المسيح يُعلن أنه أعظم من الهيكل
فهو يبقى إلى الأبد والهيكل يُهدم إلى التراب
حينما تجرأ الفريسيون وآخذوا المسيح: كيف يفعل تلاميذه ما لا يحل فعله في السبت؟ رآها المسيح تمس شخصه، فرد عليهم مؤنّباً: كيف أن داود دخل خيمة الاجتماع (وهي بمثابة الهيكل) وأكل خبز الوجوه هو ورجاله الذي لا يحل أكله إلا للكهنة؟ أو كيف أن الكهنة يوم السبت يكسرون قوانين السبت لأداء خدمتهم داخل الهيكل. ثم وازن بين هذين المثلين ومثل تلاميذه وهـــم يأكلون الحنطة من سنابلها يوم السبت في وجوده، وعلّق على ذلك بقوله: «ولكن أقول لكم: إن ههنا أعظم من الهيكل» (مت 12: 1-6). هذا هو المسيح يُعلن عن ارتفاع قامته القدسية عن هيكل العبادة والتقديس ! فماذا يعني ومَنْ يكون؟
أما الهيكل فهو أقدس مكان في إسرائيل بل وفي العالم كله في نظر اليهودي على الأقل، وفيه فقط تحب العبادة وينبغي التقديس. وبحسب التوراة يكون مكان حضرة الله في ركن قدس أقداسه الداخلية حيث لا يدخله إلا رئيس الكهنة، ومرة واحدة في السنة، وليس بدون دم المحرقة في يديه ينضحه أمامه ليكفر عن خطايا الشعب. كل هذا ويظل الهيكل بكل مقدَّساته دون قامة المسيح القدسية مما يُعلن في الحال أن المسيح هو مجد الله و به تصح العبادة لله بالقدر الذي تكون عبادة الهيكل من دونها، ويكون المسيح أعظم من الهيكل. فإن أشرق المسيح فليغرب الهيكل، وإن صلبوه فليهدم!
والتلاميذ من حول المسيح كهنة من داخل هيكل يكسرون السبت لأنهم في حضرة رب السبت. والمسيح معلماً تلاميذه هو يهوه فوق جبل موسى يعطي الإنجيل بأعلى وأعمق مما تكون التوراة والناموس. وحديث التلاميذ إليه هو عبادة وصلاة والله في السماء يسمع ويُجيب.
وأكل سنابل الحنطة أمامه هو بعينه أكل الكهنة لخبز الوجوه أمام وجهه!!
فلماذا تزعجون تلاميذي وتتحدثون عن السبت وأنتم تجهلون رب السبت؟
ثم أليس هذا الكلام بعينه هو ما فهمه ق. استفانوس الشهيد وردَّده جهاراً ووجهه يُشرق نوراً: « لأننا سمعناه يقول: إن يسوع الناصري هذا سينقض هذا الموضع (الهيكل) ويغير العوائد التي سلمنا إياها موسى» (أع 14:6). هذا قاله ق. استفانوس عن رؤية وسمع سماوي، وهذا عينه ما شـهـد بـه التاريخ باليوم والساعة، وأليس هذا عينه هو ما نعيشه نحن اليوم بعد أن تم وتغير كل شيء؟