تفسير سفر صموئيل الأول ٢٢ للقمص تادرس يعقوب
الأصحاح الثاني والعشرون
في مغارة عدلام
إذ ترك داود النبي جت ذهب إلى مغارة عدلام، وجد كل رجل متضايق أو من كان عليه دين وكل رجل مرّ النفس بسبب انحدار حكم شاول وفساده في داود ملجأ، إذ جاءوا إليه ليكون رئيسًا عليهم؛ هؤلاء الذين كانوا في نظر شاول خطرين وشاردين التصقوا بداود ليصيروا فيما بعد أناسًا جبابرة يعلمون لحساب المملكة الجديدة.
التصاق هؤلاء الرجال بداود أثار حقد شاول لكي يقتل جميع كهنة مدينة نوب – ماعدا أبيأثار الذي أفلت من يده – ذلك لأن أخيمالك قدام لداود خبزًا وسيفًا دون علمه بما كان بين شاول وداود.
داود في مغارة عدلام [1-4].
كان من الصعب على داود الذي خلص شعبه من الأعداء أن يبقى خارج وطنه كمن هو خارج عن القانون، خاصة أن الله سمح أن يثور أهل جت عليه ليقتلوه، لذا بدأ يتجه نحو يهوذا لكن في شيء من التخوف. لقد جاء إلى مغارة بالقرب من مدينة عدلام الكنعانية القديمة، واختبأ فيها حتى أتاه والده وإخوته كما اجتمع إليه كثير من المتضايقين ليجدوا فيه رجاءً.
“عدلام”[163] كلمة عبرية تعني “ملجأ”، سكنها الكنعانيون في أيام يعقوب (تك 38: 1-2). وهي إحدى المدن التي كانت من نصيب سبط يهوذا، يُشار إليها بين بلدتي يرموت وسوكوه (يش 15: 35). يرى البعض أنها عين الماء الحديثة، كانت تدعى “عيد الماء”، تقع على بعد حوالي 12 ميلاً جنوب غربي بيت لحم، في وادي إيله. لا تزال هناك نحو 15 مغارة هائلة تسمى مغائر عيد الماء، من بينها مغارة وادي قريطون بجوار بيت لحم، وهي المغارة التي سكنها داود ورجاله، إذ يبلغ حوالي 160 مترًا.
يرى البعض أن موقف داود في المغارة وبعد ذلك في وعر حارث [5] يرمز لموقف رب المجد حين جاء إلى مغارة هذا العالم متجسدًا:
أ. كان شاول الملك المرفوض يسيطر على الشعب، رمزًا لرئيس العالم – الشيطان – وقد ملك على قلوب الكثيرين (يو 14: 30).
ب. كان مُلك داود مخفيًا بالرغم من مسحه بالدهن المقدس، ومملكة رب المجد يسوع أيضًا مخفية في القلوب لا يدركها إلا من آمن به وخضع له.
ج. التف حول الملك المتضايقون والذين عليهم دين وكل مرّ النفس، هكذا اجتمع حول السيد المسيح المتألمون والخطاة المذنبون والعشارين والزناة ليجدوا فيه وفاءً لدينهم وتجديدًا لطبيعتهم وعذوبة في العشرة معه.
د. كان رجاء من هم حول أن يروه ملكًا، ونحن ننتظر مجيء الرب ليملك إلى الأبد.
هـ. إذ جاءه أبياثار بن أخيمالك يروي عليه قصته الأليمة احتضنه، هكذا ينتظر رب المجد كل نفس هاربة تلجأ إليه ليحفظها آمنة [23].
ز. جاء داود إلى المغارة يختفي فيها، وجاء السيد المسيح كلمة الله مخفيًا بناسوته.
إذ هرب داود من شاول إلى مغارة عدلام وضع مذهبة (مز 57)، جاء فيها:
“ارحمني يا الله ارحمني لأنه بك احتمت نفسي،
وبظل جناحيك احتمى إلى أن تعبر المصائب.
أصرخ إلى الله العلّي، الله المحامي عني.
يُرسل من السماء ويخلصني.
عيّر الذي يتهمني (يطأ عليّ). سلاه..” (مز 57).
لقد هرب داود من وجه شاول إلى مغارة ليختبئ فيها، وكان ذلك رمزًا لما صنعه السيد المسيح كما يقول القديس أغسطينوس: [ماذا يعني الاختباء في مغارة؟ اختباء في أرض. لأن من يهرب إلى مغارة، يتغطى بأرض كي لا يُرى. أما يسوع فقد حمل أرضًا، تقبل جسدًا مأخوذًا من الأرض، فيه أخفى نفسه بكونه الله.”لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد” (1 كو 2: 8)… لقد فعل ذلك ليهرب (يسوع) من وجه شاول في مغارة. يمكن أن تفهم المغارة كمكان سفلي في الأرض. بالتأكيد كما هو واضح وأكيد للكل، أن جسده وُضع في قبر منحوت في صخرة. هذا القبر هو المغارة التي فيها هرب من وجه شاول. فقد اضطهده اليهود حتى عندما وضع (جسده) في مغارة… حتى عندما مات وهو معلق على الصليب طعنوه بحرية (يو 19: 34). لكن عندما كُفن وتم تجنيزه وضع في مغارة فلم يعودوا قادرين على عمل شيء للجسد. وإذ قام الرب من المغارة بلا ضرر ولا فساد من ذلك الموضع الذي هرب إليه من وجه شاول، خافيًا نفسه من الأشرار الذين رُمز إليهم بشاول، أعلن نفسه لأعضائه… إذ لمسه أعضائه – الرسل – بعد قيامته وآمنوا (لو 24: 39)؛ إذ أدركوا أن اضطهاد شاول لم ينفع (المضطهدين)[164]].
يقول القديس جيروم: [ترمز المغارة للعالم لأن نوره ضئيل جدًا إن قورن بنور العالم المقبل، ومع هذا فبمجيء الرب إلى العالم أناره بكونه هو النور]؛ [كما دخل داود المغارة هاربًا من شاول، هكذا جاء الرب إلى العالم واحتمل اضطهاد[165]].
ليتنا نحن أيضًا إذ تمررت نفوسنا خلال حكم شاول، أي سقوطنا تحت سلطان عدو الخير إبليس، نلجأ إلى ابن داود المختبئ في المغارة. نلجأ إليه فقد جاء إلى عالمنا لينيره بمجد لاهوته الخفي، واهبًا إيانا الاستنارة الداخلية عوض الظلمة، مقدمًا لنا الحياة الجديدة عوض الموت الذي ملك علينا.
لنلجأ إلى مسيحنا فقد دخل مغارة طبيعتنا كي لا نرتعب منه، بل نجده قريبًا منا، حالاً في وسطنا بل في داخلنا ليجدد طبيعتنا فيه ويقدسها ويمجدها ببهاء مجده.
لندخل إلى ابن داود في المغارة لنجد حوله النفوس المضطهده والمُرّة النفس، هذا هو طريق الملكوت والمجد أن نشارك المتألمين آلامهم، نقبل سكني المغارة المظلمة لتدخل بنا إلى بهاء الملكوت الداخلي. لا خلاصي خارج الباب والضيق والطريق الكرب مادام مسيحنا يجتاز خلالهما.
أخيرًا حوّل داود هذه الطاقات التي كانت تبدو شاردة ومقاومة لكي تصير لبنيان مملكته الجديدة بعدما تحطمت مملكة شاول. لنتقدم إلى ابن داود بطاقاتنا التي نظنها أحيانًا محطمة لنا – من عواطف ومشاعر وأحاسيس ومواهب وقدرات – لكي يتسلمها في المغارة ويقدسها بروحه القدوس فتصير طاقات بنّاءة لحساب ملكوته الجديد.
أما عدد الرجال الذين تجمعوا حول داود ليكون رئيسًا عليهم فكان نحو أربعمائة، هذا الرقم أيضًا يحمل معنى رمزيًا. فإن رقم 100 يشير إلى كمال عدد المؤمنين أما رقم 4 فتشير إلى العالم بجهاته الأربع وإلى الجسد المأخوذ من التراب أي من الأرض (4 جهات الأرض). وكأننا إذ نلتقي بمسيحنا المتجسد، في المغارة، يتحول العالم كما كالجسد إلى بركة لنا، فلا نرى في العالم شيئًا غير صالح ولا أيضًا في الجسد، فإنه خليقة الله الصالحة. يقول القديس أكليمندس الإسكندري: [“الله يحب كل ما خلقه”، الله لا يبغض شيئًا، ولا يحمل عداوة ضد شيء ما].
‘
ذهابه إلى أرض يهوذا [5].
“فقال جاد النبي لداود لا تُقِم في الحصن؛ اذهب وادخل أرض يهوذا، فذهب داود وجاء إلى وعر حارث” [5].
لم نسمع عن جاد النبي إلا في هذا الموضع وحتى آخر حياة داود حين أحصى الشعب (2 صم 24: 11-15). ساعد في ترتيب الخدمة الموسيقية في بيت الرب (2 أي 29: 25)، وكان أحد المؤرخين الذين كتبوا حوادث مُلك داود (1 أي 29: 29).
يبدو أن جاد هذا كان أحد تلاميذ صموئيل النبي في مدرسة الأنبياء، وأن صموئيل نصح داود أن يكون جاد النبي أو الرائي مرافقًا له؛ وها هو ينصح داود ألا يقيم في الحصن الذي في موآب بل يذهب إلى أرض يهوذا حيث يواجه المتاعب من أجل شعب الله. وقد كان ذلك لخيره ولبنيان الشعب، حيث خلص أهل قعلية من الفلسطينيين (23: 1-2) كما دافع عن مدن يهوذا (27: 8-11) فاشتهر ونال ثقة يهوذا؛ وعندما قُتل شاول كان حاضرًا ليخلفه.
كانت الدعوة أن يترك الحصن ويذهب إلى وعر حارث (كلمة وعر تضاد سهل، لكنها استخدمت هنا عن الغابة ربما لأن السير فيها صعب)، وهي غابة تقع في جنوب غربي بيت لحم. إنها دعوة لترك الحصون الآمنة البشرية وقبول طريق الصليب الوعر، إذ هو طريق المُِلك والمجد. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الألم هو معلمنا. إننا لا نجلب الألم على أنفسنا، إنما نحتمله بشجاعة متى تعرضنا له، لأنه دائمًا مصدر خيرات كثيرة[166]].
[لا تشته حياة خالية من كل ضيقة، فإن هذا ليس فيه خيرك[167]].
شاول يقتل الكهنة [6-22].
إذ رجع داود ورجاله إلى اليهودية بدأت الأخبار تنتشر وأحبهم الكثيرون الأمر الذي أثار غيرة شاول من جديد، حتى ضاقت نفسه جدًا في داخله، شعر كأن لا عمل لداود إلا تحطيم مملكته ولا همّ لمن حوله إلا خيانته من أجل المكافأة حتى ابنه وارث عرشه يقف ضده.
إذ كان شاول مقيمًا تحت شجرة في مدينة جبعة في الرامة (غالبًا لا تعني مدينة الرامة إنما تعني الأكمة، أي على مرتفع) وقف أمامه عبيده وقد أمسك بالرمح كصولجان في يده، وصار يوبخهم قائلاً: “اسمعوا يا بنيامينيون. هل يعطيكم جميعكم ابن يسى حقولاً وكرومًا؟! وهل يجعلكم رؤساء ألوف ورؤساء مئات؟! [7].
كشف هذه الكلمات عن انغلاق قلب شاول، فمع كونه ملكًا على إسرائيل كله لكنه اختار جميع رجال البلاط وأصحاب المراكز العليا من سبطه وحده، لذا دعاهم: “اسمعوا يا بنيامينيون”. هذه صورة مؤلمة تكشف عن قيادة مملوءة أنانية تهتم بما لنفسها وليس بما للجميع. ما أبعد الفارق بين شاول وموسى النبي، فإن الأخير اختار يشوع بن نون تلميذًا له يتسلم القيادة من بعده وليس أحدًا من أولاده.
ما أجمل كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم إذ يحمل قلبه أبوة للجميع بلا تحيز: [جماعتكم هي إكليلي؛ كل واحد منكم- في عيني – يساوي المدينة كلها[168]].
لعل شاول بسبب عدم إيمانه كان متخوفًا من إقامة عبيد غير بنيامينيين لئلا يغتصب الملك منه أو من أولاده من بعده. بلا شك إن هذا التحيز أثار متاعب كثيرة في نفسية شيوخ الأسباط الأخرى.
بسبب الحسد لم يحتمل شاول أن يذكر اسم داود لذا سما “ابن يسى”. إذ كان شاول طماعًا ومحبًا للمجد الباطل بدأ يثير عبيده بأن ابن داود يحرمهم مما تمتعوا به من حقول وكروم ومراكز قيادية… وهو في هذا يتمثل بعدو الخير الذي يحرض البشرية على الشر خلال الإغراءات المادية والكرامات الزمنية.
تسلطات الظنون على شاول فحسب كل عبيده يقاومونه، إذ يتهمهم قائلاً: “حتى فتنتم كلكم عليّ وليس من يخبرني بعهد ابني مع ابن يسى؟! وليس من يحزن عليّ أو يخبرني بأن ابني قد أقام عبدي عليّ كمينا كهذا اليوم؟!” [8].
حين يفقد الإنسان علاقته مع الله مصدر السلام يرى الجميع حوله أعداءً، يهرب إلى سبعة طرق وليس من عدو خلفه… أفكاره الداخلية هي التي تطارده وتشتت طاقاته. أما من ينعم بسلام مع الله فيحمل سلامًا في قلبه وسلامًا مع الناس ولا يخاف حتى مقاوميه.
أراد دواغ الأدومي أن يبرر نفسه وزملاءه، إذ كان الكل خائفين لئلا يفتك بهم شاول ألقى بالمسئولية على رئيس الكهنة قائلاً: “قد رأيت ابن يسى آتيًا إلى نوب إلى أخيمالك بن أخيطوب، فسأل له من الرب وأعطاه زادًا وسيف جليات الفلسطيني أعطاه إياه” [9-10].
كان دواغ صادقًا فيما قاله لكنه بتر الحقيقة وشوهها، إذ لم يعرض الحوار الذي دار بين أخيمالك وداود ليبرر نية أخيمالك؛ على العكس ببتر الحقيقة صور أخيمالك كخائن لشاول يتعمد مساندة عدوه داود. كان يليق به أن يظهر أن أخيمالك حسب داود يقوم بعمل هام بأمر الملك كما سمع من داود، وأنه قصد خدمة الملك نفسه.
استدعى شاول أخيمالك وجميع بيت أبيه الكهنة لكي ينكل بالجميع؛ هكذا فعل هامان إذ ازدُرى في عينيه أن يمد يده إلى مردخاي وحده بل طلب أن يقتل كل الشعب انتقامًا منه (إس 3: 6).
تحدث شاول مع أخيمالك بأسلوب مهين قائلاً: “اسمع يا ابن أخيطوب…”، مع أن الكاهن أظهر كل احترام وتوقير للملك، إذ أجابه: “هأنذا يا سيدي”.
فنّد أخيمالك الاتهام هكذا:
أ. لم ينكر أنه أعطاه خبزًا وسيفًا وسأل له من الله، لكنه فعل هذا من أجل أمانة داود له، وقرابته له كصهر الملك، ومركزه وكرامته في البلاط، إذ قال: “مَنْ مِنْ جميع عبيدك مثل داود أمين وصهير الملك وصاحب سرك ومكرم في بيتك؟!”. سؤال فيه دفاع عن نفسه ويتضمن أيضًا توبيخًا لشاول الذي اتسم بعدم الاستقرار يصاحب ويخاصم بلا تعقل.
ب. إنه لم يكن على علم بما حدث بينه وبين داود لا في الأمور الصغيرة ولا الكبيرة.
لم يكن لدى شاول ما يُجب به عليه، لكن كعادته يأخذ قراره المتسرع كإجابة ظالمة دون استشارة أحد. أصدر الحكم “موتًا تموت يا أخيمالك أنت وكل بيت أبيك”. دخل كخصم وحكم بنفسه، وطلب من السعاة أن ينقذوا فلم يقبلوا أن يمدوا أيديهم إلى كهنة الرب، ليكونوا شهودًا على الظلم والعنف وإهانة خدام الرب. أما دواغ الأدومي الذي قدم الاتهام فقام بتنفيذ الأمر وقتل في ذلك اليوم خمسة وثمانين كاهنًا، ثم ذهب إلى مدينتهم – نوب – ليقتل الرجال والنساء والأطفال والرضعان حتى الحيوانات بحد السيف. صورة بشعة لوثت تاريخ شاول واقشعرت لها كل الأسباط.
لم يخرب شاول مدينة للأعداء بل إحدى مدن شعبه… هذا ما تفعله الخطية في حياة الإنسان، إذ يحطم حياته الداخلية وتفسد طاقاته ومواهبه، يصير عدوًا ومقاومًا حتى لنفسه.
على أي الأحوال تحققت كلمات الرب بخصوص بيت عالي الكاهن (2: 31) إذ قُتل أخيمالك والكهنة الذين من نسل عالي.
نجاة أبيأثار الكاهن:
يبدو أن أبيأثار بن أخيمالك لم يذهب مع أبيه وأقربائه إلى شاول إذ بقى لحراسة الخيمة، وإذ سمع بما حل هرب إلى داود قبل مجيء دواغ الأدومي [20]. أخبر أبيأثار داود بما حدث، وكانت إجابة داود النبي: “أنا سببت لجميع أنفس بيت أبيك؛ أقم معي؛ لا تخف؛ لأن الذي يطلب نفسي يطلب نفسك ولكنك عندي محظوظ” [23].
أحد سمات داود التقوية اعترافه بخطئه وإلقاء اللوم على نفسه لا على الآخرين؛ فكان يمكنه القول بأنه لم يكن يعرف أن دواغ الأدومي هناك عندما ذهب إلى أخيمالك، وأنه لم يكن يتوقع أن شاول يقوم بقتل كهنة الرب… كما كان يمكنه أن يهاجم دواغ وشاول على عنفهما… لكن داود المتضع قال: “أنا سببت لجميع أنفس أبيك”. ما أعذب أن يعترف الإنسان في أعماق قلبه كما بلسانه: “أخطأت”. ليس شيء أفضل من أن يلقي باللوم على نفسه، ولا أشر من أن نلقي باللوم على الغير.
دان داود نفسه، وحاول علاج الخطأ باحتضان أبيأثار وحمايته، فصار معه نبيًا (جاد) وكاهنًا.
اهتم الآباء – بفكر إنجيلي – أن يتدرب المؤمنون على إدانتهم لأنفسهم لا للغير.
v إن لم يكن لدى الإنسان الجرأة لكي يلوم نفسه فإنه لن يتردد في أن يلوم الله نفسه.
الأب دوروثيؤس من غزة[169]