افرحو كل حين صلوا بلا انقطاع
“افرحوا كل حين ، صلوا بلا انقطاع ، اشكروا في كل شيء” (1تس 5 :16- 18)
هذه الآية تضم كل سيرة الإيمان والمؤمن . فهو يبدأها بالفرح ، لأن الفرح هو عنوان الإيمان وجوهره ، لأنه من واقع خلاص حقيقي وفداء.
والكتاب يدعونا لحياة الفرح ، فهو مصدر قوتنا ، وإذا سكن الإنسان جعله كالجنة ، تحوي كل أنواع الفاكهة .
وفي الفرح الحقيقي نتقابل مع المسيح ونثبت فيه . وعندما يوصي الكتاب أن يكون فرحنا كل حين ، فمعناه أن يكون عملاً متواصلاً تزكيه النعمة ويلهبه الروح القدس ، ولا يمكن أن تدخله إرادة الإنسان .
صلوا بلا انقطاع ، هذه الوصية تنشأ أولاً من تعود الصلاة من القلب . وإذ تتكرر تصير سهلة ومحببة ، ثم تتحول إلى اعتياد ، ثم بالتكرار تصير هياماً وعشقاً ، فلا يعود الإنسان قادراً على إيقافها ، فهي تكون لهج قلبه تستمر بالأكثر في الليل . ولكن أهم ثمار الصلاة بلا انقطاع هو الإحساس بحضور المسيح الذي يتهلل له القلب ، ويزداد الشغف بالصلاة والمسيح مالی قلب الإنسان فيفقد الإنسان الإحساس بالزمن وتملأه حلاوة الصلاة .
ويطالبنا الروح بالشكر كل شيء وعلى كل شيء ، فالشكر حصيلة الإيمان الصادق . فهو شكر على إحساس بعمل الله ، فكل ما يُعمل يُعمل للرب . ويستطيع المؤمن المفعم بالشكر في كل شيء أن يحول كل ما يحدث له أو أمامه لمجد الله .
مطلوب من كل مسيحي أن ينسب كل خسارة أو ألم أو حتى موت لإرادة الله ، الذي يستحق الشكر في كل شيء وعلى كل شيء .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين