يو10: 30 أنا والآب واحد

 

“أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ” (يو10: 30)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

أنا والآب واحد”. (30)

لم يقل “أنا والآب متطابقان”، بل “أنا والآب واحد“، إنها وحدة حب وعمل كما هي وحدة جوهر، لهذا فهي وحدة فريدة لا يمكن لخليقة ما أن تبلغها، وإنما هي المثل الأعلى للوحدة التي يشتهيها من يلتصق بالله، ويتحد معه.

جاء الحديث عن هذه الوحدة مرتبط بالحديث عن رعاية الابن والآب للمؤمن حيث لا يقدر أحد أن يخطفه من يد الابن أو الآب. كأن أساس الرعاية الإلهية هي وحدة الحب الفريد بين أقنومي الآب والابن، وغاية هذه الرعاية أن يحمل المؤمنين أيقونة الوحدة.

v يقول المسيح نفسه: “أنا والآب واحد” (30). يقول “واحد” حيث لا يوجد انفصال في السلطان وفي الطبيعة. لكن مرة ثانية يقول: “نحن” لكي ندرك الآب والابن، إذ نؤمن أن الآب الكامل يلد الابن الكامل؛ والآب والابن هما واحد دون خلط في الأقانيم بل في وحدة الطبيعة.

القديس أمبروسيوس

v يلزم أن يتقدم الإيمان الفهم، فيكون الفهم مكافأة على الإيمان…

v إنه قال، وقال بالحق: “أنا وأبي واحد“. ماذا يعني “واحد“؟ نحن طبيعة واحدة، جوهر واحد.

القديس أغسطينوس

v “أنا والآب واحد” (30)، وبعد ذلك يضيف: “أنا في الآب، والآب فيَّ” (يو 14: 30)، لكي يوضح وحده الألوهية من ناحية، ووحدة الجوهر من الناحية الأخرى. إذن هما واحد، ولكن ليس مثل الشيء الواحد الذي ينقسم إلى جزئين، كما أنهما ليسا مثل الواحد الذي يسمى باسمين، فمرة يُدعى الآب، ومرة أخرى يُدعى هو نفسه ابنه الذاتي… لكن هما اثنان، لأن الآب هو الآب، ولا يكون ابنًا، والابن هو ابن ولا يكون أبًا.

لكن الطبيعة هي واحدة، لأن المولود لا يكون غير متشابه لوالده، لأنه صورته، وكل ما هو للآب هو للابن (يو 16: 15). ولهذا فالابن ليس إلهًا آخر، لأنه لم ينشأ من خارج، وإلا فسيكون هناك آلهة كثيرون…

كلاهما واحد في الذات، وواحد في خصوصية الطبيعة، وفي وحدة الألوهية كما سبق أن قلنا حيث أن الشعاع هو النور وليس ثانيًا بعد الشمس ولا نور آخر، ولا هو ناتج من المشاركة مع النور، بل هو مولود كلي وذاتي من النور، ومثل هذا المولود هو بالضرورة نور واحد، ولا يستطيع أحد أن يقول أنه يوجد نوران. فبالرغم من أن الشمس والشعاع هما اثنان ألا أن نور الشمس الذي ينير بشعاعه كل الأشياء، هو واحد.

القديس أثناسيوس الرسولي

v إلى هنا كان يمكن لليهود أن يحتملوه، وأما وقد سمعوا: “أنا والآب واحد” فلم يستطيعوا بعد أن يحتملوا… ها أنتم ترون أن اليهود فهموا ما لا يفهمه الأريوسيون. فقد غضبوا على هذا، وشعروا ما كان يمكن القول: “أنا وأبي واحد” إلاَّ إذا وجدت مساواة بين الآب والابن.

v إذ جاءت كلمة الله إلى البشر لكي يصيروا آلهة، فماذا يكون كلمة الله نفسه الذي عند الله إلاَّ أن يكون هو الله؟

إن كان بكلمة الله يصير البشر آلهة، إن كان بالشركة معه يصيرون آلهة، فهل يمكن لذاك الذي به ينالون الشركة ألا يكون هو الله؟

إن كانت الأنوار التي تُضاء هي آلهة، فهل النور الذي يضيء لا يكون هو الله؟

أنتم اقتربتم من النور فاستنرتم وحسبتم أبناء الله، فإن انسحبتم من النور تسقطون في غموض وتُحسبون أنكم في ظلمة، أما ذاك النور فلا يقترب (ليستنير) لأنه لا ينسحب من ذاته.

v يمكننا أحيانًا أن نقول: نحن في الله والله فينا، لكن هل يمكننا القول: “نحن والآب واحد”؟ أنتم في الله، لأن الله يحتويكم، والله فيكم لأنكم صرتم هيكل الله… لكنكم هل تقدرون أن تقولوا: “من يراني يرى الله” كما قال الابن الوحيد (يو ١٤: ٩)… “أنا والآب واحد”؟ تعرفوا على امتياز الرب الفائق، وعلى المنحة التي للخادم. امتياز الرب هو مساواة للآب، ومنحة الخادم هي الشركة مع المخلص.

القديس أغسطينوس

فاصل

تفسير القمص متى المسكين

 

26:10- 30 «لَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».

المسيح هنا يكشف السبب الأساسي لإخفاقهم في معرفته وبالتالي عدم إيمانهم. وما هو السبب الرئيسي في عدم إيمانهم؟ يقول الرب: إن خرافة تسمع صوته فتجري إليه، وهو أيضأ يعرف خرافة ويسير أمامها وهي تتبعه، وما معنى هذا؟
‏معناه، أن للإنسان أذناً روحية مُنحت له ووُضعت في تركيب كيانه ليسمع بها صوت الله. هذه الأذن الروحية إما تنشغل بصوت الله، وتتمرن على تمييزه فتتعرف عليه بسهولة، وتطيع مشوراته بدون حذر أو خوف أو شكوك، فتسير أمام الله بالكمال الروحي الذي يرضيه, «سر أمامي وكن كاملاً» (تك1:17)؛ وإما تنشغل بمشاغل الدنيا وتتلهى بها، إلى الدرجة التي تطمس معالم صوت الله، فلا يعود الإنسان ينشغل بصوت الله، بل يجد صعوبة في طاعته, وتتربى عنده حاسة العقل الشكاك على قياس المعارف والمنطق الدنيوي الناقص، فيشك في كل إيحاءات الخير التي تصطدم بها أذناه ء فيلقيها جانباً ريثما يتحقق منها, وهيهات إن يتحقق، فإنها تتلاشى ولا تعود…
‏هؤلاء اليهود سلموا آذانهم لمجد الدنيا، وإعلاء شأن أرض الوطن, ومحبة المال, أصل كل الشرور (1تى10:6) والتمسك بالحرف القاتل، وفهم ميراث الآباء الروحي على أنه تركة تؤول من تلقاء ذاتها لأبناء الجسد؛ كل هذا أضعف حاسة سماع صوت الله في الأذن الروحية وازداد طنين العالم المادي فيها حتى أتلفها… فلما ظهر الله بالجسد وتكلم معهم وجهاً لوجه أشد مما كلم الله موسى في القديم، لم يسمعوه على قياس أذن الآباء والأنبياء في القديم. ولما سمعوه لم يفهموه، لأن قياس العطايا والمواهب الإلهية تلوثت عندهم بالتراب تلوثاً شديداً، ولم يعودوا يميزون بين السماويات والأرضيات. ولما سمعوه ولم يفهموه, لم يأتوا باللوم على أنفسهم, بل شتموه وأهانوه ورفعوا أيديهم عليه ليقتلوه مرات كثيرة. فقامت ضدهم القضية وتثبتت الدينونة عليهم؛ لأن منهم من سمع الصوت، وتعرف على الله, وأطاع، وتبع, هؤلاء هم بالحق أبناء الميراث وحفدة الآباء والأنبياء، هؤلاء كانوا معروفين لله والمسيح منذ البدء منذ إنشاء العالم، أسماؤهم مكتوبة كنقش الحجارة على كف الله الآب منذ الدهر, هؤلاء هم بنو الله الحى, أبناء الملكوت, أهل بيت الله، خراف اليمين, أصدقاء العريس, ومدعوو العرس السماوي، ورثة العهد الأبدي، وأصحاب صهيون الجديدة: «وقالت صهيون: قد تركني الرب, وسيدي نسيني. هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك. هوذا على كفي نقشتك, أسوارك أمامي دائماً.» (إش14:49-16)
‏هؤلاء قد تثبتت لهم الحياة الأبدية كميراث، كما بقسم إلهي، ليس لأنهم عرفوا الرب وكأنهم اكتشقوه، بل لأنهم لما لم يريدوا أن يعرفوا سواه، أدركوا أنهم معروفون عنده، وبقي هو نصيبهم كما هو!! «نصيبي هو الرب قالت نفسي» (مرا24:3)، «إلى من نذهب كلام الحياة الأبدية عندك.» (يو68:6)
‏هؤلاء لم يحبوا الرب كأنهم أصحاب فضل، ولكن لأنهم لما «لم يحبوا حياتهم حتى الموت» (رؤ11:12), انسكب روح الحياة وحب الله في قلبهم, فصاروا أحياء، أحباء، ومحبوبين.
‏هؤلاء يقول الرب عنهم إنهم خراف الحياة الأبدية، فهي لن تهلك إلى الأبد، ليس لأنه حصنها ضد الهلاك, ولكن لأنها تحصنت بالرب ضد نفسها، فلا يُهلك النفس إلا نفسها… وهل الخراف الناطقة بالروح التي سمعت صوت الله وظفرت بالمسيرة خلف الراعي الصالح تخشى موارد الهلاك؟ «أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا, لأنك أنت معي» (مز4:23). وهل يستطيع الذئب أن يخطف نفساً أمسك بها الرب يسوع؟ فأن يُمسك الرب نفساً هو هو على المستوى اللاهوتي أن يتحد بها؛ وعلى المستوى الإنجيلي هي تصير من «أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه» (أف30:5). وبعد هذا هل يمكن أن يخطفها أحد من يده؟
الإعلان الأعظم عن سر الحياة والأمان المطلق لمختاري الله
«أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل, ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد»: ‏المعنى سهل لو تتبعنا تداعي المعاني السابقة، فالفريسيون يدعون السيادة على الشعب، بصفتهم رعاة استلموا الرعاية من ابائهم بمقتضى تلمذتهم لموسى والناموس الذي استلمه موسى بيد ملائكة. لكن المسيح يستعلن المصدر الذي استلم منه الرعاية، وبالتالي الخراف، فليس هو الآباء ولا موس ولا الناموس من يد ملائكة، بل من الله مباشرة بصفته أباه «أبي»، والله بصفته أبا ربنا يسوع المسيح هو أعظم من الكل، أعظم من الآباء جيعا ومن موسى ومن الملائكة ومن كل ما في السموات أو الأرض. والخراف المختارة هي في الحقيقة ملك الله وحده. والله, وإن كان قد استأمن الآباء والأنبياء والملوك قديما على خرافة, إلا أنهم كانوا كلهم عبيدا أخطأوا، وزلوا جميعا على مستوى الخراف ذاتها. أما المسيح فقد أعطاه الآب الخراف عن جدارة بصفته الابن المحبوب القدوس والممجد والمساوي للآب. فانتقلت الخراف من يد الآب إل يد الابن كما من المثيل إلى المثيل: «كانوا لك وأعطيتهم لي» (يو6:17‏). انتقلت من يد المالك إلى الفادي، ولو تمعن القارىء لوجد أن الفادي والمالك واحد, لأن الفادي فدى خراف الآب الضالة بحياته، وإذ فداها بحياته يكون قد امتلكها، ولكنه بالنهاية امتلكها لحساب المالك: «وبعد ذلك… متى سلم الملك لله الآب… » (اكو24:15) «أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم, كانوا لك وأعطيتهم لى… وكل ما هو لى فهو لك, وما هو لك فهو لي… » (يو6:17و10)
«ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي»: الذين فداهم المسيح، قدسهم بالروح القدس، ثم قدسهم للآب بالتالى لينالوا تقديس الآب كما نالوا تقديس الابن والروح القدس: «لأنه به (بالمسيح) لنا كلينا (اليهود والأمم) قدوما في روح واحد إلى الآب» (أف18:2). ثم يكمل بولس الرسول ليوضح منتهى مشيئة الله من جهة مختاريه هكذا: «فلستم إذا بعد غرباء ونًزلا، بل رعية (خراف) مع القديسين وأهل بيت الله» (أف19:2). فالذين كانوا ممسوكين بيد المسيح (متحدين)، ولم يستطيع أحد أن يخطفهم من يد المسيح لأنه وضع حياته ثمناً لحياة كل خروف، وصاروا أعضاء جسده من لحمه ومن عظامه، هؤلاء صاروا بالتالى في يد الآب محفوظين مع القديسين، مختومين رعية الله الآب، محسوبين أهلا في بيت الله. أما الذين هم في يد الآب فلم يعد يقدر أحد أن يخطفهم، ولا حتى الشيطان يستطيع أن يمسهم، لأن روح الله صار هوبذرة الحياة التي يحيونها في الله كأبناء, أي صاروا متحدين بالآب كما هم متحدون بالابن والروح القدس.
فالقديس يوحنا مهد لهذا المعنى، من قبل، بقوله: «أما كل الذين قبلوه (قبلوا المسيح) فأعطاهم سلطاناً (الروح القدس) أن يصيروا أولاد الله, أي المؤمنون باسمه (المسيح)، الذين وُلدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله» (يو12:1-13) ويكمل القديس يوحنا مفهوم «المولود من الله» هكذا: «كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية، لأن زرعه (بذرة حياة الله) يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطىء لأنه مولود من الله…» (1يو9:3)
‏ولكن، إذ يظهر من هذا أن هناك وعداً من الله بالحفظ الكامل والنهائي للذين قبلوا المسيح وصاروا أولاد الله، يتحتم علينا أن نفرق بين تأكيدات وعود الله النابعة والمتشية مع قدراته السرمدية اللانهائية من جهة, وبين ضعف الإنسان وتغيرات مشيئاته من جهة أخرى. فإذا سقط الإنسان من حياته الروحية في مرحلة من مراحل نموه وتكامله، فهذا ليس قصوراً في عمل النعمة الإلهية, ولا هو بسبب طغيان الشر فوق ما يحتمل الإنسان، ولكن السبب والعلة إنما هما في عدم استخدام الإنسان لعوامل النعمة المتعددة والموضوعة لخدمته, واستهانته بخديعة الخطية، فالإنسان يستحيل أن يُحفظ ضد نفسه رغم مشيئته!!!
‏إذن، لماذا أعطى الله لنا هذه التأكيدات، وكأنها أسوار تحمينا كلية وكاملة؟ السبب في ذلك غاية في العجب وغاية في القوة: وهو أن من يتمسك بهذه التأكيدات الإلهية تمسكاً قويا بكل قلبه وفكره وقدرته ومن كل نفسه، يفوز بعملها الكامل بلا نقصان، والقصص في ذلك كثيرة. لهذا يعطي القديس يوحنا تكميلاً لمفهوم الميلاد من الله وعمل بذرة الله في كيان الإنسان إيجابياً من قتل استجابة الإنسان هكذا: «نعلم أن كل من وُلد من الله لا يخطىء، بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه» (ايو18:5). هنا «بذرة الله» أثمرت قوة في الإنسان، يحفظ بها نفسه ضد إغراءات الخطية وسطوة الشر والشرير، إلى الدرجة التي فيها, في هذه القوة, لا يستطيع الشيطان أن يقترب إليه!! وهذا ما نسمعه كثيرا وكثيرا جداً في تاريخ حياة القديسين في كل جيل وفي كل أمة.
‏وهذا الكلام الذي يقوله الرب يسوع عن الأمان والعناية والرعاية معاً والحفظ في يد الله، هذه التي يطرحها كوثيقة من الآب نفسه ويضمنها المسيح بحياته للذين يتبعونه ويعيشون تحت رعايته, سبق أن عبر عنها الروح في العهد القديم كوعد سيكون وقد كان: «أنتم شهودي يقول الرب، وعبدي, الذي اخترته، لكي تعرفوا وتؤمنوا بي، وتفهموا أني أنا هو, قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيري مُخلّص. أنا أخبرت وخلصت وأعلمت وليس بينكم غريب، وأنتم شهودي، يقول الرب، وأنا الله. أيضاً من اليوم أنا هو ولا منقذ من يدي, أفعل ومن يرد» (إش10:43-13). وتوضيح ذلك، أن كل الذين هم تحت رعاية المسيح، هم بالتال تحت حماية الله نفسه كوعد… لأن حماية الله الفائقة المتساوية مع قدراته, تضمنها الآن علاقة المسيح بالآب.

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

الآيات (30-33): “أنا والآب واحد. فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه. أجابهم يسوع أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي بسبب أي عمل منها ترجموننيأجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف فانك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً.

أنا والآب واحد= آية تشهد بلاهوت المسيح، وأن الآب والإبن طبيعة واحدة، وهكذا فهمها اليهود الذين سمعوا فأرادوا رجم المسيح. والمسيح قال هذا في ختام كلامه السابق، أي أن عمل الفداء والرعية والحفظ وإعطاء الحياة الأبدية متكامل بينه وبين الآب، الآب يريد والإبن ينفذ ويأتي بالمفديين للآب. هم رعية الإبن والآب يحفظهم، هي قوة واحدة لله مشيئة وعملاً. فالآب يحفظ والمسيح يحفظ، نحن في يد المسيح كما في يد الآب قارن آية (28،29) نجد الآب والإبن يحفظاننا. وهذا تعبير عن وحدة القوة الإلهية. واليهود حين فهموا من كلامه أنه جعل نفسه إلهاً لم يقل لهم أنتم فهمتم كلامي بطريقة خطأ. بل أكمل كلامه، فهو فعلاً واحد مع أبيه. وهنا نرى أن اليهود فهموا ما لم يفهمه الأريوسيون وأمثالهم من شهود يهوه وأدفنتست وغيرهم. من عند أبي= تأكيد أنه والآب يعملان معاً. الآب يريد والإبن ينفذ. أعمالاً كثيرة= هذه الأعمال تشهد أنها من عند الآب. لأجل تجديف= إذاً اليهود فهموا الكلام كما أراده المسيح تماماً. تجعل نفسك= تدعي الألوهية.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى