تفسير إنجيل لوقا أصحاح 8 – أ. بولين تودري
19- أنظروا كيف تسمعون (8: 4-21).
لقد تحدث الرب بأمثال، لأن الناس اعتادت أن تنجذب للأمور الغامضة. وفي نفس الوقت لكي يبقي السر مختفيًا علي غير المهتمين بخلاص نفوسهم.
إن ربنا يسوع لا يتوقف عن بذر كلمة الله في نفوسنا باستمرار. فلينظر كل واحد فينا، كيف ينصت لصوته. فإن كنا أمناء في سماع صوته، فسيزيدنا من معرفته الفائقة. ويضمنا إلى عائلته المقدسة. فهو يريد قرابة الكل له. أنه لم ينكر القرابة الجسدية لأمه وأخوته. ولكنه يشتهي قرابة روحية معنا.
20- الله موجود (8: 22-25).
نام المسيح في السفينة، وصرخ التلاميذ لأنها كادت تغرق. ينام المسيح، ويبدو كأنه غير موجود في سفينة حياتنا، ليُعطي الفرصة لضعفاتنا أن تظهر، حتى يشفينا منها. أحبك يا رب يا قوتي، أحبك في نومك وفي قيامك، احبك أن شعرت بك أو لم أشعر، أحبك لأني أؤمن أنك تعمل في داخلي في كل الأوقات.
21- عدوك ضعيف، مهما كثر عدده (8: 26-29)
كورة الجدريين عبارة عن عشرة مدن. وأهلها ليسوا يهود. لذلك طلب الرب من المجنون الذي شفاه أن يذهب ويبشر فيها. ليتعرف كل هؤلاء عليه.
لقد كان في هذا الإنسان لجئون. ولجئون لفظ يطلق علي كتيبة رومانية مؤلفة من ستة آلاف جندي. وهو يشير لكثرة العدد. ولكن بالرغم من هذا العدد الضخم من الأرواح الشريرة مجتمعة إلا أنهم عندما رأوا يسوع صرخوا وخروا عند قدميه. ملتمسين منه أن لا يعذبهم.
إن ربنا يسوع أقوي من كل جنود الشر. وكلها تخضع له. أنه لم يتركنا يتامى، بل أشتهي أن يكون واحدًا فينا فترك لنا جسده ودمه لنأكله ونحيا به. فتصير فينا قوته وسلطانه فلا يقدر الأعداء مهما كثر عددهم أن تخلع من علينا ثوب الفضيلة أو تحبسنا في قبور الخطية والضعف.
22- آمن فقط (8: 40-56).
الرب يسوع يدعونا للإيمان به. وبقدرته الفائقة فإنه قادر أن يقيم الموتى، ويشفي الأمراض المستعصية.
ونحن في مسيرة حياتنا تعترضنا صعاب كثيرة فتارة نضعف ونيأس ونظن أنه لا يوجد حل. وساعتها يهمس الرب في آذاننا ويقول لنا كما قال ليايرس آمن فقط فهي تشفي. إن الرب عنده حلول لا نعرفها ولا ندركها.
وتارة نكون ثابتين في الرب. متوقعين خلاصه بصبر. نحاول أن نلتمس الحل بالاقتراب منه وعرض الأمور عليه في الصلاة فنجد الرب مهتم بأن يظهر إيماننا للناس كما فعل مع المرأة نازفة الدم. إذ كان يعلم من الذي لمسه ولكنه أراد أن يُظهر إيمانها للناس. فسأل من الذي لمسني؟