تفسير رسالة بطرس الأولى 2 للقس مكسيموس صموئيل
مسئوليتنا كأولاد الله (1بط 2)
الجانب السلبي ( 1بط 2: 1)
1 – فلنطرح كل خبث :-
أي عدم الإخلاص ( 1 كو 8:5 ) وهي من صفات عدو الخير والوثنيين المعاندين لروح الله (رو 29:1 ) وهم يتعمدون الشر والاذى.
2- وكل فكر :-
أن نكون مثل أبينا السماوي البسيط فنعود إلى بساطة الطفولة في عبادتنا وكرازتنا وفي صفاتنا لا تعرف الخداع والطرق الملتوية
3- والرياء :-
وهي حمل ثياب الفريسية أي إظهار المجد لأجل الناس أو الفضائل لأجل الناس لكن أبناء الله مجدهم خفي كعروس متزينة لعريس واحد هو الله.
4- والحسد :-
وهو حمل اشتهاء الفشل لأخينا مثلما عمل الشيطان لإهلاك آدم واليهود ما عملوه مع ربنا يسوع فصلبوه .
5 – والمذمة :-
وهي أن يهين الإنسان أخيه ويحقر من شأنه وهي حسب الآباء الدرجة الثالثة من الغضب حيث الدرجة الأولى غضب داخلي والثانية يكون مصحوباً بكلمة بسيطة مثل رقا أما الثالثة مصحوب بكلمة جارحة مثل ” أحمق ” .
(2) الجانب الإيجابي (1بـط 2 : 2-12 ) :-
1 – الإرتباط بالأم :-
+ الأم هي الكنيسة حيث كل إنسان هو كطفل رضيع يرضع من ثدي الكنيسة اللذان يرمزوا للعهد القديم والعهد الجديد.
+ ومن صفات هذا اللبن أنه عقلي وكلمة عقلي في اليوناني مشتقة من الكلمة أن نكون أو نتغذى على الكلمة ربنا يسوع.
+ ويقول ق . إكليمندس السكندري أن اللبن هو المحبة التي تعطيها الكنيسة لأبنائها.
+ وأيضاً هو تسليم الآباء للعقيدة والروحيات والطقس الحي في العبادة وشفاعة القديسين.
2- الإرتباط بالرب الحجر المحيى :-
+ يتكلم معلمنا بطرس عن ربنا يسوع كحجر حي بالنسبة لنا والذي كان مرفوضاً من الناس ( اليهود وغير المؤمنين).
+ ربما حاضر في ذهن الرسول اعترافه عن ربنا يسوع أنه ابن الله وأن ربنا يسوع سيبني الكنيسة هي الإيمان به ولأن اسمه بطرس أي الصخرة الذي يرمز للصخرة التي كانت تفيض ماء في البرية مع شعب الله وفسرها معلمنا بولس بالرب يسوع.
+ لخص لنا ق . كبريانوس ما ذكر في الكتاب المقدس ومعانيه عن الحجر :-
+ فالحجر الذي هو ربنا يسوع هو حجر امتحان حجر زاوية كريماً ( إش ) .
+ وفي سفر زكريا ( 9:3 ) وضع حجر قدام هو شع الكاهن على حجر واحد له سبع أعين ويقول أن الرب ناقش نقشة ويزيل إثم تلك الأرض في يوم واحد وهذا يعني أن الحجر يحمل نقشاً هو إثم العالم ويزيله في يوم واحد يرمز للصليب وإن كان هذا يحتاج إلى استحقاقات الدم !!
+ في ( تث 8:7 ) عن نقش الله للحجر عليه كلمات الناموس.
+ وفي عهد يشوع بن نون ( 24 26، 27 ) عمل حجراً شاهد وحجر عهداً بين الله وشعبه على من يسمع كلام الشريعة وعلى من يجحده .
+ وفي سفر التكوين وضعه يعقوب على رأسه ورأى السلم الصاعد من الأرض إلى السماء وهو يرمز لربنا يسوع رأس الرجل.
+ وفي سفر الخروج هو الحجر الذي وضع عليه تابوت العهد في ( مل 1 ) عندما أرسله الفلسطينيون على ثور.
+ وهو الحجر الذي رماه داود بمقلاعه فإرتد في جبهة جليات فقتله لأن رأسه غير محمية أي لا تحمل فكر مقدس أو فكر المسيح.
+ وهو الحجر الذي أقامه صموئيل النبي عندما انتصر على الفلسطينيين وسماه حجر المعونة.
+ وهو الحجر الذي ضرب التمثال وصار يملأ كل الأرض في سفر دانيال .
مبنيين كحجارة بيتاً روحياً :-
+ أي نكون مثل الله حجارة روحية كبيت الله أي كنيسته سواء المجاهدة أو المنتصرة التي تشمل الشهداء والقديسين والسواح والمجاهدين.
+ في رؤيا هرماس للكنيسة المنتصرة رآها برجاً عالياً حجارته متراصة لا يستطيع أحد أن يميزها في البناء ” دليل الوحدة ” ( ك 1 : رؤيا 3).
+ ورأى أن الحجارة التي رفضت أن تكون في البناء أي خارج الكنيسة رفضت إذ هي أرادت المسيح دون وتعاليمها وخارج روحها.
+ كما رأى أيضاً صخرة قديمة لها باباً جديداً ( ك الراعي ك 3 : رؤيا 12) فتسأل فكان الرد أن الصخرة قديمة أن الابن مولود من الآب منذ الأزل أما الباب الجديد يعني التجسد من العذراء في ملء الزمان والحجارة التي تدخل من الباب تخلص وتستخدم في بناء البرج ( الكنيسة ) أما التي لا تدخل لا تخلص ولا تستخدم في بناء البرج.
كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح :-
كهنوتاً مقدساً :-
اقتبسها معلمنا بطرس من ( خر 1:19 ) حيث كان شعب الله له الكهنوت العام وهذا لا ينفي وجود الكهنوت الخاص في العهد القديم الذي هو سبط لاوي وهارون في العهد الجديد أيضاً مثل التلاميذ الـ 12 والذين أقامهم معلمنا بولس في رحلته الأولى قسوساً وتكلم معلمنا بولس في ( 1تي 3) عن شروط الأسقف والشماس في رسالته إلى تلميذه تيطس
الذبائح التي يقدمها المؤمنون !
1- ذبح الأنا:-
الذات والإرادة الخاصة مثلما أراد أبونا إبراهيم ذبح ابنه اسحق وعاد اسحق حياً ولكنه عاد ابن البركة والموعد هكذا نذبح كل أفكارنا وإرادتنا خارج ربنا يسوع .
2- ذبيحة الإتضاع أمام الله والناس :-
حيث يقبل الله الروح المنسحق ( مز 51: 16، 17 ) .
3- ذبيحة الأعمال الصالحة :-
وهي تشمل كل الأعمال الصالحة وأعمال البر والعطاء (عب 6:12 ، مز 5:4 ) .
4- ذبائح الآلام والأتعاب :-
وهي كل تعب يقدم من أجل الرب وكل بذل ( رو 8 26،25 ) .
5- ذبيحة الجسد :-
حيث يذبح مشيئة جسده في الراحة والشهوات بل يجعله يُقاد بالروح ( رو 1:12 ) .
6- ذبيحة الشكر :-
مثلما التي تقدمها الملائكة الله ومثلما التي تقدمها الكنيسة من خلال التسبيح بالإبصلمودية فعندما لا يكون الإنسان به شر يكون فيه شكر الله .
حجر الزاوية
- هو الحجر الذي يربط بين حائطين
- وهو يرمز لربنا يسوع الذي ربط المؤمنين من اليهود مع الأمم المؤمنين به في كنيسته .
- وهو يرمز لربنا يسوع الذي ربط بين العهد القديم والعهد الجديد .
- لكنه عثرة لمن لا يؤمن يكون لهم لسحقهم ولترضيضهم ( لو 20 18،17 ) .
- لكن الذي يطبع هذا الحجر يرث الحياة الأبدية .
- وهو الحجر الذي رفضه البناؤون فصار رأس الزاوية وهي قصة من تقليد اليهود عند بناء هيكل سليمان عثروا على حجر كبير لم يكن في نظرهم له فائدة في البناء لكنهم أثناء البناء أرادوا حجر زاوية كبير فتذكروا وأتوا به فصلح للبناء هكذا ربنا يسوع رفضه البناؤون أي اليهود لكنه صار رأس الزاوية لمؤمنين به سواء من أصل يهودي أو أممي.
- وتكلم معلمنا بطرس أن كل المؤمنين جنساً مختاراً وكهنوتاً ملوكي وليس اليهود فقط (خر 1:19 ) وقد تم شرح معنى الكهنوت العام والخاص .
الأحبـاء – الغرباء والنزلاء – الشهوات الجســدية – مقارنة بين الجسد والروح – سلوكنا في العالم .
الأحباء
دائماً هذه الكلمة التي استلمها الرسل من ربنا يسوع يدعو بها أبناءهم الروحيين لأن ربنا يسوع في حديثه الوداعي قال لهم لا أعود أسميكم عبيد بل أحباء !!
وقد قيلت له من الآب في صوت من السماء هذا هو ابني الحبيب في العماد والتجلي واستخدمها هنا معلمنا بطرس لكي يستميلهم .
غرباء ونـزلاء:-
بالإضافة لباعث أننا أبناء الله كلمهم الرسول يدعوهم بالبعد عن الشهوات الأرضية لأنهم غرباء ونزلاء أي ضيوف لهذا كان تدريب عند آباء البرية لطالبي الرهبنة أن يذهبوا إلى المقابر لعدة ساعات هكذا عندما سقط الناسك تادرس في محبة الشابة Haromina دربه ونصحه أن يذهب إلى المقابر ليتأمل الموت وسعادة الأبرار وتعاسة الأشرار.
الشهوات الجسدية التى تحارب النفس :-
الشهوات هي الرغبات الجسدية التي تخرج إلى حيز التنفيذ بالأعمال الشريرة فعندما نرفضها تفقد سيطرتها علينا ولكننا ننفذ شهوات الروح التي تصارعها شهوات الجسد .
مقارنة بين شهوة الجسد وشهوة النفس للأب Muthetes في القرن الثاني الميلادي : حيث شبه الجسد بالوثنيون والروح بالمسحيين في العالم .
الجسد :- ( الوثنيون ) | الروح ( المسيحيون ) |
منتشرون في كل أعضاء الجسد كما المسيحيون في كل العالم. | |
الروح تسكن الجسد لكنها ليست منه كما المسيحيون . (يو11:17) | |
النفس أو الروح الغير منظورة حافظة للجسد المنظور هكذا المسيحيون في العالم صلاحهم غير منظور. | |
الروح تحب الجسد الذي يبغضها والمسيحيون يحبون الذين يبغضوهم . الروح مسجونة في الجسد ومع هذا تحفظ الجسد ذاته | |
الجسد يبغض النفس (الروح ) ويحاربها مع أنها لا تؤذيه بل لأنها تمنعه من التمتع بالملذات ، هكذا يبغض العالم المسيحيين مع أنهم لا يضرونه إنما يمنعونه عن الملذات. | الروح تحب الجسد الذي يبغضها والمسيحيون يحبون الذين يبغضوهم . الروح مسجونة في الجسد ومع هذا تحفظ الجسد ذاته هكذا المسيحيون موجودن في العالم كما في سحبه ومع ذلك غير فاسدين فيه. |
النفس تسكن في جسد قابل للموت هكذا المسيحيون يقطنون كغرباء في مسكن زائل متطلعين إلى السماء الغير زائلة. | |
الروح عندما تزهد في الطعان والشراب تصير في حالة أفضل هكذا المسيحيون عندما يتعرضون للعقاب والإضطهاد يزدادون عدداً. |
أوصاهم الرسول أن تكون لهم شهادة حسنة بين الأمم لأن العالم الروماني كان ضد المسيحيين فإن فاض نهر التيبر في روما وأضر أسوارها نسبوا هذا إلى المسيحيين هكذا إن لم يفض نهر النيل في مصر نسبوه إليهم أيضاً وإن حدثت زلزلة نسبوها إليهم !!
يؤكد ق . كبريانوس أن الإعتراف الحسن أمام الأمم والسلوك بهدوء هو زينة المعترفين والشهداء وإن هذا هو مجد الإعتراف بربنا يسوع .
(3) سلوكنا في المجتمع كأبنــاء الله ( 1 بـــط 2: 13-25 ) :-
(1) الخضوع لنظام الدولة :-
+ قد أمرنا ربنا يسوع بالخضوع للدولة والحكام (مت 21:22 ) وأيضاً معلمنا بولس في (رو 13: 1-7 ) وفي ( تي 1:3 ) ، والعهد القديم ( دا 6 ) لكن الخضوع والطاعة في حدود لا يمكن طاعة في اشتراكنا معهم في عبادة الأوثان أو دين أخر !!! فالمسيحية تعلم الاتضاع والطاعة وليس العصيان عدا العبادة.
فالولاة معينيين من الله لمدح فاعلي الخير والإنتقام من فاعلي الشر.
أما الحرية الحقيقية فهي من الخطية كما تكلم ربنا يسوع في ( يو8).
وإكرام رجال الدولة لا يعني إهمال الفقير وإهمال اخوتنا بالمحبة هي الله مع إكرام ذات الكرامة باعتبارها كائنة من الله.
(2) الأمانة في الخدمة :-
يطالبنا معلمنا بولس بالأمانة في الخدمة اي خدمة العبيد للسادة.
واعتبار الأوامر من السادة كأنها من الله وقد كسب كثير من العبيد سادتهم من خلال سيرتهم الحسنة إلى الإيمان.
وقد أرسل البابا ثيوناس السكندري رسالة للوقيانوس كبير أمناء الإمبراطور يشكر فيها الله على وصول الإيمان إلى القصر كما يحذره من :
1- الكلام الردئ.
2- الرشوة.
3- الطمع
ويطالبه :-
- بالطاعة للإمبراطور وأوامره كأنها من الله.
- أن يطئ الزوائل تحت الأقدام.
- أن يلتحف بالفضائل ورجاء المسيح.
- أن يعطي وقتاً للتأمل وقراءة الكتاب المقدس.
طالبنا الرسول أن نحتمل من أجل الصلاح فإن كان العبيد يضربوا متى أخطأوا لكن إن ضربوا بسبب إيمانهم فأي كرامة تكون لهم.
جاءت امرأة شريفة من الإسكندرية وطلبت من البابا أثناسيوس الرسول خادمة فأعطاها امرأة فاضلة ثم عادت فطلبت غيرها فاعطاها امرأة قاسية حتى أنها تطاولت وضريت سيدتها فراحت السيدة الشريفة تشكر البابا لأن الثانية أفادتها عن الأولى.
(3) ربنا يسوع مثال لنا : في :-
- الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر فهكذا نكون نحن.
- إن شتم لم يكون يشتم وإن تألم لم يكن يهدد لأنه هو الديان العادل سمح بتألمه لكي يفدينا .
- حمل خطايانا على خشبة لنموت نحن عن الخطايا وبجلداته شفينا.
فحب ربنا يسوع وتألمه ليس هو قدرة على احتمال الآلام لكنه بذل.
وصارت جلداته وجراحاته هي شفاء الجراح خطايانا.
ومات معلقا على خشبة:-
- لأن موت الصليب هو لعنة فلكي يحمل اللعنة عنا ( غل 13:3)
- فتح ذراعيه لكي يخلص اليهود والأمم.
- مات بالصلب كأشنع طرق الموت لكي يفدينا.
- لا يمكن كان أن يفدينا ويموت بمرض وهو شافي الأمراض .
- الخشبة أصبحت هي سفينة النجاة .
- لكي نتعلم أن نغفر لمضايقينا كما فعل هو.
- لكي يهزم رئيس سلطان الهواء.
- لكي يتمم ويحقق النبوات.
تفسير 1بطرس 1 | 1 بطرس 2 | تفسير رسالة بطرس الأولى | تفسير العهد الجديد | تفسير 1بطرس 3 |
القس مكسيموس صموئيل | ||||
تفاسير 1 بطرس 2 | تفاسير رسالة بطرس الأولى | تفاسير العهد الجديد |