يو4: 15 قالت له المرأة: يا سيد اعطني هذا الماء لكي لا أعطش…

 

“قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ».” (يو4: 15)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

“قالت له المرأة:

يا سيد اعطني هذا الماء لكي لا أعطش،

ولا آتي إلى هنا لأستقي”. (15)

v لما قال المسيح للمرأة: “الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية” قالت المرأة في الحال: “يا سيد أعطني هذا الماء“. أرأيت كيف أن المرأة صعدت قليلاً قليلاً إلى التعاليم العلوية؟ لأنها في الأول ظنت أن المسيح شخص يهودي منحرف عن شريعته… ولما سمعت المرأة “ماء حيًا” (14) ظنت أن هذا القول قد قيل في وصف ماء محسوس، وصدقت أن ذلك الماء يقدر أن يبطل العطش، ولم تعرف بعد ما هو هذا الماء، لكنها تحيرت أيضًا فظنت أنه أعلى قدرًا من المياه المحسوسة، وقالت: “أعطني هذا الماء لكي لا أعطش، ولا آتي إلى هنا لأستقي”.

أرأيت كيف أن المرأة فضلت المسيح على رئيس الآباء إذ أوضحت رأيها في يعقوب ومقدار عظمته وعرفت الأفضل منه؟

v هنا اكتسبت بصيرة أكثر جلاءً. لكنها لم تكن قد أدركت بعد الصورة الكاملة، لأنها قالت: “أعطيني هذا الماء حتى لا أعطش، ولا آتي إلى ههنا لأستقي” (١٥). هنا تفضله عن يعقوب. لأن لسان حالها يقول: “لن أحتاج إلى هذه البئر مادمت أنال منك هذا الماء…” بعد أن أوضحت تقديرها ليعقوب، شاهدت من هو أفضل منه، وبهذا لم تعقها أفكارها السابقة… ولا كانت مجادلة متمردة.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v بالحق قد ظهر واضحًا أن القول: “لطلبتِ أنتِ منه، فأعطاكِ ماءً حيًا” (١٠) صادق. لأنها عندما قالت: “أعطني من هذا الماء” (١٥) تسلمت الماء الحي، فلا تكون بعد في حالة فقدان عندما تعطش، كما لا تأتي إلى بئر يعقوب لتسحب ماءً.

تستطيع الآن أن تتأمل في الحق بعيدًا عن ماء يعقوب، بطريقة ملائكية تفوق الإنسان. لأن الملائكة ليسوا في حاجة إلى بئر يعقوب لكي يشربوا.

كل ملاك له في داخله ينبوع ماء يثب إلى حياة أبدية وُجد بواسطة الكلمة، ويُعلن به وبالحكمة نفسها.

على أي الأحوال إنه غير ممكن للشخص الذي لا ينشغل باجتهاد قادمًا إلى بئر يعقوب، وساحبًا ماءً منه بسبب عطشه، أن يقبل الماء الذي يعطيه الكلمة الذي يختلف عن بئر يعقوب. لهذا، كثير من الناس، في عجزٍ شديدً في هذا الجانب، في تدريب أنفسهم لمدة طويلة على سحب ماء من بئر يعقوب.

العلامة أوريجينوس

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

15:4- قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هَذَا الْمَاءَ لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ».

لقد نجح هذا السيد البديع، فهوذا استجابت السامرية إلى قول الرب: «… لطلبت أنت منه فأعطاك ماءً حياً». هذه أول علامات العودة، عودة النفس إلى خالقها تلغلغ بطلبات كطفل يطلب على قدر تفكيره!!
‏كانت المرأة صادقة صدق الطفولة وهي تطبق كلام الرب: «من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش»، فقالت هى: «أعطني هذا الماء لكي لا أعطش». وأكملت من عندها: «حتى لا أتي إلى هنا وأستقي».
‏لقد استهوتها فكرة الماء الذي كل من يشرب منه لا يعطش، وأضافت بالضرورة ولا يتعب ويجيء ليستقي، لقد هدها مشوار كل يوم حاملة جرتها فارغة وملآنة؛ وكل ذراعاها من فرد الحبل وثنيه ورفع الجرة بثقلها، الحبل بذراع والجرة بذراع، حتى ضاقت ذرعاً! ولكن لو كان هذا هو كل هم الإنسان، وحتى مثله مائة أف مرة لما غُلب الله من تحننه وبذل ابنه على الصليب من أجل الإنسان.
‏ولكن في قولها: «حتى لا آتي إلى هنا وأستقي»، فيه معنى الاغتاء ليس لما هو لذاتها فحسب، بل للذين تخدمهم أيضاً، وإلا على من سيعيش من تخدمهم؟ وهنا يلتقط الرب الخيط من فمها ويطلب أن يرى من تخدمهم.

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

آية (15): “قالت له المرأة يا سيد اعطني هذا الماء لكي لا اعطش ولا أتي إلى هنا لأستقي.”

هنا نرى أول علامات العودة، لقد نجح المسيح أن يجتذبها أي أنها شعرت بالإحتياج إليه، ولكنها كطفل على قدر تفكيره يطلب، فهي تسأل لكي تستريح من عناء جلب الماء يومياً فتستريح وتريح من تخدمهم أي زوجها. والمسيح التقط الخيط فسألها عن زوجها هذا الذي تتعب لأجله، أن تأتي به إليه. ولاحظ أن المسيح لم يعطها الماء الذي طلبته، هو حرك إشتياقاتها لتطلب، ولكن لتحصل على هذا الماء عليها بالتوبة أولاً.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى