كتاب التقليد وأهميته في الإيمان المسيحي - القمص متى المسكين
نمو التقليد التفسيري بعد عصر الرسل
لمواجهة نشاط الغنوسية الهائل
يتسم القرن الثاني للمسيحية بالنشاط الهائل للهرطقات الغنوسية في الشرق والغرب.
وقد استطاعت الغنوسية أن تنشط وتنمو في البيئات المسيحية، إذ وجدت فيها مجالاً خصباً للتأملات العقلية.
وقد تـبـنـت الـغـنـوسـية كافة المشكلات اللاهوتية العويصة التي في المسيحية وبدأت تضع لها حلولاً فلسفية تأملية غاية في الدقة المنطقية والخداع، حتى بدت الغنوسية وكأنها تطور شامل للمسيحية على أسس فلسفية عقلية.
ولكن لم تبق الغنوسية مدرسة واحدة، بل انقسمت إلى ثلاث مدارس اتسمت كل مدرسة باتجاه فكري فلسفي روحي معين، وكان لكل مدرسة أئمة وتلاميذ ! … ومن هنا اتسعت دائرة المبادىء والنظريات وانتشرت وتكاثرت بصورة خطيرة لأنها كانت تعنى بالمشاكل المسيحية اللاهوتية التي لم يكن يطرقها أحد من قبل، فبدأت الغنوسية تشكل خطراً داهماً على الكنيسة و بدأت تبتلع أعاظم المعلمين والعباقرة، و يكفي أن نعرف أن القديس أغسطينوس ظل يتبع إحدى شيعها المتفرعة منها وهي المانية Manichians عدة سنوات.
وقد استوعب القديس إيرينيئوس بحث هذه الهرطقة في خمسة كتب خصصت معظمها لهدم نظرياتهم، كما خصص لهم القديس هيپوليتس تسعة كتب يوجد منها الآن سبعة.
وكانت هذه الهرطقة تتركز في ثلاث مدارس حسب التقسيم الجغرافي : المدرسة الأولى : الغنوسية الإسكندرية وكانت صبغتها أفلاطونية وأئمتها هم: باسيليدس، فالنتينوس، أوفيتس .
المدرسة الثانية : مدرسة سو يا وكانت متشبعة بوثنية (زورستر) و بالأخص المبدأ الثنائي، وأئمتها : ساتورنینوس ، باردیسان ، تاتیان.
المدرسة الثالثة : مدرسة آسيا الصغرى وإمامها : مارقيون، وهو من أخطرهم .
ولكن حسب التقسيم اللاهوتى (الكاذب)، فتنقسم أيضاً إلى ثلاث مدارس :
الأولى :
وهذه تـمـيـل إلى الوثنية. وهـم الـسـيـمـونـيـون ( أتباع سيمون الساحر). والـنـيـقـولاويـون ( أتباع نيقولاوس المذكور في سـفـر الـرؤيـا). والأفـيـتـيون والكاربوكراتيون والبروديسيانيون والأنتيتاكتيون والمانيون .
الثانية :
وتـمـيـل إلى اليهودية : وهم الكيرنثيون ( أتباع كير ينثوس ، المعاصر للقديس يوحنا الرسول ) و باسيليدس وفالنتين والكليمانتيون المزيفون (الذين يدعون أنهم أتباع كلمندس أسقف روما وتلميذ القديس بطرس ورفيق القديس بولس).
الثالثة :
وتميل إلى المسيحية وهم ساتورنينوس ، تاتیان، انکراتیس .
ولكن المدارس الثلاث، بالرغم من ذلك، يغلب عليها العنصر الوثني الشيطاني لإستخدامهم قوته فعلاً بالسحر.
وكذلك يمكن تقسيم الغنوسية أيضاً إلى ثلاث مدارس بالنسبة للمنهج الفكري الأخلاقي :
الأولى :
تـأمـلـيـة ثـيـئـوصـوفيـة (مزج اللاهوت بالخبرة الباطنة) وزعماؤها باسيليدس وفالنتين .
الثانية :
نسكية تشاؤمية متحفظة نوعاً: مارقيون، ساتورنینوس ، تاتیان.
الثالثة :
إباحية منحلة متسفلة: السيمونيون النيقولاويون، الأومنيثيون، الكربوكراتيون، والأنتيثاكتيون، والماركوسيون .
ولأن الغنوسية تعتمد على العقل والتأمل ، لذلك فانتشارها في وسط المسيحيين كان بين المثقفين والقادة. وهكذا بدأ الخطر يهدد الكنيسة من جهة رؤسائها . لذلك نجد أن كتاب قوانين الرسل ( القانون رقم 50 و 51 ) يوجه اهتمامه نحو الأساقفة والكهنة والشمامسة، ثم أخيراً العلمانيين لخطورة إتباع تعاليم الغنوسية :
[أيما أسقف أو قسيس أو شماس أو أي إكليريكي يمتنع عن الزواج أو أكل اللحم أو الخمر ليس بسبب إنكار الذات وإنما بحجة الإزدراء بها متجاهلاً أن الله خلق كل شيء حسناً وأنه خلق الإنسان ذكراً وأنثى، فهو إنما يجدف على الخليقة، فإما يُقلع عن خطئه وإما يسقط من رتبته ويُقطع من الكنيسة. والعلماني يجرى عليه الأمر كذلك.]
ولم تكن الخطورة في الأكل والشرب، ولكن ما يكمن وراءها من تعاليم إيمانية غاية في الضلال. وخطورتها لا تبدو ظاهرة في منطوقها وألفاظها ولا في معانيها لأنها تسلك منهجاً منتظماً يوافق التفكير الطبيعي و يتمشى مع المنطق ؛ ولكن الخطورة تكمن في الغاية النهائية التي لا تفصح عنها التعاليم قط بل لا يكتشفها أي إنسان إلا بالإلهام الروحي القادر أن يفضح أعمال الشيطان. فهي تنكر الإيمان بلاهوت المسيح إنما بدون تصريح، وتنكر ميلاده الفائق ، وتنكر تجسده إنكاراً باتاً. وقد اعتمدت في تقريرها ذلك على النسخة اليهودية التي ترجمها ثيئودوتيون الأفسسي اليهودي «الدخيل» سنة 181 م ونسخة أكويلا البنطي اليهودي الدخيل أيضاً سنة 129 م اللتين فيها ترجمة نبوة إشعياء بخصوص حبل العذراء» أنه «هوذا أمرأة تحبل وتلد». وقد أخذت عنهما كل الهرطقات اليهودية والغنوسية على أن المسيح هو أبن يوسف من زرع بشر. فحرموا أنفسهم من روح النبوة في العهد القديم ومن نعمة المسيح في العهد الجديد.
وهي لا تؤمن بالتالي بالآلام ولا بالقيامة بل تحسبها مجرد شبه أو خيال خادع ، كل ذلك تعظيماً للروح وتحقيراً للمادة.
وهي لا تؤمن بالخلاص بالفداء الذي أكمله على الصليب، كما يُفهم من سياق رسالة القديس الشهيد پولیکارپ أسقف سميرنا : [ وكل من لا يعترف أن يسوع المسيح قد جاء في الجسد فهو الضد للمسيح . وكل من لا يعترف بشهادة الصليب فهو من الشيطان، وكل من يفسد نبوات المسيح من أجل شهواته و يقول إنه ليس قيامة ولا ديـنـونـة فـهـو ابن الشيطان البكر ، لذلك فلنتحاش ضلالة الكثيرين وتعاليمهم المغشوشة ولنعد إلى الكلمة (قانون الإيمان) التي تُسلّمت لنا منذ البدء. القديس بولیکارب ، رسالة فصل 7.
ولكنها بطرق ملتوية، تؤمن بالفداء والخلاص إنما في نظريات علمية محبوكة متسلسلة، لو قبلك أولاها تورطت في نهايتها . ونظرياتها لها صورة الحق إذ أنها تستخدم المسيح لتجعله مكملاً لها وليس أساساً فيها. وكل حلولها للمعضلات اللاهوتية تقوم على الثنائية فهي تؤمن بوجود إلهين: واحد علوي والآخر سفلي، وعالمين : واحد روحاني صالح والآخر مادي (هيولي» شرير يكمن فيه الشر، وهما في صراع دائم وإلى الأبد. وتؤمن بوجود وسيطين واحد بين العالم العلوي والعالم السفلي وواحد بين العالم السفلي والعالم العلوي. وتؤمن أن يسوع المسيح أقنومين : واحد روحاني علوي وواحد مادي سفلي إتصلا معاً أثناء العماد وافترقا قبل الآلام (فالنتين).
وكان أهم مقاصد الغنوسية غزو المسيحية كلها لرفعها إلى ديانة التأملات الثيئوصوفية الخالصة والإنهاء على كافة الممارسات الجسدية والمادية، وقد انتمى لها كثير من المسيحيين وظلوا مندسين داخل الكنيسة فأدخلوا كثيراً من اصطلاحاتها وعاداتها المفسدة.
والـغـنـوسـيـة تبلورت أخيراً في القرن الثالث على يد ماني الفيلسوف الفارسي في أخطر أشكالها وهي «المانية»، إذ وصلت فيها إلى غاية الحبك والنظام والنهج التسلسلي والتي دخلت في صراع سافر ضد المسيحية، فكان لها أساقفة وكهنة وكنائس وأبـروشـيـات برمتها، مدعية أنها دين سماوي وأنها ذات تراث وتقليد و وحي وإعلانات ومعجزات ورؤى ورئاسات كنسية، وأنها مسيحية ناهضة. وقد ملأت أرجاء بلاد تركستان وما بين النهرين وشمال أفريقيا وصقلية وإيطاليا وأسبانيا ، وتوطنت في شمال أفريقيا ، وظلت حتى القرن السادس.
أما سبب الإقبال عليها، فلتزييفها المبادىء المسيحية، حتى أصبحت ذات صبغة مسيحية تبدو كاملة. هذا بالإضافة إلى أسلوبها الفلسفي السري في كشف وتوضيح المعضلات المسيحية، وأهمها معضلة الخير والشر ومظاهر القداسة النسكية في مبادئها وممارساتها وعبادتها المنتظمة وطقوسها . وقد ظل القديس أغسطينوس مسحوراً بعمقها وجمالها تسع سنوات قبل أن يتعمد و ينضم للكنيسة.
ولكن كل هذه الأزمنة التي قضاها هذا الفيلسوف والمتصوف القديس في هذا التيه لم تذهب سدى ، فقد كانت بمثابة بعثة داخلية لدراسة كل عوارها وضعف أسرارها المزيفة. ولقد اختار الله القديس أغسطينوس للتجسس على المانية تماماً كما اختار القديس بولس للتجسس على الفريسية. ومن هذه الدراسة انطلق الفيلسوف القديس يكتب ويؤلف و يشرح ويفسر و يوضح الإيمان الأرثوذكسي في كافة النواحي التي أصيب هو شخصياً فيها ، فأخصب إيمان الكنيسة بتفاسير عقائدية قطع بها خط الرجعة على الغنوسية عموماً وعلى المانية خصوصاً كما فتح بها مجالات للعبادة والتأمل لا تزال الكنيسة كلها تتمتع بها .
لقد دخلت الكنيسة منذ القرن الثاني في حرب فكرية لاهوتية شديدة وقاسية ضد الغـنـوسـيـة أولاً ثم المانية أخيراً، ولكنها خرجت منتصرة بقيادة الروح القدس الذي هو، حسب وعد الرب «يرشدكم إلى جميع الحق» (يو 16: 13) !!
لقد امتد عمق الكنيسة في الفهم والمحاجاة والدفاع والإقناع والهجوم لإظهار صحة الإيمان والحق على المستوى الفكري والعقلي لقطع الطريق على الهراطقة. ولكنها كانت هي أيضاً في حاجة إلى هذا الإمتداد فقد جاء دور حرب الهراطقة في زمنه المحدد والمعين من الله لخير الكنيسة .
ولكن ليس معنى هذا أن الحق الذي في الكنيسة والذي استلمته في تقليدها الرسولي كان ضعيفاً أو ناقصاً أو غير كاف للإيمان والخلاص والعبور للحياة الأبدية بواسطة دم المسيح المسفوك على الصليب، ولكن كان العالم الجاحد في حاجة إلى مزيد من التفسير ومزيد من التوضيح بسبب ضلالة الشيطان الذي ظل دائماً يقاوم سبل الله المستقيمة !!
لقد دخل التقليد الرسولي الذي كان عاملاً بالإيمان فقط إلى طور جديد من أطواره لكي يكون عاملاً بالفكر أيضاً وهو الذي نسميه الآن بـ « اللاهوت النظري » .
فبعد أن كان يكفي فقط أن نفهم قانون الإيمان لكي نمارسه ونعترف به في المعمودية، أصبح يلزم بعد أن دخلت الكنيسة في الصراع الفلسفي العلمي العقلي مع الغنوسية والمانية أن نفحصه ونناقشه ونبرهن عليه ، لا لكي نقاوم الهراطقة فقط ونتقيهم بل لكي يصير إيماننا أيضاً مخصباً بالبرهان الفكري لإشباع العقل الإيجابي ، لأن العقل الخاضع للإيمان يصير جزءاً من القلب !!
لقد دخل التقليد في صياغات جديدة مهمة وخطيرة يشرح بها ليس الإيمان فقط بل اتجاهاته العقائدية. فقد لزم أن يحدد مفهوماً واضحاً للفداء والخلاص وتعليماً محدداً قاطعاً عن علاقة الآب بالإبن ، وعلاقة الروح القدس بالآب والابن، ووحدانية الله في جوهره الإلهي ، وعن خلقة العالم، وعلاقة الله بالمادة، وعلاقة الخيربالشر، وعن الخطيئة الأصلية… إلخ . كل ذلك على أصول التقليد الأولى وبمقتضى ما جاء بالوحي المقدس في الأسفار المكتوبة . لقد امتد التقليد التفسيري بذلك وأصبح عليه عبء هائل من الإيضاحات في كافة نواحي اللاهوت التي عبث بها الغنوسيون والمانيون .
دور مدرسة الإسكندرية في إخصاب التقليد التفسيري:
لقد تقسمت هذه المهمة العظمى مهمة تفسير دقائق الإيمان العقائدي بين الشرق والغرب. فوقع نصيب الشرق على مدرسة الإسكندرية؛ ووقع نصيب الغرب على شمال أفريقيا قرطاجنة. ومثل مدرسة الإسكندرية كل من أوريجانس وكليمندس، وانتحوا في تفسيراتهم ناحية المثالية النظرية ليواجهوا الـغـنـوسـيـة في واقعها وطبيعتها، فعالجوا المبادىء الموضوعية التي تختص بالثالوث والمسيح والتجسد، جاهدين أن يقتلعوا التعاليم الغنوسية المزيفة من جذورها و يزرعوا في حقل الكنيسة البكر المعرفة الحقة الصادقة بروح الفلسفة الأرثوذكسية التي تستقر على إيمان مسيحي واقعي عملي صادق.
ولكن كان من العسير أن يفلت هؤلاء العمالقة الروحيون من التعثر في كثير من الإتجاهات الأفلاطونية فأخذوا بها، وهذا خطأ وأمرنا الله.
وقد اضطلع بهذه المسئولية عينها في الغرب ترتوليان وكبريان، وكان لاهوتهم أكثر مثالية وعملية. وقد اختصوا في المبادىء اللاهوتية التي تعالج الطبيعة البشرية والخلاص، وكانوا أكثر عنفاً وبأساً على الغنوسية وفلسفتها، لأنهم انتحوا الناحية الأخلاقية بشدة.
وأظن أن السبب في هذا التباين بين الغرب (شمال أفريقيا) وبين الشرق (الإسكندرية) كان مرجعه أن الذين اضطلعوا بالمهمة كانوا في صناعتهم فلاسفة في الإسكندرية، بينما كانوا محامين في قرطاجنة.
ولكن قام في فرنسا مناضل بارع شرقي في منبته ولغته، غربي في خدمته ومسئوليته، وهو القديس إيرينيئوس أسقف ليون ـ في زمن سابق على الإسكندرية وقرطاجنة .
وقد كان في دفاعه وهجومه وفي تفسيره وشرحه متوسطاً بين المدرستين، وقد مثل الأرثوذكسية الكنسية بتقليدها الرسولي تمثيلاً بارعاً وكاملاً، وحسب أعظم مَنْ خدم الكنيسة في الميدان التقليدي وحفظ الروح الرسولية في كل زمان ما قبل نيقية !!
وقد كان شديد الوطأة على الغنوسية، واضحاً حاداً ، لم يلجأ قط للمنهج التصوري، أما كتاباته التي كتبها ضد الهراطقة ما بين عامي 177 و192 م فهي تُحسب قمة الأعمال الجدلية التي أنتجتها الكنيسة في القرن الثاني، وهي كلها تقطر بدسم الإنجيل ودسم التقليد، وكل من يقرأها يظن أنه يقرأ شيئاً كُتب في القرن العشرين !!
وقـد فـنـد في هذه الكتابات كل المبادىء اللاهوتية المزيفة التي وضعها الغنوسيون، بل فند مدارسهم واحدة فواحدة ؛ وفضح قصورهم اللاهوتى بل وقصورهم الفلسفي في رصانة إنجيلية رائعة.
فقد أوضح الإيمان الأرثوذكسي بوحدانية الله، وخلقة العالم، وتجسد الكلمة تجسداً حقيقياً ولاهوته الحق، ووحدة الأسفار في العهدين القديم والجديد وفي قيامةالأجساد، وحياة الدهر الآتى . لقد كان القديس إير ينيئوس عند الغنوسيين شيئاً لا يُطاق .
وقـد خـلـفـه في هذا الميدان تلميذه هيبوليتس، وقد تتبع الهراطقة حتى الأصول الوثنية التي استمدوا منها سرقاتهم اللاهوتية .
وهكذا تثبت قانون الإيمان بألفاظه الأولى وتعابيره الرسولية هو كما هو، مضافاً إليه تفاسير مضيئة تفتح المجالات للتعمق في حكمة الله إلى ما يشاء الله .
فبعد أن كان يقرأ الإنسان: «بالحقيقة نؤمن بإله واحد الله الآب ضابط الكل خالق ما يُرى وما لا يُرى» و يؤمن دون أن يسأل، أصبح يمكنه الآن أن يؤمن و يسأل ، كيف أن الإله واحد وهو نفسه آب وابن وروح قدس، وكيف خلق الله العالم ؟ وما صلته بهذا العالم ؟ وهل الله علاقة وثيقة بنا وكيف؟ وحينئذ يجد عند مدرستي الإسكندرية وقرطاجنة، والقديس إير ينيئوس والعلامة هيپوليتس وغيرهما ممن جاد الله بهم على كنيسته تفسيراً واضحاً مشبعاً للروح والعقل.
بهذا الجهد الذي بذلته الكنيسة بعد معاناتها من الغنوستيين والمانيين، انطلقت بتقليدها الرسولي عبر الأجيال المتتابعة تطفر فوق قمم جبال النور، تسلمه من يد ليد هو كما هو بغير عثرة ولا عيب ولا غضن ولا شيء من مثل هذا.
ولكنها توقفت في الطريق مراراً لتزيد من نور شعلتها كلما واجهتها عواصف الظلمة أكثر.
كتب القمص متى المسكين | التقليد التفسيري يجمع شمل الكنيسة | ||
كتاب التقليد وأهميته في الإيمان المسيحي | |||
المكتبة المسيحية |