تفسير رسالة بطرس الأولى أصحاح 3 للقمص أنطونيوس فكري

 

الإصحاح الثالث

آيات 2،1:- كذلكن ايتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى و ان كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة.

ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف

لما جاءت المسيحية تنادى بالحب، ظن بعض النساء أن فى هذا فرصة لأن يتحررون من سلطة أزواجهن. ولاحظ أن الشريعة الرومانية كانت تبيح للرجل أن يتسلط على زوجته كجارية. لذلك يوضح الرسول هنا أن المسيحية تدعو الزوجة للخضوع لزوجها. فالطاعة تدفع الرجل لحب زوجته المطيعة وحب الرجل يدفع المرأة لطاعة زوجها بالأكثر وهكذا يحل السلام بالأسرة  إن كان البعض لا يطيعون الكلمة = فالمسيحيات كن يتزوجن رجال وثنيين والرسول يقول أن سيرة المرأة المسيحية قد تجذب زوجها غير المؤمن فنحن لسنا كلنا قادرين أن نعظ باللسان ولكننا كلنا قادرين أن نعظ بسيرتنا وهذا الكلام موجه لزوجات، أزواجهن عنفاء معهن ولكن مع هذا يطلب الرسول أن يخضعن لرجالهن العنفاء. ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف = الخوف هنا هو خوف الله، فلتكن سيرتنا طاهرة خوفا من الله وليس من إنسان.

 

آيات 4،3:- و لا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر و التحلي بالذهب و لبس الثياب.

بل انسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن، من المؤكد أن الزينة غير ممنوعة، ولكن الممنوع هو لفت الأنظار أو الإهتمام بذلك، فعلى كل واحد أن يهتم بما يرضى الله لا الناس.

فهناك من صارت الزينة لهن صنما يعبدونه، والله أعطى لنا وزنة هى المال، والبعض يضيعون المال فى أشياء ترضى غرورهم وتستجلب مديح الناس، وتسبب المرارة والحسد عند الغير. ويطلب الرسول أن يهتموا بالزينة الداخلية كالوداعة والقداسة والهدوء والمحبة والطاعة والطهر هذه ترضى الله وتكون مصدر جذب للأزواج غير المؤمنين.

ولبس الثياب = الغالية والخليعة والملفتة.

إنسان القلب الخفى = أى إهتموا بأن تكون زينتكن هى قداسة داخلكن، القداسة الباطنية التى تستلزم الروح الوديع الهادىء. ومن له هذا يحيا فى سلام بلا إرتباك، وبروحه الوديعة يحتمل بصبر كل الضيقات فى العديمة الفساد = عديمة الفساد هى النفس غير القابلة للموت والتحلل مثل الجسد. أى لا تهتموا بزينة الجسد الذى هو بطبعه فإن بل إهتموا بزينة العديمة الفساد = زينة الروح الوديع الهادىء = وهذا قدام الله كثير الثمن أجرة من يهتم بزينة الروح أى بقداستها، كبير هنا على الأرض وفى السماء.

 

آيات 6،5:- فانه هكذا كانت قديما النساء القديسات ايضا المتوكلات على الله يزين انفسهن خاضعات لرجالهن.

كما كانت سارة تطيع ابراهيم داعية اياه سيدها التي صرتن اولادها صانعات خيرا و غير خائفات خوفا البتة.

هنا نفهم أن الزينة لم يمنعها الرسول منعا مطلقا، لكن هى مسموح بها على أن تكن فى حدود اللياقة وليس المغالاة، وفى حدود طاعة الزوج والخضوع له = خاضعات لرجالهن ويضرب الرسول مثلا بسارة ويذكر مميزاتها:

1.     متوكلات = متكلة على الله، لا تبالى سوى برضائه.

2.     خاضعات لرجالهن حتى أنها كانت تقول له سيدها.

3.     صانعات خيرا.

4.     غير خائفات من أحد من البشر أو حتى الشياطين، بل فى حب المسيح والناس.

إذا تمثلن بسارة فتكن بناتا لها. ولتكن لديكن رغبة فى كل عمل حسن.

 

آية 7:- كذلك ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الاناء النسائي كالاضعف معطين اياهن كرامة كالوارثات ايضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم.

بعد أن وجه نصائحه للنساء، ها هو يوجه نصائحه للأزواج.

بحسب الفطنة = يترجمها البعضحاولوا أن تفهموا المرأة الجنس الأضعف“.

الإناء النسائى كالأضعف = هنا يشبه الرسول النساء بإناء هش ضعيف، يحتاج للترفق، وتشبيهه بالإناء لأنه يحمل داخله الأطفال. ويطلب الرسول من الرجل أن يعطى كرامة لزوجته فهى سترث معه فى ملكوت السموات.

لكى لا تعاق صلواتكم = إن أقل خطية أو عناد أو سوء تفاهم أو عدم مودة، أو غلظة فى التعامل كفيل بأن يعيق الصلوات، هذه كلها ثعالب صغيرة تفسد الكروم، كروم الشركة مع الله، كما أن الذين لا يعرفون روح التسامح لن يختبروا غفران الله عن تعدياتهم. والرسول هنا يشير لما ذكره ملاخى (13:2).

 

آية 8:- و النهاية كونوا جميعا متحدي الراي بحس واحد ذوي محبة اخوية مشفقين لطفاء.

كونوا جميعا متحدى الرأى = هدف الرسول لا أن يكون الزوجين فقط متحدى الرأى بل كل الكنيسة. بحس واحد = مشاركين بعضكم الأفراح والآلام، وهذه يترجمها اليسوعيونمشفقين بعضكم على بعض“. (رو 15:12) + (فى 27:1) + (فى 2:2) + (يو 21:17). 

لطفاء = ففى الأصل اليونانى تعنى أنها ناشئة عن الإتضاع أمام الله

 

 

آية 9:- غير مجازين عن شر بشر او عن شتيمة بشتيمة بل بالعكس مباركين عالمين انكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة.

حينما نسير فى طريق الرب يهيج إبليس علينا رجاله فيشتموننا ويدبرون ضدنا الشرور. وكلام الرسول يعنى أن شتائمهم لن تضركم ولن تمنع البركة عنكم، لأنكم دعيتم لترثوا البركة، خصوصا لو كان ما يخرج من فمكم لهم هو كلمات البركة (مت44:5) + (رو21:12).

 

آيات 11،10:- لان من اراد ان يحب الحياة و يرى اياما صالحة فليكفف لسانه عن الشر و شفتيه ان تتكلما بالمكر. ليعرض عن الشر و يصنع الخير ليطلب السلام و يجد في اثره.

يحب الحياة = الحياة الأبدية. ويرى أياما صالحة = هنا على الأرض فليكفف لسانه عن الشر = المذمة والشتيمة والنميمة ومسك السيرة وكلام المكر ليعرض عن الشر = يعطى ظهره للشر (الإتجاهات الشريرة والكلمات الشريرة والأفعال الشريرة. هذا من الجانب السلبى، أما من الجانب الإيجابى = ليصنع الخير. وليطلب السلام = يجتهد أن يحيا فى سلام مع الناس. والرسول هنا إقتبس كلمات المزمور (11:34-16)، (قارن أيضا مع آية 12).

 

آية 12:- لان عيني الرب على الابرار و اذنيه الى طلبتهم و لكن وجه الرب ضد فاعلي الشر.

 

عينى الرب على الأبرار= أى يحافظ عليهم ويعتنى بكل أمورهم واذنيه إلى طلبتهم = يسمع ويستجيب لهم.

 

آية 13:- فمن يؤذيكم ان كنتم متمثلين بالخير.

لا يستطيع إنسان أن يؤذينا، ولا شيطان. ولكن الله يسمح ببعض الآلام لكى ينقينا، فهى للمنفعة وللبركة. ولكن الإنسان يؤذى نفسه بصنعه الشر 

 

آية 14:- و لكن و ان تالمتم من اجل البر فطوباكم و اما خوفهم فلا تخافوه و لا تضطربوا.

إن تألمتم لأجل البر فطوباكم = فهذا ليس لضرركم بل لمنفعتكم، هذا الكلام يوجهه الرسول لأناس متألمين مضطهدين ليفهموا أن هناك أكاليل معدة لهم = فطوباكم. وأما خوفهم فلا تخافوه = هذا صدى لتعاليم المسيحلا تخافوا من الذين يقتلون الجسد (لو4:12) + (مت28:10) ولا تضطرب قلوبكم ولا ترهب (يو27:14). ونحن لن نخاف إنسان إن كان لنا خوفا مقدسا من الله. ونحن نطرد الخوف من الناس بالخوف من الله. لذلك يكمل  فى آية 15 بل قدسوا الرب الإله.

 

آية 15:- بل قدسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة و خوف.

إقتبس الرسول هذا القول من (اش 13،12:8) = قدسوا الرب الإله ويكون ذلك بمخافته ومهابته أكثر من البشر، وبالثقة فى مواعيده وتصديق حكمته، وعدم الإعتراض على أحكامه، والتسليم له والإيمان بقوته وبعدالته فى تأديباته، وإحتمال الآلم بصبر وتمجيده وسط التجارب وبتنفيذ وصاياه فى خوف من إغضابه، ومن يخاف الله دون البشر يكون بهذا مقدسا للرب فى قلبه. وهذا خير كرازة وشهادة عملية للرب = مستعدين دائما = مستعدين بحياتكم الطاهرة التى فيها تقدسون الرب فى قلوبكم. لمجاوبة من يسألكم = فكان الوثنيون يسألون المسيحين كيف تؤمنون بمصلوب وأى رجاء لكم فيه والرسول يقول لهم كونوا مستعدين بحياتكم المقدسة لمجاوبتهم، فإن كانت حياتكم غير مقدسة فالوعظ لن يجدى شيئا. عن سبب الرجاء الذى فيكم = عن الحياة الأبدية التى يؤمن بها المسيحيون ويترجونها بوداعة = فالرد عليهم لا يكون بعصبية، ومن يرد بوداعة فهو واثق فى إلهه إذا الرد يكون بحياتنا المقدسة أولا ثم يكون كلامنا معهم بوداعة.

وخوف = الخوف المقدس من أن نغضب الله الخوف يكون من أن نخسر نفس أحد فيغضب الله لو لم نرد عليهم بوداعة. بخوفنا المقدس من الله وبسيرتنا الطاهرة يشتم الآخرين رائحة المسيح الزكية التى فينا.

 

آية 16:- و لكم ضمير صالح لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر.

فى ما يفترون عليكم كفاعلى شر = كانت المسيحية توصم بأنها ضد الإمبراطورية ولها سلوك مقاوم للسلام. وبقدر ما إزداد إضطهاد المسيحيين كانوا يجتذبون المضطهدين أنفسهم خلال إحتمالهم الإضطهاد بفرح وشكر وتسبيح فكان الوثنيون يؤمنون. يخزون = يفتضح كذبهم حينما يرى الناس قداستكم ومحبتكم.

 

آية 17:- لأن تالمكم ان شاءت مشيئة الله و انتم صانعون خيرا افضل منه و انتم صانعون شرا.

هى دعوة لكى تكون سيرتهم طاهرة، حتى إذا جاءت آلام الإضطهاد لا تكون بسبب ذنوب إرتكبوها، ولكن لأجل إسم المسيح، وبهذا يتبعوا طريق المسيح المتألم، وهذا ما يعطى عزاء وصبرا وفرحا، أى شركة الصليب مع المسيح. أما الألم لأجل خطية إرتكبناها فلا يكون شركة صليب، فالمسيح لم يكن له خطية، شركة صليب المسيح هى لمن يحتمل ألم الإضطهاد وهو لم يرتكب ذنبا كما حدث مع المسيح. أما من يتألم لذنب جناه فليكن مثل اللص اليمين أى ليعترف بخطيته ويعلم أنه يعاقب لذنبه، ويحتمل تأديب الله ويطلب رحمة الله بلا إعتراض على ما يحدث له، والله يستجيب له.

 

آية 18:- فإن المسيح ايضا تالم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى الله مماتا في الجسد و لكن محيى في الروح.

تألم مرة واحدة = لن يجوز عليه الألم ثانية. مماتا فى الجسد = كإنسان. ولكن محيى فى الروح = أى بقوته الإلهية وقصد الرسول أن نتشبه بالمسيح فى إحتمال الألم حتى وإن كنا ابرار فهو تألم وهو بار. بل لنا مثال آخر فى المسيح فهو بعد أن تألم تمجد فى السماء وهذا ما يدفع بالمؤمنين لإحتمال الألم، أنهم يؤمنون بأن لهم مجدا معدا فى السماء بل كلما زاد الألم يزداد المجد (2 كو 17:4) + (رو 18،17:8).

محيى فى الروح = لم تذق روحه الموت لأنه لم يخطىء قط، ولاهوته لم يفارق لا جسده فى القبر ولا روحه التى هبطت إلى الجحيم ثم صعدت إلى الفردوس.

 

آيات 19-21:- الذي فيه ايضا ذهب فكرز للارواح التي في السجن.

اذ عصت قديما حين كانت اناة الله تنتظر مرة في ايام نوح اذ كان الفلك يبنى الذي فيه خلص قليلون اي ثماني انفس بالماء.

الذي مثاله يخلصنا نحن الان اي المعمودية لا ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح.

 

هنا نرى عقيدتين هامتين

1.     لزوم المعمودية للخلاص:- فالفلك رمز للمعمودية التى تخلصنا روحيا كما خلص نوح وبنيه وهم داخل الفلك.

2.     النزول إلى الجحيم:- واضح أن الأرواح جميعا سواء البارة أو الشريرة كانت تهبط كلها إلى الجحيم قبل صلب المسيح. ولما صلب المسيح ومات إنفصلت نفسه الإنسانية عن جسده، لكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن جسده ولا عن نفسه. ولما حاول الشيطان أن يتعامل مع هذه النفس الإنسانية كغيرها من الأنفس ويهبط بها إلىالجحيم ليقبض عليها اكتشف أن هذه النفس متحدة باللاهوت، فكان أن المسيح هو الذى قيد الشيطان بسلسلة رؤ 3:20 ونزل الرب إلى الجحيم وأطلق سباياه ودخل بهم للفردوس كما وعد اللص اليمين. وهذا ما علم به الرسول بولس أن المسيح نزل إلى أقسام الأرض السفلى أف 9:4. وتعبير أقسام الأرض السفلى تعبير عبرى يستخدمه اليهود للتعبير عن مساكن الموتى كرز للأرواح = كرز أى بشر بشارة مفرحة. للأرواح = أرواح نوح وبنيه إذ هى أيضا كانت فى الجحيم = السجن وكرز المسيح أيضا للأنفس التى وجدت أيام نوح وكانوا لا يصدقونه إذ كان ينذرهم بالطوفان = إذ عصت قديما حين كانت أناة الله تنتظر ولكنهم لما رأوا إنهمار المياه تاب بعضهم وطلبوا الرحمة. وكرز المسيح أى بشر كل أنفس الصديقين الذين ماتوا على رجاء وكانت حياتهم مرضية أمام الرب منذ آدم حتى مجىء المسيح، أى كل أبرار العهد القديم ولكن لماذا ركز الرسول على الأنفس التى عصت أيام نوح = لقد بشر المسيح كل من فى الجحيم بأن فترة سجنهم قد إنتهت وأخذهم ومعهم اللص اليمين ودخل بهم إلى الفردوس. ولاحظ أن الرسول لم يقل أن المسيح لم يبشرالآخرين، ولكن الرسول يعقد مقارنة فى فكره بين العالم أيام نوح والعالم أيامه:

1.     فكلاهما ملىء بالشرور.

2.     كلاهما لا يصدق البشارة.

3.     كما سخر العالم أيام نوح هكذا يسخر العالم الآن من الإيمان بالمسيح، مع أن الإيمان بالمسيح هو الذى سينقذهم كما أنقذ الفلك نوح وبنيه فالمشابهة هنا هى فى الآلام التى تقع على المؤمنين من جهة اليهود وسخريتهم وهذا إمتداد لموضوع آلام المؤمنين التى يتكلم عنها.

4.     كما تجددت الخليقة آيام نوح هكذا يكون لنا ولادة ثانية الآن بالمعمودية. فآلام المسيح لم تعطل عمله بل هى أكملته وأخرج الأرواح من الجحيم، ونحن نشبه نوح فى فلكه بمعموديتنا، وبها ننتقل إلى حالة السعادة الأولى، وبهامتنا مع المسيح وقمنا معه لنشترك فى حياته.

5.     علينا أن نستمر فى الكرازة لأخوتنا فى العالم الآن بروح المسيح الذى فينا حتى لا يهلكوا كما كرز نوح للعالم كله.

6.     نحيا صالبين الأهواء مع الشهوات، بل نعيش داخل الكنيسة ورمزها فلك نوح لننجو من الغضب الآتى. وعلينا أن لا نهتم بسخرية العالم حولنا فهذا لن يعطلنا عن خلاص نفوسنا. الرسول هنا فى هذه الفقرة يقارن آلام المسيح وصلبه ولزوم صلبنا معه وموتنا معه فى المعمودية وقبول الآلام والإضطهاد كنوع من قبول الصليب والموت مع المسيح. وكما إنتهت آلام المسيح بمجده هكذا ستنتهى آلامنا بالمجد والخلاص والحياة.

7.     كان نوح وهو يجهد نفسه فى بناء الفلك ثم بعد أن دخل الفلك، فى نظر الناس كميت حكم على نفسه بالموت داخل فلك إذ لم يصدقوا أن هناك طوفان. وكان نوح المؤمن يرى هلاك من رفض دخول الفلك، هكذا يرانا العالم ونحن نحرم أنفسنا من لذة العالم مجاهدين، يروننا وكأننا نحيا كأموات، ونراهم فى خطيتهم كأموات.

رأى آخر:-

أن المسيح العامل فى نوح كان يكرز للناس فى أيام نوح بلسان نوح وأنذرهم بحدوث الطوفان لعلهم يتوبون لكنهم لم يصدقوا. وفى هذا التفسير فإن السجن، هو الجسد وكان نوح يكرز للأرواح التى فى الأجساد.

وصاحب هذا الرأى يرى أن المسيح كان هو العامل بروحه القدوس فى نوح وفى كل الأنبياء كما يعمل فى التلاميذ والرسل بعد صعوده، لتقديم رسالة الخلاص للأرواح الهالكة، ومع هذا لم يخلص بكرازة نوح سوى ثمان أنفس نوح وزوجته وبنيه (نرى هنا تطبيق شريعة الزوجة الواحدة فى حياة عائلة نوح) فعلى المسيحيين ان لا يستغربوا من كثرة عدد غير المؤمنين وقلة عدد المؤمنين.

الذى فيه = هذه راجعة للآية السابقة محيى فى الروح. والمعنى أن المسيح بهذا الروح الحى ذهب ليكرز، الروح الحى لإتحاد اللاهوت به.

الذى مثاله يخلصنا نحن الآن أى المعمودية = وهذا ما قاله بولس الرسول خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس (تى 5:3) والتشبيه هنا أن المعمد يغطس فى المياه، والمياه تحيط به من كل جانب، والفلك كان الماء محيط به من كل جانب، وكما يخرج المعمد حيا، خرج نوح وبنيه أحياء.

لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح = فماء المعمودية ليس ماء عاديا يغتسل فيه المعمد جسديا بل هو ولادة إنسان جديد بخليقة جديده. المعمودية لها قوة أن تقدس الضمير فيتخلى عن الأعمال الميتة ويحيا فى القداسة بتجديد الروح القدس. الرسول هنا بعد أن تكلم عن المعمودية يشرح فاعليتها ولأننا بالمعمودية نصير خليقة جديدة يقول الرسول يخلصنا نحن الآن فالمعمودية خلاص أو قل هى بداية الخلاص أو إمكانية الخلاص، فالمعمودية لا تمنع حرية الإنسان من الإرتداد، ولكن إن حافظ الإنسان على موته وصلبه مع المسيح، أى صلب شهواته، سيحتفظ بخليقته الجديدة التى حصل عليها بالمعمودية ويخلص. المعمودية هى موت وقيامة مع المسيح، فدفن فى الماء ويكون الماء كقبر لنا ولكن الروح يفيض قوة الإحياء هذا ما يعنيه أننا نولد من الماء والروح.

 

آية 22:- الذي هو في يمين الله اذ قد مضى الى السماء و ملائكة و سلاطين و قوات مخضعة له

 

المسيح بعد موته تمجد عن يمين الآب وهذا فيه إعلان عن نصرة البشرية فى شخصه.

تفسير 1بطرس 2 1 بطرس 3 تفسير رسالة بطرس الأولى
تفسير العهد الجديد تفسير 1بطرس 4
القمص أنطونيوس فكري
تفاسير 1 بطرس 3  تفاسير رسالة بطرس الأولى تفاسير العهد الجديد

 

زر الذهاب إلى الأعلى