هل أنت مستعد للسفر؟

القداس .. رحلة العمر

تعلن وكالة NASA عن فرصة لن تتكرر وهي رحلة الى القمر، و للموافقة على المتقدم أن تنطبق عليه الشروط الآتية:

  1.  أن يكون قادر على دفع تكاليف الرحلة.
  2.  أن يكون مستعد للتدريب الشاق لخوض الرحلة.
  3. أن يخضع و يلتزم بقوانين الرحلة.
  4. يقبل ارتداء ملابس خاصة.
  5. استلامه لبعض الأدوات وعدم إهماله لأي منها.
  6. متقبل لاستنشاق الاكسجين بطريقة غير المعتادة.
  7. ضرورة استخدام وسيلة خاصة للإنتقال وهي الكبسولة.
  8. تغيير نوعية الطعام إذ أن له طعام خاص.

وعلى كل من يرى تطابق هذه الشروط عليه التواصل معنا واغتنام الفرصة.. فهناك مفاجأة في نهاية الرحلة.

أتمنى أن تكون وافقت من أعماقك على هذا العرض فهو يأتي لمرة واحدة في العمر.. رحلتك إلى الملكوت.

  1.  فأنت قادر على دفع تكاليف الرحلة إذ أن الله أعطاك (نعمة البنوة).. فهل تصعب عليك التكلفة وأنت ابن الملك الذي دفع هو لك ثمن هذه الرحلة بدمه على الصليب.
  2.  قد يكون التدريب شاقاً ولكن لابد من الجهاد حتى تستطيع إكمال الرحلة بنجاح.
  3. إن الخضوع والالتزام بالقوانين هو أمر مقيد ولكن كيف لك أن لا تخضع لوصايا أبيك السماوي وإن ثقلت تذكر أن نيره هين وحمله خفيف.
  4. ستتغير ملابسك عن ما أنت معتاد عليه ، فالمعمودية تغيرنا وتلبسنا الحلة الجديدة.. فافرح.
  5. قد تكثر الأدوات المسلمة إليك.. ولكن كيف تصل للسماء بدون الفضائل.
  6. كما أن طريقة استنشاقك للأكسجين ستختلف عن المعتاد.. فأنت أيضا تختلف، لا من شخصك ولكن من (عمل الروح القدس) بداخلك. أنت شخص مختلف.
  7. الكبسولة.. تخيل نفسك بلا شئ يحميك في الفضاء من الضغط، وتخيل نفسك خارج الكنيسة) التي لن تقوى أبواب الجحيم عليها.
  8. وكما أن لك غذاء على الأرض يختلف عن غذائك في الفضاء.. هكذا أيضا يختلف غذائك الروحي) الذي هو جسد الرب ودمه.

رحلة الملكوت.. هي رحلة نخطو فيها كل يوم خطوة جديدة.. ولكن في كل يوم هناك رحلة هامة نخطوها الاستعدادنا لرحلة الملكوت.. ألا وهي رحلة القداس الإلهي. فما هي

شروط هذه الرحلة؟

 الاستعداد

حيث أن الاستعداد يبدأ لحظة خروجك من بيتك متجها نحو الكنيسة.. فيليق بنا أن نخرج كما خرج في القديم أبينا ابراهيم لنذهب إلى الأرض التي يرينا إياها.. أي مذبحه المقدس.

 طقس الاستعداد

وهي خطوات في رحلتنا للتغيير إذ ننتقل بها من الأرض إلى السماء.

أ- ارتداء الملابس المقدسة : إذ ننظر إلى الكاهن والشمامسة وكأننا ننظر إلى السماء حيث ملابس الخدمة البيضاء.

ب –  صلوات الاستعداد : وهي صلوات يعترف فيها الكاهن بخطاياه وعدم استحقاقه للخدمة الإلهية، وفي نفس الوقت مؤمنا أن الله هو الذي يبدأ ويهيئ ويتمم هذه الخدمة, ويفرش المذبح، إذ يكون قد أعد عّلية صهيون لكي يجتمع بنفسه مع شعبه، مقدماً لهم ذات الذبيحة التي وهبها لكنيسته في العشاء الأخير.

ج- صلوات السواعی : حيث ترتفع أفكارنا إلى عمل الثالوث القدوس الخلاصی.

+ الساعة الثالثة: نسبح ذاك الذي سُمر على الصليب مبتدأ بحمل الآلام المحيية. لأجل خلاص البشر.صلاة الأجبية

+ الساعة السادسة: يرتفع قلبنا إلى السيد المسيح وهو معلق علی الصليب، محتملاً العار لأجلنا لكي يفدينا.

+ الساعة التاسعة: يقول التقليد الرسولي أننا نتشبه بأرواح القديسين الذين نزل إليهم الرب وجلب لهم الراحة.

د-  غسل الأيادي: حينما يرتدي الكاهن الملابس المقدسة، يعلن رغبته في إنكار ذاته، وهو مرتدياً “ثوب البر” الذي هو يسوع المسيح, و بتلاوة صلوات الاستعداد يعترف بضعفاته سائلاً النعمة الإلهية أن تعمل فيه, والآن بغسل يديه وكما يقول اكلمنضس الاسكندری (أنه من الطبيعي أن نجد في عنصر الماء الذي يقوم بالتنظيف رمزاً للنقاوة الداخلية).

وإذ انتقلت أذهاننا من الأرض للسماء بطقس الاستعداد, تشخص أذهاننا وعيونناعلی شخص السيد المسيح في (اختيار الحمل) ويتم رشم القرابين ونصلی صلاة الشكر ثم أوشية التقدمة وتصلی سراً وتسمى ب أوشية الغطاء إذ في نهايتها يغطى الكاهن الصينية والكأس بلفافتين صغيرتين ثم “الابروسفارين” ويوضع فوقه لفافة مثنية على شكل مثلث, وهي صورة لجسد الرب، وقد كفن ووضع في القبر المقدس، ودحرج عليه حجر عظيم، ووضعت عليه الأختام.. ثم تحليل الخدام.

القراءات اليومية

وتشمل: البولس, الكاثوليكون, الإبركسيس, السنكسار، ثم تقال تسبحة السيرافيم ثم تقال أوشية الإنجيل ويقرأ الإنجيل، وفي الإنجيل يعلن الله اتساع قلبه لخلاص كل البشرية إذا تصلي الكنيسة في شخص الكاهن” سراً من أجل الجميع، لكى يعمل الله فيهم روحياً ويسندهم في احتياجاتهم الزمنية أيضاً, إذ هو رب النفس والجسد معاً.
ثم تصلى الأواشي الثلاثة الكبار وفيها تصلي الكنيسة من أجلنا, ثم يصلي قانون الإيمان ثم صلاة الصلح حيث يعلن الله مصالحتنا مع الأب في ابنه.. وتصلي صلوات الإفخارستيا:

1- التسبحة السماوية: “ارفعوا قلوبكم” أي لتكن أذهانكم متسمة بالسمة السماوية لا الأرضية.

2- تسبحة خلاصنا : “الثلاثة تقديسات” فما أن ارتفعت قلوبنا إلى السماء نجد نحن المؤمنين موضعاً بين السمائيين ويصير لنا حق التسبيح السيرافيمي. ونصل إلى  حلول الروح القدس عندما يصرخ الشماس: “اسجدوا لله بخوف ورعدة” إذ تتحول القرابين المقدسة إلى جسد الرب ودمه الأقدسين, ثم تصلى الكنيسة (الأواشی الصغار والمجمع والترحيم) من أجل جميع الأعضاء في جسد المسيح، من الحاضرين والغائبين والمنتقلين.

صلاة القسمة

ثم تبدأ (صلاة القسمة) فيصلي الكاهن قائلا: “الجسد المقدس” ونرى أن الكنيسة تسجد لجسد الرب ودمه, ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: (أن المجوس وهم وثنيون وبرابرة قد تركوا مدنهم وبيوتهم وقطعوا مسافات طويلة وجاءوا بخوف ورعدة عظيمين وسجدوا له. فلنقتدي إذن بهم على الأقل نحن أبناء السموات لأن هؤلاء رآءوه في كوخ ومزود ولم يروا ما أنت تراه على المذبحة.
وفي نهاية صلاة القسمة نصلي الصلاة الربانية. وقبل التناول ينذر الشماس الشعب قائلا: “احنوا رؤوسكم للرب” عندئذ يصلي الكاهن بعض الصلوات السرية حيث يسأل الله أن ينقينا ويؤهلنا للتمتع بالتناول, ثم يكسر الخبز ويمسك الكاهن الأسباذيقون” ويرفعه إلى أعلى حانياً رأسه داعياً الكنيسة صارخاً: “القدسات للقديسين” وكأنه يقول: من كان مستحقاً للتناول فليتقدم, وكلمة “قديس” ومشتقاتها في اليونانية “أجيوس” لا تحمل معنى “صالح” بل “المنتمي لله القدوس وحده, ويرد الشعب: “واحد هو الآب القدوس. واحد هو الابن القدوس, واحد هو الروح القدس. آمين” وكأنهم يقولون أنه توجد شمس واحدة هي تشرق علينا بأشعة القداسة فلنتقدس بها.صلاة القسمة

ثم يرفع الكاهن الصينية بيديه ويقول (الاعتراف)، وفيه يعلن أن هذا هو جسد ابن الله الوحيد المحيي أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله، وقد جعله واحدا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير …

القداسات للقديسين

إذ بعدما يتناول الكاهن يلتفت إلى الشعب حاملاً الجسد المقدس داعياً إياهم للإشتراك معه قائلاً: “القدسات للقديسين”

أما هم فيعلنون شوقهم لقبول هذه النعمة بالتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين وهم مترنمين بكلمات المرتل “مبارك الآتي باسم الرب”. ويقف الشعب مسبحاً بالمزمور 150 كمن يدخل الفرح السماوی، ممجدين الله الذي يهبنا هذه العطية الغير منطوق بها , فقد قدم لنا طعام الخلود مشبعاً إيانا بخبز الملائكة، الخبز السماوي الذي ليس من صنع البشر بل هو شهي وحلو المذاق.

نهاية القداس

ويختتم الكاهن خدمة الإفخارستيا بأخذه القليل من الماء في يده ورشه إلى أعلى، وهو يقول: “يا ملاك هذه الصعيدة الطائر إلى العلو بهذه التسبحة, اذكرنا أمام الرب ليغفر لنا خطايانا”, ثم يمر بيديه على وجهه ووجه أخوته الكهنة، ويضعها على رؤوس الشعب مصلي صلاة البركة، سائلاً السلام للشعب ثم يوزع لقمة البركة، وكأنه يفتقد الشعب ويسأل عن الغائبين.

هذه هي الرحلة التي نحياها يومياً في الكنيسة, هي رحلة تغيير إذ ننتقل من الأرض إلى السماء يوميا.

فاصل

من المسابقة الدراسية – جامعيين-  مهرجان الكرازة 2012

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى