تفسير سفر الرؤيا أصحاح 18 للأنبا بولس البوشي

الأصحاح الثامن عشر

«ورأيت بعد ذلك ملاكا منحدرًا من السماء له سلطان عظيم وقد أضاءت الأرض من مجده، وصرخ بصوت عظيم قائلاً: سقطت بابل الكبرى، وصارت مسكنا للشياطين، ومكان الأرواح الشريرة، ومأوى لكل طائر ووحش رديء ونجاسة» (رؤ18: 1-2).

 التفسير: عني ببابل مملكة الأمم

من الرؤيا: قال: «لأن من خمر زناها سقط كل ملوك الأمم، وحكام الأرض زنوا معها. واستغنى من زناها (تُجار) الأرض من قوة كسبها. وسمعتُ صوتا من السماء قائلاً: اخرج يا شعبي لئلا تشاركوا خطاياها، لئلا ينالكم ضرباتها، لأن خطاياها ارتفعت إلى السماء، وذكر الله ظلمها، وضاعف عليها عذابها بأضعاف ما عملت، والكأس الذي مزجت شربت مضاعفا، وفخرها ومكسبها الذي صنعت كافأها الله بعذاب شديد ونوح. لأنها قالت في قلبها: إني أجلس ملكة ولا أمكث أرملة، ولا أعاني حزناً. ولأجل هذا في يوم واحد يأتي عليها الموت والنوح والغلاء، وتحرق بالنار.  لأن الله هو القوي وهو الرب الذي يدينها. ويحزن وينوح عليها الذين زنوا معها وبذخوا فيها[1]. فإذا رأوا دخان حريقها وقفوا من بعيد من خوف ضرباتها قائلين: الويل الويل للمدينة العظمى بابل القوية، لقد جاءت نقمتها في ساعة واحدة، ويبكي عليها تجار الأرض وينوحون، لأن أحداً ليس يشتري تجارتهم. وأوساق[2] الذهب والفضة والحجارة المثمنة وأنواع الجوهر والبرفير والأرجوان والقرمز والمر وأصناف آنية الخشب النقي والنحاس والحديد والرخام وأنواع الطيب والعود والبخور والخمر والزيت واللبان والسميذ والماشية والأغنام والخيل والعبيد وسائر الأجساد. وفرح النفيس ذهب، وانقضت شهوتك الهالكة. ولا تعود تزني. وتنظر التجار الذين استغنوا منها يقفون بعيدا من أجل خوف عذابها. يبكون وينوحون قائلين: الويل الويل للمدينة العظمى اللابسة البرفير والقرمز والأرجوان والذهب والجوهر واللؤلؤ، كيف خربت في يوم واحد من هذا الغنى العظيم. وكل المدبرين والذين يسيرون في البحار والنواتية والذين يسلكون في البحور الكبار وقفوا من بعيد ويصيحون وينظرون دخان حريقها قائلين: من كان يشبهك أيتها المدينة العظمى التي استغنى منك كل الرؤساء. وكانوا يحملون على رؤوسهم التراب قائلين: الويل الويل للمدينة العظمى التي استغنى منها (الذين لهم) سُفن (في) البحر، وفي ساعة واحدة خربت. افرحوا أيها القديسون والرسل والأنبياء لما قد حل بها. لأن الله قد انتقم لكم منها».

«وملاك قوي أخذ حجرا كبيرا كمثل الرحى وألقاه في البحر قائلاً: هكذا تجازي سريعا بابل المدينة الكبرى (ولن توجد فيما بعد)، ولا يوجد ولا يسمع بعد فيها من الآن صوت قيثار ولا موسيقى، ولا صنعة ولا صناع يوجد فيها منذ الآن، (وصوت رحى لن يوجد فيك فيما بعد)، ولا صوت عريس ولا عروس، ولا (نور) سراج (يضئ فيك فيما بعد)، وأشرافك التجار الذين  أفسدوا الأرض وأضليتي الأمم بسحرك، ووجد فيك دم الأنبياء والقديسين وجميع من سفك دما في الأرض» (رؤ18: 1-24).

  1.  أي أسرفوا وتنعموا فيها.

  2.  الوسق: حمل البعير أو العربة أو السفينة (المعجم الوسيط)، وأوساق أي بضائع.

تفسير سفر الرؤيا – 17 سفر الرؤيا – 18 تفسير سفر الرؤيا تفسير العهد الجديد تفسير سفر الرؤيا – 19
الأنبا بولس البوشي
تفاسير سفر الرؤيا – 18 تفاسير سفر الرؤيا تفاسير العهد الجديد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى