الإيمان الحي

 

الذي يحيا حياة روحية لابد أن يتصف بحياة الإيمان فقد ورد في الكتاب المقدس أن من ثمر الروح (الإيمان) وكما ذكر الإيمان أيضا ضمن مواهب الروح القدس. والإيمان هو تصديق الله والثقة أنه موجود وفاعل وقادر على كل شيء، لذلك فالمؤمن يضيف إلى قوته المحدودة قوة الله غير المحدودة، والإيمان بمعناه الروحي يشمل الحياة كلها هذا هو الإيمان العملي، ولكن الإيمان النظري فيشبه إيمان الشياطين “أنت تؤمن أن الله واحد، حسناً تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون” (يع 19:2 ) .
إن كان إيمانك حي فلابد أن تظهر ثماره في حياتك “فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار” (لو 9
:3).

لهذا يهتف قائلا: ” يعظم انتصارنا بالذي أحبنا” (رو37:8 ).

+” أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” (في 13:4 ). 

+”ليقل الضعف: بطل أنا!” (يوئ10:3 )

الإيمان له أربعة جوانب هامة:

1- الإيمان النظري

أي معرفة من هو المسيح.

أنه الأقنوم الثاني في الله الواحد (تجسد لأجلي – صلب لأجلی – قام لأجلي – صعد إلى السماء كسابق لنا – أرسل الروح القدس – أسس الكنيسة المقدسة – وضع فيها أسرار الخلاص – سيأتي ليأخذنا إلى مجده).

2- الإيمان الوجداني

أي تكوين علاقة ومحبة شخصية مع السيد المسيح تتضح في كل يوم وكل حين.

أ- أكلمه في الصلاة، ولكن هناك فرق بين صلاة بإيمان وصلاة بغير إيمان فالمؤمن يثق أن صلاته تصل إلى الله بالفعل و أن الله قد سمعها، وأنه سوف يستجيب، ويؤمن أن الله لابد أن يعمل، والكنيسة مليئة بالصلوات مثل صلاة الأجبية والصلاة السهمية والصلاة الحرة والتسبيح

ب- اسمعه في الإنجيل: فأنا أكلم السيد المسيح في الصلاة و اسمع صوته من خلال قراءة الكتاب المقدس “لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته” (عب 12:4 )

ج- وأيضا اقتنيه في التناول: كما قال لنا السيد المسيح بفمه الطاهر “من يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت في وأنا فيه” (يو 56:6 ) ومن خلال ذلك أدخل إلى علاقة محبة وجدانية مع الرب يسوع و أناديه مع المرنم: “أحبك يا رب، يا قوتي” (مز 1:18)

3- الإيمان السلوكي

الإيمان يؤثر على حياتك وسلوكك في الحياة المعاشة، إذن سلوك الإنسان يمكن أن يكون اختبارا لإيمانه، إذ يوصينا معلمنا بولس الرسول: “عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح”( في 27:1 )، ولابد أن يكون الإيمان عامل بالمحبة، ويختبر أيضا بالأعمال لأن الإيمان بدون أعمال ميت” (يع 20:2 )، والسلوك المسيحي علامة حقيقية على وجود الله فينا. 
+”كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس” (ايو 15
:3 ).

إذا لابد أن نعرف…

أ- ما الذي يضعف الإيمان
أولا: الذات: كثيراً ما تقف الذات ضد إرادة الله وترفضه، لأنه يظهر رغباتها الخاطئة.
ثانيا: معاشرة الشكاكين: فمعاشرة الشكاكين تغرس الشك في العقول والقلوب.
ثالثا: الخوف: حيث يضعف الإيمان، يتسلل الخوف إلى قلوبنا وحياتنا.
مثال: القديس بطرس الرسول أنكر السيد المسيح وسب ولعن، وكل هذا كان بسبب الخوف الذي أثر على إيمانه.

رابعا: الشهوة: نجد أن كثيرون فقدوا إيمانهم بسبب الشهوة (الشاب الغني).

خامسا: خداعات الشيطان، فإن الشيطان لكي ما يخدع أولاد الله، يستطيع أن يغير شكله إلى ملاك نورانی.

ب- ما الذي يقوي الإيمان

1- الثقة في صدق مواعيد الله، عندما وعد الله ابراهيم بانه سوف يعطيه نسلاً أعطاه بعد زمن، فإن دوام التذكار لوعود الله يطمئن النفس ويقوي الإيمان.

2- اتضاع القلب والفكر، فالإنسان المتضع يقبل كل ما يأتي من الله برضى و شكر، الإنسان المتضع يعترف أن عقله محدود وكل قدراته محدودة، لذلك يقبل في إيمان ولا يشك.

3- اتخذ الرب صديقاً لك: عندما تتخذ الرب صديقا لك يتقوى إيمانك، وتصير في شركة دائمة معه

4- الإيمان الاتحادی

حينما أتحد في الرب إذ يثبت في و أنا فيه، كما قال لنا بفمه الطاهر: “من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه” (يو 56:6 ). فهذا هو الإيمان (الإيقان بأمور لا ترى) أما التي ترى فهي الخبز والخمر، ونحن نأخذ عربون اتحادنا بالمسيح في التناول هنا، وأما في أورشليم السمائية فيصير اتحادنا بالرب أقوى بدون تغيير طبائع، إذ يظل الله هو الله والإنسان هو الإنسان فالسيد المسيح ابن الله بالحقيقة والطبيعة، أما نحن فأبناء الله بالتبني (غل 5:4)، والابن يرث الحياة الأبدية ويحيا الملكوت الأبدي.

أخيرا لابد أن أعرف هل:

إيماني إيمان عملی؟.. هل هو ثابت ولا يتزعزع؟.. هل هو لا يضعف ولا يشك؟.. هل هو مملوء بالسلام وهل لا يعرف الخوف؟ هل هو ينمو ويزداد؟ إن أردت أن تكون إنسان مسیحی حقیقی، فلابد من امتحان دائم لصدق إيمانك.

تدريب

ردد بإستمرار صلاة يسوع وقل

– بارب يسوع المسيح ارحمني..
– يارب يسوع المسيح اعني
– أنا أحبك ياربى يسوع المسيح..



من المسابقة الدراسية – الحرفيين –  مهرجان الكرازة 2012

زر الذهاب إلى الأعلى