الجبل الذي صعد عليه موسى، بل هي مكان في يهوذا.

بَنُو مَغْبِيشَ مِئَةٌ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ [30].

بَنُو عِيلاَمَ الآخَرِ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ [31].

عيلام الآخر” تميزًا له عن عيلام المذكور في آية 7، الأول اسم شخص، أما هنا فاسم مكان.

بَنُو حَارِيمَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ [32].

بَنُو لُودَ بَنُو حَادِيدَ وَأُونُو سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ [33].

بَنُو أَرِيحَا ثَلاَثُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ [34].

بَنُو سَنَاءَةَ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِئَةٍ وَثَلاَثُونَ [35].

أَمَّا الْكَهَنَةُ فَبَنُو يَدْعِيَا مِنْ بَيْتِ يَشُوعَ تِسْعُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَسَبْعُونَ [36].

كنا نتوقع عودة كل الكهنة، لكن للأسف عادت مجموعات من أربع فرق فقط، والبقية فضلت العمل في أرض السبي والمشروعات عن هيكل الرب.

يشوع” المذكور هنا غير المذكور في آية 2.

يلاحظ أن مجموع عدد الكهنة حوالي 4200، وهم حوالي عُشر العائدين من أورشليم، وكأن الله أراد أن يحتفظ لنفسه بالعشور.

بَنُو إِمِّيرَ أَلْفٌ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ [37].

بَنُو فَشْحُورَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَسَبْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ [38].

بَنُو حَارِيمَ أَلْفٌ وَسَبْعَةَ عَشَرَ [39].

أَمَّا اللاَّوِيُّون،َ فَبَنُو يَشُوعَ وَقَدْمِيئِيلَ مِنْ بَنِي هُودُويَا أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ [40].

يلاحظ أن عدد اللاويين قليل للغاية، ربما لأنهم رفضوا وظيفتهم واستخفوا بها، إذ أرادوا أن تكون لهم أرضٍ وممتلكات، ونسوا أن الرب هو نصيبهم، وهم نصيب الرب.

الْمُغَنُّونَ بَنُو آسَافَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ [41].

بَنُو الْبَوَّابِينَ بَنُو شَلُّومَ بَنُو آطِيرَ بَنُو طَلْمُونَ بَنُو عَقُّوبَ

بَنُو حَطِيطَا بَنُو شُوبَايَ الْجَمِيعُ مِئَةٌ وَتِسْعَةٌ وَثَلاَثُونَ [42].

النَّثِينِيمُ بَنُو صِيحَا بَنُو حَسُوفَا بَنُو طَبَاعُوتَ [43].

النثنييم: غالبًا من نسل الجبعونيين، عُينوا في خدمة اللاويين.

بَنُو قِيرُوسَ بَنُو سِيعَهَا بَنُو فَادُونَ [44].

بَنُو لَبَانَةَ بَنُو حَجَابَةَ بَنُو عَقُّوبَ [45].

بَنُو حَاجَابَ بَنُو شَمُلاَيَ بَنُو حَانَانَ [46].

بَنُو جَدِّيلَ بَنُو حَجَرَ بَنُو رَآيَا [47].

بَنُو رَصِينَ بَنُو نَقُودَا بَنُو جَزَّامَ [48].

بَنُو عُزَّا بَنُو فَاسِيحَ بَنُو بِيسَايَ [49].

بَنُو أَسْنَةَ بَنُو مَعُونِيمَ بَنُو نَفُوسِيمَ [50].

بَنُو بَقْبُوقَ بَنُو حَقُوفَا بَنُو حَرْحُورَ [51].

بَنُو بَصْلُوتَ بَنُو مَحِيدَا بَنُو حَرْشَا [52].

بَنُو بَرْقُوسَ بَنُو سِيسَرَا بَنُو ثَامَح [53].

بَنُو نَصِيحَ بَنُو حَطِيفَا [54].

بَنُو عَبِيدِ سُلَيْمَانَ بَنُو سَوْطَايَ بَنُو هَسُّوفَرَثَ بَنُو فَرُودَا [55].

“بنو عبيد سليمان”: من نسل الكنعانيين الذين سخرهم سليمان لبناء الهيكل (1 مل 9: 20-21).

بَنُو يَعْلَةَ بَنُو دَرْقُونَ بَنُو جَدِّيل [56].

 بَنُو شَفَطْيَا بَنُو حَطِّيلَ بَنُو فُوخَرَةِ الظِّبَاءِ بَنُو آمِي [57].

جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَتِسْعُونَ [58].

 

الذين لم تثبت أنسابهم   59-67.

وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ صَعِدُوا مِنْ تَلِّ مِلْحٍ وَتَلِّ حَرْشَا كَرُوبُ أَدَّانُ إِمِّيرُ.

وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُبَيِّنُوا بُيُوتَ آبَائِهِمْ وَنَسْلَهُم.ْ

هَلْ هُمْ مِنْ إِسْرَائِيلَ [59].

كان لجداول الأنساب أهمية كبرى عند العبرانيين، خاصة بالنسبة للكهنة واللاويين. فمن لا يستطيع أن يثبت أنه من نسل إبراهيم يُحرم من بعض الامتيازات الخاصة.

مما يُخجل أن بعض العائدين بسبب محبتهم للمال، فقدوا اهتمامهم بإثبات بيوت آبائهم [59].

لم يستطيعوا أن يبينوا بيوت آبائهم“، هؤلاء إسرائيليون، لكنهم فقدوا قوائم انتسابهم. وكان من هؤلاء كهنة، ويلزمهم أن يكونوا من نسل هرون.

بَنُو دَلاَيَا بَنُو طُوبِيَّا بَنُو نَقُودَا سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ [60].

“دلايا” معناه “من حرره يهوه. “طوبيا” معناه “جودة يهوه”. و”نقودا” معناه “شهير”. فمع ما تحمله هذه الأسماء من دلالات روحية جميلة، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا نسبهم إلى شعب الله، ربما لأن اباءهم كانوا قد تزوجوا بوثنيات. حُسب هؤلاء كغرباء مختونين لهم حق العبادة وتقديم الذبائح (عد 15: 14-16) لكن ليس لهم نصيب في الأرض.

وَمِنْ بَنِي الْكَهَنَةِ بَنُو حَبَايَا بَنُو هَقُّوص،َ

بَنُو بَرْزِلاَّيَ الَّذِي أَخْذَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ بَرْزِلاَّيَ الْجِلْعَادِيِّ،

وَتَسَمَّى بِاسْمِهِمْ [61].

غير بعض الكهنة نسبهم إلى برزلاي الجلعادي عوض انتسابهم لسبط هرون [61]، فحُرموا من أكل قدس القداس، إي من أنصبتهم ككهنة، وأُعطي لهم فقط القدس الذي هو أنصبة عائلات الكهنة [61-63]. كثير من الشعب بل ومن كان أصلهم أمميًا سبقوا الكهنة ودخلوا الموكب، وصاروا أبطالاً عند الرب. يسبق بعض الشعب الكهنة في الأمجاد السماوية. “بنو برزلاي”: هؤلاء فقدوا الكهنوت، إذ فقدوا الاستحقاق له. لأن أباهم كان كاهنًا، فضّل أن يتسمى باسم رجل مشهور هو برزلاي الجلعادي، وترك نسبة لهرون. لم يدرك كرامة الكهنوت وخدمة الله، فرذل نسبة الكهنوتي. من ينكر ابن الإنسان ينكره ابن الإنسان أيضًا.

هَؤُلاَءِ فَتَّشُوا عَلَى كِتَابَةِ أَنْسَابِهِمْ فَلَمْ تُوجَدْ،

فَرُذِلُوا مِنَ الْكَهَنُوتِ [62].

وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ،

حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ [63].

هؤلاء المرفوضون من الكهنوت حرموا أنفسهم من خبز الوجوه والشركة في لحم الذبيحة المقدسة والسكيب، هذه التي لا يأكل منه سوى الكهنة وتُدعى مجازًا قدس الأقداس. أما البكور وتقدمات الشكر والعشور، فيأكلها بيت الكاهن كله، وتُسمى القدس.

الترشاثا: كلمة فارسية تشير إلى الوالي، وقد تعني لقبًا للاحترام مثل “سعادة فلان”. الوالي هنا زربابل.

كاهن للأوريم والتميم“:كانا حجرين مسطحين على صدرة رئيس الكهنة التي تُدعى “صدرة القضاء (خر 28: 30، لا 8: 8)”، والتي من خلالهما يجيب الله على أسئلته، فهما يشيران إلى تسليم المشيئة لله، في الأمور الخاصة بالشعب ككلٍ.

كلمة “أوريم” معناها “الأنوار”، و”التميم” معناها “إتمام” أو “الكمالات”.

هنا نجد إشارة إلى انتظار الإسرائيليين إلى مجيء رئيس الكهنة الذي فيه كل الأنوار والكمالات، أي السيد المسيح.

على أي الأحوال فإن “الأوريم والتميم” يؤكدان في حياة الكاهن ألاَّ يعتمد في خدمته على الأذرع البشرية والمشورات البشرية، لكنه يلجأ أولاً إلى المذبح، حيث ينسكب أمام الله طالبًا نوره الإلهي يشرق في قلبه ويكمل كل ضعف فيه. فالتزامات الكاهن الكثيرة والخطيرة والمتشابكة، إذ يقوم بإرشاد الناس في أثمن ما لديهم – خلاص نفوسهم – وتعامله مع أنواع مختلفة من الناس، تحت ظروف متباينة، هذا الأمر الذي يجعله محتاجًا أن يكون على صلة مستمرة بالله مرشده حتى لا تهلك نفس بسبب جهله أو عجزه عن القيام بالعمل.

v     الرب نفسه هو الذي يعمل وهو الذي يقدم الكل[27].

القديس يوحنا الذهبي الفم

كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعًا اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّون [64].َ

فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ،

فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ

وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ [65].

يذكر مجموع الجموع دون العبيد والإماء 42360 كما ورد في سفر نحميا، بينما مجموع الأعداد الواردة هنا 29818، ومجموع الأعداد الواردة في نحميا 31089، فما هو سبب ذلك؟

  1. رقم 42360 هو عدد أعيان اليهود الذين أرادوا العودة، وهذا الرقم ثابت في عزرا ونحميا. لكن من ذكرهم عزرا هم الذين تحركوا للعودة وكتبوا أسماءهم وهم في بابل، بينما كتبها نحميا وهو في اليهودية بعد بناء أسوار أورشليم. فحدث اختلاف بسبب المدة الطويلة بينها، فلابد أن مات البعض أثناء السفر، والبعض بعد الوصول، قبل تسجيل نحميا الأسماء. هذا وقد عدل البعض عن السفر، فسقطت أسماؤهم من الأصحاح السابع من سفر نحميا.
  2. بعد أن سجل عزرا أسماء الذين تحركوا للسفر، سافر آخرون أيضًا، فسجلهم نحميا، لذا زاد كشف نحميا.

أمثلة ذلك:

  1. لم يرد ذكر مغبيش في قائمة نحميا لكنه ورد في عزرا 2: 30. فمع أن عزرا في بابل سجل اسمه، بينما أورد نحميا أسماء الذين وصلوا بالفعل إلى أورشليم.
  2. بنو عادين عددهم في قائمة عزرا 454، وعددهم في قائمة نحميا 655، لأن الذين سافروا بالفعل أكثر من الذين سجلوا أسماءهم.
  3. من عادة اليهود في ذلك الوقت استعمال أكثر من اسم، ولازالت هذه العادة موجودة في صعيد مصر إلى يومنا هذا. فنجد اسم الشخص في شهادة الميلاد مختلف عن اسم شهرته منذ ميلاده، وغالبًا ما لا يعرف الناس اسمه المُسجل في شهادة الميلاد حتى يدخل إلى المدرسة أو عندما يتزوج ويحتاج إلى تقديم شهادة الميلاد. هنا نجد كمثال بنو سيعا (نح 7: 47) هم بنو سيعها في عزرا 2: 44.

المغنين والمغنيات” هنا ليسوا من اللاويين الذين يسبحون الله في الهيكل، وإنما الذين يقيمون الحفلات والولائم.

خَيْلُهُمْ سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَثَلاَثُونَ.

بِغَالُهُمْ مِئَتَانِ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ [66].

جِمَالُهُمْ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ.

حَمِيرُهُمْ سِتَّةُ آلاَفٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ [67].

هؤلاء ذهبوا إلى السبي وليس معهم شيء، وعادوا معهم خيل وجمال وعبيد وذهب وفضة، هذه عطايا الله يقدمها للإنسان الذي يقبل التأديب بشكر في جدية ويهتم بخلاص نفسه فلا يتركه مخلصه فارغًا.

 

عطاء حسب الطاقة      68-70.

وَالْبَعْضُ مِنْ رُؤُوسِ الآبَاءِ،

عِنْدَ مَجِيئِهِمْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ،

تَبَرَّعُوا لِبَيْتِ الرَّبِّ لإِقَامَتِهِ فِي مَكَانِهِ [68].

هؤلاء تبرعوا لهيكل الرب، لذلك باركهم الرب.

لم يجسر أحد على تغيير مكان الهيكل، بل أقيم هيكل زربابل في ذات الموقع الذي أقيم فيه هيكل سليمان. لا زال اليهود إلى يومنا هذا يأملون في بناء الهيكل في ذات الموقع، مما يسبب مشاكل مع الفلسطينيين يصعب، بل ربما يستحيل حلها.

أَعْطُوا حَسَبَ طَاقَتِهِمْ لِخِزَانَةِ الْعَمَلِ،

وَاحِدًا وَسِتِّينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنَ الذَّهَبِ،

وَخَمْسَةَ آلاَفِ مَنًا مِنَ الْفِضَّةِ،

وَمِئَةَ قَمِيصٍ لِلْكَهَنَةِ [69].

اشترك الكل في ترك بابل بأمجادها، وجاءوا إلى أورشليم التي صارت خربة، محروقة بالنار. وربما دفع الكل العشور. هذا هو الميل الأول، أما الميل الثاني فهو تقديم هبات وعطايا لبيت الرب، كل واحدٍ حسب طاقاته. وكما يقول الرسول: “لأنهم أعطوا حسب الطاقة، أنا أشهد وفوق الطاقة، من تلقاء أنفسهم” (2 كو 8: 3).

v     هذا هو علوّ التسبيح، لأنه في الأحزان يبقون في سلام، وفي أعماق الفقر يعطون بسخاء مما لديهم[28].

ثيؤدورت أسقف قورش

الدرهم هو قطعة نقود مستعملة في مملكة فارس. هنا أول ذكر للنقود المسكوكة في الكتاب المقدس.

قدم العائدون من السبي أقمصة للكهنة، هذه التي يرتدونها وقت الخدمة، ويخلعونها بعد الانتهاء من الخدمة، حيث يحتفظون بها في خزانة الهيكل (خر 28: 41، 31: 7). قدموها ليحفزوا الكهنة على بدء الخدمة فورًا عقب العودة.

منا: اسم عيار لما يُوزن به، وليس اسم بعض النقود المسكوكة، وتقدر قيمته بحوالي 50 شاقلاً.

فَأَقَامَ الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ وَبَعْضُ الشَّعْبِ،

وَالْمُغَنُّونَ وَالْبَوَّابُونَ وَالنَّثِينِيمُ فِي مُدُنِهِمْ،

وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ فِي مُدُنِهِمْ [70].

عادوا إلى مساكنهم يسبحون مزاميرهم: “رضيت يا رب على أرضك…” (مز 85: 1-3). هكذا يليق بنا أن نعود إلي مدينتنا السماوية، ولا ترتبط قلوبنا بأرض غربتنا في هذا العالم.

 

من وحي عزرا 2

ضمني إلى موكبك المفرح!

v     إن كانت خطاياي قد دفعتني إلى السبي،

فأنت محرر النفوس من سيي إبليس،

ومنقذها من العبودية.

من يقدر أن يحررني من عدو الخير غيرك؟

من يرد لي كرامة مجد أولاد الله التي وهبتني إياها؟

من يضمني إلى موكبك المتهلل إلا نعمتك!

v     اجذبني وكل إخوتي في البشرية وراءك.

فتفرح نفوس الكل بفيض حبك.

فننضم إلى موكب النصرة المتجه إلى أورشليم العليا،

وتتحول حياتنا إلى سماء متهللة.

وتُسجل أسماء الجميع في كتابك،

وتنقشها على كفك الإلهي.

v     لتضم الكل: كهنة وشعبًا إليك.

لتضم الأطفال والشيوخ مع الشباب والرجال والنساء.

ليجد الكل له موضعًا في موكبك الفريد.

v     هب لنا أن نقدم القليل مما وهبتنا.

نقدم لك ذهبًا وفضة وحجارة كريمة روحية!

اقبلها واشتمها رائحة رضا وسرور!

فإننا نشتهي أن تقيم هيكلك المقدس في داخلنا!

وتكون كل البشرية – إن أمكن – حجارة حية مكَّرمة!

نقدم لك ذبائح الشكر الدائم مع تسابيح الملائكة!

لك المجد يا أيها القائد المحب والعجيب!

فاصل

فاصل

تفسير عزرا 1

تفسير سفر عزرا
القمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير عزرا 3
تفسير العهد القديم

 

زر الذهاب إلى الأعلى