يو3: 23 وكان يوحنا أيضًا يعمد في عين نون بقرب ساليم…

 

22وَبَعْدَ هذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ، وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ، وَكَانَ يُعَمِّدُ. 23وَكَانَ يُوحَنَّا أَيْضًا يُعَمِّدُ فِي عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ، لأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ . 24لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُوحَنَّا قَدْ أُلْقِيَ بَعْدُ فِي السِّجْنِ.” (يو3: 22-24)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

“وكان يوحنا أيضًا يعمد في عين نون بقرب ساليم،

لأنه كان هناك مياه كثيرة،

وكانوا يأتون ويعتمدون”. (23)

يبدأ السيد المسيح يعمد بواسطة تلاميذه قبل إلقاء يوحنا المعمدان في السجن، حتى يسحب تلاميذ يوحنا إليه، فلا يتشتتوا بعد استشهاده. ومن جهة أخرى لكي لا تتوقف عجلة العمل باستشهاد يوحنا. وقد بقي يوحنا يكرز ويعمل في توافق تام وتهيئة جادة لملكوت المسيح حتى النفس الأخير.

عين نون: تبعد حوالي ثمانية أميال جنوب Scythopolis ما بين ساليم والأردن.

واضح أن معمودية يوحنا كانت دائمًا بالتغطيس، إذ قيل: “لأنه كان هناك مياه كثيرة، وكانوا يأتون ويعتمدون” (٢٣).

v لم يكن يسوع يعمد بل تلاميذه، لماذا؟ قال المعمدان: “سيعمد بالروح القدس ونار” (مت 3: 11؛ لو 3: 16). الآن لم يكن بعد قد أعطى الروح، ولهذا بسبب صالح لم يعمد. أما تلاميذه ففعلوا هذا، إذ رغبوا في أن يجلبوا كثيرين إلى التعاليم المخلصة… لماذا إذن لم يكف يوحنا عن العماد حتى يترك تلاميذ المسيح يظهروا في أكثر مهابة؟ حتى لا يثير تلاميذه إلى منافسة أقوى مما يثير الخصام… بجانب هذا وهو يعمد لم يكف عن أن يحثهم بالأكثر على عظمة أعمال يسوع ومهابتها…

هل كانت معمودية التلاميذ أفضل من معمودية يوحنا؟ لا ليس في شيء ما، كلاهما كانا دون موهبة الروح، كانتا متشابهتين، لهما ذات الهدف، وهي أن تقود الذين يعتمدون إلى المسيح.

القديس يوحنا الذهبي الفم

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

 23:3- وَكَانَ يُوحَنَّا أَيْضاً يُعَمِّدُ فِي عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ لأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ
وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ.

‏لا يزال المعمدان يمارس وظيفته في الإعداد بالتوبة لملكوت الله كسابق يعد الطريق للآتي بعده. ولكن يبدو`أن هذه المرة لم يتلاق مع المسيح بل ظل في مكانه. ولكن لماذا ترك مكانه المختار الأول «عبر الاردن»؟ يرد على هذا السؤال العالم «أولمستد» بأن المعمدان ترك أرض عبر الاردن التي تتبع هيرودس أنتيباس وجاء إلى منطقة أخرى فيها المياه كثيرة, بسبب العداوة التي نشأت بين المعمدان وهيرودس بمد أن وبخه (علنا) على سيرته بالنسبة لزوجة أخيه.
«عين نون»: تبارى الشراح في التعليق على هذا الاسم، فمنهم من أنكر وجوده بالمرة لأنه لم يعثر عليه جغرافياً، ومنهم من شدد عليه جداً باعتباره المركز الأساسي لخدمة المعمدان وأقامته مع تلاميذه، والذي صار فيما بعد موطن جماعة المنتمين للقديس يوحنا المعمدان. ويشرح ذلك العالم «بولتمان» مضيفاً إلى ذلك أن عين نون تفيد معنى رمزياً وهو «النبع القريب من الخلاص»: لأنه بقرب «ساليم» وساليم تُفسر بـ «الخلاص».
وعلى كل حال فإن هذه المنطقة تقع غرب نهر الاردن في البراري الواقعة على ضفافه. وهذه المنطقة على الحدود بين اليهودية والسامرة بقرب مدينة «بيت شان» شرة نابلس الحالية .
‏وكان لا يزال الشعب يتدفق على المعمدان للتوبة وسماع كلماته، ولكن يبدو أن في هذا التعبير نوعأ من المقارنة بين العدد الكبير الذين كانوا يأتون إل المسيح, وبين الذين كانوا يأتون للمعمدان؛ وقد ظهر تناقص عدد الذين كانوا يأتون إل المعمدان في تعبيرين هامين جاءوا بعد ذلك:
‏الأول: تقرير لتلاميذ المعمدان في الآية (26) القادمة: «فجاءوا إلى المعمدان وقالوا له: يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدت له هو يعمد، والجميع يأتون إليه».
‏والتعبير الثاني جاء على فم المعمدان نفسه كتحصيل حاصل وبحكم الواقع: «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص.» (يو 30:3)
‏ولكن على أي حال كان هم القديس يوحنا هو تسجيل الشهادة الأخيرة والأعظم من فم المعمدان فيما يخص المسيح، هذه الشهادة التي رفعت المعمدان في تاريخ المسيحية إلى المستوى اللائق كنبي وأعظم من نبي!!!

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

(آية23): مياه كثيرة= فالمعمودية تتم بالتغطيس ولذلك تحتاج لمياه كثيرة. ونرى هنا المعمدان مازال يمارس وظيفته في الإعداد بالتوبة لملكوت الله كسابق للمسيح. وربما ترك المعمدان مكانه الذي كان يعمد فيه أولاً ليبعد عن هيرودس أنتيباس بسبب العداوة التي نشأت بسبب هجومه عليه وتوبيخه علناً. عين نون= غرب نهر الأردن في البراري الواقعة على ضفافه على الحدود بين اليهودية والسامرة. ولكن بدأ العدد الذي يذهب للمعمدان يتناقص، إذ بدأ كثيرون يذهبون للمسيح (آية26) لذلك قال المعمدان ينبغي أن هذا يزيد وأنا أنقص (30:3).

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى