آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد

 

” فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا” (رو8: 18)

نحن إذا رفعنا أبصارنا نحو ما أعده الله لنا في المجد ، سوف نكتشف أن الام زماننا هذا ” لا تستحق المقارنة” ، أو هي “أقل كثيراً من أن تُقاس” ؛ لذلك ينبغي أن تسقط تماماً من اعتبارنا. فإذا اعترض معترض كيف يكون هذا ونحن لا نزال نواجه مرارة الآلام لهذا الزمان؟ يرد القديس بولس : إن هذه الآلام تصغر جداً عن العزاء الآتي من فوق من المجد المُعد .. صحيح نحن نموت كل يوم ؛ ولكننا مع المسيح أعظم من منتصرين.

بل إنه كلما زادت هذه الضيقات والآلام فينا ؛ كلما أنشأت بزيادة مجداً آتياً “خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً” ، “لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزیتنا أيضاً. وفي الحقيقة إن كل ضيقة في الحاضر مآلها الزوال ؛ ولكن وعد الله بالمجد قائم يزداد كل يوم.

هذه الحقيقة نعبر عليها كل يوم ، إنما بصورة مصغرة . فرُبَّ محنة ثقيلة نعانيها ونتعثر فيها بضيق شديد واختناق، ثم يسوق الله علينا نعمة كبيرة من نعمه ؛ فإذا بنا نفقد في الحال كل إحساس بالضغطة وتنفرج حياتنا وتتسع رؤيتنا. بل ونفرح معتبرين أن ما أصابنا من ضيق لا يقاس برحمة الله التي افتقدنا بها ، بل وربما نشعر أن نفس هذه الضيقة هي التي تسببت لنا في هذا الانفراج العظيم. ألم تتسبب محنة الصليب في مجد الرب؟ “طوباكم إذا أبغضكم الناس وإذا أفرزوكم وعيروكم … ، افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا أجركم عظيم في السماء ، ( لو6: 23).

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى