تفسير سفر أعمال الرسل ٩ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح التاسع

آيات (1-31) :-

أما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا على تلاميذ الرب فتقدم إلى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناسا من الطريق رجالا أو نساء يسوقهم موثقين إلى أورشليم. وفي ذهابه حدث انه اقترب إلى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من أنت يا سيد فقال الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده صعب عليك آن ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد أن افعل فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل. وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا. فنهض شاول عن الأرض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحدا فاقتادوه بيده وادخلوه إلى دمشق. وكان ثلاثة أيام لا يبصر فلم يأكل ولم يشرب. وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال هانذا يا رب. فقال له الرب قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول لأنه هوذا يصلي. وقد رأى في رؤيا رجلا اسمه حنانيا داخلا وواضعا يده عليه لكي يبصر. فأجاب حنانيا يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في أورشليم. وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة أن يوثق جميع الذين يدعون باسمك. فقال له الرب اذهب لان هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي إمام أمم وملوك
وبني إسرائيل. لاني سأريه كم ينبغي أن يتألم من اجل اسمي. فمضى حنانيا ودخل البيت

ووضع عليه يديه وقال أيها الأخ شاول قد أرسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس. فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فابصر في الحال وقام واعتمد. وتناول طعاما فتقوى وكان شاول مع التلاميذ الذين في دمشق أياما. وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح أن هذا هو ابن الله. فبهت جميع الذين كانوا يسمعون وقالوا أليس هذا هو الذي اهلك في أورشليم الذين يدعون بهذا الاسم وقد جاء إلى هنا لهذا ليسوقهم موثقين إلى رؤساء الكهنة. وأما شاول فكان يزداد قوة
ويحير اليهود الساكنين في دمشق محققا أن هذا هو المسيح. ولما تمت أيام كثيرة تشاور اليهود ليقتلوه. فعلم شاول بمكيدتهم وكانوا يراقبون الأبواب أيضا نهارا وليلا ليقتلوه. فأخذه التلاميذ ليلا وأنزلوه من السور مدلين إياه في سل. ولما جاء شاول إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ وكان الجميع يخافونه غير مصدقين انه تلميذ. فأخذه برنابا وأحضره إلى الرسل وحدثهم كيف ابصر الرب في الطريق وانه كلمه وكيف جاهر في دمشق باسم يسوع. فكان معهم يدخل ويخرج في أورشليم ويجاهر باسم الرب يسوع.
وكان يخاطب ويباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه. فلما علم الاخوة احدروه إلى قيصرية وأرسلوه إلى طرسوس. وأما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبنى وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر.

فى قصة حياة بولس الرسول

آيات (32-35) :-

وحدث أن بطرس وهو يجتاز بالجميع نزل أيضا إلى القديسين الساكنين في لده. فوجد هناك إنساناً اسمه اينياس مضطجعا على سرير منذ ثماني سنين وكان مفلوجا. فقال له بطرس يا اينياس يشفيك يسوع المسيح قم وافرش لنفسك فقام للوقت. ورآه جميع الساكنين في لده وسارون الذين رجعوا إلى الرب.

لدة= على الطريق بين أشدود وقيصرية. وهذا الطريق بدأ الكرازة فيه فيلبس (راجع 40:8) وها بطرس يسير فى نفس الطريق ليضع عليهم اليد ويثبت إيمانهم، الذين آمنوا، ويجذب آخرين بمعجزات شفاء باهرة. سارون= مدينة يتاخمها سهل شارون وهى أرض خصبة ممتدة حتى جبل الكرمل. ولاحظ فى آية 32 أن المؤمنين يسمون قديسين وهذا هو هدف الإيمان بالمسيح.

آيات (36-42):-

وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة هذه كانت ممتلئة أعمالا صالحة وإحسانات كانت تعملها. وحدث في تلك الأيام أنها مرضت وماتت فغسلوها ووضعوها في علية. وإذ كانت لده قريبة من يافا وسمع التلاميذ أن بطرس فيها أرسلوا رجلين يطلبان إليه أن لا يتوانى عن أن يجتاز إليهم. فقام بطرس وجاء معهما فلما وصل صعدوا به إلى العلية فوقفت لديه جميع الأرامل يبكين ويرين اقمصة وثيابا مما كانت تعمل غزالة وهي معهن. فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى ثم التفت إلى الجسد وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها ولما أبصرت بطرس جلست. فناولها يده وأقامها ثم نادى القديسين والأرامل وأحضرها حية. فصار ذلك معلوما في يافا كلها فأمن كثيرون بالرب.

يافا= شمال غرب لدَّة.

طابيثا= كانت خادمة فى الكنيسة للمحتاجين والأرامل كخياطة تخدم بمحبة وإيمان. غسلوها= عند اليهود لهذا معنى تطهير الميت بالماء.

أقمصة= هى أردية خارجية لذلك نَسْمعْ أن فى يوم الشعانين فرشوا القمصان أمام المسيح، أماّ الآن فالقميص يلبس من داخل الثياب. وإستدعاء بطرس ليقيم طابيثا فيه إيمان قوى بالمسيح وإستهتار بالموت وثقة فى بطرس. وبطرس فعل ما فعله المسيح تماماً يو 12:14. وهم رأوا فى قيامة طابيثا سلطان المسيح القائم من الأموات على ان يقيم الموتى ويحييهم.

جثو بطرس وصلاته هما إستدعاء للقوة الإلهية ليقيم ميتة من موتها.

آية (43) :-

ومكث أياما كثيرة في يافا عند سمعان رجل دباغ.

رجل دبّاغ= الدباغة مهنة غير طاهرة عند اليهود، وكل ما فى بيت الدباغ يعتبر غير طاهر، لأن الدباغة هى لجلود حيوانات ميتة، ولوقا إستلفت نظره إقامة بطرس عند رجل دبّاغ، ومعنى هذا أن مفاهيمه اليهودية بدأت تتغير.

فاصل

سفر أعمال الرسل : 123456789101112131415161718192021222324  – 25262728

تفسير سفر أعمال الرسل : مقدمة1 23456789101112131415161718192021222324 25262728

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى