تفسير إنجيل لوقا ١٦ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح السادس عشر

الآيات (1-13):               (مثل وكيل الظلم)

الآيات (1-13): “وقال أيضاً لتلاميذه كان إنسان غني له وكيل فوشي به إليه بأنه يبذر أمواله. فدعاه وقال له ما هذا الذي اسمع عنك أعط حساب وكالتك لأنك لا تقدر أن تكون وكيلاً بعد. فقال الوكيل في نفسه ماذا افعل لأن سيدي يأخذ مني الوكالة لست أستطيع أن أنقب واستحي أن استعطي. قد علمت ماذا افعل حتى إذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم. فدعا كل واحد من مديوني سيده وقال للأول كم عليك لسيدي. فقال مئة بث زيت فقال خذ صكك واجلس عاجلاً واكتب خمسين. ثم قال لآخر وأنت كم عليك فقال مئة كر قمح فقال له خذ صكك واكتب ثمانين. فمدح السيد وكيل الظلم إذ بحكمة فعل لأن أبناء هذا الدهر احكم من أبناء النور في جيلهم. وأنا أقول لكم اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية. الأمين في القليل أمين أيضاً في الكثير والظالم في القليل ظالم أيضاً في الكثير. فان لم تكونوا أمناء في مال الظلم فمن يأتمنكم على الحق. وأن لم تكونوا أمناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم. لا يقدر خادم أن يخدم سيدين لأنه أما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر لا تقدرون أن تخدموا الله والمال.”

رأينا في الإصحاح السابق إشتياق الله لرجوع كل خاطئ، هنا يشرح السيد أن كل خاطئ يلزمه أن يتصرف بحكمة ليغتصب الملكوت. وأن الحياة العتيدة هي ثمرة ونتيجة للحياة الحاضرة. والله أعطانا وزنات كالمال مثلاً يمكننا أن نستخدمه بأنانية، ويمكننا أن نستخدمه بحكمة فنغتصب الملكوت. ونفس المفهوم نجده في مثل لعازر والغني في نفس الإصحاح.

وكيل الظلم= سماه السيد هكذا فهو كان يبذر أموال سيده وثانياً فهو حينما عرف أن سيده سيطرده غير الصكوك وبهذا تسبب في خسارة ثانية لسَيِّده. والسيد قطعاً لا يمدحه على هذا، بل يمدحه لأنه فكر في مستقبله، فهو قد إشتري أصدقاء (هم المديونين لسيده)، وهؤلاء يمكن أن يستفيد منهم بعد طرده من وكالة سيده. وهو إشتراهم بالمال الذي كان بين يديه، الذي إستأمنه سيده عليه. هذا الوكيل يشير لمن بدد المواهب والوزنات التي أعطاها الله له على شهواته.

مال الظلم= هو المال الذي بين أيدينا، لكن لماذا أسماه السيد هكذا؟

1)  هو مال من هذا العالم الظالم الشرير، مهما حصلنا عليه بالحلال.

2)  توزيع الأموال ظالم في هذا العالم، فكم من إنسان لا يعمل ويملك الكثير، وهناك من يكد ويجتهد ولا يملك شيئاً.

3)  هو مال ظلم لأنه يجعل الناس تعبده تاركة الله، وهو إذا إبتغاه أحد ضل عن الإيمان، وهو سيد قاسٍ يستعبد الناس.

4)  هو خادع يوهم الناس بالسعادة ولكنه لا يعطيها.

5) الأصل أن كل الأموال هي لله وأنا وكيل عليها، فإذا أعتبرتها ملكاً لي، أصرف منها على ملذاتي فقط، فأنا بهذا أصبح مبذراً في أموال الله، وأصير بهذا وكيل ظلم، ولكن إن تصرفت فيها بطريقة ترضى الله فتتحول إلى أموال مقدسة. فهو مال ظلم لأننا ننسب ما لله لنا، أي نغتصب حق الله.

 

كيف نرضي الله بأموالنا؟

هناك فقراء ومحتاجين، هؤلاء هم مديوني السيد. وكل هؤلاء ليس لديهم ما يأكلونه وما يلبسونه، فلنصرف على هؤلاء فيشهدون لنا في السماء، أليس هؤلاء هم إخوة الرب. وبهذا صاروا أصدقاء لنا. وبهذا صارت أموالنا سماوية، وصار لنا كنزاً في السماويات ينفعنا حين نغادر هذا العالم. هذه هي الحكمة المطلوبة منّا أن يكون لنا أصدقاء سماويين نشتريهم بالأموال التي بين أيدينا عوضاً عن أن نبددها على ملذاتنا وشهواتنا في عالم سنتركه إن آجلاً أو عاجلاً. إنسان غني= هو الله صاحب كل المواهب، يعطي لكل منا موهبة (1بط10:4). وكيل= الله يعطي كل منا مواهب وأموال وسيطلب حساباً عن كل ما أعطانا. يبذر أمواله= نفس ما قيل عن الإبن الضال (13:15). إعط حساب وكالتك= هذا ما سنسمعه يوم الدينونة. لا تقدر أن تكون وكيلاً بعد= أي ستترك هذه الحياة. قال الوكيل في نفسه= هذه مثل ما قيل عن الإبن الضال “فرجع إلى نفسه”. ماذا أفعل= لقد صحا الوكيل من غفلته، وبدأ يفكر في إصلاح حاله. أنقب= أسرق وقد تعني حفر الأرض للزراعة. أستعطي= أتسول. وهذا الوكيل لن يستطيع أن يعمل كعامل زراعة أو يتسول أو يسرق. ولنلاحظ أنه في يوم الدينونة لن يصلح أن نسرق أو نجاهد ونعمل فلا عمل يصلح هناك أو نستعطي من القديسين، فالعذارى الحكيمات لم يعطين للجاهلات شيئاً من زيتهن. بث= 40لتر. كر= 350كجم تقريباً. كم عليك= هو يعلم ولكنه يسأل المديون حتى يشعره بأنه يسدي له معروف. أبناء هذا الدهر= هم المتعلقون بأمور الدنيا ولا نصيب لهم في الأبدية (أولاد العالم). أبناء النور= هم أبناء الإيمان الذين يسيرون في نور الكتاب ولهم الأبدية (أولاد الله). المظال الأبدية= عبارة مستعارة من الأعياد اليهودية مقصود بها دار الخلود. إذاً المسيح في هذا المثل لا يقصد تطبيقه من كل الجوانب، فقطعاً هو لا يريدنا أن نسرق، ولكن هو يريد أن نحول أموالنا لتصير لنا رصيد سماوي. أن تكون لنا النظرة المستقبلية وليس النظرة المحدودة بهذا العالم.

أبناء هذا الدهر أحكم= هم دائماً يفكرون في الغد، ويستثمرون أموالهم لتكون ضماناً لمستقبلهم، فهل نفكر في مستقبلنا الأبدي كأبناء نور وبهذا نصير حكماء، ولا تضيع فرصتنا في السماء. ونستطيع تطبيق المثل ليس فقط على الأموال بل على الوقت والصحة والتعليم والذكاء.. وكل ما أعطاه الله لنا، فهناك من لديه وقت فراغ.. فماذا يعمل به، هي يتسكع في الطرقات والنوادي، أم هو يضيع وقته في خدمة الكنيسة فيصير له شفيع الكنيسة صديقاً سماوي. وهناك من أعطاه الله صحة، ففي ماذا يصرف صحته؟ هناك من يستغل صحته في إفتقاد المرضى والمساكين والبعيدين عن الله.. وهكذا.

 

(آية10): القليل هو مال الظلم هو الثروة الزمنية. والأمين في القليل= هو من لا يبدد ماله على ملذات الدنيا وشهواته، بل يعطيه للمحتاج. أمين أيضاً في الكثير= أي العطايا الروحية. فالأمين مع الناس سيكون أميناً مع الله. لذلك يعطيه الله بغنى من هباته الإلهية ما يزين نفسه وتعطيه جمالاً ربانياً، نكون متشبهين بالله، ومن كان أميناً مع الله على الأرض في مال الظلم يستأمنه الله على الكثير الذي هو المجد الأبدي.

 

(آية11): هنا يتضح أن مال الظلم هو القليل في الآية السابقة. ولاحظ أن السيد الرب يضع في مقابله كلمة الحق، وذلك لأن المال باطل، فهو غير حقيقي، هو موجود اليوم، وغير موجود غداً، ولا تستطيع أن تأخذه معك إلى العالم الآخر، بينما العطايا السماوية والفضائل، هذه تستمر معنا في السماء.

 

(آية12): ما هو للغير= الغير هم الفقراء، فإن لم نكن أمناء معهم فيما بين أيدينا من مال الظلم، فالله لن يعطينا ما هو لنا من البركة والسلام والفرح والرجاء.. أما لو أعطيت ما عندك للفقراء سكب الله عليك من غني مجده.

 

(آية13): هنا يضع السيد حداً فاصلاً بين قبول تبعيته والإرتباط بمحبة المال. الله ليس ضد الغنى، فإبراهيم وإسحق ويعقوب كانوا أغنياء، والله لم يكن ضدهم، بل الله ضد عبادة المال، أي يصير المال هدفاً وإلهاً يُعبَدْ، أو أداة للملذات والترف الزائد بينما الفقراء في جوع وحرمان. وعبادة المال تعني أن يظن الإنسان أن المال فيه ضماناً للمستقبل. فالله وحده القادر على ذلك.

 

الآيات (14،15): “و كان الفريسيون أيضاً يسمعون هذا كله وهم محبون للمال فاستهزأوا به. فقال لهم انتم الذين تبررون أنفسكم قدام الناس ولكن الله يعرف قلوبكم أن المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله.”

طبعاً من يحب المال لن يعجبه كلام السيد المسيح الذي قاله. الله يعرف قلوبكم= لن تستطيعوا أن تخدعوا الله كما تخدعون الناس إذ هم يتظاهرون بالبر والقداسة وهم عبيد المال.

المستعلى عند الناس هو رجس عند الله= ما ترونه أنتم أنه حسنٌ كالمال هو رجس عند الله. والتقوى الظاهرية التي هي صالحة في نظركم هي رجس عند الله (فهم يصومون ويصلون ليراهم الناس وهذا في نظر الله رياء ورجس) ومحبتهم للمال بالطبيعة ساقتهم للكبرياء فكلما إزدادت أموالهم تكبروا بزيادة، فإذا أضيف إلى محبة المال برهم الذاتي، يزداد كبريائهم وكل مستعلى متكبر هو رجس عند الله.

 

آية16:         راجع كتاب إنجيل متى (مت12:11،13)

آية17:                 راجع كتاب إنجيل متى (مت18:5)

آية18:                 راجع كتاب إنجيل متى (مت1:19-12)

هذه الآيات سبق شرحها ولكن ما مناسبة ذكرها هنا الآن؟

كان الفريسيون يعظمون ناموس العهد القديم، والمسيح هنا يشرح أن هذا الناموس كان لتهيئة الناس لنظام أكمل، والمعمدان أيضاً جاء ليعد الطريق لهذا النظام الجديد. الناموس والأنبياء إلى يوحنا= تعاليم العهد القديم كانت حتى يوحنا. من ذلك الوقت= أي بعد يوحنا المعمدان ويعني بشارة المسيح= يبشر بملكوت الله. إذا الناموس كان وقتياً، ولكن الناموس لا يمكن أن يبطل فهو رمز للخيرات العتيدة وظلها، وهو شاهد بنبواته ورموزه للمسيح، وهدف الناموس والنبوات هو المسيح، وهو يعلن إحتياجنا المستمر للمسيح. وكان ظهور المعمدان إيذاناً بظهور المسيح، وها قد أتى المسيح وها ملكوت الله أمامكم، الذي شهد عنه ناموسكم وشهد عنه المعمدان لكنكم عميان، لقد أدرك العشارون والخطاة هذا الملكوت وها هم يتزاحمون للدخول لهذا الملكوت، كل منهم يبذل جهده ويحتمل الصعاب ويغصب نفسه في سبيل هذا الملكوت الذي صار واضحاً لهم، والذي بدأ المسيح يبشر به، وكل ما يبذل جهداً ويغصب نفسه (بالإمتناع عن خطاياه القديمة وتركها) يفعل هذا عن طيب خاطر عالماً أنه سيفوز بأمجاد لا تقاس بجانب تلك المصاعب والمشقات.

زوال السماء.. أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس= أصغر تعليم في الناموس لن يتغير. فيلزم الخضوع للناموس وليس كما فعل أبائهم. ففي كلام السيد عن الطلاق كان يشرح لهم أنهم بحسب تعاليم شيوخهم أباحوا الطلاق لأتفه الأسباب فبعض أبائهم سمحوا بالطلاق لو الزوجة كان طعامها سيئاً، وهم يدعون أنهم يكرمون الناموس ولكنهم بإباحتهم الطلاق فهم قد حرضوا الناس على الزنا، وخالفوا الناموس (راجع ملا10:2-16) فقوله هنا أن الله يكره الطلاق فكيف سمحوا لأنفسهم بإباحته. خصوصاً أن ما جمعه هو الله. فالله هو الذي شرع الزواج “يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته” (تك24:2)

معنى كلام السيد هنا أنه، أنتم أيها الفريسيون تتهمونني بأنني ضد الناموس. والعكس هو الصحيح. فأنتم الذين كسرتم الناموس. أما أنا فكصاحب وواضع الناموس لا أكسره.

 

الآيات (19-31):              (مثل لعازر والغني)

الآيات (19-31): “كان إنسان غني وكان يلبس الأرجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفها. وكان مسكين اسمه لعازر الذي طرح عند بابه مضروباً بالقروح. ويشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني بل كانت الكلاب تأتى وتلحس قروحه. فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم ومات الغني أيضاً ودفن. فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب ورأى إبراهيم من بعيد ولعازر في حضنه. فنادى وقال يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب. فقال إبراهيم يا ابني اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا والآن هو يتعزى وأنت تتعذب. وفوق هذا كله بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت حتى أن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون إلينا. فقال أسألك إذاً يا آبت أن ترسله إلى بيت أبي. لأن لي خمسة اخوة حتى يشهد لهم لكي لا يأتوا هم أيضاً إلى موضع العذاب هذا. قال له إبراهيم عندهم موسى والأنبياء ليسمعوا منهم. فقال لا يا أبي إبراهيم بل إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون. فقال له إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون.”

هنا صورة أخرى لنهاية إنسان أساء إستخدام أمواله. فهو أنفق أمواله فيما لا يفيد (الأرجوان والبز والتنعم مترفهاً) كل يوم= استمراره في شهواته. ولعازر (الله يعين= هذا معنى إسمه، فالله يعين من ليس له أحد يعينه) المسكين لا يجد سوى الفتات الذي يُلقي عند الباب، ولا أحد يعتني بقروحه بل تلحسها الكلاب. ولاحظ النهاية فيقال عن الغني أنه مات ودُفِن، أي نهايته التراب، أمّا لعازر فقد حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. في لحظة لم يَعُدْ الغني يرى كل مشتهياته. وفي لحظة ترك لعازر المسكين كل آلامه وتمتع بحمل الملائكة له، وتمتع بحضن إبراهيم في السماء وللأبد. أمّا إسم الغني فلم يُذكر لعدم أهميته.

وحملته الملائكة= فالملائكة الذين يفرحون بتوبتنا (لو10:15) يأتون لإستقبالنا ولكي يحملونا إلى السماء. وبنفس المفهوم تصلي الكنيسة في صلاة الغروب قائلة للعذراء “وعند مفارقة نفسي من جسدي إحضري عندي” فالقديسين يأتون ليستقبلوا نفوس الأبرار ويصعدوا معهم إلى السماء. رفع عينيه= فهو في مكان سفلي أما لعازر ففي مكان مرتفع سامٍ (معنوياً). كان إنسان غني.. وكان مسكين إسمه لعازر= في الحياة يذكر إسم الغني أولاً. لكن السيد لا يذكر إسمه فهو كان وكيل ظلم غير حكيم فمات المسكين.. ومات الغني= في الموت ذُكِرَ إسم لعازر أولاً فهو ذهب للسماء. لقد تغيرت أماكن الكرامة والإحتقار في السماء.

هناك رأيين في مثل الغني ولعازر:-

1-   أنها قصة حقيقية بدليل ذكر السيد لإسم الفقير.

2- أنها قصة رمزية، وإسم لعازر هو رمزي بمعنى أن الله يعين المساكين، ويعني أن المسيح يعرف الفقراء بالإسم فهم إخوته.

ونلاحظ أن السيد المسيح لم يذكر أي خطايا للغني سوى أنه عاش لنفسه وأهمل الفقير الذي على بابه. فالغني ليست خطيته ولكنه قسوته.

ونلاحظ أن الفقر ليس سبباً كافياً لدخول السماء، فالفقير الذي يجدف على الله، أو الذي يتذمر لاعناً فقره والزمن الذي جعله فقيراً، أو الفقير الذي يشتهي الغني ويحسد الأغنياء.. هؤلاء لن يدخلوا السماء. لكن لعازر يرمز لمن يحتمل آلامه بشكر والله يعينه عليها.

آلام لعازر

1- فقيراً جداً           2- ضعيف جسدياً ومن ضعفه هو غير قادر على طرد الكلاب (يقال أن ما عملته الكلاب كان يخفف آلامه)   3- لا أحد يعوله              4- عدم إكتراث الغني به بالرغم من ترفه الشديد.

5- مقارنة حاله بحال الغني 6- أكله من الفتات الملقي.

لكنه بالرغم من هذا لم يشتكي ولم يتذمر ولم يجدف على الله لذلك أستحق أن تحمله الملائكة للسماء.

حضن إبراهيم= كناية عن راحة المطوبين، في نفس مكان إبراهيم، مكان الشرف والبنوة.

  • كان ملاكاً واحداً قادراً على حمله، ولكن جاءت ملائكة تعبيراً عن فرحتها به.
  • بعد خروج النفس مباشرة تدخل إمّا للفردوس أو للجحيم ونلاحظ:

1-   ذلك يحدث بعد الخروج مباشرة (وليس بعد صلاة يوم الثالث).

2-   هناك مكانين فقط (الفردوس والجحيم) وليس هناك ما يسمى المطهر.

3-   تعرف النفس مصيرها بعد الخروج. ولكن المجد والعقاب في اليوم الأخير.

  • ليبل طرف إصبعه= هذا دليل على العذاب، ولكن لا يمكننا فهم طبيعة العذاب تماماً، فنحن لا ندرى ما هو الحال الذي ستكون أجسادنا عليه حينئذ ولاحظ أن من كان يأكل الفتات، هو الآن في نعيم، ومن كان في نعيم لا يجد قطرة ماء. وأخيراً صار الغني شحاذاً.
  • هوة عظيمة= هذه تعني أن أحكام الله عادلة ونهائية لن تتغير وللأبد.
  • إستوفيت خيراتك في حياتك= إن كنت قد فعلت أي عمل صالح فلقد أخذت أجرك أثناء حياتك على الأرض.
  • أسألك يا أبتِ أن ترسله= هذه موجهة لمن ينكرون الشفاعة، فإن كان الغني الشرير في الجحيم يتشفع في أهله في الأرض، وهو الذي كان بلا محبة في حياته. فهل ينكرون هذا على الملائكة والقديسون المملوئين حباً والذين يفرحون بتوبتنا.
  • نستنتج من المثل أن النفوس تعرف بعضها فالغني عرف لعازر، بل عرف إبراهيم الذي لم يراه على الأرض. والنفس تتذكر ما كان على الأرض.
  • إقامة ميت لن تكون سبباً في توبة أحد، فالمسيح أقام لعازر واليهود فكروا في قتله. لكن الكتاب المقدس له قوة تأثير على النفوس أكثر من إقامة ميت= موسى والأنبياء. وفي الكتاب المقدس ما يكفي ليقودنا للخلاص دون معجزات.

فاصل

إنجيل القديس لوقا: 1234567891011 12131415161718192021222324 

تفسير إنجيل القديس لوقا: مقدمة123456789 101112131415161718192021222324 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى