تفسير المزمور 5 للقمص متى المسكين
المزمور الخامس
لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ عَلَى Nehiloth «ذَوَاتِ النَّفْخِ». مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
دراسة :
صلاة أخرى للصباح يقولها واحد معرض للخطر من مکاید غير الأبرار وأعداء متكبرين . ويقول العنوان إنها لداود وربما يكون هو كاتبها عندما كان في عهد شاول ، أو ربما قبل قيام أبشالوم بثورته بقليل . وفيها الآية ( 7 ) تشير إلى وجود الهيكل وهذا يرجح أنها ليست لداود ، ولكن هذا ليس بالتأكيد أنها بهذا ليست لداود لأن كلمة بيت الرب لا تشكل صعوبة لأنها تستخدم لخيمة الرب والدليل على ذلك : ( خر 19:23) :
+ « أول أبكار أرضك تحضره إلى بيت الرب إلهك » .
وأيضا : ( خر 29:34 ) :
+ « أول أبكار أرضك تحضره إلى بيت الرب إلهك » .
وأيضاً : ( تث 18:23) :
+ « لا تدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرب إلهك عن نذر ما لأنهما كليهما رجس لدى الرب إلهك».
وربما تكون هي الخيمة التي ضربها داود ليضع فيها التابوت على جبل صهيون . انظر : ( 2 صم20:12)
+ « فقام داود على الأرض واغتسل وادهن وبدَّل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد » .
ولكن يظل السؤال : هل يمكن أن تلك الخيمة التي فيها التابوت تدعى هيكلاً؟؟ لأن الكلمة العبرية : heykal تفيد مبنى متسعاً إما هيكلاً أو قصراً . انظر : ( مز 45 : 8 و 15) :
+ « كل ثيابك مر وعود وسليخة من قصور العاج سرتك الأوتار .. يحضرن بفرح وابتهاج . يدخلن إلى قصر heykal الملك».
وربما لا تكون مبني خاصة ، وهي تستخدم لهيکل شیلوه . انظر : ( 1صم 9:1 ، 3:3) :
+ « فقامت حنة بعدما أكلوا في شيلوه وبعدما شربوا . وعالي الكاهن جالس على كرسي عند قائمة هيكل الرب … وقبل أن ينطفئ سراج الله وصموئيل مضطجع في هيكل الرب الذي فيه تابوت الله » .
فربما تكون لا تزال موجودة ويكني بها على خيمة التابوت أيام داود . لذلك يلزم أن نشير إلى المذكور في مزمور ( 27: 4 و 6 ) :
+ « واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي . لكي أنظر إلى جمال الرب ، وأتفرس في هيكله … والآن يرتفع رأسي على أعدائي حولي فأذبح في خيمته ذبائح الهتاف . أغني وأرنم للرب » .
إن ” بيت الرب” و”هيكله” و”خيمته” كلها تستخدم بدون تدقيق . وربما على الوجه الأكثر أن في هذا المزمور تأتي مثل ما في مزمور ( 4:11) :
+ « الرب في هيكل قدسه . الرب في السماء كرسيه » .
وأيضا : ( مز 6:18) :
+ « في ضيقي دعوت الرب وإلى إلهي صرخت فسمع من هيكله صوتي » .
وأيضا : ( مز 9:29) :
+ « صوت الرب يولد الأيل ، ويكشف الوعور . وفي هيكله الكل قائل مجد » .
أي أن يكون بيت الله السماء مكان سكن الله ، الذي منه يكون الهيكل الأرضي رمزاً .
والمزمور يُفتتح بصرخة مستعجلة من أجل الاستماع ( 1-3 ) ، فيهوه لا يحتمل الشرير ( 4-6) ، ولكن صاحب المزمور من خلال محبته الحانية سُمح له ليدخل الحضرة وهو يصلي لكي يُحفظ من السقوط في مصايد عدوه اللئيم ( 7-9 ) ، وإن اتهامهم وعقوبتهم تأتي ببرهان من بر الله و بر حكمته وعقوبته التي تفرح عبيده ( 10-12) .
شرح و تفسير المزمور على مستوى كل التوراة
1لِكَلِمَاتِي أَصْغِ يَا رَبُّ. تَأَمَّلْ صُرَاخِي. 2اسْتَمِعْ لِصَوْتِ دُعَائِي يَا مَلِكِي وَإِلهِي، لأَنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي. 3يَا رَبُّ، بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلاَتِي نَحْوَكَ وَأَنْتَظِرُ.
مقدمة توسل للاستماع جيداً.
« لكلماتي » :
جاءت في الترجمة “لتأملاتي” التي تستخدم فقط في ( مز 3:39) :
+ « حمي قلبي في جوفي . عند لهجي اشتعلت النار . تكلمت بلساني » .
هنا كلمة لهجي تفيد كلام غير مسموع أو صلاة من القلب أو بنغمة منخفضة لحزين كما وصفها جيروم murmur وجاءت في إشعياء « أهدر كحمامة » ( إش 14:38) :
+ « کسنونة مزقزقة هكذا أصيح . أهدر كحمامة . قد ضعفت عيناي . ناظرة إلى العلاء».
« تأمل صراخي » :
وجاءت في الترجمة ( my cry ) وهي تليق بالله للمعونة . انظر ( مز 24:22) :
+ « لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين ولم يحجب وجهه عنه . بل عند صراخه إليه استمع » . وأيضا : ( مز 2:28) :
+ « استمع صوت تضرعي إذ أستغيث بك . وأرفع يدي إلى محراب قدسك » .
« ملکي وإلهي » :
انظر : ( مز 3:84 ) :
+ « العصفور أيضاً وجد بيتاً، والسنونة عشاً لنفسها حيث تضع أفراخها. مذابحك يا رب الجنود ملکي وإلهي».
اللغة ممتازة إذا كان المؤلف هو داود ، لأنه يتوسل إلى من يمثله شخصياً.
« یا رب بالغداة تسمع صوتي . بالغداة أوجَّه صلاتي نحوك وأنتظر » :
وقد جاءت في السبعينية هكذا : « یا رب في الصباح تسمع صوتي . في الصباح أقف أمامك فتراني » .
فكلمة الصباح جاءت مكررة بتأكيد ، بمعنى أنه كان أول تفكيري في الصباح هو الصلاة . انظر : ( مز 17:55 ) :
+ « مساءً وصباحاً وظهراً أشكو وأنوح فيسمع صوتي » .
والمزمور لداود أيضاً. وأيضاً: انظر : ( مز88: 13) :
+ « أما أنا فإليك يا رب صرخت ، وفي الغدة صلاتي تتقدَّمك » .
وأيضا : ( مز 16:59 ) :
+ « أما أنا فأُغني بقوتك . وأرنم بالغداة برحمتك».
وأيضاً: ( مز 92: 2) :
+ « أن يُخبر برحمتك في الغداة ، وأمانتك كل ليلة » .
و أيضا : ( مز 8:57) :
+ « استيقظ يا مجدي . استيقظي يا رباب ويا عود ؟ أنا أستيقظ سحراً » .
4 – « لأنك أنت لست إلهاً يُسر بالشر ، لا يُساكنك الشرير»:
هنا أساس اعتماد صاحب المزمور على الاستجابة هو قداسة الله وأنه لا يحتمل أي شر.
« إلها » :
” إيل” وليست” ألوهيم” ، فإذا كان المعنى الأساسي لكلمة “إيل ” هو القوة ، فاستخدامها هنا له قيمة لأن القوة بدون صلاح لا تكون الله .
« لا يساکنك الشرير » :
القديس جيروم يصححها : ” إن الرجل الشرير لا ينزل عليك ضيفاً
انظر ( مز 1:15) :
+ « یا رب من ينزل في مسكنك، من يسكن في جبل قدسك».
وأيضا : ( مز 4:61 ) :
+ « لأسكنن في مسكنك إلى الدهور . أحتمي بستر جناحيك ».
فيلقي حماية لأن القداسة الإلهية للخطاة نار حارقة لا يحتملها الخطاة . انظر : ( إش 14:33) :
+ « ارتعب في صهيون الخطاة. أخذت الرعدة المنافقين. من منا يسكن في نار آكلة. من منا يسكن في وقائد أبدية »
5 – « لا يقف المفتخرون قدام عينيك . أبغضت كل فاعلي الإثم .
6- تهلك المتكلمين بالكذب . رجل الدماء والغش يكرهه الرب » :
درجات من صانعي الشر :
« لا يقف المفتخرون قدام عينيك . أبغضت كل فاعلي الإثم » :
وقد جاءت في ترجمة أخرى الأحمق وهي تفيد المفتخر أو المبتهج . انظر : ( مز 4:75) :
+ « قلت للمفتخرين لا تفتخروا وللأشرار لا ترفعوا قرناً» .
« تُهلك المتكلمين بالكذب . رجل الدماء والغش يكرهه الرب»:
والكاذب وسافك الدماء والماكر لا يقربون إلى الله ويدينهم ويكرههم . انظر : ( مز 3:58) :
+ « زاغ الأشرار من الرحم . ضلوا من البطن . متكلمين كذباً» .
وأيضا مزمور ( 14:7) :
+ « هوذا يمخض بالإثم . حمل تعباً وولد كذباً » .
۷- « أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك . أسجد في هيكل قدسك بخوفك .
۸- یا رب ، اهدني إلى برك بسبب أعدائي . سهل قدامي طريقك .
۹- لأنه ليس في أفواههم صدق . جوفهم هوة . حلقهم قبر مفتوح . ألسنتهم صقلوها » :
في مقارنة بين المطرودين من أمام الله يتقدم صاحب المزمور بحرية للدخول وهو يصلي من أجل هداية في القيادة الإنسان محاط بأعداء أشرار .
«أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك»:
لأن الأشرار محرومون من حضرة يهوه بسبب رداءة أعمالهم ، أما الرجال الصالحون فيصرح لهم بنعمة يهوه .
« كثرة رحمتك » :
انظر : ( مز 13:69 ) :
+ « أما أنا فلك صلاتي يا رب في وقت رضی یا الله ، بكثرة رحمتك ، استجب لي ، بحق خلاصك » .
وأيضا : ( مز 106 : 7 و 45 ) :
+ « آباؤنا في مصر لم يفهموا عجائبك . لم يذكروا كثرة مراحمك فتمردوا عند البحر ، عند بحر سوف … وذكر لهم عهده ، وندم حسب كثرة رحمته » .
« أسجد في هيكل قدسك بخوفك » :
أي بمخافة . انظر : ( مز 2: 11) :
+ « اعبدوا الرب بخوف ، واهتفوا بر عدة » .
وأيضا : ( عب 12: 28و 29) :
+ « لذلك ونحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن عندنا شکر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى . لأن إلهنا نار آكلة» .
«یا رب اهدني إلى برك بسبب أعدائي . سهل قدَّامي طريقك » :
الصلاة من أجل الهداية في الطريق الذي يرضي الله ، و وهو أصل وسبب موضوع المزمور ويمثل الفكر الرئيسي»
«اهدني إلى برك » :
لأن الله بار فهو يطلب الطريق الذي يقوده إلى البر وهو وعد العهد الذي يسعى إليه كل أبراره وقديسيه . انظر : ( مز 1:31) :
+ « عليك يا رب توكلت . لا تدعني أخزى مدى الدهر . بعدلك ( أو برك) نجني » .
و أيضا : ( مز 71: 2) :
+ « بعدلك ( برك ) نجني وانقذني . أمل إليَّ أذنك وخلصني».
وأيضا : ( مز 40:119) :
+ « هأنذا قد اشتهيت وصاياك . بعدلك ( ببرك ) أحيني » .
وأيضا : ( مز 143 : 1 و 11) :
+ « یا رب اسمع صلاتي ، وأصغ إلى تضرعاتي . بأمانتك استجب لي بعدلك ( ببرك ) … من أجل اسمك يا رب تحييني . بعدلك ( ببرك ) تُخرج من الضيق نفسي».
«بسبب أعدائي» :
وكأن أعداءه متربصون به کنمر وهو يطلب الحفظ . انظر : ( مز 11:27) :
+ «علمني يا رب طريقك . واهدني في سبيل مستقیم بسبب أعدائي».
وأيضا : ( مز 5:54 ) :
+ « يرجع الشر على أعدائي . بحقك أفنهم » .
وأيضا : ( مز 10:59) :
+ « إلهي رحمته تتقدمني . الله يريني بأعدائي».
وأيضا : ( مز 2:56 ) :
+ « تهممني أعدائي اليوم كله ، لأن كثيرين يقاوموني بكبرياء » .
« سهل قدامي طريقك » :
وهي حسب الترجمة الإنجليزية : « اجعل طريقي مستقيم » لأن الكلمة تفيد طريقاً ممهداً و مستقیماً لأن طريق الإنسان الذي الرب معين له فلا يواجه خطورة السقوط أو التيه « لا تدخلنا في تجربة».
« لأنه ليس في أفواههم صدق . جوفهم هوَّة حلقهم قبر مفتوح . ألسنتهم صقلوها»:
الحلق أو ( الحنجرة ) هي وسيلة الكلام . انظر : ( مز 7:115) :
+ « لها أيد ولا تلمس . لها أرجل ولا تمشي ، ولا تنطق بحناجرها».
وأيضا : ( مز 6:149 ) :
+ « تنويهات الله في أفواههم ( حناجرهم ) ، وسيف ذو حدين في يدهم».
هذا هو سبب طلبه الهداية والطريق المستقيم ، لأن أخلاق أعدائه فيها خيانة ، ولا يوجد عندهم استقامة فكر وضمير . وليس شيء يعتمد عليه في مسيرته ، ففي عمق قلبهم نية انكساره . فمهم مخيف مؤدي إلى الهلاك كقبر مفتوح . وكلامهم أنعم من الزيت .
10دِنْهُمْ يَا اَللهُ! لِيَسْقُطُوا مِنْ مُؤَامَرَاتِهِمْ. بِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ طَوِّحْ بِهِمْ، لأَنَّهُمْ تَمَرَّدُوا عَلَيْكَ.
11وَيَفْرَحُ جَمِيعُ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى الأَبَدِ يَهْتِفُونَ، وَتُظَلِّلُهُمْ. وَيَبْتَهِجُ بِكَ مُحِبُّو اسْمِكَ.
12لأَنَّكَ أَنْتَ تُبَارِكُ الصِّدِّيقَ يَا رَبُّ. كَأَنَّهُ بِتُرْسٍ تُحِيطُهُ بِالرِّضَا.
ينادي الله لكي ينتبه إلى مكرهم ورداءتهم ، ولم يعد يخاف بعد ، ولكنه ينطلق في الصلاة العاجلة حتى تحوق طلباته عليهم لأنهم مدانون بخيانة ضد الله نفسه ، حتى بهذا يفرح جميع المتكلين عليه بالنصرة والحفظ .
« دنهم يا الله » :
أتت الترجمة الإنجليزية : ” حطمهم يا الله أو امسكهم بجريمتهم وعاقبهم» لأنه بسقوطهم وخيبة أملهم يظهر شرهم ويُعرف .
« طوح بهم لأنهم تمردوا عليك » :
وجاءت في الترجمة الإنجليزية : « ليت دهاؤهم يقع على رؤوسهم » . فينتهي بهم إلى خراب ويسقطوا مشورتهم ويُطردوا لأنهم لا يستحقون أن يعيشوا على الأرض . انظر : ( مز 8:64 ) :
+ « ويوقعون ألسنتهم على أنفسهم . يُنغض الرأس كل من ينظر إليهم».
لأنهم ثاروا عليك . انظر : ( 2صم 31:15) :
+ « وأُخبر داود وقيل له إن أخيتوفل بين الفاتنين مع أبشالوم . فقال داود حَّمق يا رب مشورة أخيتوفل ».
لأن الثورة ضد الملك هي ثورة ضد الله لأنه يمثله.
« ويفرح جميع المتكلين عليك » :
ويهتفون دائماً بفرح عندما تحفظهم لأن ذلك يكشف عن صدق الله في مواعيده .
« محبو اسمك » :
أي محبو أقوالك وأعمالك ومواعيدك . انظر : ( 36:69) :
+ « ونسل عبيده يملكونها ، ومحبو اسمه يسكنون فيها » .
وأيضا : ( مز 132:119) :
+ « التفت إلي وارحمني كحق محبي اسمك » .
« لأنك أنت تبارك الصديق يارب . كأنه بترس تحيطه بالرضا » :
کدرع واق يحوَّط الصديق من كل جانب . انظر : ( مز 2:35) :
+ « أمسك مجناً وترساً وانهض إلى معونتي».
وأيضا : ( مز 4:91) :
+ « بخوافيه يظللك ( کنسر ) وتحت أجنحته تحتمي . ترس و مجن حقه» .
وأيضا : ( 1صم 7:17) :
+ « وقناة رمحه ( جلیات ) کنول النساجين وسنان رمحه ست مائة شاقل حديد وحامل الترس كان يمشي قدامه»
تفسير مزمور 4 | مزمور 5 | تفسير سفر المزامير | تفسير العهد القديم | تفسير مزمور 6 |
القمص متى المسكين | ||||
تفاسير مزمور 5 | تفاسير سفر المزامير | تفاسير العهد القديم |