السيد المسيح في العهد القديم

 

الرب يسوع هو محور الكتاب المقدس كله ..

كل الأنبياء الذين أتوا قبله أشاروا إليه وتنبأوا عنه, وكل الرسل والقديسين الذين جاءوا بعده كرزوا به وعلموا عنه…
وإن كان العهد الجديد يعلن لنا فرصة اللقاء بالرب وجهاً لوجه بصورة ساطعة، إلا أن العهد القديم أيضاً يقدمه بصورة خفية, تحتاج منا إلى الدخول إلي أعماق كلمات الكتاب المقدس لنلتمس أثار المسيا المخلص وراء كل كلمات العهد القديم.(اقرأ المزيد عن العهد القديم يشهد للمسيح هنا في أوتار السماء)
ستجد ظلاً عجيباً للرب يسوع عندما نتقابل مع شخصيات العهد القديم, ومع أحداثه ونبواته، ووراء أيضاً طقوسه وشرائعه المتعدده.
وهذا هو موضوع اهتماماً: أن نلتمس أثار الرب يسوع في طقوس العهد القديم وشرائعه.

فاصل

أولاً: الذبائح

جاء ترتيب الذبائح والتقدمات عجيبًا فقد بدأ بذبيحة المحرقة وانتهى بذبيحة الإثم الأمر اللائق من جهة نظرة الآب للذبيحة لا نظرة الإنسان. فالمؤمن في لقائه مع الصليب يراه أولًا كذبيحة إثم وذبيحة خطية إذ يرى فيه كلمة الله المتجسد وقد حمل آلامه وإثمه ليرفع غضب الآب عنه، خلال هذه النظرة يتلمس في الصليب ذبيحة سلامة وشكر فيقدم حياته في المسيح يسوع المصلوب حياة شاكرة عوض طبيعته الجاحدة التي دبت فيه خلال السقوط، كما يرى في الصليب تقدمة قربان فيه ينعم بحياة الشركة في المسيح يسوع المصلوب، وأخيرًا يدرك الصليب كذبيحة محرقة إذ يكتشف فيه طاعة الابن الوحيد للآب حتى الموت موت الصليب مقدمًا هو أيضًا حياته ذبيحة طاعة ومحرقة حب لله في ابنه. هذا هو ترتيب الذبائح والتقدمات خلال انتفاعنا كمؤمنين، أما الآب فيتطلع إلى الصليب أولًا – إن صح التعبير- كمحرقة طاعة يشتّم فيه رائحة ابنه المحبوب محرقة حب كامل، وينتهي بالنظر إليه كحامل لخطايانا وآثامنا يدفع عنا الدين ويحمل عنا الغضب الإلهي. لسنا بهذا نميز بين جانب أو آخر في نظر الله الآب أو المؤمن إذ هي جوانب متكاملة غير منفصلة قط، لكن ما نود توضيحه أن الصليب يُعلن – في نظر الآب- بأكثر بهاء لا في انتزاع آثامنا وخطايانا قدر ما في حملنا طبيعة المصلوب فنصير به محرقة طاعة وحب، نصير لهيب نار لا ينقطع بحملنا ما للابن من طاعة حتى الموت (في 2: 8)، وحب بلا نهاية. لذا يقول الرسول: “فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس، وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت” (في 2: 5-8).

في اختصار يمكننا أن نقول بأن الله الآب يشتّم رائحة المسيح فينا خلال الصليب هكذا:


محرقة الحب الكامل والطاعة له في ابنه (ذبيحة المحرقة). 
شركة الحياة معه في ابنه الوحيد الجنس (تقدمة القربان). 
حياة السلام الداخلي والشكر الدائم (ذبيحة السلامة). 
التمتع بالغسل المستمر من خطايانا اليومية العامة وضعفاتنا التي لا تنقطع (ذبيحة الخطية). 
الخلاص من كل إثم نرتكبه ونعود إليه بالتوبة (ذبيحة الإثم).

– ما هي فكرة الذبيحة؟
هي حيوان برئ يموت عن إنسان مُذنب. حيث كانت قيمتها الروحية هي تقديم الغفران والكفارة “بدون سفك دم لا تحصل مغفرة” (عب9: 22)
وعلى سبيل المثال ذبيحة المحرقة (لا1: 1-9)
ذبيحة المحرقة هي أول وأهم الذبائح، وتسمى محرقة لأنها تُحرق كلها في النار على المذبح، وهي رمز الطاعة الكاملة للسيد المسيح ” وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب” (في2: 8)
– كانت تقدم من البقر أو الغنم أو اليمام أو الحمام.
– كان لابد أن يتوفر في الحيوان شرطان: 
أن يكون الحيوان ذكر (ويرى العلامة أوريجانوس أن التمييز بين الذكر والأنثى في المفهوم الروحي لا يعني التمييز بين الجنسين الرجال والنساء، إنما يُشير إلى تمييز روحي بين الرجولة الناضجة والجادة وبين أنوثة التدليل والترف. لهذا كثيرًا ما يقول إننا سنجد في يوم الرب نساء كثيرات هنا يحصين كرجال أقوياء في عيني الرب، ورجالًا كثيرين هنا يظهرون في يوم الرب كنساء إذ عاشوا حياتهم في تدليل وتنعم بالملذات الجسدية)
⦁  وأن يكون صحيحاً (أي بلا عيوب جسدية)


طقس الذبيحة
– كان مقدم الذبيحة يأتي بها إلى باب خيمة الاجتماع .. لأن السيد المسيح تألم خارج الباب أي خارج أورشليم (عب13:13)
– يضع الخاطي يده على رأس المحرقة حيث أنها صارت نائبة عنه.
– ثم يقوم الكاهن بذبح الحيوان أمام الرب, على جانب المذبح إلى جهة الشمال.
– يقوم الكاهن برش الدم مستديراً على المذبح، مز لخلاص المسيح المقدم للعالم كله (1بط1: 2، عب 10 :22).
– يسلخ الذبيحة حتى تصير دواخلها مكشوفة، ثم يقطعها إلي قطع (عند مفاصل الحيوان) وهذا كله إشارة إلي الفحص الذي جازه السيد المسيح في حياته ولم يوجد فيه خطيه.
– يرتب الكاهن القطع مع الرأس (رمز تقديم الإرادة) والشحم (رمز تقديم كل ما هو ثمين) فوق الحطب المشتعل على المذبح.
– يغسل الكاهن الأمعاء مع الأكارع بماء رمز الطهارة الداخلية والخارجية التي أتسمت بها حياة السيد المسيح.
– يوقد الكاهن الجميع على المذبح، حتى تأكل النار كل الذبيحة، فتتحول إلى رماد، وهذا رمز العدل الإلهي, الذي استوفى حقه في صليب المسيح، لذلك صارت هذه الذبيحة إشارة إلى ذبيحة السيد المسيح، الذي أرضى الآب بفدائه على الصليب، حيث صار كفارة لخطايانا (1يو 2:2).

فاصل

ثانياً : شرائع التطهير


قدم الرب لشعبه شريعة التطهيرات في صورة مادية تمس أطعمتهم و ميلادهم الجسدي أو سلامة أجسادهم وثيابهم من مرض البرص.
وكمثال للشرائع، طقس تطهير البرص (لا 13و 14)
البرص مرض خطير عسير الشفاء يصيب الجلد، ويسبب تشوهات في شكل الإنسان ويمتد إلى الأعصاب والتأثير على الحركة. وبسبب صعوبة هذا المرض استخدمه الله في التأديب(عدد12: 1-10, 2مل5: 25-27)، وهذا المرض إنما يرمز إلى الخطية في انتشارها وتأثيرها على الإنسان.
شريعة (طقس) تطهير الأبرص:
وضع الله شريعة خاصة ذات طقوس معينة لإجراءها للأبرص يوم تطهيره, وكانت تتم على مراحل:
1- في اليوم الأول: يؤتى بالأبرص إلى الكاهن حيث يخرج إليه إلى خارج المحلة لفحصه، وذلك يرمز إلى خروج الأبن متجسداً لأجلنا.
– طقس العصفوران: كان يؤخذ للمتطهر عصفورين حيين طاهرين.
– وخشب أرز لا يسوس رمز الخلاص بخشبة الصليب.
– وقرمز (شريط لونه أحمر قاني) رمز لدم المسيح مصدر التطهير.
– زوفا ( عشب ضعيف له أثر طبي) يستخدم في نضح الدم
ثم يقوم الكاهن بذبح العصفور الواحد في إناء خزف على ماء حيّ, ثم يأخذ العصفور الآخر (الحي مع باقي الاشياء ويغمسها في دم العصفور المذبوح) وينضح على المتطهر سبع مرات، رمز كمال التطهير، ثم يقوم بإطلاق العصفورالحي على وجه الصحراء. ثم يغسل المتطهر ثيابه ويحلق شعره ويستحم بماء.
العصفور المذبوح رمز للرب يسوع الذي مات على الصليب, والعصفور الحي رمز للرب يسوع القائم من بين الأموات.
2- في اليوم السابع: يحلق المتطهر كل شعره ويغسل ثيابه ويستحم بماء.
3- في اليوم الثامن: يتم تقديم خروفين صحيحين (الأول ذبيحة إثم والآخر ذبيحة محرقة)ونعجة واحدة حولية ذبيحة خطية, وثلاثة أعشار دقيق ملتوتة بزيت.يأخذ الكاهن من دم ذبيحة الإثم ويجعل على المتطهر: شحمة أذنه اليمنى, وإبهام يده اليمنى, وإبهام رجله اليمنى. ثم ينضح من الزين ويفعل به كما فعل بدم الذبيحة.
ولأن البرص رمز للخطية, لذلك هذه الطقوس كانت رمز للشفاء من الخطية بفعل ذبيحة المسيح على الصليب.

فاصل

ثالثاً : الأعياد

رتب الله الأعياد لبني اسرائيل ودعاها محافل مقدسة، لم تكن الأعياد مجرد الاستمتاع بالطعام والشراب بقدر إرتباطها بالعبادة والمذبح.
– كان عدد الأعياد سبعة، رمز لكمال الفرح.
جولة حول الأعياد اليهودية:

م

العيد

التاريخ

أهم الطقوس

المعنى الروحي

   رمزية العيد

1  عيد الفصح 14 نيسان ذبح خروف الفصح تذكار الخلاص من العبودية في أرض مصر    رمز لموت السيد المسيح على الصليب والخلاص بدمه
2  عيد الفطير 15 – 21 نيسان  التخلص من الخميرة واكل الفطير  التخلص من الخطية رمز للمسح في القبر وجسده لم يرى فساداً.
3  عيد الباكورات 16 نيسان     تقديم باكورة المحصول لله تقديس المحصول كله. رمز لقيامة السيد المسيح باكورة الراقدين
4

عيد الأسابيع

الخمسين

6 سيوان  تقديم باكورة محصول القمح لله (رغيفين من قمح يخبزان بخميرة) تقديم الشكر لله على تمام حصاد المحصول.   رمز لحلول الروح القدس على الكنيسة.
5

عيد الأبواق
الهتاف

1 تشرى النفخ في قرن البوق لدعوة الشعب لمحفل مقدس تذكار ذبح إسحق وفدائه بالكبش    تقديم المسيح لنفسه نيابة عن البشر
6

 يوم الكفارة العظيم

10 تشرى الدخول إلى قدس الأقداس التطهير من الخطية بالدم    رمز ليوم صلب السيد المسيح والكفارة بدمه
7

عيد المظال

15 تشرى الشعب يسكن في مظال لمدة 7 أيام   تذكار الغربة البرية والحياة في غربة العالم  رمز حضور المسيح وسط كنيسته.


من المسابقة الدراسية – مرحلة جامعيين –  مهرجان الكرازة 2011

 

زر الذهاب إلى الأعلى