تفسير المزمور 14 للقمص متى المسكين
دراسة:
هذا المزمور شبه مكرر في مزمور (٥٣) في مجموعة مزامير الإلوهست أي المختصة بذكر اسم الله إلوهيم بدل يهوه (مز ٤٢-٨٣).
إن الفساد تعمق وصار عاماً بالنسبة للإنسان وقد تعقبه صاحب المزمور إلى منبعه فوجده في الإخفاق في البحث عن الله (۱-۳). هذا الفساد يتوضح بواسطة المعاملة القاسية التي يعامل بها “شعب الله والذي تعرض لها (٤) ، ولكن الله يثبت ويبرهن على ذاته كمدافع عنهم (٦,٥). ويختم المزمور بصلاة أنه سيفرح إسرائيل بخلاص كامل (۷).
وقد اتجه الرأي عامة إلى أن صاحب هذا المزمور يصف الحرمان الذي يعانيه جيله وشعبه، ولكن على الأقل نجد أن الآيات (۱-۳) تتجه نحو البشرية على العموم أبناء البشر» (العدد (٢). وكلماته تشابه الأمثلة الكبرى للفساد في العالم الأول في أيام ما قبل الطوفان في بابل، وفي سدوم.
والمقصود من (٤-٦) أقل وضوحاً، وهو يعتمد على المعنى الذي ينطبق على شعبي‘ في العدد (٤):
( أ ) شعبي ربما تعني الأمناء القلائل في إسرائيل، الفقراء الأتقياء الذين كانوا يعانون من مضايقات بلا رحمة وفي هذه الحالة فإن عدد (٥ و ٦) يلزم أن يشير إلى المستقبل وبالنبوة يعبر عن القضاء الذي سيقع على هؤلاء الطغاة بلا رحمة.
(ب) فإن كان ”شعبي“ يعني الأمة الإسرائيلية فالأعداد (٦٤) إما تعود لضيقات في الحاضر بواسطة أعداء غرباء مع ما يلازمهم من قلائل، أو إلى مَثَل أصيل للمضايقين والخلاص في الماضي مثل ما عانى بنو إسرائيل في مصر.
فإذا صح تصورنا أن (۳۱) تعود إلى التاريخ البدائي للبشرية يكون الشرح الأخير أصح. وصاحب المزمور يمر طبيعياً على مضايقات إسرائيل في مصر كَمَثَل كبير للذين يقاومون يهوه، وآية (٥ و٦) يكون شرحهما كإشارة تاريخية إلى الهلاك الكبير للمصريين على البحر الأحمر. وتذكر نجاة الأمة يقود إلى الصلاة الختامية (۷).
وهذا المزمور يتكرر في الكتاب الثاني من سفر المزامير في المزمور (٥٣) مع بعض التغييرات. وكلمة إلوهيم في: (مز (٥٣) تغيرت إلى كلمة يهوه الرب في مز (١٤ بالاتفاق مع الاستخدام العام للمؤلف لهذا الكتاب. والآية (٥) في مز (٥٣) تختلف كثيراً عن مز (١٤ (٥ و ٦ وهذا الاختلاف يعود إما إلى تشويه للنسخة أو إلى تغير مقصود، والتشابه الغريب للحروف في صف النسخة الأصلية (٥:٥٣) لاسترجاع الصفات التي تحوَّرت جزئياً، ولكن يحتمل أن يكون المؤلّف للمجموعة قد غيّر النسخة عن قصد لكي يُدخل إشارة جديدة تاريخية ليلقي سنحاريب أرضاً.
وتركيب هذا المزمور يشابه مزمور .(۱۱) فهناك وقفتان متساويتان من ثلاث آيات مع آية ختامية.
شرح وتفسير المزمور على مستوى كل التوراة
الحرمان العام للبشرية وأسبابها (۱-۳):
۱ – «قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلهٌ». فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا.»:
«الجاهل»:
نوع من البشر وليس شخصاً معيناً. وكلمة نابال العبرية تعني الغبي وتعني سيء الأخلاق فهي ليست مجرد جهالة أو ضعف عقل فالغباء – الجهالة – عكس الحكمة وفي أعلى معناها ربما تصف نسيان الله أو وقاحة المقاومة لإرادة الله انظر: (تث ٣٢: ٦ و٢١)
+ «ألرب تكافئون بهذا يا شعباً غبياً غير حكيم … فأنا أُغيرُهُم بما ليس شعباً. بأُمة غبية أغيظهم».
وأيضاً: (مز ٧٤: ١٨ و ٢٢):
+ اذكر هذا أن العدو قد عيّر الرب وشعباً جاهلاً قد أهان اسمك …. قم يا الله. أقم دعواك. اذكر تعيير الجاهل إياك اليوم كله».
والجهالة قد تكون إهانة عظمى أخلاقية انظر (۲صم ۱۳: ۱۲و۱۳):
«فقالت له لا يا أخي لا تذلني لأنه لا يُفعل هكذا في إسرائيل. لا تعمل هذه القباحة. أما أنا فأين أذهب بعاري وأمَّا أنت فتكون كواحد من السفهاء في إسرائيل».
وأيضاً قد : تعني الأحمق، انظر: (١صم ٢٥:٢٥)
+ «لا يَضَعَنَّ سيدي قلبه على الرجل اللئيم هذا على نابال لأن كاسمه هكذا هو. نابال اسمه والحماقة عنده».
أما في وصف الأحمق والحماقة انظر: (إش ٣٢: ٦,٥)
+ «ولا يُدعى اللثيم بعد كريماً، ولا الماكر يُقال له نبيل. لأن اللئيم يتكلم باللؤم وقلبه يعمل إثما ليصنع نفاقاً ويتكلم على الرب بافتراء».
«قال … في قلبه»
هو تقرير حرّ داخل القلب على أساسه يعيش ويعمل، انظر: (مز ٦:١٠): + «قال في قلبه لا أتزعزع من دور إلى دور بلا سوء».
وأيضاً: (مز ١١:١٠):
+ «قال في قلبه إن الله قد نسي حجب وجهه لا يرى إلى الأبد».
«ليس إله»:
انظر: (مز ٤:١٠):
+ «الشرير حسب تشامخ أنفه يقول لا يطالب. كل أفكاره أنه لا إله».
وهذا أمر لا يُقبل إلا بصعوبة أن يكون نتيجة تفكراته الخاصة إنكار وجود الله بدون دوافع شريرة أخرى بسبب أخلاقه وتصرفاته، انظر: (مز ۱۱:۷۳):
+ وقالوا كيف يعلم الله وهل عند العلي معرفة».
وأيضاً: (إر ١٢:٥):
+ «جحدوا الرب وقالوا ليس هو ولا يأتي علينا شر ولا نرى سيفاً ولا جوعاً».
وأيضاً: (صف ۱۳:۱):
+ «فتكون ثروتهم غنيمة وبيوتهم خراباً ويبنون بيوتاً ولا يسكنونها».
هذه نتيجة قولهم. كما في صف (١٢:١):
+ ويكون في ذلك الوقت أني أفتش أورشليم بالسرج وأعاقب الرجال الجامدين على دُرْدِيهم القائلين في قلوبهم إن الرب لا يُحسن ولا يسيء».
«فسدوا»
والأصح أفسدوا أعمالهم وجعلوها لا تُطاق ولا يعملون شيئاً حسناً والإنسان عموماً هو عُرضة لكي يترك الاعتقاد بالله فهم يقلبون طبيعتهم ويلقون أنفسهم في أعمال يفزع منها الله، انظر: (مز ٦:٥):
+ تهلك المتكلمين بالكذب رجل الدماء والغش يكرهه الرب».
وكلمة فاسد تصف مناقص طبيعتهم التي كانت جيدة وصاروا ذوي أخلاق كريهة وسلوك مكروه لدى الله. وهكذا كانت الأحوال قبل الطوفان، (تك ٦: ۱۱ و ۱۲):
+ وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت الأرض ظلماً، ورأى الله الأرض فإذا هي قد فسدت. إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض».
«ليس مَنْ يعمل صلاحا»
انظر: (تك ٦: ٦,٥):
+ ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر على الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم … فحزن الرب».
وهي تعني العمومية وفي السبعينية زيدت ليس ولا واحد». ومزمور (١:٥٣) يصف عمل الرذيلة أي الرجس:
+ «قال الجاهل في قلبه ليس إله. فسدوا ورجسوا رجاسة. ليس من يعمل صلاحاً».
– «اَلرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ، لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟»:
وكأن الله يتابع نمو الفساد وأخيراً نظر، انظر: (مز ٣٣: ١٣و١٤):
+ «من السموات نظر الرب. رأى جميع بني البشر. من مكان سكناه تطلع إلى جميع سكان الأرض».
وحسب لغة التوراة: «الرب نزل ليتطلّع» أشرار بابل وسدوم، انظر: (تك ٥:١١):
+ فتزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما».
وأيضاً: (تك ۲۱:۱۸)
+ «أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراحها الآتي إلي وإلا فأعلم».
انتبه هنا للاصطلاح الذي كان سائداً: “أنزل وأنظر”. ولكن في موضع آخر مثل (تك ١٦:١٨): ثم قام الرجال من هناك وتطلعوا نحو سدوم. وكان إبراهيم ماشياً معهم (الثلاثة رجال يمثلون الله».
ثم أليست هذه هي صورة الفساد التامة للبشرية التي في ذاكرة صاحب المزمور؟ ثم قارن مع كلام المزمور (١٤: ٢و٣)
+ «الرب من السماء أشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله، الكل قد زاغوا معاً. فسدوا. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد!».
ولاحظ ما يقصده المزمور من العمل” يوضح القصد لهذا جاءت عبارة “فاهم طالب الله ! وهي موجودة في (مز ١٠:۹):
+ ويتكل عليك العارفون اسمك لأنك لم تترك طالبيك يا رب».
وهنا استخدام الله بدل يهوه هام جدا.
لهذا يظهر أن صاحب المزمور يقصد الإنسان عموماً وليس إسرائيل. والله جعل نفسه معروفاً من خلال صوت الضمير وفي أعمال الخليقة ولكن البشر لم يتبعوا النور الذي في الضمير ولم يقرأوا كتاب الطبيعة، انظر: (أع ١٧:١٤):
+ «مع أنه لم يترك نفسه بلا شاهد وهو يفعل خيراً يعطينا من السماء أمطاراً وأزمنة مثمرة ويملأ قلوبنا طعاماً وسروراً».
وأيضاً : (أع ۲۷:۱۷)
+ « لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمسونه فيجدوه مع أنه عن كل واحد منا ليس بعيداً».
وانظر: (رو ۱: ۱۹ و ۲۰)
+ «إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم. لأن أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى إنهم بلا عذر».
۳- «الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.»:
وهذه هي النتيجة التي وصل إليها الله. الكل خرج خارج حدود الطريق الحق، انظر: (خر ۸:۳۲):
+ «زاغوا سريعاً عن الطريق الذي أوصيتهم .به صنعوا لهم عجلا مسبوك وكا وسجدوا له. وذبحوا له وقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر».
وأيضاً: (أي ١٦:١٥):
+ «فبالحري مكروه وفاسد الانسان الشارب الإثم كالماء».
والقديس بولس عبر عن إحدى هذه المفاسد هكذا في: (رو ۳: ۱۰-۱۳):
+ «كما هو مكتوب أنه ليس بار ولا واحد حنجرتهم قبر مفتوح بألسنتهم قد مكروا، سم الأصلال تحت شفاههم».
كل هذا لتوضيح الفساد والفجور والانحراف والفسق الذي وصلت إليه البشرية، انظر: (مز ٩:٥):
+ «لأنه ليس في أفواههم صدق جوفهم هوة. حلقهم قبر مفتوح. ألسنتهم صقلوها».
وأيضاً: (مز ٣:١٤٠):
+ «سَنُّوا ألسنتهم كحيَّة، حُمَةُ الأفعوان تحت شفاههم».
وأيضاً : (مز ۷:۱۰):
+ «فمه مملوء لعنة وغشاً وظلماً. تحت لسانه مشقة وإثم».
وأيضاً: (إش ٥٩: ٧ و٨)
«أرجلهم إلى الشر تجري وتسرع إلى سفك الدم الذكي أفكارهم أفكار إثم. في طرقهم اغتصاب وسحق طريق السلام لم يعرفوه وليس في مسالكهم عدل. جعلوا لأنفسهم سبلا معوجة. كل مَنْ يسير فيها لا يعرف سلاماً».
وأيضاً: (مز ١:٣٦):
+ «نأمة معصية الشرير في داخل قلبي أن ليس خوف الله أمام عينيه».
فساد الناس صار مَثَلاً في شدة ضغطه على شعب يهوه وصورة العقاب الذي في محله (٤-٦):
٤– أَلَمْ يَعْلَمْ كُلُّ فَاعِلِي الإِثْمِ، الَّذِينَ يَأْكُلُونَ شَعْبِي كَمَا يَأْكُلُونَ الْخُبْزَ، وَالرَّبَّ لَمْ يَدْعُوا.:
هل وصل بهم الحد أن لا يعرفون الفارق بين الحق والباطل؟ انظر: (مز ٥:٨٢)
+ «لا يعلمون ولا يفهمون. في الظلمة يتمشون. تتزعزع كل أسس الأرض».
والمعنى: ألم يتعلموا بخبراتهم الطويلة في الشر أن هذا خطأ وباطل وبعدها يأتي عدد (٥) كرد على هذا الاستفهام.
«الذين يأكلون شعبي كما يأكلون الخبز»:
وكأن صاحب المزمور يقول إنهم يعيشون على إيذاء شعبي وطبعاً من الذين أكلوه وآذوه إلا القلائل من شعب يهوه الأتقياء الذين يستحقون اسم يهوه، انظر: (مي ٩:٢)
+ تطردون نساء شعبي من بيت تنعمهن. تأخذون عن أطفالهن زينتي إلى الأبد».
+ «والذين يأكلون لحم شعبي ويكشطون جلدهم عنهم ويهشمون عظامهم ويشققون كما في القدر وكاللحم في وسط المقلى».
وهذه هي لغة الأنبياء في التشبيه. وإذا كان المأكولون هم شعب إسرائيل فيكون الأكلون هم الغرباء المضطهدون. وإذا رجعنا إلى التاريخ القديم يكون المثل مثل مصر. والقارئ يلاحظ أن استخدام لكلمة شعبي“ يماثل سفر الخروج (٥: ١و٢):
+ «وبعد ذلك دخل موسى وهارون وقالا لفرعون: هكذا يقول الرب إله إسرائيل أطلق شعبي ليعيدوا لي في البرية. فقال فرعون من هو الرب حتى أسمع لقوله فأطلق إسرائيل. لا أعرف الرب المزمور وإسرائيل لا أطلقه».
وأيضاً: (مي ٣:٣):
«هُنَاكَ خَافُوا خَوْفاً، لأَنَّ اللَّهَ فِي الْجِيلِ الْبَارِّ»:
هذه الآية ترمي إلى المستقبل فالعقوبة والحكم أكيد، انظر: (مز ١٢:٣٦):
+ «هناك سقط فاعلو الإثم. دحروا فلم يستطيعوا القيام».
فهذا وعيد لن ينجو منه الأشرار.
«لأن الله في الجيل البار»:
ليحمي الأبرار. الله في الجيل البار أي وسط شعبه، انظر: (مز ١٥:١١٨):
+ صوت ترنم وخلاص في خيام الصديقين. يمين الرب صانعة ببأس».
٦ – «رَأْيَ الْمِسْكِينِ نَاقَضْتُمْ، لأَنَّ الرَّبِّ مَلْجَأَهُ»:
يقفون بالمرصاد ضد المساكين، يقاومون آراءهم ويخيبونها ويحبطون مشاريعهم. لأن الرب ملجأهم، حسداً وغيرة مرة.
والمساكين هنا قد هم المصابون من الأبرار، ومزمور (٥٣) يشرحها:
+ «ألم يعلم فاعلو الإثم الذين يأكلون شعبي كما يأكلون الخبز والله لم يدعوا. هناك خافوا خوفاً و لم يكن خوف لأن الله قد بدد عظام محاصرك . أخزيتهم لأن الله رفضهم».
وهنا يبدو الكلام على أنه حدث في الماضي في تاريخ سابق، ويصف القوة الإعجازية في إفناء الأعداء مثل سنحاريب بجيشه الضخم، وهكذا لا تُقاس قوة الأشرار والأعداء بقوة يهوه الانتقامية.
وبهذه القراءة يبدو الكلام عن الشعب والأمة وليس عن الأعداء من الخارج: (حز ٦: ٤-٧):
+ فتخرب مذابحكم وتتكسر شمساتكم. وأطرح قتلاكم قدام أصنامكم. وأضع . جثث بني إسرائيل قدام أصنامهم وأذري عظامكم حول مذابحكم في كل مساكنكم تقفر المدن وتخرب المرتفعات لكي تقفر وتخرب مذابحكم وتنكسر وتزول أصنامكم وتقطع شمساتكم وتمحى أعمالكم. وتسقط القتلى في وسطكم فتعلمون أني أنا الرب».
7- «لَيْتَ مِنْ صِهْيَوْنَ خَلاَصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَ رَدِّ الرَّبِّ سَبْيَ شَعْبِهِ، يَهْتِفُ يَعْقُوبُ، وَيَفْرَحُ إِسْرَائِيلُ»:
«عند ردي الرب سبي شعبه»:
من أول نظرة نستطيع أن نحدد زمن المزمور أنه في زمن السبي، انظر: (مز ١٢٦: ١-٣):
+ عندما رد الرب سبي صهيون صرنا مثل الحالمين حينئذ قالوا بين الأمم إن الرب قد عظم العمل مع هؤلاء. عظم الرب العمل معنا وصرنا فرحين» …
و بخصوص الاتجاه نحو صهيون (أورشليم) وانتظار الخلاص منها، انظر: (دا ١٠:٦):
+«فلما علم دانيال بإمضاء الكتابة ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة في عليته نحو أورشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك».
وأيضاً: (١مل ٨: ٤٤ و ٤٥):
+ «إذا خرج شعبك لمحاربة عدوه في الطريق الذي ترسلهم فيه وصلوا إلى الرب نحو المدينة التي اخترتها والبيت الذي بنيته لاسمك، فاسمع من السماء صلاتهم وتضرعهم واقض قضاءهم».
وهكذا دائماً يهوه يُرجع شعبه من أسره، انظر: (عا ١٤:٩):
+ «وارد سببي شعبي شعبي إسرائيل فيبنون مدناً خربة ويسكنون ويغرسون كروماً ويشربون خمرها ويصنعون جنات (حدائق) ويأكلون أثمارها.»
وأيضاً: (هو ١١:٦):
+ «وأنت أيضاً يا يهوذا قد أعد لك حصاد عندما أرد سبي شعبي» .
وهذه النبوات قيلت قبل سبي بابل أول سبي كان عاماً للشعب بمدة زمنية كبيرة.
«عند رد الرب سبي شعبه يهتف يعقوب. ويفرح إسرائيل»:
تحسب هذه الآية أنها أُضيفت أخيراً للاستخدام الليتورجي، وهي لا تلتحم مع بقية المزمور. وقد أضيفت لتكون آخر للمزمور. لأن المزمور لا يمكن أن ينتهي فجأة.
ويعقوب وإسرائيل يفرح ويتهلل هذا رجاء أو يعتبر كصلاة، انظر: (مز ١٣: ٦,٥):
+ «أما أنا فعلى رحمتك توكلت يبتهج قلبي بخلاصك. أغني للرب لأنه أحسن إلي».
تفسير مزمور 13 | مزمور 14 | تفسير سفر المزامير | تفسير العهد القديم | تفسير مزمور 15 |
القمص متى المسكين | ||||
تفاسير مزمور 14 | تفاسير سفر المزامير | تفاسير العهد القديم |