امتلئوا بالروح

 

 “امتلئوا بالروح” (أف 18:5)

أتريد أن تشعر بالراحة ؟ أتريد أن تمتلئ سلاماً ويفيض قلبك فرحاً وسروراً؟ أتريد أن تجد قوة ؟ أتريد أن ترتفع روحك وتحلق في سماء الله؟ إذاً امتلئ بالروح.

هذه الوصية جاءت بصيغة الأمر بالرغم من أنها عمل يفوق الإرادة ويعلو فوق كل محاولة أو جهد بشري. هذا يوضح لنا أن وجود الروح القدس في النفس البشرية سابقاً على الملء . فلأن الروح القدس هو حاضر وموجود بفعل العماد والميرون ، أصبح من اللازم وعلى مستوى الأمر أن يُعطى الروح القدس فينا فرصة للملء ، أو أن تهيئ له الحرية للعمل بلا عائق حتى الملء!

أما وسيلة الملء فهي بالصلاة ، لأن في الصلاة تتقابل أرواحنا بروح الله ، فالصلاة هي عمل من أعمال الروح القدس ، فإذا امتلأنا صلاة امتلأنا بروح الله. ولكن صلاة ليست إلى لحظات ولا كما لقوم عادة ؛  ولكن بتكريس أوقات متسعة ، ليال بجملتها ، أيام مخصصة ، صلاة فردية وأخرى مع آخرين ، والوعد لا يزال قائما : “حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم ” ( مت ۲۰:۱۸ ) . وحضور المسيح يعني حضور الروح القدس.

كان المسيح يصلي ويقضي الليل كله في الصلاة ؛ هو لم يكن في حاجة إليها ، ولكنه يعطينا المثل الكامل للانسان الكامل ولحياة مسيحية مملوءة بالروح القدس.

المسيح يلح عليك ، أنت الآن لم تطلب شيئاً باسمه ، تشجع ، اطلب ليكون فرحك كاملاً.

وما هو الفرح الكامل ؟ هو الملء الكامل من الروح الكامل .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى