تفسير رسالة بطرس الثانية 2 للقس مكسيموس صموئيل

المعلمون الكذبة والدينونة عبر الزمان وفي المجئ الثاني ( 2 بط 2 )

(1) ظهور المبتدعين وخطـورتهم ومنفعتهم أيضا للكنيسة ( 2 بط 2: 1-2 ) :-

  • يوضح معلمنا بطرس وجود معلمون كذبة مبتدعين.
  • لكن خطة إبليس منذ البدء أن يُنشئ ما هو ضاد للحق وشبيه به للخداع فإن هناك أنبياء في العهد القديم حقيقيون فكان أيضاً هناك أنبياء كذبة في الشعب مثلما الذين كانوا في عهد آخاب ملك إسرائيل وكان ميخا بن يملة هو نبي حقيقي فتنبأوا له بالنصرة في حربه لاسترداد جلعاد أما ميخا فشاهد الرب جالساً على كرسي والملائكة حوله وقوف وظهر روح كاذب لكي يغوي أنبياء آخاب وتنبأ له ميخا أن لن يعود من الحرب فسجنه الملك وأعطاه خبز الضيق ومات آخاب في الحرب وأيضاً في ( أر 14:14 ، 25:23 ، تث 13: 1-5)
  • كما حذرنا ربنا يسوع من خطورة المعلمين الكذبة وخاصة الكتبة والفريسييين وقد صب عليهم الويلات في ( مت 23 ) وفي تعاليمه قال أن نسمع لهم فيما يقولونه وهم على كرسي موسى أما سلوكهم فلا نتبعه وكذلك معلمنا بولس لما تلاقى مع أساقفة أفسس في ( أع 30:20 ) قال لهم ومنكم أيضاً يظهر معلمون كاذبون وهدف المعلمين الكاذبين إما المال أو السلطة وحب جذب الناس لهم وخطورتهم في عدم هلاكهم لوحدهم لكن يهلكوا آخرين معهم – ينكرون الله الذي اشتراهم بدمه – بسببهم يجدف على طريق الحق.

فائدة المعلمين الكذبة كما ذكرها ق . أغسطينوس تتلخص في :-

1- يجعلون الكنيسة تنجذب نحو معرفة الأسرار.

2- إن كانت النفوس الصغيرة تضطرب من الهراطقة لكن ببحثها في الكتاب المقدس نجد منبعها.

(2) دينونتهم أكيدة وأمثلة للدينونة الخطاة ( 2 بط 2: 3-9) :-

أمثلة على الدينونة من العهد القديم :-

(1) الملائكة الأشرار :-

إذ خلق الله الملائكة مع السموات فتعرضوا لفترة اختبار فسقط إبليس مع ملائكته بالكبرياء فأدانهم الله مع أنهم ملائكة وطرحهم في جهنم لانتظار الهلاك الأبدي ليطرحهم في البحيرة المملوءة ناراً وكبريت.

(2) نوح وعائلته :-

إذ كرز نوح بالتوبة للعالم القديم وأخذ الفلك وأنزل مطراً فأهلك كل العالم القديم رغم كبر عددهم وخلص نوح وعائلته رغم صغر عددهم إذ كانوا 8 واعتبر معلمنا بطرس أن نوح هو الثامن فيبدو أنه أخر من دخل الفلك بعدما أدخل أولاده الثلاث وزوجاتهم وإمرأته ثم دخل هو.

(3) هلاك سدوم وعمورة :-

  • إذ أهلك أهل سدوم وعمورة وأحرقهما رغم كل ما فيهما من بشر.
  • وأنقذ لوط وابنتيه لأنه كان باراً لم يشترك في أفعال أهل سدوم وعمورة وإن كان تألم لأجل تلك الأفعال وخرج صفي اليدين لأنه ترك لعمه إبراهيم الأرض الجرداء واختار الأرض الخصبة فتركها مرغماً لا يمتلك منها شئ لكن الله أنقذه لأجل بره ( تك 16:19).
  • يوضح معلمنا بطرس أن الله ينقذ الأتقياء من التجارب كما يحفظ الأشرار إلى يوم الدين للعقاب كما قال ربنا يسوع في مثل الزوان والحنطة في يوم الدينونة يجعل الملائكة يخزنون الحنطة إلى المخازن أما الزوان يجمع للنار.

(3) صفات المعلمين الكذبة ( 2بط 2: 10-22) :-

8 صفات لهؤلاء المعلمين

1- سالكون حسب الجسد :-

  • الجسد بكل غرائزه هو صالح والروح في خلقتها على صورة الله ومثاله هي صالحة.
  • أما شهوات الجسد فهي من صنع الإنسان والخرافة.
  • فالإنسان المسيحي لا يسلك حسب الجسد أو البشر ( 1 كو 3:2 ) لأن حسب الجسد تعني حسب الملذات الجسدية وحسب البشر حسب إرادته وذاته الخاصة هكذا فعل إبليس وسقط بالرغم أنه ليس له جسد لكن كما قال ق . أغسطينوس نسلك حسب إلهنا.

2- يستهينون بالسيادة :-

السيادة أي بمن هم أعلى منا في الروح ومعلمينا وأيضاً تعني الكهنوت فهم غير مطيعين حتى للقديسين ، والملائكة رغم قوتهم يطيعوا الله ولا يصدروا حكماً إلا من خلال الله مثلما جاء في ( يه 9).

3- جاهلون كالحيوانات :-

  • فالعقل وهب للإنسان ليقوده لخلاصه لكن عند هؤلاء يقودهم لهلاكهم فأصبحوا بلا عقل مثل الحيوانات.
  • الحيوانات صنعت لأجل الإنسان كفريسة للأكل هكذا صارت نفوسهم بإرادتهم فريسة للشيطان وأصبحوا مثل الخيول التي تجر راكبيها.
  • هم مقاومون الحق وليس عن جهل بل لأنهم يريدون ذلك.
  • هلاكهم ليس خارجياً لكنه داخلياً أي فساد داخلي.

4- محبون للذة :-

  • إذ هم متنعمون وهذا ما يعنيه صانعين ولائم مثل عيسو الذي باع بكوريته بأكلة ثم عاد يبكي عليها بمرارة.
  • لكنهم في وسط أولاد الله إذ قال صانعين ولائم معكم.
  • يحاولوا أن ينتسبوا للمسيح وكنيسته لكنهم هم ضد المسيح والكنيسة.

5- مخادعون :-

  1.  عيونهم غير بسيطة ملانة فسقاً فهم لا يتوبوا أو يحاولوا التوبة.
  2.  مليئة بالطمع سواء من ناحية المال أو السلطة وحب الظهور.
  3. داخلهم ملئ بالفساد مثلما عيونهم.
  4. يخدعون البسطاء غير الثابتين فأصبحوا أولاد للعنة .

6- محبون للأجرة :-

أي يخدموا في مقابل أجرة مادية أو غيره مثل بلعام الذي لما رشاه ملك مؤاب حاد عن الحق فوبخه الحمار إذ نطق.

6-عقمام.

خادعون :-

1- عيونهم غير بسيطة ملانة فسقاً فهم لا يتوبوا أو يحاولوا التوبة .

2- مليئة بالطمع سواء من ناحية المال أو السلطة وحب الظهور .

7- عقماء :-

  • فهم آبار لكن لا يوجد بها ماء أي عمل الروح القدس.
  • غيوم لكنها لا تمطر لتغذي قلبه بالروحيات لأنها سرعان ما تأتي رياح الشهوات وتبطل الغيوم فلا تمطر.
  • لكنهم أصبحوا كالقتام حفظوا للهلاك الأبدي.
  • يجذبون الناس بفلسفتهم وإذ ينجذب الناس إليهم يحترقوا بهم.

8- يشوهون الحرية :-

الحرية الحقيقية هي حرية من الخطية مثلما قال ربنا يسوع في ( يو 34:8 ) .

– أما هؤلاء المعلمون ينادون بالحرية من :-

1- الناموس

2- نظم الكنيسة

3- الفوضى في العبادة .

  • وكما قال ق . ثيؤناس لـ ق . يوحنا كاسيان من لم يخضع للناموس لا يستطيع أن يصل إلى كمال الإنجيل.
  • ثم يوصفهم معلمنا بطرس أنهم بعدما تابوا يعودوا إلى خطاياهم مثلما قال ربنا يسوع في ( لو 26:11 )
  • لم يعد لهم الجهل عذراً ( مت 45:12).
  • من سقط ولد معرفة لا يعود ينصت إلى من يرشده وتجعل الإنسان يأس.
  • لذلك شبههم الرسول بكلب عاد إلى قينه وهي مقتبسة من سفر الأمثال ( أم 11:26 ) مثل الخنازير التي تتوحل في الطين.

تفسير 2بطرس 1 2 بطرس 2 تفسير رسالة بطرس الثانية
تفسير العهد الجديد تفسير 2بطرس 3
القس مكسيموس صموئيل
تفاسير 2 بطرس 2 تفاسير رسالة بطرس الثانية تفاسير العهد الجديد

 

زر الذهاب إلى الأعلى