تفسير سفر عاموس أصحاح 9 للقمص مكسيموس صموئيل

الإصحاح التاسع
رؤيا المذبح والعصر المسياني

1- رؤيا المذبح (عا 9: 1-4) :-

 رؤيا : في الحقيقة لم تكن رؤيا لأنه لم يقل أراني الرب كما في الرؤي لكنه تجاسر ودخل إلى مذبح الرب فرأي الرب بنفسه واقفا عند المذبح.

المذبح : هو مذبح الرب الذي تدنس وسوف يفارقه الرب (حز 10)، وقد يكون هو مذبح بيت إيل الذي يعبدوا عليه الله والأوثان معا !!

تاج العمود: ابتدأت ضربة الهلاك بضرب تاج العمود الذي يمثل الكهنة أو رئيس الكهنة.

أعتاب البيت: أي أعتاب البيت العليا وهي القادة الروحيين والمدنيين فعندما تسقط هذه الأعتاب يسقط سقف البيت علي إسرائيل الذين دنسوا علاقتهم بالله فيموتوا بالسيف ولا يفلت واحد.

فهنا الغضب يبتدئ بالقادة وأصحاب المواهب الأكثر ثم الأقل مثلما حاسب الرب أصحاب الوزنات صاحب العشر وزنات ثم الخمسة ثم الواحدة (مت 28: 24).

العقاب لا يفلت منه أحد :-

1. حتى إن نزلوا إلى الهاوية أو صعدوا إلى السماء : الهاوية تعني موضع الأموات أو القبور (إش 14: 9)، فلا يحميهم الموت من عقاب وسخط الله لأن ثمر الخطية حتى وإن مات الإنسان يحاسب عليه.

ويعني بالهاوية أي اليأس.

 صعدوا إلى السموات : أي تشامخوا وتعالوا فأيضا يعاقبوا فلا الياس يحميهم ولا التشامخ أيضا.

2. وإن اختبئوا في رأس الكرمل : جبل الكرمل يبرز علي البحر المتوسط وأسفله وعنده تمت حروب كثيرة، وأيضا يمتلئ أعلاه بالغابات الكثيفة كما يمتلئ بالمغائر فلا يقدر أن يفتش فيه إنسان علي آخر عندما يهرب إليه لكن الله حتى وإن هربوا هناك يأخذهم للعقوبة.

3. إن اختفوا في قاع البحر أمر الحية فتلدغهم : البحر المضطرب إشارة للعالم فالذين يكونوا في قاعه أي المحتمون بملذات العالم لكنهم تلدغهم الحية أي يؤذيهم الشيطان والعالم بشره فيرجعوا ويتوبوا.

4. إن مضوا إلى السبي أمام أعدائهم فمن هناك أمر السيف فيقتلهم: فإن اعتبروا أنهم بالسبي قد نالوا عقوبتهم وانتهي الأمر ويمارسوا الشر أيضا فيجعل فوق السبي قتل بالسيف لكي يبادوا علي آخرهم، لأنه كل ما يحدث لإسرائيل ويهوذا وللإنسان عامة يكون انعكاس لما في داخله لكي ينذره الرب أن يهتم بالداخل أولا.

2 – سمات الرب المؤدب (عا 9: 5-6) :-

1.” يمس الأرض فتذوب… وتطمو كلها كنهر وتنضب كنيل مصر”:-

الله قيل عنه في (مز 104: 32؛ 144: 5) يمس الجبال فتدخن فكم تكون الأرض عندما يلمسها رب الجنود إنها تذوب، والجبال هي النفوس المتشامخة الراسخة فالله يقدر يمسها لكي تتضع، أما الأرض المنخفضة فتذوب وتصبح كنيل مصر يمتلئ في فيضانه فالنفوس المرتبطة بالأرض تمتلئ من حياة العالم التي تغرق وتحطم كل طاقات الإنسان وتتركه صريعا لها !!

2 . رب الجنود السماوي الذي بنى السماء علاليه وعلى الأرض قبته ويمطر من السحاب ماء على الأرض :-

 هو السماوي صاحب السماء العالية فهنا يوجههم نحو علوه وارتفاعه علهم يرتفعون بالرجاء نحوه ويبعدوا عنهم عبادة الكواكب فهو محركها وفي ارتفاعه يصعد الإنسان إلى تلك المواضع العالية مثلما فعل ربنا يسوع صلب وقام وصعد إلى السماء علاليه لكي يصعدنا معه بعد الدينونة في مجيئه الثاني.

وهو في علوه يمطر من خلال السحاب العالي علي الأرض مطرا والمطر يرمز لعمل الروح القدس والسحاب يمثل حضرته.

3- اهتمام الله بخلاص الأمم دليل على اهتمامه بالأولى لخلاص شعبه وإقامة خيمة داود الساقطة في العصر المسياني (عا 9: 7-15) :-

أمثلة على خلاصة للأمم :-

1. فهو خلص الكوشيين من عبادة الأوثان فبالأولي يخلص خاصته.

2. وخلص الفلسطينيين من كريت (كفتور).

3. وخلص الآراميين من قير.

فهو بدأ الخلاص لهم من أرض مصر وأسكنهم أرض كنعان

غربلة إسرائيل :-

هو لاهتمامه بإسرائيل يغربلهم فيسقط القش منهم إلى الأرض لكن يبقي الحنطة ولا تسقط حبة واحدة منها علي الأرض فهو يهتم بالأمناء حتى لو كانوا قلة.

إقامة خيمة داود الساقطة والعصر المسياني :-

يتسم العصر المسياني بالاتي :-

1. إقامة خيمة داود الساقطة مع أنه في هذا العصر كان الهيكل ولم تكن توجد خيمة لكن هنا نبوة عن قيام ابن داود ربنا يسوع المسيح من الأموات وأقامنا معه إذ أعطانا القيامة الأولي وهي التوبة والخلاص، وبه يهبنا القيامة الثانية للحياة الأبدية وهذه العبارة استخدمها الآباء في التدليل علي حقيقة قيامتنا بعد الموت.

2. خلاص الأمم مثل أدوم وهذا ما حدث في العهد الجديد فإن كان معني أدوم الترابي أو الدموي فقد ضمت الكنيسة إليها الوثنيين الترابيين سافكي الدماء وحولتهم إلى وداعة المسيح.

3. وجود بركة ونعمة دائمة حتى أن الحاصد يبقي له بركة ثمر للعام التالي وأيضا دائس المعصرة يبقي له ثمر عنب للعام التالي.

4. عصر الشبع الروحي والثبات حيث يرد السبي أي يعود الإنسان من سبي الخطية وإبليس والعالم إلى الله، ويسكن المدن الخربة بعد تعميرها ويغرسون كروما أي يكونوا سبب فرح للآخرين ويصنعون جنات ويأكلون من ثمرها أي تكون داخلهم فردوس للرب كما قالت عروس النشيد ويكونوا مغروسين في أرضهم ولا يُقلعون أي يكونوا ثابتين دون تزعزع.

تفسير عاموس 8 عاموس 9  تفسير سفر عاموس
تفسير العهد القديم فهرس
القمص مكسيموس صموئيل
تفاسير عاموس 9  تفاسير سفر عاموس تفاسير العهد القديم

 

زر الذهاب إلى الأعلى