فصول مُنتخبة من العهد الجديد للقديس اغسطينوس – متى 13

العظة الثالث والعشرون

 عن كلمات الإنجيل مت13: 19 الخ حيث يشرح الرب

مثال الزارع.

1- لقد سمعتم اليوم وبالأمس مثال الزارع على لسان ربنا يسوع المسيح. هل تذكرون أيها الحاضرون اليوم ما قيل بالأمس؟ لقد قرأنا بالأمس عن ذلك الزارع الذي عندما بذر البذار سقط بعض على الطريق، فجاءت الطيور وأكلته. وسقط آخر على الأماكن المحجرة الذي احترق من حرارة الشمس، و سقط آخر على الشوك فطلع الشوك وخنقه ولم يستطع أن يأتي بثمار، وسقط أخر على الأر ض الجيدة فأعطى ثمرا مائة وستين وثلاثين” وأما اليوم فقد تحدث الرب بمثال آخر عن الزارع “انسانا” زرع زرعا جيدا في حقله وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زوانا في وسط الحنطة” وإذ كان النبات ينمو لم يظهر الزوان بعد. ولكن لما أتى بثمر حينئذ ظهر الزوان أيضا. غضب عبيد رب البيت عندما رأوا بعض الزوان بين الحنطة الجيدة، وأرادوا أن يقتلعوها، ولكنهم لم يكلفوا بذلك إذ قيل لهم “دعوهما ينميان كلاهما معا إلى الحصاد” شرح ربنا يسوع المسيح هذا المثال أيضا وقال أنه هو الزارع الجيد، موضحا أن أبليس هو ذلك العدو الذي زرع الزوان، وأن وقت الحصاد هو إنقضاء العالم، وأن حقله هو العالم كله. ماذا قال السيد؟ “وفي وقت الحصاد أقول للحصادين أجمعوا أولا الزوان وأحزموه حزما ليحرق، وأما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني” لقد قال لماذا تتعجلون أنكم خدام مملوؤن حماسا؟ أنكم ترون الزوان في وسط العالم أنكم تشاهدون مسيحين أشرار بين الصالحين وترغبون في اقتلاع الأشرار. أهدأوا أنه ليس وقت الحصاد أنه سيأتي ذلك الوقت لعله فقط يجدكم حنطة. لماذا تكدرون أنفسكم. لماذا لا تحتملون بصبر إختلاط الأشرار بالأبرار؟ أنهم يكونون معكم في الحقل ولكن لا يكون هكذا في المخزن.

2- تعرفون الآن الأماكن الثلاثة التي ذكرناها بالأمس التي لم تنمو فيها البذار، وهي الطريق، الأماكن المحجرة، الأماكن المملؤة أشواكا، وهذه نفسها كالزوان. لقد أطلق عليهم اسماء مختلفة في تشبيهات متباينة لأنه حينما تستخدم الأمثال أو عندما لا يعبر بالمعنى الحرفي للاستطلاع فان لا يعطي الحق بل ما يشبهه (أو يرمز له) أنني أرى قليلين فقط هم الذين فهموا ما أقصده ومع ذلك فانني أتكلم بما هو لنفع الكثيرين. في الأشياء المنظورة الطريق هو الطريق والأماكن المحجرة هي الأماكن المحجرة والأماكن المملؤة أشواكا، هي الأماكن المملؤة أشواكا، أنها كذلك ببساطة لأن الاسماء قد استخدمت في معناها الحرفي وأما في الأمثال والتشبيهات فانه يمكن للشيء الواحد أن تطلق عليه أسماء كثيرة. لذلك لا يوجد تناقض في قولي لكم أن الطريق والأماكن المحجرة والأراضي المملؤة شوكا إنما هي المسيحيين الأشرار وأنها الزوان أيضا.

ألم يدعى المسيح حملا؟ أليس هو أسد أيضا؟ ان الحمل بين الحيوانات المفترسة والقطعان هو مجرد حمل والأسد هو أسد وأما المسيح فكليهما. الأول بالنسبة لماهيتها في صفة التعبير، والآخر (المسيح) فكليهما معا في معنى رمزي. ليس شيء أكثر من هذا قد يحدث بجانب هذا أن يطلق أشياء مختلفة عن بعضها البعض اختلافا كبيرا باسم واحد. لأنه ما أشد الأختلاف بين المسيح والشيطان، ومع ذلك يدعى كلاهما بـ”الأسد”. المسيح يدعى أسد” هوذا قد غلب الاسد من سبط يهوذا” . والشيطان يدعى أسد “اصحوا واسهروا لان إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو” إذن كلاهما أسد الأول أسد بسبب قوته والآخر بسبب قسوته. احدهما بسبب سلطانه والثاني من أجل توحشه.

الشيطان حية “تلك الحية القديمة” فهل نحن مطالبون بتقليد الشيطان عندما طلب منا راعينا “كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام”.

3- لذلك تكلمنا بالأمس عن الطريق، الأماكن المحجرة والأماكن المملؤة شوكا، وقلت لكم تغيروا بقدر استطاعتكم. اقلبوا التربة الصلبة بالمحراث أذيلوا الحجارة من الحقل، ازيلوا الأشواك منها، احذروا من ان تحتفظوا بذلك القلب القاسي الذي سرعان ما تعبر عنه كلمة الرب ويفقدها. احذروا من أن تكون لكم تربة خفيفة فلا تتمكن جذور المحبة من التعمق فيها. احذروا من أن تختنق البذار الصالحة التي زرعت فيكم بجهادي- بواسطة الشهوات واهتمامات هذا العالم. لأن اللُه هو الذي يزرع ونحن لسنا إلا فعلة. فكونوا “الأرض الجيدة” لقد قلت بالامس وأكرر اليوم للجميع ليأتي الواحد بمئة وأخر ستون وأخر ثلاثين. “تكون لواحد ثمار كثيرة ولآخر ثمار أقل ولكن للكل مكان في المخزن.

لقد تحدثت بالأمس عن هذا كله، والآن أخاطب الزوان، بل الخراف أنفسها هي الزوان ايها المسيحيون الاشرار، يا من تزحمون الكنيسة بحياتكم الشريرة، أصلحوا ذواتكم قبل مجيء الحصاد لا تقل قد أخطأت فأي سوء أصابني” اللُه لم يفقد سلطانه بل يطلب منك توبة. أقول ذلك للأشرار الذين هم مع ذلك مسيحيون، أقول هذا للزوان. فانهم في الحقل ويمكن أن يكونوا حنطة غدا الذين هم اليوم زوانا هكذا سأوجه كلامي للحنطة أيضا.

4- يا أيها المسيحيون ذوي الحياة الصالحة، أنكم تتنهدون وتتأوهون لأنكم قلة بين كثيرين، قلة بين كثيرين جدا. الشتاء سيعبر والصيف سيأتي. لقد أوشك الحصاد أن يقترب وتأتي الملائكة الذين يقومون بالفصل دون أن يخطئوا. أننا حاليا نشبه أولئك العبيد الذين قيل عنهم “أتريد أن نذهب ونجمعه” فاننا نرغب لو أمكن الا يبقى شرير بين الأبرار. ولكنه يخبرنا قائلا “دعوهما ينميان كلاهما معا إلى الحصاد” لماذا؟ لأنكم إلى حد ما مخدوعين. اسمعوا أخيرا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه” أي صلاح تفعلون؟ هل بغيرتكم تفسدون محصولي؟ الحصادون سيأتون، ومن هم الحصادين الذين أعلن عنهم “والحصادون هم الملائكة”نحن لسنا إلا بشر واما الحصادون فهم الملائكة. حقا اننا في نهاية طريقنا سنكون مساوين لملائكة اللُه، وأما الآن إذ نحن متضايقين من الأشرار لسنا إلا بشر ينبغي علينا أن ننصت إلى تلك الكلمات “إذ من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط” أتظنوا أيها الأخوة أن هذا الزوان الذي قرأنا عنه لا ينمو في هذا (الكرم) ؟ أتظنون أن جميعهم أدنياء وليس منهم من هو مرتفع هنا؟ ليهبنا اللُه أن لا نكون هكذا” وأما أنا فأقل شيء عندي أن يحكم فيّ منكم” أنني أخبرك عن الحق أيها الحبيب. أنك لتجد كلا من القمح والزوان بين الكراسي العظمى وبين العلمانييون أيضا. ليت الصالحين يحتملون الأشرار، والأشرار يصلحون ذواتهم مقلدين الصالحين. ليتنا أن نحصل على اللُه استطعنا ذلك. لنهرب برحمة اللُه من شر هذا العالم لنبحث عن الأيام الصالحة لأننا الآن في أيام الشر، ولكن ليتنا لا نجدف في أيام الشر حتى يمكنا أن نصل إلى الأيام الصالحة.

العظة الرابعة والعشرين مت 13: 52

عن كلمات الإنجيل مت13: 52 “كل كاتب متعلم في ملكوت السموات

يشبه رجلا رب بيت يخرج من كنزه جددا وعتقاء”.

1- أيها الحبيب ان فصل الإنجيل ينبهني للبحث لكي ما أوضح لك بقدر ما يعطيني الرب من قدرة من هو ذلك الكاتب المتعلم في ملكوت السموات الذي “يشبه رجلا رب بيت يخرج من كنزه جددا وعتقاء” لأنه إلى هذا ينتهي فصل الإنجيل.

ما هي الأشياء الجديدة والعتيقة التي لكاتب المتعلم؟ من المعروف تماما من هم أولئك القدامى الذين يدعون بحسب تقليد كتابنا المقدس (كتبه) أي الذين يمتهنون معرفة الشرعية، لأن بعض اليهود كانوا يدعون كتبه وهم ليسوا كاؤلئك الذين تدعون كتبه في خدمة القضاء أو في عرف الدولة. لأنه ينبغي ألا تدخل مدرسة بدون هدف بل ينبغي أن يعرف معنى كلمات الكتاب المقدس حتى لا يخطئ السامع عندما نشير إلى أي (تعبير) يكون له معنى دنيوي آخر. فبالتفكير في المعنى التقليدي (الكلام) بغير ما يسمعه. الكتبة إذن هم الذين امتهنوا معرفة الشريعة واختصوا بحفظها ودراستها كما يختصون بنسخ كتب الناموس وتفسيرها.

 

2- هكذا هم أولئك الذين وبخهم ربنا يسوع المسيح لأن لديهم مفاتيح ملكوت السموات وما دخلوا هم والداخلين منعوهم” في هذه الكلمات نجد أخطاء الفريسيين والكتبة- معلمي شريعة اليهود- هؤلاء الذين يقول عنهم في موضع آخر “فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه. ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون” لماذا يقال لك “لأنهم يقولون ولا يفعلون” لا لأن يوجد بعض من قال عنهم الرسول موضحا بمثل الذي تكرز أن لا يسرق أتسرق. الذي تقول أن لا يزني أتزني. الذي يستكره الأوثان أتسرق الهياكل. الذي تفتخر بالناموس ابتعدي الناموس تهين اللُه. لأن اسم اللُه يجدف عليه لسببكم بين الأمم. أنه من الواضح تماما أن الرب يتكلم عن هؤلاء “لأنهم يقولون ولا يفعلون” هؤلاء إذن كتبة ولكن غير متعلمين في ملكوت السموات.

 

3- ربما يقول أحدكم “كيف يستطيع شرير أن يقول أمور حسنة مع أنه مكتوب على لسان الرب نفسه “الإنسان الصالح من كنز الصالح في القلب يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور(3) يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار(4) وتارة يقول “كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار” وفي موضع آخر يقول “فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون “إن كانوا يقولون ولا يفعلون فانهم أشرار، وإن كانوا أشرارا فلا يستطيعوا أن يتكلموا بالصالحات، فكيف إذن نعمل ما نسمعه منهم حيث لا نستطيع أن نسمع منهم ما هو صالح؟ أحذر أيها القديس والحبيب كيف يتضح هذا السؤال. ان كل إنسان شرير يخرج من ذاته ما هو شر، فكل ما يخرج الشرير من قلبه هو شر لأنه كنز شرير. وأن كل ما يخرج الصالح من قلبه فهو صالح لأنه كنز صالح. من أين إذن يأتي الأشرار بأشياء صالحه، ألم يقل أولا “جلس الكتبة والفريسيون على كرسي موسى “انه لا يريد أن يأمر باطاعة الأشرار، لأن ما يخرجوه من كنز قلبهم الشرير يكون مختلفا عن ما ينطق به من على كرسي موسى.

هكذا ينادي الحاجب بما يقوله القاضي. ان ما يقوله الحاجب لا ينسب إليه ما دام يتكلم في حضرة القاضي. إنما ما يقوله الحاجب في منزله يختلف عن ما يقوله حسب ما سمعه من القاضي فعلى الحاجب إن أراد أو لم يرد أن يعلن بمنطوق العقوبة ولو كانت على صديقه. وهكذا عليه إن شاء أو لم يشأ أن ينادي بمنطوق البراءة ولو كان على عدوه. افترضوا أنه يتكلم بحسب قلبه، فانه يبرئ صديقه ويعاقب عدوه. هكذا بالنسبة للكتبة لو فرض أنهم تحدثوا بحسب قلوبهم فانكم ستسمعون “لنأكل ونشرب لأنناغدا نموت”(5) . افترضوا أنهم تكلموا على كرسي موسى، فستسمعون “لا تقتل لا تزن” لا تسرق. لا تشهد على قريبك شهادة زور.. اكرم أباك وأمك..حب قريبك كنفسك”(6) لتفعل إذن بحسب ما يعلنه الكرسي الرسمي على فم الكتبة، لا ما تتفوه به قلوبهم. لأنه هكذا هو احتضان كل أحكام الرب، فلا تطيع احدهما وتذنب بعدم طاعة الأخرى بل ستفهم أن كليهما يتفقان معا وسترى أنهما حقيقتان وهما أن “الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور” والأخرى أيضا وهي أن هؤلاء الكتبة لا يتحدثون بأمور صالحة من كنز قلبهم الشرير بل يستطيعون أن يتحدثوا عن أمور صالحة من كنز كرسي موسى.

 

4- لذلك لا تقلق من كلمات الرب هذه عندما يقول “كل شجرة تعرف من ثمرها” هل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تبنا؟” الكتبة والفريسيين من اليهود هم شوكا وحسكا ومع ذلك “فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه. ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا هكذا يجني العنب من الشوك والتين من الحسك إذ أعطاك الرب أن تفهم بالطريقة التي عرضتها لك. لأنه أحيانا تتشابك كروم العنب في دعامة الكرمة المشوكة وتتدلى عناقيد العنب من الحسك. ما أن تسمع اسم الشوك حتى تهمل التفكير في العنب، ولكن أبحث عن جذور الأشواك فستجدها وأبحث أيضا عن جذور العناقيد المدلاه فستجدها أيضا. وأعلم أن أحدهما تشير إلى قلب الفريسين والأخرى إلى كرسي موسى.

 

5- ولكن لماذا مكثوا هكذا على هذه الحال؟ يقول القديس بولس لأن “البرقع موضوع على قلبهم” فلم يروا أن “الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدا”. لهذا السبب مكثوا هكذا وهكذا كل الذين هم حتى الآن يشبهونهم. لماذا هي أشياء عتيقة؟ لأنها نشرت منذ وقت طويل. لماذا هي جديدة؟ لأنها تنتمي إلى ملكوت اللُه. كيف ينزع البرقع؟ يجيب الرسول على ذلك “ولكن عندما يرجع إلى الرب يرفع البرقع هكذا هو حال اليهودي الذي لم يرجع إلى الرب فانه لم يترك عينه العقلية أن تنظر إلى النهاية.

هكذا تماما مثل بني إسرائيل كرمز “لم يستمروا في النظر إلى النهاية” أي إلى وجه موسى. لأن وجه موسى المضيء يتضمن رمزا للحقيقة كان البرقع يتوسطهم لأن بني إسرائيل لم يستطيعوا أن ينظروا إلى مجد وجهه أي رمز قد أزيل؟ لأنه هكذا قال الرسول “الزائل” لماذا هو بزائل لأنه عندما يأتي الأمبراطور تزول صورته لأنه ينظر إلى الصورة في غياب الأمبراطور وأما متى وجد الذي له الصورة فأنها تبطل. لقد حملت عدة صور قبل مجيئه أي قبل مجيء أمبراطورنا الرب يسوع المسيح وعندما أزيلت الصور ظهر مجد حضرة الأمبراطور. لذلك “عندما يرجع إلى الرب يرفع البرقع” صوت موسى تردد خلال البرقع وأما وجهه فلم يكن يرى، هكذا صوت المسيح يدوي إلى اليهود عن طريق كتب العهد القديم المقدسة أنهم يسمعون الصوت ولكنهم لا يرون وجه المتكلم أيريد هؤلاء أن ينزع البرقع، ليرجعوا إلى الرب، لأن الأشياء العتيقة لم تنزع بل وضعت في كنز حيث يستطيع للكاتب من الآن أن يتعلم في ملكوت السموات” مخرجا من كنزه ليس جددا فقط أو عتقاء فقط لأنه لو أخرج جددا فقط أو عتقاء فقط لا يكونوا (متعلما في ملكوت السموات مخرجا من كنزه جددا وعتقاء).

إن كان يقول ولا يفعل بما يقوله فانه يخرج من الكرسي الرسمي وليس من كنز قلبه ونحن نقول بالحقيقة يا اخوتي المقدسين أن الأمور المستخرجة من العهد القديم تتضح بالعهد الجديد لذلك لـ “نرجع إلى الرب فيرفع البرقع”.

زر الذهاب إلى الأعلى