تفسير سفر طوبيا ١٢ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الثاني عشر
“1 حينئذ دعا طوبيا ابنه إليه وقال له ماذا ترى نعطي هذا الرجل القديس الذي ذهب معك. 2 فأجاب طوبيا وقال لأبيه يا أبت أي أجرة نعطيه وأي شيء يكون مؤازياً لإحسانه. 3 أخذني ورجع بي سالماً والمال هو استوفاه من عند غابيلوس وبه حصلت على زوجتي وهو كف عنها الشيطان وفرح أبويها وخلصني من افتراس الحوت وإياك أيضاً هو جعلك تبصر نور السماء وبه غمرنا بكل خير فماذا عسى أن نعطيه مما يكون مؤازياً لهذه. 4 لكني أسألك يا أبت أن نسأله هل يرضى أن يأخذ النصف من كل ما جئنا به. 5 فدعاه الوالد و ولده وأخذاه ناحية وجعلا يسألانه أن يتنازل ويقبل النصف من جميع ما جاءا به. 6 حينئذ خاطبهما سراً وقال باركا اله السماء واعترفا له أمام جميع الأحياء لما أتاكما من مراحمه. 7 أما سر الملك فخير أن يكتم وأما أعمال الله فأذاعتها والاعتراف بها كرامة. 8 صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب. 9 لأن الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الإنسان لنوال الرحمة والحياة الأبدية. 10 وأما الذين يعملون المعصية والإثم فهم أعداء لأنفسهم. 11أما أنا فأعلن لكما الحق وما اكتم عنكما أمراً مستوراً. 12 انك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبأ الموتى في بيتك نهاراً وتدفنهم ليلاً كنت أنا ارفع صلاتك إلى الرب. 13 وإذ كنت مقبولاً أمام الله كان لابد أن تمتحن بتجربة. 14 والآن فان الرب قد أرسلني لأشفيك واخلص سارة كنتك من الشيطان. 15 فإني أنا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين أمام الرب. 16 فلما سمعا مقالته هذه ارتاعا وسقطا على أوجههما على الأرض مرتعدين. 17 فقال لهما الملاك سلام لكم لا تخافوا. 18 لأني لما كنت معكم إنما كنت بمشيئة الله فباركوه وسبحوه. 19 وكان يظهر لكم أني أكل واشرب معكم وإنما أنا اتخذ طعاما غير منظور وشرابا لا يبصره بشر. 20 والآن قد حان أن ارجع إلى من أرسلني وانتم فباركوا الله و حدثوا بجميع عجائبه. 21 وبعد أن قال هذا ارتفع عن أبصارهم فلم يعودوا يعاينونه بعد ذلك. 22 حينئذ لبثوا ثلاث ساعات منطرحين على وجوههم يباركون الله ثم نهضوا وحدثوا بجميع عجائبه.”
آيات (1-4): إحتار طوبيا وإبنه ماذا يقدمان للملاك في مقابل كل خدماته. وهذا يدفعنا للتساؤل.. وماذا نقدم لله في مقابل كل ما عمله معنا.
آيات (5-7): الملاك لا يطلب أجراً. ولكنه يطلب أن يمجدوا الله ويحدثا بأعماله معهما. وقال الملوك الأرضيين يجعلون أمورهم أسراراً حتى لا يضرهم أحد. لكن أعمال الله يجب أن تذاع حتى يتمجد الله خاصة وأبناء الله هؤلاء، طوبيا وعائلته يعيشان وسط الأمم لعل الأمم يؤمنون.
آيات (8-10): هنا نرى عناصر العبادة الثلاثة يرشدهم الملاك لها الصلاة والصدقة والصوم. الصدقة تنجي من الموت= هذه مثل مال الظلم. والصلاة تجعلنا في صلة مع الرب والصوم هو زهد يرفعنا عن محبة العالم فنقترب إلى الله والصدقة بها نعمل خيراً مع الرب نفسه فنراه. فالرب وضع نفسه مكان الجوعان والعطشان والمسجون.. ..
آيات (11-15): نجد الله يهتم ويرى يكافئ على كل خدمة نؤديها. والملائكة ترفع صلواتنا لله، وذلك لأن صلواتنا ضعيفة بها شوائب كثيرة. ورأينا صورة لذلك في مجامر الأربعة والعشرين قسيساً الذين يقدمون بخوراً هو صلوات القديسين (رؤ8:5) إذ كنت مقبولاً أمام الله لابد أن تمتحن بتجربة= لتكمل ويصير لك إكليل أعظم حينما تتنقى.
آيات (16-20): سجودهم للملاك أظهر تقواهما ومخافة الله التي في قلبيهما.
آيات (21،22): لبثوا ثلاث ساعات منطرحين= في خشوع وصلوات= يباركون الله.