الحق أقول لكم
“الحق أقول لكم : إن جميع الخطايا تُغفر لبني البشر” “مر ۳ : ۲۸”
المسيح هو الحق ، فإن قال فهو الأمين في كلامه والقادر على تنفيذه . يا لعظم رحمة ونعمة المسيح .
لا يوجد ولن يوجد خاطئ ، مهما جدف عن جهالة ، لا يجد لخطيته عند المسيح صفحاً وغفراناً ، بل وحباً وعفواً ونسياناً، إن هو ندم وتاب .
ومن آمن بالروح القدس ومجده فقد انفتح أمامه باب الغفران بل باب قلب المسيح ، وصار كارزا بالغفران الشامل والخلاص المجاني.
لاحظ هنا ، أيها القارئ السعيد ، أنه ليس عبثاً أن استهان المسيح بالخطية بل بجميع الخطايا ؛ أو بالتجديف بل بجميع التجاديف . لكن لكي يحصر جميع الخطاة في قلبه ويصطاد جميع المجدفين بشبكة حبه .
فكر جيداً ، اجلس وامسك كراسة كبيرة واكتب فيها جميع خطاياك وأقبحها ، هذه كلها احتواها دم المسيح وغسلها فابيضت أكثر من الثلج . فهل تستطيع أن تتحداني وتذكر لي خطية ما لا يقوى عليها دم المسيح؟
إذن ، فلماذا الأنين بعد ؟ ولماذا التخوف والبعاد وخطاياك جميعها مغفورة واسمك منقوش على كفه وفي قلبه ؟ ألا تعلم أن ملايين يقفون الآن حول العرش ، كلهم كانوا خطاة ومن عتاة صانعي الإثم ، وقد لبسوا تيجان الخلاص ولا يكفون عن الشكر والتسبيح !! فلماذا تتوانى ؟ أقدم وأمسك بالدم واخطف لك نصيباً في ملكوته .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين