تفسير سفر عزرا ٩ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح التاسع

الآيات 1-5

ولما كملت هذه تقدم الي الرؤساء قائلين لم ينفصل شعب اسرائيل والكهنة واللاويون من شعوب الاراضي حسب رجاساتهم من الكنعانيين والحثيين والفرزيين واليبوسيين والعمونيين والموابيين والمصريين والاموريين. لانهم اتخذوا من بناتهم لانفسهم ولبنيهم واختلط الزرع المقدس بشعوب الاراضي وكانت يد الرؤساء والولاة في هذه الخيانة اولا. فلما سمعت بهذا الامر مزقت ثيابي وردائي ونتفت شعر راسي وذقني وجلست متحيرا. فاجتمع الي كل من ارتعد من كلام اله اسرائيل من اجل خيانة المسبيين وانا جلست متحيرا الى تقدمة المساء. وعند تقدمة المساء قمت من تذللي وفي ثيابي وردائي الممزقة جثوت على ركبتي وبسطت يدي الى الرب الهي.

الآن هم في بلادهم المقدسة في حب ووحدة وبلا أي مظهر لعبادة الأوثان ولكن الرؤساء بإرشاد الروح القدس أكتشفوا أن هناك زيجات سياسية بين أفراد من الشعب وبين نساء وثنيات ربما للمنفعة العامة. وهذه الزيجات تؤدي بلا شك لأن يرتد الشعب للعبادة الوثنية. وهذا ما حدث مع سليمان الملك نفسه وكانت العبادة الوثنية سبباً في غضب الله الذي بسببه أرسلهم الله للسبي من قبل. ولما كملت هذه= أمور السفر وتسليم الأواني…الخ. وكان إجتماع الرؤساء مع عزرا بعد وصوله بأربعة اشهر. فهو وصل في الشهر الخامس (9:7) والأجتماع مع الرؤساء كان في الشهر التاسع(9:10). إختلط الزرع المقدس= أي سيتعلم الأزواج مع الأبناء من النساء الوثنيات طرقهن وعبادتهن. وكان هناك إستثناء لهذا “راعوث الموأبية” لكن لا يصح أن يتحول الإستثناء إلي قاعدة. فشعب الله مقدس أي مكرس ومخصص للرب وهو شعب طاهر في حياته وهو الشعب الوحيد في كل الأرض الذي يعبد الله فكان لابد لهم أن يعيشوا منعزلين عن الشعوب الوثنية ليستمر نقائهم ولا يندمجوا مع الأمم فيضيعوا كما حدث مع أهل السامرة. فى هذه الخيانة = تسمى عملهم خيانة لأنهم تركوا إلههم. مزقت ثيابى = عادة يهودية علامة الحزن الشديد والإشمئزاز(تك 34، 29:37).

نتفت شعر راسى = عادة يهودية أخرى فى الحزن. وجلست = عمله هذا أثر فى الشعب تأثيراً عظيماً. كل من إرتعد من كلام إله إسرائيل = منع الزواج بوثنيات منصوص عليه فى (تث 1:7-4. ) إلى تقدمة المساء = كان عزرا قد جلس زماناً وهو حزين وعند تقدمة المساء إنتبه إلى الخدمة ورفع قلبه بالصلاة لله. ونلاحظ أن تقدمة المساء هى رمز لذبيحة المسيح الذى سيرفع خطايانا. وربما كانت عين عزرا على المسيح المخلص فربما كان عزرا قد فهم نبوة دانيال عن المسيح (دا 24، 21:9). جثوت على ركبتى = هكذا تكون الصلاة إما وقوفاً أو ركوعاً على الركبتين.

 

الآيات 6-15

وقلت اللهم اني اخجل واخزى من ان ارفع يا الهي وجهي نحوك لان ذنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا واثامنا تعاظمت الى السماء. منذ ايام ابائنا نحن في اثم عظيم الى هذا اليوم ولاجل ذنوبنا قد دفعنا نحن وملوكنا وكهنتنا ليد ملوك الاراضي للسيف والسبي والنهب وخزي الوجوه كهذا اليوم. والان كلحيظة كانت رافة من لدن الرب الهنا ليبقي لنا نجاة ويعطينا وتدا في مكان قدسه لينير الهنا اعيننا ويعطينا حياة قليلة في عبوديتنا. لاننا عبيد نحن وفي عبوديتنا لم يتركنا الهنا بل بسط علينا رحمة امام ملوك فارس ليعطينا حياة لنرفع بيت الهنا ونقيم خرائبه وليعطينا حائطا في يهوذا وفي اورشليم. والان فماذا نقول يا الهنا بعد هذا لاننا قد تركنا وصاياك. التي اوصيت بها عن يد عبيدك الانبياء قائلا ان الارض التي تدخلون لتمتلكوها هي ارض متنجسة بنجاسة شعوب الاراضي برجاساتهم التي ملاوها بها من جهة الى جهة بنجاستهم. والان فلا تعطوا بناتكم لبنيهم ولا تاخذوا بناتهم لبنيكم ولا تطلبوا سلامتهم وخيرهم الى الابد لكي تتشددوا وتاكلوا خير الارض وتورثوا بنيكم اياها الى الابد. وبعد كل ما جاء علينا لاجل اعمالنا الرديئة واثامنا العظيمة لانك قد جازيتنا يا الهنا اقل من اثامنا واعطيتنا نجاة كهذه. افنعود ونتعدى وصاياك ونصاهر شعوب هذه الرجاسات اما تسخط علينا حتى تفنينا فلا تكون بقية ولا نجاة. ايها الرب اله اسرائيل انت بار لاننا بقينا ناجين كهذا اليوم ها نحن امامك في اثامنا لانه ليس لنا ان نقف امامك من اجل هذا.

نجد هنا صلاة عزرا وهى ليست صلاة طلبات بل هى إعتراف بالذنب من قلب نقى يحب الله. وهو يضع نفسه فى صف شعبه ويعترف بخطاياه معهم فيقول “ذنوبنا… أثامنا… فنعود… ونصاهر شعوب هذه الرجاسات” مع أنهُ هو نفسه لم يخطىء فى هذه الأمور. ولكنه لا يلقى اللوم على الآخرين ويبرر نفسه بل هو ككاهن محب لشعبه مثل موسى ومثل بولس (خر 32:32 + رو3:9) يضع نفسه عن شعبهكأنه هو الذى فعل الخطية وهذا ما صنعه المسيح الذى حمل خطايانا. وكانت صلاة عزرا ومحبته لشعبه ودموعه هى التى أثرت فى الشعب فتركوا نساؤهم الوثنيات. تعاظمت إلى السماء = أى كانت عظيمة جداً كبرج بابل رأسه بالسماء (تك 4:11) وكصراخ خطايا سدوم وعمورة الذى دخل إلى أذنى الرب (تك 20:18) ملوكنا وكهنتنا = رؤسائنا المدنيين والروحيين ملوك الأراضى = ولاسيما ملوك أشور وملوك بابل

كلحيظة = نحن نستحق العقوبة والموت ولكن الله يشرق برأفاته لفترة فإن تجاوبنا يكون لنا أكثر. والآن هم فى حرية بعد سبى وهذا من رحمة الله عليهم ولكن هاهنا هم على وشك أن يفقدوا حريتهم ثانية بسبب هذه الخطية فتكون حريتهم التى حصلوا عليها كلحيظة ويكون السبب فى قصر مدة المراحم خطاياهم هم. وليس السبب فى أن الله قصر المدة.

ولاحظ أن هذه اللحيظة كانت حوالى 78 سنة منذ إطلاق كورش بنداء العودة حتى الآن

ليبقى لنا نجاة =

  1. من خراب أورشليم.
  2. من بابل وشرورها.

وتداً = الهيكل هو الوتد وأورشليم مكان قدسه. لينير إلهنا أعيننا = كانت أيام السبى كأيام ظلمة والرجوع كأيام نور. وأيام السبى مشبهة أيضاً بالموت وأيام الرجوع كحياة قليلة. لأننا عبيد = كانوا عبيداً فى بابل ولم يزالوا عبيداً لملك فارس. ليعطينا حائطاً = رضى الله وحمايته كانت لهم كحائط ” أكون لهم سور من نار ” (زك 5:2) ولكن الله لهُ أدواته والأداة هنا هى الملك الذى سخره الله لحماية شعب إسرائيل. على أن سور أورشليم بدأ العمل فيه أيام عزرا. وفى (10) وبعد هذا = بعد كل مراحم الله عادوا وخانوه. عن يد عبيدك الأنبياء = ليس من نبوءة للأنبياء بهذه الألفاظ ولكن موسى فى (تث 1:7-3) منع الزواج بالوثنيات وما يورده عزرا هو روح التشريع وهو الفكر الذى نادى به الأنبياء بالإنعزال عن الشر.

لا تطلبوا سلامتهم = لا تقيموا معهم معاهدات سلام وأمن وتحالفات سياسية عسكرية حتى لا تسقطوا فى شراك وثنيتهم. أنت بار لأننا بقينا ناجين =(رو 25:3) فالله من مراحمه حفظهم فبقوا ناجين مع أنهم إستحقوا الموت ولولا رحمة الله لما بقت لهم بقية. ها نحن أمامك = سلم الأمر للرب ولم يقدر أن يقول شيئاً أمام رحمة الله.

فاصل

فاصل

تفسير عزرا 8

تفسير سفر عزرا
القمص أنطونيوس فكري

تفسير عزرا 10
تفسير العهد القديم

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى