قانون الإيمان الرسولي
الإيمان المسيحي هو حياة يمارسها العضو الحي خلال اتحاده مع الله في المسيح يسوع بالروح القدس داخل الكنيسة. هذه الحياة لا يحدها قانون ولا تسجلها لغة بشرية. لكن الضرورة ألزمت الكنيسة منذ انطلاقها أن تترجم إيمانها في قانون، لا لكي يحفظه الناس عن ظهر قلب أو يردده المؤمنون أثناء العبادة الليتورجية والخاصة، إنما لكي يعيشوه خبرة حية.
ظهر قانون الإيمان الكنسي” كصيغة خاصة بالمعمودية، يعترف بها طالب العماد معلناً قبوله الحق ودخوله “الحياة في المسيح يسوع”.
إذ بدأت الهرطقات والبدع تنتشر لم يعد “قانون الإيمان” خاصاً بطالبي العماد، إنما صارت الحاجة ملحة لاستعماله الكنسي في العبادة الليتورجية والعبادة الخاصة.
و بهذا صار قانون الإيمان ملخصاً للإيمان الأرثوذكسي أكثر منه اعترافاً يردده طالبو العماد.
يتكون هذا القانون من اثني عشر بنداً من وحي العهد الجديد، تلخص العقيدة المسيحية ولاهوتيات الكنيسة، وتجسم تعاليم الرسل. هو رسولي بحق في محتوياته كما في روحه، ولكنه ليس من وضع الرسل. هو کنسي، ليس من عمل فرد من الأفراد، لكن لا يزال تاريخه غامضاً وحقيقة مصدره غير معروفة.
شمل هذا القانون ملخصاً للحقائق الإلهية منذ بدء الخليقة حتى قيامة الجسد ودخوله الأبدية، يقدم لنا الإيمان بالثالوث القدوس ويركز أنظارنا تجاه المسيح المخلص.
كانت قوانين الإيمان الأولى تضم صيغتين رئيسيتين: صيغة الإيمان الثالوثي، وصيغة الإيمان المسياني. وإن كان قانون الإيمان للرسل في صورته الحالية تطور إلى ملخص مبسط جدا يحمل التعاليم المسيحية الجوهرية.
يقول القديس هيلاري:
نحن مضطرون أن نتكلم بما لا ينطق به، عوض الإيمان المجرد تلتزم أن نضع عقائدنا الدينية في تعبيرات بشرية.
ویری Quasten أن القانون بصورته الحالية لا يمتد إلى قبل القرن السادس، استخدم في بلاد الغال (فرنسا) وأسبانيا وأيرلندة وألمانيا في الدراسات التمهيدية الخاصة بالموعوظين.
على أي الأحوال نستطيع أن نقول مع المؤرخ شاف Schaff إن قانون الإيمان للرسل جاء بلا شك نتيجة نمو تدريجي، يحمل شكلين:
1. الشكل الحالي، أو النص المسلم إلينا حاليا، وهو لم يظهر قبل القرن السادس أو السابع.
٢. الشكل البدائي، كما ورد في بعض المخطوطات القديمة، يرجع إلى القرن الثاني أو الثالث.
قانون الإيمان المنسوب إلى الرسل له أهمية خاصة في الكنيسة الغربية، إذ تعتبره أساس قوانينها، كما يقول schaff” “هو قانون القوانين كما أن الصلاة الربانية هي صلاة الصلوات”.
هذا القانون هو صيغة مختصرة جداً سجلت بلغة العامة لا باصطلاحات لاهوتية، لتناسب الموعوظين، كما يمكن استخدامها في العبادة الليتورجية والخاصة.
: يقول: FL.Cross إن هذا القانون يخص فترة ما بعد الرسل، لكنه سمي رسولياً لأن عناصره جميعها تعبر عن الإيمان في عصر الرسل .
الكنيسة الجامعة |
|
||
تاريخ الكنيسة |