تفسير سفر اللاويين ٢٠ للقمص أنطونيوس فكري
شرح اللاويين – الإصحاح العشرون
كان من المفروض أن يأتى هذا الإصحاح بعد الإصحاح 18 ولكن تأجل حتى يأتى بعد الإصحاح 19 لأن الله أراد أن يكلمهم عن السنن والشرائع السامية قبل أن يحدثهم عن العقوبات فهؤلاء الذين يرفضون تنفيذ الوصية لأنهم لا يريدون القداسة عليهم أن يخافوا من العقوبات. ونجد هنا أن العقوبة المشهورة أما الرجم أو الحرق. والرجم كان يبدأ بمرور المحكوم عليه فى شوارع المدينة وأمامه مناد يعلن جريمته ويسأل هل هناك من لديه ما يفيد تبرئته. وبعد ذلك يقتاده لمكان تنفيذ العقوبة وكان هناك طريقتين
1- إلقاء المحكوم عليه فوق صخرة من مكان عال وإذا لم يمت يلقون عليه حجر كبير.
2- رجم المحكوم عليه بالحجارة حتى يموت.
ولاحظ أن هذه المدة خلال سيره فى شوارع المدينة وحتى رجمه كانت له فرصة أن يقدم توبة. أما الحرق بالنار فكانوا يقولون أن الله حين أحرق ناداب وأبيهو إبنى هرون ترك جثتيهما دون أن يتشوهوا لذلك كانوا يسكبون الرصاص المنصهر فى فم المحكوم عليه. ونجد هنا عقوبات صارمة ضد مرتكبى خطايا السحر والزنا. وكانت هذه العقوبات تظهر للآخرين نتائج الخطية لعلهم يرتدعوا هم أيضاً وحتى تتطهر الجماعة من الشر الذى فيها. وعقوبتى الرجم والحرق فيها إشارة لمصير الخاطئ (الموت والنار الأبدية) وهى عقوبات قاسية ولكن كان هذا الشعب بدائى غليظ الرقبة. وتأديبات الله هى علامة إهتمام الله بشعبه ورغبته فى خلاصهم وتقديسهم. وبالنسبة للمسيحية فهى إهتمت بالروحيات والسمائيات وتركت التشريع المدنى والجنائى.
الأيات 2 – 5 :- و تقول لبني اسرائيل كل انسان من بني اسرائيل و من الغرباء النازلين في اسرائيل اعطى من زرعه لمولك فانه يقتل يرجمه شعب الارض بالحجارة. و اجعل انا وجهي ضد ذلك الانسان و اقطعه من شعبه لانه اعطى من زرعه لمولك لكي ينجس مقدسي و يدنس اسمي القدوس. و ان غمض شعب الارض اعينهم عن ذلك الانسان عندما يعطي من زرعه لمولك فلم يقتلوه. فاني اضع وجهي ضد ذلك الانسان و ضد عشيرته و اقطعه و جميع الفاجرين وراءه بالزنى وراء مولك من شعبهم.
طلب الرب من الشعب أن يرجموا من يعطى من أولاده = زرعه لمولك فإن تهاونت الجماعة فى ذلك يقف الله نفسه ضده = وأقطعه من شعبه = يميته الله مباشرة ولا ينتظر الجماعة. وإن أغمضت الجماعة عينها عن تلك الخطية فالله يضع وجهه ضد العشيرة أو الجماعة = أى يظهر غضبه عليهم بالقطع.
الأيات 6 – 26 :- و النفس التي تلتفت الى الجان و الى التوابع لتزني وراءهم اجعل وجهي ضد تلك النفس و اقطعها من شعبها. فتتقدسون و تكونون قديسين لاني انا الرب الهكم. و تحفظون فرائضي و تعملونها انا الرب مقدسكم. كل انسان سب اباه او امه فانه يقتل قد سب اباه او امه دمه عليه. و اذا زنى رجل مع امراة فاذا زنى مع امراة قريبه فانه يقتل الزاني و الزانية. و اذا اضطجع رجل مع امراة ابيه فقد كشف عورة ابيه انهما يقتلان كلاهما دمهما عليهما. و اذا اضطجع رجل مع كنته فانهما يقتلان كلاهما قد فعلا فاحشة دمهما عليهما. و اذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امراة فقد فعلا كلاهما رجسا انهما يقتلان دمهما عليهما. و اذا اتخذ رجل امراة و امها فذلك رذيلة بالنار يحرقونه و اياهما لكي لا يكون رذيلة بينكم. و اذا جعل رجل مضجعه مع بهيمة فانه يقتل و البهيمة تميتونها. و اذا اقتربت امراة الى بهيمة لنزائها تميت المراة و البهيمة انهما يقتلان دمهما عليهما. و اذا اخذ رجل اخته بنت ابيه او بنت امه و راى عورتها و رات هي عورته فذلك عار يقطعان امام اعين بني شعبهما قد كشف عورة اخته يحمل ذنبه. و اذا اضطجع رجل مع امراة طامث و كشف عورتها عرى ينبوعها و كشفت هي ينبوع دمها يقطعان كلاهما من شعبهما. عورة اخت امك او اخت ابيك لا تكشف انه قد عرى قريبته يحملان ذنبهما. و اذا اضطجع رجل مع امراة عمه فقد كشف عورة عمه يحملان ذنبهما يموتان عقيمين. و اذا اخذ رجل امراة اخيه فذلك نجاسة قد كشف عورة اخيه يكونان عقيمين. فتحفظون جميع فرائضي و جميع احكامي و تعملونها لكي لا تقذفكم الارض التي انا ات بكم اليها لتسكنوا فيها. و لا تسلكون في رسوم الشعوب الذين انا طاردهم من امامكم لانهم قد فعلوا كل هذه فكرهتهم. و قلت لكم ترثون انتم ارضهم و انا اعطيكم اياها لترثوها ارضا تفيض لبنا و عسلا انا الرب الهكم الذي ميزكم من الشعوب. فتميزون بين البهائم الطاهرة و النجسة و بين الطيور النجسة و الطاهرة فلا تدنسوا نفوسكم بالبهائم و الطيور و لا بكل ما يدب على الارض مما ميزته لكم ليكون نجسا. و تكونون لي قديسين لاني قدوس انا الرب و قد ميزتكم من الشعوب لتكونوا لي.
الحكم بالرجم والقطع على من يلجأ للجان ويطلب مشورته ومعونته. والرجم أيضاً لمن يمارس فاحشة (زنى مع المحرمات أو زواجهن أو شذزذ جنسى أو زنا مع البهائم وهنا نجد النص على قتل البهيمة حتى يظهر كراهية الله للخطية وأنه لا يريد أن يترك أثراً لها. والرجم أيضاً لمن يسب أباه أو أمه فمن يسبهما يسب ويهين أبى الأرواح وفى آية (20) يموتان عقيمين = قد تكون بأن يضربهما الله بالعقم أو بموت نسلهما وحرمانهما منه.
وكانت الشريعة تنص على وجوب إعتراف الخاطئ بخطيته حتى تكون له فرصه للتوبة وعقوبة الرجم تشير لأن الخاطئ قد تحول قلبه لقلب حجرى بلا إحساس وهو الذى رجم نفسه بنفسه بقلبه الحجرى. وحرقة بالنار يشير إلى بشاعة شره إذ ألهبت الخطية مشاعره بنيران الشهوة وأهلكته.
آية 27 :- و اذا كان في رجل او امراة جان او تابعة فانه يقتل بالحجارة يرجمونه دمه عليه
هذه الآية تقارن بأية 26 التى قبلها وتكونون لى قديسين….. وإذا كان فى رجل…. جان….. فإنه يقتل هذه تعنى بسبب حرف العطف إما نكون للرب فنحيا قديسين يملك الله علينا. أو نكون لإبليس يملك هو علينا.