إش53: 1 من صدق خبرنا و لمن استعلنت ذراع الرب

 

مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا، وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟“(إش53: 1)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

يفتتح النبي حديثه عن الصليب قائلاً: “من صدق خبرنا؟! ولمن استعلنت ذراع الرب؟![1].

إن كان معاصرو إشعياء النبي لم يستطيعوا قبول النبوات الخاصة بظهور كورش لرد الشعب من السبي البابلي فكيف يقدرون أن يصدقوا أمر الصليب؟! حقًا إنه سرّ عجيب يقف أمامه السمائيون والأرضيون في دهشة إذ يرون ذراع الرب قد استعلنت خلال التجسد لكي يبسط الرب يديه على الصليب ليحتضن الأمم، واهبًا إياهم قوة قيامته وبهجتها خلال شركتهم آلامه وصلبه.

v   أن الله، ابن الله، ذراع الرب يحتمل آلامًا كهذه!

القديس كيرلس الأورشليمي

يبقى موضوع استعلان ذراع الرب أو تجسد كلمة الله موضوع دهش الخليقة السماوية والأرضية، كيف يصير الكلمة جسدًا‍؟!

v   بأي كلمات نبارك الله، وأي شكر يمكننا أن نقدمه له؟!…

لقد أحبنا، حتى أنه وهو الكائن الأزلي، الأقدم من كل المسكونة ذاتها صار في السن أصغر من كثير من خدامه في العالم!

كطفل كان يصيح في طفولة غير متكلمة وهو “الكلمة” الذي بدونه تعجز كل فصاحة البشر عن الكلام!

أنظر يا إنسان ماذا صار الله من أجلك؟!…

مع كونك إنسانًا أردت أن تكون إلها فضللت! وهو مع كونه الله أراد أن يكون إنسانًا لكي يرد ذاك الذي ضل!

الكبرياء الإنسانية هبطت بك أسفل، لكي ما بالاتضاع الإلهي وحده ترتفع إلى فوق!

القديس أغسطينوس

v   لم يستطع أحد أن يتكلم عن أزليتك، فلأتكلم عن مجيئك يا معلمي بالدهش…

الحب جذبك لتأتي إلى بلدنا من أجلنا… صرت معنا ومنا وأنت ربنا!

هوذا عمانوئيل معنا بجوارنا، ومن أجل هذا تكلمت الألسن غير المستأهلة لك…

القديس يعقوب السروجي

بقوله “ولمن استعلنت ذراع الرب؟![1] يعني ظهور السيد المسيح ليس فقط خلال التاريخ، الأمر الذي يُذهل الخليقة كلها، وإنما ظهوره في حياتنا الشخصية أو تجليه المستمر في القلب كمصدر شبع داخلي.

v   ذراع الرب هو المسيح، فلا تنسه! لا تجعل (الأعداء الروحيين) يفرحون قائلين: إنما يوجد المسيحيون إلى حين![554].

v   “ولمن استعلنت ذراع الرب؟!”

باعطائك مسيحه يهبك ذراعه، وباعطائك ذراعه يهبك مسيحه.

إنه يقود (الإنسان) إلى الطريق بقيادته إلى مسيحه. ويقوده إلى مسيحه بقيادته إلى الطريق، والمسيح هو الحق.

v   “تفتح يدك فتشبع خيرًا” (مز 104: 28).

ماذا يعني فتح يدك يارب؟ المسيح هو يدك. “لمن استعلنت ذراع الرب؟!” إنها تفتح عندما تُستعلن، فإن الإعلان هو انفتاح. “تفتح يدك فتشبع خيرًا”؛ عندما تعلن عن مسيحك تشبع خيرًا[556].

القديس أغسطينوس

مسيحنا – ذراع الآب –  قد استعلن لنا لكي نتمتع به كسرّ حياتنا، قائلين: “فإن الحياة قد أُظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا” (1يو1: 2).

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (1)  من صدق خبرنا و لمن استعلنت ذراع الرب.

من صدق خبرنا = المسيح أتى لليهود ولكنهم لم يصدقوه. والصليب كان سراً مذهلاً لم يصدقه أحد.

 لمن إستعلنت ذراع الرب = في المسيح (ذراع الرب) إستعلن محبة الله وقوته. والسؤال فيه استنكار لموقف اليهود من المسيح فهو تجسد منهم وأتى لهم لكنهم لم يؤمنوا به فقد انتظروه ملكاً وقائداً.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى