تفسير سفر العدد ٧ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح السابع

قرابين وعطايا الشعب

نجد هنا فى إصحاح طويل جداً تكرار لعطايا رؤساء الشعب لله مكررة بنفس الكلمات وينتهى بأن يقدم حساباً إجمالياً لكل عطاياهم. هنا يرى البعض تطويل للكلام ولكن هذا لهُ معنى آخر رائع، فنحن نرى الله هنا يفرح بعطايا أولاده لا لأنه يحتاجها لكن لأنها علامة محبتهم وبنوتهم. والله الذى لا ينسى كأس ماء بارد لا ينسى عطايا شعبه ومحبتهم بل يسجلها لهم فى الكتاب المقدس ليقرأها كل جيل كما سجل أسماء شعبه فى سفر الحياة الأبدية وهذا الإصحاح مثل (2صم23) وفيه تسجيل لأسماء أصحاب داود وأعمالهم وإصحاح (رو16) وفيه أسماء أصحاب بولس الرسول. ونلاحظ أن الله يفرح بهبات شعبه مع أن الإمتناع عنها ليس خطية (وهذا مثل الصوم) ولنثق أن الله لا يبى مديوناً فهو يفيض من نعمة الكثير.

ونجد فى هذا الإصحاح تقدمتين (الآيات 1-9) تشمل تقدمة عامة أو قربان عام (والأيات 10 – الآخر) تقدمة كل سبط بمفرده.

 

الآيات 1-9:- و يوم فرغ موسى من اقامة المسكن و مسحه و قدسه و جميع امتعته و المذبح و جميع امتعته و مسحها و قدسها. قرب رؤساء اسرائيل رؤوس بيوت ابائهم هم رؤساء الاسباط الذين وقفوا على المعدودين. اتوا بقرابينهم امام الرب ست عجلات مغطاة و اثني عشر ثورا لكل رئيسين عجلة و لكل واحد ثور و قدموها امام المسكن. فكلم الرب موسى قائلا.

 5- خذها منهم فتكون لعمل خدمة خيمة الاجتماع و اعطاها للاويين لكل واحد حسب خدمته. فاخذ موسى العجلات و الثيران و اعطاها للاويين. اثنتان من العجلات و اربعة من الثيران اعطاها لبني جرشون حسب خدمتهم.و اربع من العجلات و ثمانية من الثيران اعطاها لبني مراري حسب خدمتهم بيد ايثامار بن هرون الكاهن.و اما بنو قهات فلم يعطهم لان خدمة القدس كانت عليهم على الاكتاف كانوا يحملون.

 

القربان العام

تقدم الرؤساء بروح واحد ليقدموا عطيةة إجمالية وهذه سبقت فى ذكرها العطايا الخاصة بكل سبط فالله يريد علاقة شخصية بينه وبين كل عضو ولكن على أن لا تكون علاقة فردية إنعزالية بل تنبع من خلال الروح الجماعية، روح الشركة التى تربط الكنيسة كجسد واحد.

1-     بنو جرشون يستلمون هم وبنو مرارى عجلات وثيران لحمل امتعة الخيمة فحمولتهم ثقيلة والقهاتيين لا يستلمون عجلات وثيران لأنهم يحملون الأقداس على اكتافهم. القهاتيين أنفسهم صاروا مركبة لحمل المقدسات. وهكذا صرنا للروح القدس.

2-     الله لم يوصى بشكل العربات ولا عددها وترك هذا للحكمة البشرية التى يرشدها الروح القدس 

 

آية1:-يوم فرغ موسى = واضح أن هذا الإصحاح ليس فى موضعه الزمنى لكن الله هنا لا يهمه التسلسل الزمنى بل الترتيب المنطقى. فبعد أن تكلم عن تكريس القلب لله يكلمنا عن العطايا الشخصية. فالله يفرح بعطايا من خصص وكرس قلبه لله. وقد تكون كلمة يوم هنا مثل أيام سفر التكوين أى غير محدودة ويكون معناها بعد أن إنتهى موسى من إقامة الخيمة. خصوصاً أن تقدمات الأسباط إستمرت 12 يوماً.

 

آية3:-أتوا بقرابينهم = فى التقدمة العامة هم إقتسموا ثمنها معاً بالتساوى. ولاحظ أنهم قدموا ما تحتاجه الخدمة. فعلى من يقدم عليه أن يرى ما تحتاجه الكنيسة.

قدموها أمام المسكن = هم أعطوا عطاياهم لله

آية5:-خذها منهموأعطها للاويين = حتى لا يشعر اللاويين أنهم أخذوها من الأسباط أو يشعر رؤساء الأسباط أنهم تفضلوا بشىء على اللاويين. بل أخذها اللاويون من الله.

 

الآيات 10-88:- 

 

قربان كل سبط

آية10:-

تدشين = لعلها من الدشن الفارسية أى الثوب الجديد. إذاً هى كلمة تعنى الباس الشىء ثوباً جديداً لمناسبة ما. ونستخدمها بمعنى تكريس الشىء الجديد لخدمة الله.

قدم الرؤساء قرابينهم = هى عطايا الشعب لم يأمرهم الله بها بل قدموها من أنفسهم وسميت قرابين لأنها قربت لله

آية11:-

كل يوم يقدم رئيس قرابينه فيفرح الله به. ولنلاحظ أن عطايا الأسباط كلها متساوية حتى لا ينتفخ أحد ولا يصغر أحد فى عينى نفسه وحتى لا يتصور أحد أن له نصيب أكبر فى القدس.

آية12:-

بدأ سبط يهوذا بالتقديم فمن هذا السبط سيأتى المسيح وحتى لا ينتفخ نحشون كان هو الوحيد الذى لم يضاف لإسمه لقب رئيس. وهناك سبب أهم وهو أن المسيح هو رئيس يهوذا الحقيقى. هوالرئيس الروحى فهو الأسد الخارج من سبط يهوذا. ونلاحظ أن ترتيب ذكر الأسباط كان بحسب إقامتهم فى المحلة فبدأ بالشرق حيث سبط يهوذا ثم الجنوب ثم الغرب ثم الشمال

آية13:-

التقدمات الفضية تستخدم مع مذبح المحرقة فى الخارج. أما الذهبية فهى تستخدم لحمل البخور إلى مذبح داخل الخيمة والمنضحة = لإستقبال دم الذبيحة 

آية14:-

الصحون = لعجن الدقيق. والأطباق لوضع اللحوم

الآيات 15-17:-

تقديم الذبائح يشير لعدم قبول عطايانا إلا من خلال المسيح المصلوب ولاحظ تكرار رقم (5) فذبيحة المسيح هى سبب النعمة التى نحن فيها.

ملحوظة:- فى كتب التفسير يتردد كثيراً هل أيام التقديم وهم 12 يوم فبمعدل يوم لكل سبط 12 شقلت على أيام السبوت؟ وهذا سؤال لا محل لهُ فتقديم قرابين للهيكل هو عمل مقدس

آية89:-

كلام الله مع موسى إعلاناً منه أنه قبل قرابين شعبه وفرح بها. فالله هنا يكلم كل الشعب من خلال موسى. وهناك من يقول أن الله كان يكلم موسى من على الغطاء بينما كان الشعب يأكل من لحم ذبيحة السلامة. وهنا الله يكلم موسى وفى العهد القديم الله كان يكلم الأنبياء ولكن فى الأيام الأخيرة كلمنا فى إبنه (عب 2،1:1)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى