طأطأ السموات ونزل

 

 “طأطأ السموات ونزل … وهفَّ على أجنحة الرياح” (مز ۹:۱۸ ، ۱۰)

قصة الميلاد كلها هي قصة حب إلهي يفوق العقول ، كون الله يترك سماءه ، يُخلي نفسه من مجده ، ويتحد بطبيعتنا البشرية الترابية ، ويولد في الفقر ، وفي مزود بقر ، هذه كلها قصة حب ، حب عجيب ليس له مثيل أبدا ، حب إلى المنتهى!

وهي أيضاً قصة عرس إلهي ، عُرس تم بين اللاهوت والناسوت في المسيح.

المسيح صار مولوداً من نسل آدم ، وهو بذلك صار أخاً لنا ؛ بل إنه صار ابننا، لأجل هذا حقَّ للملاك أن يقول : « وُلد لكم » ، وكأنه يُذكر السامعين بنبوة إشعياء : « لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابناً » . ولكن ما معنى إنه ولد لنا معناه أن هذا الولد هو منا . هكذا المسيح وُلد لنا ، وُلد للبشرية جمعاء ، لأجل هذا كان لقب المسيح المفضل هو : ” ابن الإنسان”.

هذا هو سر العهد الجديد ، سر التجسد العجيب ، السر المخفي في تابوت العهد، الذي كان رمزاً نبوياً عن التجسد . كان داود لا يعرف شيئاً عن التجسد المزمع أن يكون ، ولكنه أحس بحقيقته بالروح ، فخرج عن رزانته وقام ورقص وهو ملك ، طبعاً هذا منظر مُبكت لنا ، نحن الذين انكشفت لنا حقيقة هذا السر .

اقبل یا رب شكرنا وتسبيحنا الضعيف ، على الخلاص العظيم الذي أعطيته للبشرية ، بفضل اتحادك أنت بنا ، اتحاد الخليقة مع الخالق في شخصك المبارك . نعم ، أنت أخذت الذي لنا من بؤس وشقاء وخطية وأعطيتنا الذي لك من مجد وكرامة وبر . صليت : ” أريد أن الذين أعطيتني يكونون معي “ . هذا يا رب هو هدف تجسدك : أن نكون معك ونشاركك مجدك . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى