اقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة

 

“اقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخلص نفوسكم” (يع ۲۱:۱)

تظل القراءة عديمة النفع ، والفهم بلا قوة ، والحفظ والاستذكار كلاماً وضوضاء في الهواء ، إلى أن يدخل الإنسان في طاعة الوصية ، ويُحول الكلمة إلى قانون حياة وسلوك ، مهما كلًّفه من تضحية وخسارة وعناء .

ولكن الرب يسوع يقول أكثر من هذا ، يقول إن الذي يقرأ كلامه ويفهمه ولا يعمل به تكون نهايته إلى سقوط ودمار ، كمن هو يبني بيته على الرمال.

أما الذي يسمع الكلمة ويعمل بها فقد شبهه الرب بإنسان بني بيته وأسسه على الصخر ، مُشيراً إلى أن قوة الكلمة كائنة فقط في اختبارها عملياً ، لأن المعونة في الضيقات والمخاطر ، والمؤازرة السرية من الروح القدس لا ينالها الإنسان ولا يتعرف عليها إلا بتنفيذ الوصية بإخلاص .

قبل أن تقرأ الكتاب المقدس ، وقبل أن تسمع كلمة الله ، انظر أي موضع منك ستستقر كلمة الله ؟ هل في قلب يعيش طوال يومه في الطرقات ؟ أم في قلب ليس له عمق لأنه يخاف أن يجلس مع نفسه ليفتش حياته ؟ أم في قلب يميل إلى اكتناز المال لتأمين الحياة ؟ أم بقلب غارق على الدوام في هموم وهمية ؟

إذن ، فالذي يسمع الكلمة عليه أن يُعد قلبه من الداخل جيداً حتى تستقر الكلمة فيه بأمان ، وتجد في داخله أمانة الله وتصديقا لأقواله ومواعيده ..

وأخيراً ، هيهات أن يفهم الإنسان ما يسمعه من أقوال الله ، إذا لم تكن له أمانة مطلقة في الله ، وقد عزم وصمم أن يسلم حياته ومسئولياته  واهتماماته وكرامته وكل ما له تحت قدمي الله

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى