القديس يوحنا المعمدان
ميلاده
ولد القديس يوحنا المعمدان ومعنى اسمه “الله حنان” من والدين تقيين وهما : زکریا الكاهن وأليصابات ، و “كانت أليصابات عاقراً ” ( لو7:1) , وبينما كان زكريا يصلي في الهيكل ويبخر ظهر له ملاك الرب قائلا : “لا تخف يا زكريا لأن طلبك قد تحقق وستلد زوجتك أليصابات إبناً وتسميه يوحنا ، ويكون لك فرح وابتهاج .. وسوف يكون عظيماً أمام الرب . وخمراً ومسكراً لا يشرب , فقال له زكريا : كيف يتم هذا وأنا وزوجتي شيخان متقدمان في العمر؟ ( لو18:1) فأجاب الملاك قائلاً: ” أنا جبرائيل الواقف قدام الله وأُرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا .. وها أنت تكون صامتاً ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته” ( لو 1 : 18-20 ) وخرج زكريا من الهيكل صامتاً ولم يستطع أن يتكلم.
وبعد تلك الأيام حبلت أليصابات وأخفت نفسها خمسة أشهر , وفي الشهر السادس بشر الملاك العذراء بأنها ستحبل بالرب يسوع بحلول الروح القدس عليها . وحبلت السيدة العذراء وذهبت لزيارة نسيبتها أليصابات ، ولما دخلت السيدة العذراء بيت زكريا ارتكض الجنين في بطن أليصابات وامتلات من الروح القدس فهتفت بأعلى صوتها : “مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك! فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلى؟ فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطنى . ” ( لو 1 : 42-44 ) , فمكثت العذراء مريم عند أليصابات نحو ثلاثة شهور تخدمها وتهتم بها.
وأما أليصابات فلما تم زمانها لتلد ولدت ابناً. ففرح الجميع , وفي اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي ويسموه باسم أبيه زكريا , فأجابت أمه : “لا بل يُسمی يوحنا ” ( لو60:1) , ثم طلبوا من أبيه أن يسميه فطلب لوحاً وكتب عليه اسم يوحنا , فتعجب الجميع . وفي الحال انفتح فم زكريا ولسانه وتكلم وبارك الله.
“أما الصبي فكان ينمو ويتقوى بالروح ، وكان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل . ” (لو8:1) . وكان لُباس يوحنا من وبر الإبل ، وحول وسطه زنار من جلد وكان طعامه الجراد والعسل البري (مت4:3).
خدمته
يوحنا المعمدان هو الأخير في الأنبياء الذين تحدثوا عن مجيء السيد المسيح المخلص. وكان يوحنا مهتماً بإعداد الشعب لاستقبال المسيح الآتي , كما جاء عنه في نبوة ملاخی : ” هأنذا أرسل ملاكى فيهيئ الطريق أمامي” (ملا1:3) فكان يوحنا يتنبأ بمجيء السيد المسيح واقتراب ملكوت السموات. فكان ينادي قائلا : “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات ” (مت2:3) , “يأتي بعدی من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه . هو سيعمدكم بالروح القدس ونار” (مت11:3).
ولما بلغ السيد المسيح سن الثلاثين ذهب لنهر الأردن، فأمتنع يوحنا ولم يقبل كيف يقوم بعماد الرب يسوع , ولكن الرب ألزمه واعتمد من يوحنا المعمدان. وبينما هو خارج من الماء رأى يوحنا السموات تنشق والروح ينزل عليه كأنه حمامة ( مر 1 : 9-10 ) وكان صوت من السماء : ” أنت ابني الحبيب الذي به سُررت !. ” (مر11:1) .
استشهاده و قطع رأسه
وفي تلك الأيام كان هيرودس قد تزوج من امرأة اسمها هيروديا , وهو لا يحل له أن يتزوجها , لأن هيروديا كانت زوجة أخيه فيلبس وهو على قيد الحياة وقتها, وكانت لهيروديا ابنة من فيلبس اسمها سالومی , وكان يوحنا يقول لهيرودس : ” لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك؟ ” ( مر18:6) ، وكان يوبخه لجميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها (لو19:3) , فحنقت هيروديا على يوحنا وأرادت أن تقتله ولم تقدر, “لأن هيرودس كان يهاب يوحنا عالماً أنه رجل بار وقديس وكان يحفظه” (مر6 : 19-20 ).
فسجن هيرودس يوحنا وكانت هيروديا تتحين الفرص لتتخلص من يوحنا , وجاء يوم ميلاد هيرودس فصنع الملك العشاء لعظمائه وقواد الألوف ووجوه الجليل . وفي العشاء دخلت ابنة هيروديا ( سالومی ) ورقصت في الوسط ففرح هيرودس ومن معه , وأقسم أنه سيعطيها ما تطلبه منه حتى وإن طلبت إلى نصف المملكة .
فخرجت سالومي إلى أمها وقالت لها ماذا أطلب؟ فقالت لها : رأس يوحنا المعمدان على طبق . فذهبت سالومي إلى هيرودس وقالت له: أعطني ههنا رأس يوحنا المعمدان , فحزن الملك حزناً شديداً, ولكن من أجل الأقسام والمتكئين معه وجد نفسه مجبراً على الإيفاء بما وعد , فأمر أن يؤتي برأسه, فأرسل السياف وقطع رأس يوحنا المعمدان في السجن , ثم أتي برأسه وأعطاه للصبية ( سالومی ) والصبية أعطته لأمها ( هيروديا ) , “ولما سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثته ووضعوها في قبر.” ( مر 6 : 21-29 ) .
وهكذا استشهد القديس يوحنا المعمدان من أجل شهادته للحق .. فعاش حياته كلها مثال للشاهد الأمين الذي يشهد لاسم إلهه بحياته وكلامه ومبادئه.
ألقابه
1- ملاك، السابق : “ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يُهيئ طريقك قدامك ( ملا1:4) , (مر2:1) .
2- شهيداً: “فأرسل وقطع رأس يوحنا في السجن”( مت10:14).
3- کاهن : “كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمة زكريا من فرقة أبيَّا وامرأة من بنات هارون واسمها أليصابات ” (لو5:1) , وهو أيضا أخر الكهنة القديسين في العهد القديم .
4- نبياً: ” ولما أراد أن يقتله خاف من الشعب لأنه كان عندهم مثل نبي.”(مت 5:14).
ولما سأل الرب يسوع رؤساء الكهنة : “معمودية يوحنا من أين كانت ؟ من السماء أم من الناس ؟ ففكروا في أنفسهم قائلين : إن قلنا من السماء يقول لنا : فلماذا لم تؤمنوا به ؟ وإن قلنا : من الناس نخاف من الشعب لأن يوحنا عند الجميع مثل نبي. ” (مت21 :26،25).
والسيد المسيح نفسه قال للجموع عن يوحنا : “لكن ماذا خرجتم لتنظروا ؟ أنبياً؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي.” ( مت 9:11 ) .
5- المعمدان : وهذا أفضل لقب لهذا القديس لأنه الوحيد في العالم الذي استحق أن يعمد رب المجد يسوع المسيح , كما أنه عمد جموعاً كثيرة جداً من اليهود بمعمودية أسموها “معمودية التوبة ” قائلاً لهم : ” أنا أعمدكم بماء للتوبة .. فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة” (مت 3 :8-11) .
أعياد القديس يوحنا المعمدان
? استشهاده 2 توت .
? ظهور جسده 2 بؤونة .
? ميلاده 30 بؤونة .
? وجود رأسه 30 أمشير .