تفسير رسالة تيموثاوس الأولى أصحاح 1 للقمص أنطونيوس فكري
شرح تيموثاوس الأولى – الإصحاح الأول
آية 1‘ 2 :- بولس رسول يسوع المسيح بحسب أمر الله مخلصنا و ربنا يسوع المسيح رجائنا. إلى تيموثاوس الابن الصريح في الإيمان نعمة ورحمة وسلام من الله أبينا والمسيح يسوع ربنا.
رسول : الرسول هنا يضع تنظيمات كنسية ومبادىء روحية كمرسل من المسيح فمن يخالف فكأنه يخالف المسيح الذى أرسله. الله مخلصنا = الآب خلصنا بإبنه يسوع ولكن هنا نرى الوحدانيه فالخلاص منسوب للآب كما للأبن. يسوع رجائنا = هو رجائنا ان يكمل خلاصنا يوم الدينونة. ولاحظ هنا أن الرسول يكتب لمن هو متألم من المعلمين الكذبة، ويعانى من أمور وضغوط الخدمة، فيكتب له أنه وهو رسول الله يعانى من هؤلاء كما يعانون هم بأمر الله مخلصنا = فهو خلصنا ونحن مدينون له، وله أن يأمر، بل هو رجاؤنا، فان كنا نتألم فرجاؤنا فى المسيح عظيم. بو لس رسول= أي بولس كرسول لله يعلم تيموثاوس كيف يرد على الهراطقة وهذا يتضح من آيات 4،3 وان هذا هو عمل تيموثاوس. أمر = جاءت فى اليونانية بمعنى الأمر الملوكي العسكرى الذى لا رجعة فيه. الابن = هو ولده بعد ان تمخض به خلال أتعاب الكرازة. الصريح فى الإيمان أي ابن أصيل، حقيقى، شرعى، مشابه لأبيه الروحى بولس فى إيمانه وهى فى الإنجليزية “my true son in the faith“
ورحمة = هذه أضافة لتحيته التقليدية “نعمة وسلام” والمعنى كما أن الله يرحمنا يلزمنا “والكلام موجه لراع وأسقف” أن نتعامل مع الناس برحمه.
آية 3 :- كما طلبت إليك أن تمكث في أفسس إذ كنت أنا ذاهبا إلى مكدونية لكي توصي قوما أن لا يعلموا تعليما آخر.
طلبت = آتت بمعنى يتوسل فهو لا يميل إلى إصدار الأوامر. الرسول يحب أن يستخدم ألفاظ لطيفة. تعليماً آخر = فى أصلها اليونانى تعليماً غير أرثوذكسى أي غير مستقيم، وهو يقصد المعلمين المضلين المتهودين.
آية 4 :- و لا يصغوا إلى خرافات و أنساب لا حد لها تسبب مباحثات دون بنيان الله الذي في الإيمان.
خرافات وأنساب = اليهود كانوا يعملون شجرة أنساب يرجعون بها إلى لاوى أو داود، وهذه محاولات صعبة جداً. أما اليونانيين فكانوا يتصورون أن الألهة تتزوج بالبشر ويبحث كل واحد عن نسبه لآلهة خرافية والإسكندر الأكبر صنعت له شجرة نسب تعود بأصله إلى بعض الألهة، أما الغنوسيون فيقولون أن الله إنبثق عنه أيون وهذا الأيون إنبثق عنه أيون آخر (راجع مقدمة كولوسى) ونحن نصل إلى الله عبر هذه الأيونات (الأنساب). وكل هذا ما هو إلا خرافات غير بناءة، والله جعلنا له أبناء فهل نبحث إن كنا أولاد لداود أو إبرإهيم بعد أن صرنا أولاداً لله. لا حد لها = بلا نهاية وبلا غاية وبلا هدف يصل إليه الإنسان ] بل أتى فى نهاية الأيام من عاد بأصل الإنسان للحيوانات وصارت الحيوانات آباء للإنسان [. من أجل هذه الخرافات ومن أجل المعلمين الكذبة أقام بولس تلميذه تيموثاوس أسقفاً على أفسس ليقاوم هؤلاء المعلمين الكذبة. مباحثات دون بنيان الله = الغنوسيون بمجادلاتهم المتعجرفة بعيداً عن الحياة التقوية، كانت مباحثاتهم غير بناءة أما من يطلب الله بأمانة ويتساءل فالله يجيبه ويقنعه (أر 7:20).
الذى فى الإيمان = هناك تساؤلات من أناس يحاولون هدم الإيمان والله لا يتعامل مع هؤلاء، وهناك من هو متمسك بإيمانه ولكن له تساؤلات، مثل هذا هو من يجيبه الله ويرسل له من يقنعه، أو يقنعه بروحه القدوس.
آية 5 :- و أما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر و ضمير صالح و إيمان بلا رياء.
هناك من يجادل لأجل الجدل وهذه مباحثات غبية، ولكن ما هو هدف المباحثات التى يشجعها الله، ما هو هدف الوصايا التي أمر بها الله ؟ ليس هو الجدل والمباحثات العقلانية إنما أن ندخل لأعماق المحبة، فخارج الحب ينحرف المعلمون عن رسالتهم فتتحول مباحثاتهم إلى مباحثات غبية تسبب إنشقاقات فى الجماعة، المحبة هى التى تشبع القلب. من قلب طاهر = لاحظ ان امرأة فوطيفار أحبت يوسف ولكن من قلب غير طاهر، فهل هذا حب. والقتلة اللصوص يحبون بعضهم، هل هذا حب، هم يحبون شهوات أنفسهم والقلب الطاهر هو الذى يسكن الله فيه. وضمير صالح = نية و إرادة صالحة فلا يداهن ولا يعمل بخبث. وإيمان بلا رياء = المحبة تكون نابعة من قلب مؤمن بالله ومحب لله وبلا خوف من أحد أو حقد أو حسد لأحد، فلا يوجد حب حقيقى فى قلب لا يحب الله. لاحظ أن حنان وقيافا لم يكن ضميرهما صالح بسبب الحسد فصار لهما إيمان برياء فلم يعرفا المسيح وإستعملا الناموس بطريقة خاطئة ليدينا المسيح.
آية 6 :- الأمور التي إذ زاغ قوم عنها إنحرفوا إلى كلام باطل.
القلب الذى لا يحب الله تتحول حياته إلى فراغ بلا شبع فيتحول عن الحق إلى الكلام الباطل والمباحثات التي بلا هدف لعلها تغطى العجز الداخلى. يتحول الإنسان عوضا عن الحياة التقوية إلى شهوة التعليم وبلوغ السلطة. إذ = قوله إذ يشير لأنه يقصد جماعة معينة قامت تعلم بالعودة للناموس أي المتهودين.
آية 7 :- يريدون أن يكونوا معلمي الناموس و هم لا يفهمون ما يقولون و لا ما يقررونه.
هذه المجموعة من المتهودين يطلبون الكرامة دون وجه حق = وهم لا يفهمون ما يقولونه = هم بلا حب لله، بلا خبرات روحية، يتكلمون عما يجهلونه، حبهم لذواتهم وكبريائهم طمس عيونهم فما عادوا يرون أو يفهمون فى الروحيات، لذلك هم كثيرو الخصام، يهاجمون بولس لأنهم ظنوا أنه يهاجم الناموس ويكسره. هم فى فراغ داخلى لا يعرفون معني الشبع بالله. لذلك يطلبون إشباع ذواتهم بكثرة التعليم. وهذا هو حال من يتمسك بطقوس الناموس، ويريد أن يبدو كمعلم للناموس له منصب رئاسي.
آية 8 :- و لكننا نعلم أن الناموس صالح إن كان أحد يستعمله ناموسيا.
قال بولس الرسول هذا حتي لا يفهم أحد أنه ضد الناموس. فالخطأ ليس في الناموس بل في إساءة استعماله. وكان بولس دائماً يردد هذا حتي لا يفهمه أحد خطأ (رو 7 : 12) ولكن ما معني أن يستعمله ناموسياً = تعني بالطريقة والهدف الذي وضع الناموس لأجله أي كما أراد الله واضع الناموس أن يستعمل. وماذا كان هدف الناموس.
أ. يقول القداس الغريغوري ” أعطيتني الناموس عوناً ” فحين خلق الله الإنسان كانت الوصايا مكتوبة علي القلب أو ما يسمي الضمير. وبعد السقوط فسد الضمير، فأعطي الله للإنسان الناموس بوصايا مكتوبة ليعينه ويرشده كيف يرضي الله فيحيا في سلام وفرح.
ب. حين يحاول إنسان العهد القديم أن يسلك بحسب الوصايا يكتشف ضعفه وفساد طبيعته، ولم يستطع أحد منهم أن يلتزم بالناموس. حتي أن التلاميذ قالوا ” لم نستطع نحن ولا آباؤنا أن نحمله (أع 15 : 10) وراجع (رو 3) فالناموس كان مرآة تظهر وتفضح طبيعتي الفاسدة.
ت. كان الناموس مؤدبنا إلي المسيح. فكان إنسان العهد القديم يلتزم بالوصية خوفاً من العقاب لا حباً ورغبة في البر (غل 3 : 24).
ث. حينئذ يشتاق إنسان العهد القديم لمخلص يخلصه من سطوة وسيادة الخطية عليه. وهذا المخلص هو المسيح. لذلك قال معلمنا بولس الرسول أن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن (رو 10 : 4).
أما اليهود فلم يستعملوا الناموس ناموسياً أي استخدموه بطريقة خاطئة لماذا ؟
أ. هم إستخدموه لإثبات برهم (رو 10 : 3).
ب. بدلاً من أن ينتظروا مسيحاً يبررهم انتظروا مسيحاً يعطيهم ملكاً زمنياً.
وبالنسبة للعهد الجديد كيف نرى الناموس ؟
أ. الناموس يحوى وصايا أخلاقية نحن ملتزمون بها (أف 6 : 1 – 3) لكن المسيح يعطي معونة لتنفيذها لذلك يقول “بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً” (يو 15 : 5) ويقول يوحنا “وصاياه ليست ثقيلة” (ايو 5 : 3). إذاً ما زال هد ف الناموس هو تبكيت الناس وتكوين شعور داخلهم باحتياجهم للمسيح، فيذهبوا ليطلبوا. ومن يسأله يعطيه. لكن الناموس وحده دون المسيح عاجز عن التبرير. والله يعطي معونة ونعمة لمن يجاهد في حفظ الوصية إلتجاؤنا للمسيح أيضاً يجعلنا نمتلئ من الروح القدس الذى يعطينا تبكيت على الخطية والروح أيضاً يعين ضعفاتنا (رو 8 : 26) ويسكب فينا محبة ننفذ بها الوصية (رو 5 : 5) + (يو 14 : 15) وإلتجاؤنا للمسيح المرتبط معنا بنير، يجعل النير هين (مت 11 : 3) لأنه هو فى الحقيقة الذى يحمل عنا.
ب. الناموس يحوى رموزاً للمسيح ونبوات تشدد إيماننا به.
ت. الناموس يحوى طقوساً كالذبائح والختان وهذه إنتهت بالصلب والمعمودية.
الملخص أن ناموسياً تعنى أننى أشعر بعجزى وألجأ للمسيح فيعطى معونة وقوة. لكن علىَّ أن لا أقول أننى بار وتممت الوصايا. بل أنا عبد بطال والسيد المسيح أعطانى قوة. ولا أنسب لنفسى براً ليس لى أو قوة أعطاها لى المسيح غاية الناموس. إذاً المعنى أن أجاهد لأسلك بحسب الناموس ووصاياه ناسباً القوة لله الذى أعطاها وليس لنفسى، فكل عطية صالحة هى من فوق من عند أبى الأنوار (يع 1 : 17) وقارن مع (1كو 4 : 7).
الآيات 9 – 11 :- عالما هذا أن الناموس لم يوضع للبار بل للاثمة و المتمردين للفجار و الخطاة للدنسين و المستبيحين لقاتلي الآباء و قاتلي الأمهات لقاتلي الناس. للزناة لمضاجعي الذكور لسارقي الناس للكذابين للحانثين و إن كان شيء آخر يقاوم التعليم الصحيح. حسب إنجيل مجد الله المبارك الذي أؤتمنت أنا عليه.
من هنا نفهم أن الناموس مقدم للأشرار وليس لمن يبحثون عن برهم الذاتى، حتى يكتشفوا فسادهم ويبحثوا عن المسيح المخلص. لكى يقودهم المسيح كمخلص لهم يهبهم الحياة الفاضلة ويرتفع بهم إلى ما فوق الناموس. الناموس لم يوضع للأبرار أى ليس هدف الناموس إثبات بر إنسان. فلو كان الناس كلهم أبرار ما كان هناك داع للناموس. بل هو موضوع للأشرار ولدينونة العصاة، وذلك ليشعروا بنجاستهم فيلجاؤن للمسيح إذ يشعرون بعجزهم والخطايا المذكورة هنا هى أشر أنواع الخطايا. فالمسيح أتى ليخلص الجميع.
الأثمة والمتمردين = كاسرو الناموس والوصية عن عمد. الفجار = يرتكبون الخطية بلا خجل. المستبيحون = يرتكبون الخطية دون أدنى إثارة لضمائرهم مضاجعى الذكور = أدنس أنواع الزنا. سارقو الناس = ليبيعوهم كعبيد الحانثون = يرتكبون ألعن أنواع الكذب. مقاومو التعليم الصحيح = هؤلاء يقاومون الحق. الإنجيل مقدم لكل هؤلاء الخطاة ليحولهم إلى أبرار.
الآيات 12، 13 :- و أنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني أنه حسبني أمينا إذ جعلني للخدمة. أنا الذي كنت قبلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا ولكنني رُحِمت لإني فعلت بجهل في عدم إيمان.
هنا تطبيق عملى فبولس الرسول نفسه الذى كان مضطهداً للكنيسة حوله الإنجيل إلى كارز عظيم، هو يرى فى حياته وسيلة إيضاح لقبول أشر الخطاة، وفى قصتة ظهرت طول أناة الله ورحمته، لم يغفر الله لبولس فقط بل جعله كارزاً… فلماذا يا إخوة ييأس أى منا. وما فعله بولس كان فى جهل وعدم إيمان = وليس بسبب حسد مثل اليهود (يو 12 : 42، 43) + (يو 5 : 44) + (يو 12 : 19) + (مر 15 : 10). فبولس كان هدفه الغيرة على مجد الله ولكن بحسب مفهومه وكان هذا جهلاً بالله وبالطريق الصحيح فصحح له الله مفاهيمه وبارك له غيرته ولكن بالطريق الصحيح.
آية 14 :- و تفاضلت نعمة ربنا جداً مع الايمان و المحبة التي في المسيح يسوع.
نعمة الله على بولس تفاضلت جداً فلم يسامحه فقط بل حوله إلى رسول. ولكن كان هذا لإيمان ومحبة بولس = مع الإيمان والمحبة.
آية 15 :- صادقة هي الكلمة و مستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا.
الكلمة = التى تنبأ بها الأنبياء من أجيال عن المسيح أو يكون المعنى أن الكلمة هى أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة.
الذين أولهم أنا = هكذا ينبغى أن يشعر كل واحد فينا أنه أول الخطاة ولاحظ أن بولس رأى نفسه بحسب الناموس بلا لوم (فى 3 : 6) والآن يسمى نفسه أول الخطاة، لقد فتح المسيح عينيه فأبصر ما لم يبصره بالناموس، لقد رأي المسيح وقارن بين المسيح وبينه فرأي نفسه مظلماً بجانب نور المسيح. لقد حسب نفسه غنياً لكن إذ دخل قصر الملك أبصر وأدرك فقره هو.
آية 16 :- لكنني لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح في أنا أولا كل أناة مثالا للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية.
الله رحم بولس حتي لا ييأس أي خاطئ من نوال رحمة الله. ولا حظ أتضاع بولس فهو لم يقل يظهر في الله أناته بل قال يظهر في كل أناة = أي ليس من خاطئ يحتاج إلي عفو الله وكل أناته وليس جزءاً منها مثلي. أي أنا خاطئ كبير يحتاج كل عفو وكل آناة الله.
آية 17 :- و ملك الدهور الذي لا يفنى و لا يرى الإله الحكيم وحده له الكرامة و المجد الى دهر الدهور آمين.
إذ يتأمل بولس في عمل الله معه لا يسعه إلا أن يسبحه ويمجده.
آية 18 :- هذه الوصية أيها الإبن تيموثاوس أستودعك إياها حسب النبوات التي سَبقت عليك لكي تحارب فيها المحاربة الحسنة.
هي وصية أب لأبنه أن يجاهد في خدمته وعمله. ويبدو أن بعض الأنبياء تنبأوا لتيموثاوس بأنه سيكون خادم عظيم وأمين، وبولس هنا يشير لهذه النبوات علي أن الله دعاه بنفسه للخدمة فعليه أن يكون أميناً لله.
المحاربة الحسنة = هي حرب روحية ضد قوات الظلمة لينقذ كل نفس من اسْر الخطيئة وينقذ الكنيسة من الهراطقة الذين يحركهم عدو الخير.
آيات 19، 20 :- و لك ايمان و ضمير صالح الذي إذ رفضه قوم إنكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان أيضا. الذين منهم هيمينايس والإسكندر اللذان أسلمتهما للشيطان لكي يؤدبا حتى لا يجدفا
لك إيمان وضمير صالح = الجهاد في حياة الخادم غير منفصل عن حياته الداخلية التي يجب أن تتميز بالإيمان والضمير الصالح، أى يكون له حياته الروحية العميقة فمن يُعَلَم الآخرين يلزمه أن يعلم نفسه (اكو 9 : 27) انكسرت بهم السفينة = حياة الإنسان علي الأرض أشبه بسفينة تعبر من شاطئ إلي شاطئ، وما اسعد ذلك الإنسان الذي تصل سفينة حياته بسلام إلي بر الأمان ” إلي ميناء هادئة ميناء الخلاص“. والمعني أننا كبشر غرباء على الأرض (1 بط 2 : 11) ليس لنا هنا إقامة دائمة (1كو 4 : 11). فنحن عابرون مسافرون. وسفينة حياتنا تتحرك في بحر الحياة. ومن يرفض الإيمان تنكسر به السفينة ويغرق في بحر هذا العالم. ومن يرفض الإيمان إما أن يسقط في هرطقات كثيرة ويدخل فى مناقشات غبية ويتوه فى بحر هذا العالم، أو يسقط فى خطايا تجذبه إليها شهواته، فالحياة الروحية الفاضلة فى المسيح تلتحم بالإيمان المستقيم فيحيا الإنسان فى رجاء وفرح. أما الحياة الفاسدة فتلتحم بالمباحثات الغبية البعيدة عن الإيمان المستقيم. فالحياة هي وحدة واحدة متكاملة لا تنفصل فيها التقوي عن الإيمان الصحيح.
هيمينايس = مذكور في (2تي 2 : 17) وقال عنه الرسول أنه زاغ عن الحق قائلاً إن القيامة قد حصلت فيقلب إيمان قوم. لقد قدم تعاليمه المضللة بإساءة استخدام كلمات السيد المسيح عن قيامه النفس من موت الخطيئة، منكراً قيامة الجسد في اليوم الأخير الاسكندر = مذكور في (2 تي 4 : 14) وهذا أظهر شروراً للرسول. كلاهما رفض صوت الله لحساب كبرياء قلبيهما
اسلمتهما للشيطان = مصطلح معناه حكم الطرد من الكنيسة وشركة الكنيسة أو ما يسمي بالحرم الكنسي أو الاناثيما (غل 1: 8، 9). وهو مبني علي السلطان الذي يعطيه المسيح لكنيسته للحل والربط (مت 18 : 17، 18)، ومن هو خارج الكنيسة يمشي تابعاً للشيطان. وهذا ما فعله بولس الرسول مع خاطئ كورنثوس (اكو 5 : 4 – 6) وحين يسلما للشيطان يؤذيهما جسدياً ولعل هذا يقودهم للتوبة فتخلص الروح = لكي يؤدبا. وإذا تابا = لا يجدفا ثانية [إنكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان = concerning the faith have suffered shipwreck].