الله عرّفنا سره

هناك سبع حقائق جوهرية تميز الإيمان المسيحي ، ولا يكتمل بدونها هذا الإيمان الحى …
1- حقيقة الله الواحد .
۲- حقيقة الثالوث القدوس .
۳- حقيقة ألوهية المسيح .
4- حقيقة التجسد الإلهي .
5- حقيقة الفداء المجيد .
6- حقيقة عصمة الكتاب المقدس .
٧- حقيقة الكنيسة المقدسة .

لو قررت يوماً أن تحکی عن نفسك : أهم ملامح شخصيتك ، آراءك الخاصة، ميولك واتجاهاتك ، ما تحب وما لا تحب، أي جميع ما يتعلق بك كإنسان، ياترى مع من ستحکی ؟ هل مع أي شخص يقابلك ؟ أم مع شخص يهمك أمره وتهتم به بصفة خاصة ، ويهمك جداً أن يعرف كل شیء بالتفصيل عنك ؟
في الوضع الطبيعي فإن الإجابة المتوقعة هي أنك ستبوح بأسرار شخصيتك لإنسان يهمك جداً، تحبه لدرجة أنك تريد أن تعّرفه كل صغيرة وكبيرة عنك.
المثل بيقول تعرف فلان .. ؟ نعم ،عاشرته ؟ لا إذن أنت لا تعرفه !!

هكذا الله المحب للبشر ، فلأنه يحبنا جدا فهو يريد أن كل إنسان يعرفه معرفة حقيقية صحيحة . لذلك أعلن لنا ذاته في ابنه الرب يسوع المسيح ابن الله الذي تجسد ليعرفنا الحقيقة عن الله ، ويصحح كل ما كان يتصوره الناس في خيالهم عن الله من معلومات خاطئة . ” الله لم يره أحد قط . ألابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر ” ( يو 18:1 ) أي أن الرب يسوع بنفسه هو الذي عرفنا حقيقة الله الذي نؤمن به ، وعرفتا سر الثالوث القدوس . عقيدة الثالوث جعلتنا نعرف ونصدق أن الله قريباً منا ، وليس منعزلاً بعيدا في السماء كما يتصور غير المؤمنين .
يقول القديس غريغوريوس من آباء الكنيسة : ” الثالوث فرحى ، فإيماننا بالثالوث مفرح ، لأنه عرّفنا أبوة الله لنا ، وحبه وحنانه واهتمامه ورعايته لنا كل يوم.

ونحن ندرس عن الثالوث القدوس المساوي ” الأب والابن والروح القدس ” . من المهم أن نعرف أن أهم ما في الإيمان الصحيح ليس مجرد المعلومات والمعرفة النظرية ، بل التعامل الشخصي في الحياة اليومية ، والشعور بحضور الله في حياتنا من خلال الصلاة والحديث الدائم معه، أي العشرة اليومية . فالله ليس اسما مجرداً أو فكرة في الذهن ، لكنه هو الإله الحقيقي الذي ينشغل بخليقته ، فهو الراعی الصالح ( یو 10: 11) ، الذي يهتم بخلاص كل إنسان (1تی 4:2 ) .

سر الثالوث وهبنا نعمة معرفة الابن وتجسده ، سر الثالوث عرفنا سكنى الروح القدس فينا.

  حقيقة الثالوث القدوس

فإلهنا الواحد ، مثلث الأقانيم … كيف .. ؟
مثلما نقول : أن الإنسان الواحد فيه : نفس وعقل وضمير .. هذه الثلاثة في إنسان واحد . كذلك حينما نرى في الشمس الواحدة : النار والنور والحرارة ، وهذه الأمور الثلاثة ، المتغايرة والمختلفة ، غير المنفصلة عن بعضها البعض ، هي في النهاية شمس واحدة .

فما معنى الجوهر ؟ وما معنى الأقنوم ؟ ولماذا سميت الأقانيم هكذا : الآب والإبن والروح القدس ؟

نؤمن بإله واحد … هذه حقيقة جوهرية ، ومن يؤمن بأكثر من إله ، يكفر بالإله الحق !! كل ما في الأمر أننا ندخل قليلاً ، بالإعلان الإلهي في الكتاب المقدس ، إلى إلهنا الواحد هذا ، فنجد أنه : ” مثلث الاقانيم ” . الجوهر اللاهوتی واحد ، لكن الأقانيم التي في هذا الجوهر الواحد هي ثلاثة : الأب والابن والروح القدس . إنها – إذن – مجرد تفاصيل نؤمن بها في إلهنا الواحد العظيم … فما هي هذه الأقانيم ؟

في العهد القديم 

كان الله يتكلم في العهد القديم بصيغتين في آن واحد : المفرد ( حين يتكلم كجوهر واحد ) والجمع ( حين يتكلم عن نفسه كأقانیم ) … وليس في اللغة العبرية صيغة التعظيم ، كما في العربية ، حين كان يقول الملك عن نفسه : نحن فلان ملك مصر . صيغة الجمع في العبرية هي جمع حقيقي ، لأن الله يتحدث عن الأقانيم الثلاثة الكائنة داخل الجوهر الإلهي الواحد . 

مثلاً
+” في البدء خلق الله ” ألوهيم ” ( صيغة جمع ) السماوات والأرض ” ( تك 1: 1 ) .
+” قال الله ” ألوهيم ” ( صيغة جمع ) نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ” ( تك 26:1 ) . 
+” هوذا الإنسان قد صار كواحد منا ” ( تك 3: 22 ) .

المتحدث هنا هو إلهنا العظيم الواحد ، لكنه مثلث الأقانيم من الداخل .

ثالوث x واحد 

+ الله الحكيم ، فيه الحكمة ومنه ينبثق روح الحكمة …
الحكيم + الحكمة + روح الحكمة = إله واحد . 
+ الله القدير ، تولد منه القدرة ، وينبثق عنه روح القدرة …
القدير + القدرة + روح القدرة = إله واحد . 
+ الله المحب ، يلد المحبة ، وينبثق عنه روح المحبة …
فالمحب + المحبة + روح المحبة = إله واحد .

أمثلة 

 الشمس: قرص + ضوء + حرارة = شمس واحدة .
الإنسان” ألست أنت موجودة بذاتك ، تفكر بعقلك ، وتحيا بالروح التي أعطاها لك الله ، إذن أنت ذات لها عقل ، ولها روح ، ولكنك مع هذا واحد فقط ولست ثلاثة .

 المثلث الذهبي
تخيل أن لديك شريحة مثلثة من الذهب متساوية الأضلاع . هذا المثلث له ثلاث زوايا : ( أ ) ، ( ب ) ، ( ج ) ، والزوايا الثلاث متساوية ولكنها تختلف عن بعضها . الزاوية ( أ ) غیر الزاوية ( ب ) غير الزاوية ( ج ) . إذا هناك ثلاث زوايا ولكن لهم نفس الجوهر الواحد ( وهو الذهب ) كما في الشكل المجاور . 
الزاوية ( أ ) تمثل الأب . والزاوية ( ب ) تمثل الابن . والزاوية ( ج ) تمثل الروح القدس ومعدن المثلث هو الذهب ( الله ) فيكون أن الآب هو الله ، والابن هو الله والروح القدس هو الله ، مع أن الأب ليس هو الابن ، وليس هو الروح القدس ، مثلما هو واضح من الشكل المجاور ، لكن الثلاثة لهم نفس جوهر الله . كما كان في المثلث السابق . 
الزوايا الثلاث لهما نفس الجوهر الواحد وهو ( الذهب ) . لذلك نقول : أن الثلاثة أقانيم هم في وحدانية بعضهم مع بعض : الأب في الابن في الروح القدس ، هؤلاء ثلاثة أقانيم ، هم إله واحد . 

وفي العهد الجديد

+ “وعدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس ” ( مت 28: 19 ) .
+ ” أنا في الأب والأب في ؟ ” ( يو 10:14 ) ۔
+” أنا والأب واحد ” ( يو 10: 30) . 
+” فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الآب ، والكلمة ، والروح القدس . وهؤلاء الثلاثة من واحد ” ( 1يو 7:5 ) ۔

ولقد سمى ” الإبن ” هكذا ، لأنه مولود من الأب مثل ولادة النور من النار ليست ولادة جسدية تناسلية .
وسمى ” الأب ” هكذا لأنه أصل الوجود …
وسمی ” الروح ” . هكذا لأنه منبثق من الأب مثل انبثاق الحرارة من النار … النار + النور + الحرارة = شمس واحدة . النار يولد منها – النور ، وتنبثق عنها الحرارة … هكذا الأب يولد منه الإبن الكلمة ولادة روحية أزلية أبدية مستمرة ، دون إنفصال ، ودون فارق زمني . النور يولد من النار دون أن ينفصل عنها ، ودون فارق زمني . هذا مجرد تشبيه . ونفس الشيء بالنسبة للروح القدس الذي ينبثق من الأب ، كإنبثاق الحرارة من النار . النار + النور المولود منها + الحرارة المنبثقة منها = نار واحدة ..

وهكذا أيضا … الآب + الابن المولود منه + الروح المنبثق منه = إله واحد .. 

زر الذهاب إلى الأعلى