تفسير المزمور 20 للقديس أغسطينوس
عظة في المزمور التاسع
(بحسب السبعينية)
عشر المسيح في آلامه
هذا المزمور هو نشيد القيامة مجد يسوع المسيح المنتصر على اليهود أعدائه، والصائر شفيعا لنا في السماء.
للغاية، مزمور لإمام الغناء داود
1- هو العنوان معروف، ليس المسيح هو المتكلم، بل النبي الذي يُخاطب المسيح، والذي يُنشد المستقبل على شكل أمنية .
2 – «ليستجب لك الربّ في يوم الضيق» (20: 1). ليستجب لك يوم قلت له : «يا أبتِ مجدِ ابنَك» (يو 17: 1). ليحفظك اسم إله يعقوب، لأنّ الأصغر في الشعبين ينتمي إليك، من حيث أن الأكبر يُستَعبد للأصغر (تك 25: 23).
3- «ليحفظكَ الربّ من أعالي قدسِه، ويعضدك من صهيون» (20: 2)، بتقديسه جسدك السرّيّ، أي الكنيسة، التي تجد أمانها في تأملك، وتنتظر عودتك من العرس.
4- «ليذكر جميع ذبائحك . سلاه». (20: 3). لا يسمح بأن ننسى العذاب والإهانات التي احتملتها من أجلنا . وليُطيِّب عرف محرقاتك». وليتحوّل عذاب الصليب الذي قرّبت نفسك بكليتك عليه لله إلى فرح القيامة.
5- «ليُعطك الربّ على حسب قلبك». (20: 4). ليستجب لك الربّ، لا على حسب رغبات مضطهديك الذين أرادوا أن يبيدوك، بل على حسب قلبك الذي يعرف ثمار آلامك (يو 12: 32). «وليتم كل مخطط لك». لا فقط ذلك المخطط الذي دفعك إلى بذل حياتك عن أحبائك (يو 15: 13) لكي تموت حبة الحنطة فتنبت سنابل وافرة (يو 12: 24-25) ، بل أيضًا المخطط الذي به حصل عمى لجانب من إسرائيل من أجل أن يدخل ملء الأمم، ويخلص جميع إسرائيل (رو 11: 25، 26).
6 – «نرنّم بخلاصك». (20: 5) نرنّم بعجز الموت عن غلبتك، لأنك بهذا تُبيّن لنا أنّه عاجز عن أذيّتنا . «ونجد مجدنا في اسمك»، فالإعتراف باسمك يقودنا إلى المجد لا إلى الهلاك.
7 – «ليستجب لك الربّ كلّ سؤلك» (20: 5). لا صلواتك التي رفعتها إليه في الأرض فحسب، بل أيضًا الصلوات التي ترفعها إليه لأجلنا في السماء. «الآن علمتُ أنّ الربَّ خلّص مسيحه» (20: 6). روح النبوة أخبرني بأنّ الربّ يُقيم مسيحه. يستجيب له قدسه». يستجيب له، لا حين يسأل أن يُمجّد على الأرض (يو 17: 1)، بل عندما يشفع بنا في السماء، عن يمين أبيه (عب 7: 25)، ويفيض الروح القدس على جميع الذين يؤمنون به (راجع أعمال 2). وبيمينه قوة خلاص تكون قوّتُنا في نعمه الخلاصية يوم يبلونا بالمحن، فنقوى متى نكون ضعفاء (2كو 12: 10). ذاك أنّ خلاص البشر باطل (مز 59: 13)، إذا أتى من يسار الله لا من يمينه، من حيث أن جميع الخطأة الذين يرون خلاصهم في الخيور الزمنية، إنما ينتفخون بكبرياء مُفرطة.
8- «هؤلاء بالعجلات، وهؤلاء بالخيل» (20: 7). ينزلق بعضهم في متاهات الثروة المتتالية، ويتباهى بعضُهم بمناصبهم، ويجعلون فيها سعادتهم. أما نحن ففرحنا بذكر اسم الربّ إلهنا» (20: 7). رجاؤنا نحن في الخيور الأبديّة، لا نطلب مجدنا بل نبتهج بذكر اسم الربّ إلهنا.
9- «هم اضطربوا وسقطوا» (20: 8). كبّلهم حُبُّ الخيور الزمنية، فخافوا أن يستحوذ الرومان على مدينتهم، إن هم تركوا ابن الله حيًّا (يو 11: 48) ، وإذ عثروا بحجر العثار (رو 9: 32)، فقدوا رجاء السماء. سقطوا في العمى الذي ضرب جانبا من إسرائيل (رو 11: 25)، وإذ أرادوا أن يُقيموا بِرَّهم تجاهلوا بر الله (رو 10: 3). أما نحنُ، شعوب الأمم ، فكنا حجارة، وجعلنا الله أبناء لإبراهيم (مت 3: 9). لم نسع في طلب البرّ ، فنلنا البِرّ (رو 9: 30) ورفعنا ، لا بقوتنا الذاتية، بل بالإيمان الذي برّرنا.
10- «يا ربّ، خلص الملك» (20: 9) حتى إذا ما علمتنا بآلامه القتال، قرّبَ أيضًا ذبائحنا، بعد قيامته من بين الأموات وجلوسه في السموات. «استجب لنا يوم ندعوك». وبما أنّه سيغدو شفيعنا، فستستجيب لنا عندما نلتمسك.