تفسير سفر حزقيال ٤٠ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الأربعون
بعد أن فارق مجد الله أورشليم حزناً على خطاياها. نجد هنا راجعاً لكنيسته، كنيسة العهد الجديد. يقيم فى وسطها للأبد مت 18 : 20 “إذا إجتمع إثنين أو ثلاثة بإسمى فهناك أكون فى وسطهم + مت 28 : 20. بل يكون من يصنع وصاياه منزلاً للأب والإبن يو 14 : 23 هذا هو مفهوم الهيكل فى العهد الجديد، لقد صار المؤمنين هيكلاً لله والروح القدس يسكن فيهم 1كو 3 : 16. وصار المؤمنين حجارة حية فى هيكل الكنيسة 1بط 2 : 4، 5. والسيد المسيح قال لتلاميذه عن جسده كنبوة عن موته وقيامته “إنقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أقيمه.. وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده
يو 2 : 19، 21. وجسد المسيح هو الكنيسة أف 5 : 30. إذاً فالهيكل هو جسد المسيح أى كنيسته. لذلك وبهذا المفهوم يقول بولس الرسول “مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية، الذى فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً مقدساً فى الرب. الذى فيه أنتم أيضاً مبنيون معاً مسكناً لله فى الروح أف 2 : 20 – 22 وقارن مع أف 4 : 12، 16. هذا هو مفهوم الهيكل الأن.
آية 1 :- في السنة الخامسة و العشرين من سبينا في راس السنة في العاشر من الشهر في السنة الرابعة عشرة بعدما ضربت المدينة في نفس ذلك اليوم كانت علي يد الرب و اتى بي الى هناك
فى رأس السنة = كان لليهود بدايتان للسنة 1) السنة المقدسة الدينية 2) السنة المدنية. والسنة المقدسة بدايتها شهر أبيب. وفى العاشر منه يقدم خروف الفصح أى يبدأ حفظه حتى يوم الرابع عشر فيذبح. أما السنة المدنية فالعاشر من أول شهورها هو عيد الكفارة. فرأس السنة فى هذه الآية قد يكون رأس السنة الدينية أو رأس السنة المدنية، وكلاهما يشير لصليب المسيح (سواء الفصح أو يوم الكفارة). والمعنى أن تأسيس الكنيسة مبنى على ذبيحة الصليب. فالعاشر من أول شهور السنة المدنية أو العاشر من أول شهور السنة المدنية، كلاهما يشير للصليب (فصح أو الكفارة). وفى سنة اليوبيل يتحرر كل عبد أو كل مرهون، وسنة اليوبيل كانت تبدأ بيوم الكفارة وهكذا فالإبن حررنا من أسر الشيطان بدم صليبه.
آية 2 :- في رؤى الله اتى بي الى ارض اسرائيل و وضعني على جبل عال جدا عليه كبناء مدينة من جهة الجنوب
جبل عال جداً = فكأن الله رفع النبى بالروح القدس إلى السماويات التى ستكون فيها الكنيسة. كبناء مدينة = أى تشبه مدينة لأنها فيها منازل كثيرة يو 14 : 2. وهى ليست من صنع إنسان بل من صنع الله، المسيح أقامها بنفسه، الآن على الأرض هناك مدينة هى الكنيسة بمنازلها الكثيرة، وفى السماء هناك مدينة أورشليم السماوية، المدينة المقدسة رؤ 22 : 19 + عب 11 : 10. وهذه المدينة السماوية أعدها المسيح بنفسه يو 14 : 2 + عب 11 : 10. وهذ المدينة كانت هيكل هكذا ضخم كأنه مدينة. ولاحظ أن أورشليم الجديدة لا يوجد داخلها هيكل رؤ 21 : 22. وهنا المدينة كلها هيكل. فهى مدينة للبشر ليسكنوا فيها وهى هيكل لله ليسكن فيه. لأنه فى الكنيسة جسد المسيح، الله يسكن مع الناس رؤ 21 : 2، 3 وهى من جهة الجنوب = لأن الشعب الأن مسبى فى بابل أى فى الشمال. وهذا وعد لهم بأنهم سيعودون أحراراً لأرضهم. والكنيسة هى أورشليم الأرضية هنا وهى أورشليم السماوية فى الأبدية.
آية 3 :- و لما اتى بي الى هناك اذا برجل منظره كمنظر النحاس و بيده خيط كتان و قصبة القياس و هو واقف بالباب
رجل منظرة كمنظر النحاس = راجع تفسير 4:1-14 فالنحاس يشير للدينونة أما هذا الرجل فهو إبن الله الذى تجسد. وهكذا رآه يوحنا فى رؤياه 1 : 15 رجلاه شبه النحاس النقى كأنهما محميتان فى الأتون، فالنار رمز للاهوت والنحاس رمز للناسوت، والنحاس المحمى فى النار يشير لإتحاد اللاهوت بالناسوت. ولماذا النحاس بالذات ؟ فالنحاس معدن ثقيل وقوى وكان يستخدم فى صنع الأسلحة، وسلاح المسيح كان فدائه على الصليب الذى به دك معاقل الشيطان لذلك كان مذبح النحاس فى خيمة الأجتماع حيث تقدم الذبائح (خطية ومحرقة… الخ) كان يرمز للصليب. فبالصليب دان المسيح الخطية والشيطان وداس الموت بموته جسدياً. والمسيح أخذ جسداً أيضاً ليبنى الكنيسة أى هذه المدينة أو هذا الهيكل. وكان بيد المسيح خيط كتان وقصبة القياس = الكتان رمز للطهارة، وهذا عمل المسيح مع المؤمنين 1يو 1 : 7 + رؤ 7 : 14. وقصبة القياس تشير أن المؤمنين من أبناء الله هو يحفظهم ولا أحد يخطفهم من يده يو 17 : 12. وهؤلاء معروفون عنده (تحت القياس) (هذا معنى أن يكون عدد السمك فى شبكة بطرس محدد بعدد 153 سمكة (يو 21). وهذا العدد المحدد هو من قال لهم المسيح “لا تخف أيها القطيع الصغير فإن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت”. والمسيح هو الذى يبنى كنيسته، وهو الطريق. والروح القدس هو الذى به يعترف كل إنسان بالمسيح أنه رب (1كو 12 : 3) والآب يجتذب المؤمنين يو 6 : 44. إذاً بقياس دقيق يجتذب الآب إنساناً، والإبن يقرع على باب قلبه رؤ 3 : 20 ويظهر له نفسه أنه هو نفسه الطريق. والروح القدس يشهد فى داخل هذا الإنسان للمسيح ليؤمن هذا الإنسان بالمسيح فيصير حجراً حياً فى هيكل جسد المسيح. والقياس يعنى أن المسيح سيمتلكنا فمن يريد أن يمتلك شيئاً يقيسه، وهو إشترانا بدمه.
آية 4 :- فقال لي الرجل يا ابن ادم انظر بعينيك و اسمع باذنيك و اجعل قلبك الى كل ما اريكه لانه لاجل اراءتك اتي بك الى هنا اخبر بيت اسرائيل بكل ما ترى
أنظر بعينيك وإسمع بأذنيك وإجعل قلبك = الله يقصد أن على النبى أن يفهم بوعى قلبى داخلى المعانى الموجودة وراء ما يراه فيفرح هو ويتعزى، ثم يعزى غيره، وهذا واجب كل خادم أن يتذوق هو أولاً قبل أن يخدم.
آية 5 :- واذا بسور خارج البيت محيط به و بيد الرجل قصبة القياس ست اذرع طولا بالذراع و شبر فقاس عرض البناء قصبة واحدة و سمكه قصبة واحدة
القصبة ست أذرع وشبر = هذه القصبة هى التى يتم بها قياس المبنى. وقد يفسر هذا بأن القصبة = 6 وحدات + وحدة = 7 وحدات قياس. أى أن عمل الله فى قياس المبنى أى تحديد المؤمنين هو عمل كامل. وقد تعنى ال 6 وحدات (أذرع) عمل الله فى الإنسان الناقص، فرقم 6 هو رقم الإنسان، والذراع يشير لعمل المسيح فى تجسده وفدائه أش 59 : 1 + أش 51 : 5، 9. أما الوحدة (السبر) فهى نصيب الإنسان فى العمل، وهذا ما تسميه الكنيسة الجهاد والنعمة، فيجب أن نعمل ونجتهد حتى الدم وذلك لتعمل فينا نعمة الله فنخلص عب 12 : 4 فالله يريد أن الجميع يخلصون ولكن ليس الجميع يخلصون لأنهم لا يجاهدون أو لا يعملون أو لا يريدون (1تى 2 : 4 + مت 23 : 37). ولنلاحظ أن إستخدام القصبة فى القياس كان فى الخارج، أما فى الداخل (راجع إصحاحات 40، 41، 42) فيندر إستخدام القصبة أو الشبر، والوحدة المستخدمة فى الداخل هى الذراع. فالعمل الداخلى فى بناء الكنيسة أو النفس هو عمل الله وحده (مر 4 : 26 – 29) فالله هو الذى ينمى 1كو 3 : 7. ومعنى هذا أن إقترابى لله هو عمل مشترك بينى وبين الله، الله يجتذب وأنا أجاهد. ولكن بناء الداخل، وكذلك بناء الكنيسة الداخلى هو عمل الله وحده.
وإذا بسور = هذا أول ما رآه النبى. فالله هو سور خلاصنا، وهو المحامى والمدافع عنا كسور من نار (زك 2 : 5). ولاحظ فلقد ظن أعداء الكنيسة أنها أرض أعراء أى أنها بلا سور (حز 38 : 11). وهذا السور يعنى أيضاً إنعزال شعب الله عن الخطية التى فى العالم كما بسور.
عرض البناء قصبة وسمكه قصبة = عرض المبنى 500 قصبة وطوله أيضاً 500 قصبة. فما معنى هذه العبارة ؟ ربما يكون حل هذه المشكلة فى الآية 41 : 8 حيث يقول “أسس الغرفات قصبة تامة”. والمعنى أن القصبة هنا إشارة للعمل الكامل، فسواء الطول أو العرض أو الأساس فعمل الله كامل. هو الذى يؤسس الهيكل والهيكل مؤسس عليه، أى هو أساس الهيكل أف 2 : 20- 22. وهو الذى يحمى المؤمنين. ودور المؤمن هو أن يبقى تحت حمايته.
ملحوظة :- فى حسابات أبعاد المبنى سنعتبر القصبة = 6 ذراع بإهمال الشبر
الآيات 6 – 16 :- ثم جاء الى الباب الذي وجهه نحو الشرق و صعد في درجه و قاس عتبة الباب قصبة واحدة عرضا و العتبة الاخرى قصبة واحدة عرضا.و الغرفة قصبة واحدة طولا و قصبة واحدة عرضا و بين الغرفات خمس اذرع و عتبة الباب بجانب رواق الباب من داخل قصبة واحدة.و قاس رواق الباب من داخل قصبة واحدة.و قاس رواق الباب ثماني اذرع و عضائده ذراعين و رواق الباب من داخل. و غرفات الباب نحو الشرق ثلاث من هنا و ثلاث من هناك للثلاث قياس واحد و للعضائد قياس واحد من هنا و من هناك. و قاس عرض مدخل الباب عشر اذرع و طول الباب ثلاث عشرة ذراعا. و الحافة امام الغرفات ذراع واحدة من هنا و الحافة ذراع واحدة من هناك و الغرفة ست اذرع من هنا و ست اذرع من هناك.ثم قاس الباب من سقف الغرفة الواحدة الى سقف الاخرى عرض خمس و عشرين ذراعا الباب مقابل الباب.و عمل عضائد ستين ذراعا الى عضادة الدار حول الباب.و قدام باب المدخل الى قدام رواق الباب الداخلي خمسون ذراعا. و للغرفات كوى مشبكة و للعضائد من داخل الباب حواليه و هكذا في القبب ايضا كوى حواليها من داخل و على العضادة نخيل.
نجد هنا تفاصيل الباب الرئيسى وهو الباب الشرقى المؤدى للأقداس. على أنه يوجد هناك بابان آخران أحدهما من جهة الشمال والآخر من جهة الجنوب لهما ذات المقاييس التى للباب الشرقى.
ورقم 3 يشير للثالوث القدوس فبه وخلاله ندخل إلى هذه المدينة أى الكنيسة جسد المسيح. إذ يتحد الإنسان مع الآب فى إبنه بواسطة الروح القدس. وفى الرسم المقابل تفاصيل كل باب. وتوجد بكل باب 6 حجرات ثلاثة على كل جانب وهى حجرات صغيرة ومتساوية تستخدم فى الحراسة وتشير للحراسة المستمرة للنفس من كل جانب “إسهروا إذن لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التى يأتى فيها إبن الإنسان” مع العلم بأن المبنى كله يشير للنفس المتحدة مع الله وعلى ذلك فهذه الحجرات تشير للحراسة المستمرة من كل جانب من ال3 جوانب للإنسان (الروح والنفس والجسد). والحجرات متعددة وكثيرة “ففى بيت الآب منازل كثيرة” يو 14 : 2 وهذه الغرف لها عضائد. فالمسيح الذى صنعها هو يعضدها ويضع لها عضائد. وإذا كان هناك ثلاث أبواب خارجية وثلاث أبواب داخلية بمجموع 6 أبواب ولكل منها 6 غرف فيصبح المجموع 36 غرفة، ألا يتفق هذا مع 36 رشم للميرون لكل أجزاء الجسم فيحرس الله إبنه الجديد الداخل للإيمان. ورقم 36 = 3 × 12 ورقم 12 يشير للكنيسة. ويكون المعنى أن الثالوث الأقدس هو الذى يحفظ شعبه ساهراً عليهم ولهذه الحجرات كلها عضائد أخرى حولها وحول رواق الباب الداخلى طولها 60 ذراعاً هى طول العضادات ورقم 60 يشير للستون جبار المحيطين بالكنيسة ورقم 60 = 5 × 12 ورقم 5 يشير للحواس فكأن شعب الله عليه أن يقدس حواسه. أيضاً رقم 5 يشير للنعمة الفائضة (الخمس خبزات) فما على الإنسان إلا أن يبدأ جهاده والله يبارك بنعمته فى تقديس الحواس. الكوى = هى شبابيك ضيقة للإستنارة ولكنها ضيقة لأننا الآن ننظر للسماء كما فى لغز كما فى مرآه 1كو 13 : 12 ورؤيتنا الآن لا تقارن بما سنراه فى السماء لأننا حينئذ سنراه كما هو 1يو 3 : 2. ولنلاحظ أن المدخل كله طوله يساوى 50 ذراعاً ورقم خمسين يرمز لسنة اليوبيل التى كان يحدث فيها التحرير. فمن دخل عن طريق هذا الباب يتحرر أى من يتحد بالإبن ويؤمن به يحصل على الحرية. وكانت العضائد تزين بالنخيل = قارن مع “الصديق كالنخلة يزهو” مز 92 : 11. فكل من يدخل ويسنده المسيح ويعضده يصير صديقاً ويتبرر. وسقف الحجرات عل شكل قبو لتشير أن كل ما فى الإنسان ينبغى أن يحمل الطابع السماوى
الآيات 17 – 26 :- ثم اتى بي الى الدار الخارجية و اذا بمخادع و مجزع مصنوع للدار حواليها على المجزع ثلاثون مخدعا.و المجزع بجانب الابواب مقابل طول الابواب المجزع الاسفل و قاس العرض من قدام الباب الى الاسفل الى قدام الدار الداخلية من خارج مئة ذراع الى الشرق و الى الشمال الباب الشمالي و الباب المتجه نحو الشمال الذي للدار الخارجية قاس طوله و عرضه. و غرفاته ثلاث من هنا و ثلاث من هناك و عضائده و مقببه كانت على قياس الباب الاول طولها خمسون ذراعا و عرضها خمس و عشرون ذراعا.و كواها و مقببها و نخيلها على قياس الباب المتجه نحو الشرق و كانوا يصعدون اليه في سبع درجات و مقببه امامه.و للدار الداخلية باب مقابل باب للشمال و للشرق و قاس من باب الى باب مئة ذراع. ثم ذهب بي نحو الجنوب و اذا بباب نحو الجنوب فقاس عضائده و مقببه كهذه الاقيسة.و فيه كوى و في مقببه من حواليه كتلك الكوى الطول خمسون ذراعا و العرض خمس و عشرون ذراعا.و سبع درجات مصعده و مقببه قدامه و له نخيل واحدة من هنا و واحدة و من هناك على عضائده.
المجزع = هو رصيف الرواق وسمى مجزع لأن الكلمة تشير إلى نوع من الرخام المجزع الذى فى لون الفحم المشتعل. لأن الذى يدخل داخلاً يجب أن يضع كل أمجاد العالم تحت قدميه وهو يقترب من الله. وإذا كان الرصف بهذا اللمعان فكيف يكون مجد البيت نفسه “المجد الذى لى أعطيته إياكم” يو 17 : 22. والمخادع هى الغرفات التى يقيم فيها الشعب فى الأعياد. وكل باب كان له سبع درجات ليصعدون إليه = رقم 7 يشير للكمال فكأننا يجب أن نكون كاملين كما أن أبانا الذى فى السموات هو كامل. ولكن لاحظ الآية (34) فهناك 8 درجات أخرى نصعد بها للأقداس ورقم 8 يشير للحياة السماوية فعلى من يريد أن يدخل للأقداس أن يصير سماوياً. ورقم 8 يشير لليوم الثامن أى القيامة. أليس هذا ما قاله بولس الرسول “أقامنا معه وأجلسنا معه فى السماويات”. ولنلاحظ أن كلمة مخادع = مكان للنسك والخلوة
الآيات 27 – 37 :- و للدار الداخلية باب نحو الجنوب و قاس من الباب الى الباب نحو الجنوب مئة ذراع. و اتى بي الى الدار الداخلية من باب الجنوب و قاس باب الجنوب كهذه الاقيسة. و غرفاته و عضائده و مقببه كهذه الاقيسة و فيه و في مقببه كوى حواليه الطول خمسون ذراعا و العرض خمس و عشرون ذراعا. و حواليه مقبب خمس و عشرون ذراعا طولا و خمس اذرع عرضا. و مقببه نحو الدار الخارجية و على عضائده نخيل و مصعده ثماني درجات. و اتي بي الى الدار الداخلية نحو المشرق و قاس الباب كهذه الاقيسةو غرفاته و عضائده و مقببه كهذه الاقيسة و فيه و في مقببه كوى حواليه الطول خمسون ذراعا و العرض خمس و عشرون ذراعا. و مقببه نحو الدار الخارجية و على عضائده نخيل من هنا و من هناك و مصعده ثماني درجات. و اتى بي الى باب الشمال و قاس كهذه الاقيسة.غرفاته و عضائده و مقببه و الكوى التي له حواليه الطول خمسون ذراعا و العرض خمس و عشرون ذراعا.و عضائده نحو الدار الخارجية و على عضائده نخيل من هنا و من هناك و مصعده ثماني درجات
المسافة بين الباب الخارجى والباب الداخلى دائماً 100 ذراع من كل ناحية وهذا ينطبق على أبواب الشمال والجنوب والشرق. ففى إتجاهنا للأقداس علينا أن نترك كل محبة أرضية “وكل من ترك أباً أو أماً…….. يأخذ مئه ضعف.” والدار الداخلية آية 32 تشير لمن دخل للعمق فصار من القطيع الصغير.
ولنلاحظ أن بوابات الدار الداخلية متشابهة تماماً مع بوابات الدار الخارجية. وهم جميعاً لهم نفس المقاسات ونفس الغرف والأروقة ونفس الحفريات على الأعمدة هى نفسها. لأن عمل النعمة فى كل أولاد الله واحد سواء الذين نموا أم الذين مازالوا فى بداياتهم، لكن إستجابة كل منهم تختلف. الخلاف الوحيد هو فى عدد الدرجات لكل باب
الآيات 38 – 49 :- و عند عضائد الابواب مخدع و مدخله هناك يغسلون المحرقة.و في رواق الباب مائدتان من هنا و مائدتان من هناك لتذبح عليها المحرقة و ذبيحة الخطيئة و ذبيحة الاثم.و على الجانب من خارج حيث يصعد الى مدخل باب الشمال مائدتان و على الجانب الاخر الذي لرواق الباب مائدتان.اربع موائد من هنا و اربع موائد من هناك على جانب الباب ثماني موائد كانوا يذبحون عليها. و الموائد الاربع للمحرقة من حجر نحيت الطول ذراع و نصف و العرض ذراع و نصف و السمك ذراع واحدة كانوا يضعون عليها الادوات التي يذبحون بها المحرقة و الذبيحة. و المازيب شبر واحد ممكنة في البيت من حوله و على الموائد لحم القربان.و من خارج الباب الداخلي مخادع المغنين في الدار الداخلية التي بجانب باب الشمال و وجوهها نحو الجنوب واحد بجانب باب الشرق متجه نحو الشمال. و قال لي هذا المخدع الذي وجهه نحو الجنوب هو للكهنة حارسي حراسة البيت.و المخدع الذي وجهه نحو الشمال للكهنة حارسي حراسة المذبح هم بنو صادوق المقربون من بني لاوي الى الرب ليخدموه. فقاس الدار مئة ذراع طولا و مئة ذراع عرضا مربعة و المذبح امام البيت.و اتي بي الى رواق البيت و قاس عضادة الرواق خمس اذرع من هنا و خمس اذرع من هناك و عرض الباب ثلاث اذرع من هنا و ثلاث اذرع من هناك. طول الرواق عشرون ذراعا و العرض احدى عشرة ذراعا عند الدرج الذي به كانوا يصعدون اليه و عند العضائد اعمدة واحد من هنا و واحد من هناك
وجدت ثمانية موائد تذبح عليها المحرقة وذبيحة الإثم وذبيحة الخطية وهى تشير للمسيح ذبيحتنا وشفيعنا للأبد فرقم 8 يشير للحياة السماوية. وواضح أن هذه الذبيحة مرتبطة بالباب الشمالى. والشمال مرتبط بالقضاء والدينونة فمن جهة الشمال جاء أشور وبابل واليونان والرومان. إذاً يذكرنا بالدينونة مقابل خطايانا. ولكن ذبيحة المسيح أبعدت الدينونة. والذبيحة غير الدموية التى نقدمها على مذبح الكنيسة تعطى لمغفرة الخطايا. وحين نأتى لنشترك فى مائدة الرب فنحن نعترف بصورة عامة بالإيمان وإعترافنا بالإيمان هو دخولنا فى الدار الداخلية. مخدع غسل المحرقة = إذا فهمنا كلمة مخدع بأنها = كلمة منسكأو ما يشابه القلاية عند الرهبان أو ما يعنى مكان الخلوة “وإذا أردت أن تصلى فإدخل مخدعك وصلى” ففى هذه الخلوة فى مخدعنا نكتشف كم أن المسيح قدوس وبلا خطية وقادر أن يقدسنا. فغسل المحرقة يخرجها نقية والمسيح هكذا قال عن نفسه “من منكم يبكتنى على خطية”. والمآزيب شبر واحد = مآزيب تعنى خطاطيف التى تعلق منها وتمسك منها الذبيحة. والمعنى أنه يجب أن نتمسك بالمسيح ذبيحتنا كما قالت عروس النشيد “أمسكته ولم أرخه” ومقاسها شبر واحد. فهذا التمسك بالمسيح هو عملى وجهدى أنا، فإذا لم أريد أن أتمسك به تركته ولن يرغمنى هو على شئ وهى ممكنة فى البيت من حوله = أى الإمكانيات متوفرة ولكن هل نتمسك نحن بالمسيح كذبيحة تقدسنا
إستعمال المخادع السابق ذكرها. بعض يستخدمه المغنين (آية 44) والبعض الآخر يستعمله الكهنة (45) وقد إرتبطت ذبيحة العهد الجديد بالتسبيح المستمر. والتسبيح هو لغة الذين تحرروا. ولذلك نلاحظ المزمور على أنهار بابل…. هناك علقنا قيثاراتنا… هناك سألنا الذين سبونا أقوال التسبيح.. كيف نسبح تسبحة الرب فى أرض غريبة. فمن هو فى عبودية الشيطان أو الخطية لا يكون قادراً على التسبيح. ومن تحرر يسبح بفرح. ولا يوجد فرح أكبر من وجود المسيح على المذبح وسطنا ولذلك إرتبطت الذبيحة بالتسبيح. وهنا فى كنيستنا طقس للتسبحة قبل أى قداس.
الكهنة هم بنو صادوق = قارن مع 1صم 2 : 35. وصادوق = بر. وخدمة كهنة العهد الجديد هى خدمة بر. فهم يخدمون خدمة البيت نظافة وصيانة. وهذا يعنى خدمة دعوة الناس للتوبة حتى يتبرروا. ويقدم الناس إعترافاتهم ويحصلوا على الغفران.
رواق البيت = أنظر الرسم فى الصفحة المقبلة. وهذا الرواق من خلاله ندخل إلى المقدسات، حتى لا يقترب أحد إلى الله بتهور وتسرع، إنما بوقار فيعبر فى الرواق كفرصة لينسى كل أفكاره الزمنية ويستعد للتأمل فى السماويات والإلهيات. وهكذا نمر فى طريقنا للأقداس على الدار الخارجية فالداخلية والأبواب ورواق البيت.
وعند العضائد أعمدة، عمودان هى غالباً للتثبيت والتجميل كما كان هناك فى هيكل سليمان عمودان “ياكين وبوعز” ومعناها “يثبت”، “بقوة” وهكذا فالله يثبت هذا البناء الذى أقامه بقوة
آية 42 :- المائدة 1.5 × 1.5 × 1 ذراع = وجود رقم 0.5 هنا يشير لأن ما نحصل عليه هنا فى التناول من جسد الرب ودمه هو عربون للإتحاد الكامل فى السماء.
آية 47 :- الدار الداخلية أبعادها 100 × 100 ذراع. ورقم 100 يشير للقطيع الصغير، فالدار الخارجية هم كل المدعوون، أما الدار الداخلية فهم الذين يعرفهم المسيح بالعدد وإن فقد منهم واحد يذهب وراءه ليرده.