وجدنا مسيا
“وجدنا مسيا” (يو1: 41)
فيلبس لما قبل الدعوة وجد يسوع ، ما أعجبه اكتشاف وما أثمنه وجود …
آه يا رب ، متى نجدك كفيلبس؟ فيبلس وجد المسيح بتحقيق ، وجده و وجوداً أكيداً ، یا لفرحة الاكتشاف ، يا ليقين الوجود ، متى نفرح بيقين وجودك يا رب ؟! عبثا تحاول أن تجد يسوع إن لم تقبل دعوته أولاً.
كل من يجد المسيح هكذا يستطيع أن يدعو الناس إليه … فيلبس يكرز بما وجد ، يبشر بما رأى “تعال وانظر” … قالها يسوع لتلميذي المعمدان ، وقالها فيلبس لنثنائيل ، هي سُنة الكرازة ؛ مقابلة ورؤيا ، هي طريق الكارزین : مسيرثم قيادة ، نظر ثم توجيه : « الروح والعروس يقولان : تعال ، ومن يسمع فليقل تعال » ( رؤ ۱۷:۲۲ ) . فيلبس كان واسطة تعارف ، يدعو كما دُعي ليجد الناس ما وجد ، وليرى الناس ما رآه ، هذه هي الكرازة ؛ حقيقة لا يدعو إليها إلا من وجدها.
رأی یسوع نثنائيل مُقبلاً إليه ، فقال عنه هوذا إسرائيلي حقاً لا غش فيه ؛ قال له نثنائيل : من أين تعرفني ؟! ، لقد أقبل نثنائيل ليرى يسوع ليتعارف عليه ، ولم يكن يظن أبداً أن يسوع سبق فعرفه ، سبق فرآه تحت التينة قبل أن يدعوه فيلبس .. وهكذا كل من لم يجد يسوع بعد يظن أنه غير معروف عند يسوع ؛ ولكن حينما نقبل إليه ونعرفه ؛ حينئذ نُفاجأ أنه كان يرانا ، كان يتتبعنا ، كان يرصد حركاتا ، كان يتعقبنا في كل مكان .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين