بابياس أسقف هيرابوليس
وُلد حوالي 60-70 م وتنيح حوالي 130-140م.
صار أسقفاً على هيرابوليس في فريجيا بآسيا الصغرى.
يذكر القديس إيريناوس المعاصر له أنه وضع خمسة كتب أو كتاب ذا خمس مقالات في تفسير كلام الرب Logion Kyriakon Exegesis (Irenaeus: Adv. Haer. 5:33:4; Eusebius: H. E.,3:36:1, 2.) وقد مدح هذا العمل جداً، إذ تطلع إليه على أنه إتصال بأزمنة الرسل.
كتبه مؤخرا في نهاية حياته بين عامي 130، 140م. ووُجد حتی القرن الرابع عشر وربما بعد ذلك، لكنه لم يعثر بعد على نسخة منه.
احتكاماً إلى ما ورد في رسالة الإنجيلي يوحنا: “الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا… نخبركم به”، في نهاية القرن الأول الميلادي، كان لهذا صدى لدى كثيرين من الذين عاشوا بعد ذلك، وشاهدوا بأعينهم، وسمعوا بآذانهم، ليسجلوا للكنيسة ما استطاعوا تسجيله؛ من بينهم بابیاس تلميذ القديس يوحنا الحبيب الذي عمد إلى جمع التقليد الذي تلقاه من أفواه من وعي أحاديث الرسل والتلاميذ.
: يقول Richardson: لقد قامت الكرازة المسيحية على العهد القديم والتقليد الحي ليسوع، هذا الذي تناقله (الناس) فماً من فم، ففي الكنيسة الأولى كان الشعور بالشهادة الشخصية قوياً للغاية. فبابياس مثلا سجل لنا تفضيله “الصوت الحي” عن الكتب.
لخص بابياس عمله في المقدمة قائلا : لا أتردد في أن أضيف ما تعلمته وما أتذكره جيداً من تفاسیر تسلمتها من الشيوخ، لأني واثق من صحته تماما… و إذا جاءني أحد ممن تبع القسوس نظرت في كلام الشيوخ مما قاله أندراوس أو بطرس أو فيلبس أو توما أو يعقوب أو يوحنا أو متى أو أحد تلاميذ الرب أو يوحنا الشيخ. فإني ما ظننت أن ما يستقي من الكتب يفيدني بقدر ما ينقله الصوت الحي الباقي.
تعرفنا على بابياس وكتاباته وأفكاره غالبا من خلال كتابات القديس إيريناوس ويوسابيوس القيصري. يرى الأول أن بابیاس تلميذ القديس يوحنا الحبيب، ورفيق القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا أو أزمير.
لم يتوخ بابیاس الدقة، خاصة في أمرين:
۱. حسب القديس مرقس الإنجيلي مترجما للقديس بطرس، وقد فند قداسة البابا شنودة الثالث في كتابه “القديس الإنجيلي ناظر الإله مرقس” هذا الرأي. ومع ذلك فإن القليل من كتاباته الموجود في أعمال يوسابيوس فيه شهادة على قانونية إنجيل مرقس.
2- انتقد يوسابيوس القيصري ما تحدث به بابياس من قيام ملك ألفي زمني بعد القيامة من الأموات؟.
وقد أخذ بعض الآباء هذه الفكرة عنه لا كعقيدة مدروسة، وإنما خلال أحاديثهم العابرة؛ من بينهم القديس أغسطينوس الذي تدارك الأمر فيما بعد ودرسه في جدية بالروح الإنجيلي الكنسي، وحسب أن من يعتنق هذه العقيدة يحسب منحرفاً عن الإيمان.
مع ما لهذا العمل “تفسير كلام الرب” من عيوب لكنه يحمل قيمة خاصة من جهة اهتمامه بالتقليد بما يحويه من تعليم الرسل الشفوي.