تفسير سفر التكوين ٣٦ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح السادس والثلاثون
لماذا إهتم الكتاب بذكر قوائم نسل عيسو؟
- جاءت القوائم مختصرة حتي يمكن للمؤمن أن يتفهم الأحداث الواردة بعد ذلك عبر العصور بمعرفته لأصل كل شعب أو أمة. وليظهر أن الكتاب المقدس ليس أساطير ولا قصص مؤلفة لكن أشخاصه قد ظهروا في التاريخ فعلاً. ويظهر من إهتمام الكتاب بنسل شخص مرفوض مثل عيسو، أن البشرية كانت كلها جسد واحد وقد مزقته الخطية فصار الجسد الواحد شقين الأول القديسين الذين اختاروا الله والثاني الأشرار الذين إختاروا العالم.
- الكتاب يذكر نسل عيسو ليظهر أن الله بارك فيه وأنه أثمر وتحققت وعود الله لإبراهيم وإسحق. فهذه البركات لعيسو كانت بسبب أبويه القديسين. وكانت وعود الله لهما أن منهما يخرج ملوك ورؤساء ويكون نسلهم كنجوم السماء وتراب الأرض. وفيه تحقيق لقول الله لرفقة “في بطنك أمتان” فها نحن نري أن عيسو قد أصبح أمة كبيرة.
- يتم هنا التركيز علي عيسو لأنه سيتركه تماماً بعد ذلك ويتفرغ الكتاب لنسل يعقوب.
- يظهر هنا أن نسل عيسو قد إمتلك الأرض وأما يعقوب وأولاده فقد ظلوا مشردين بل مستعبدين في مصر مئات السنين متغربين في الأرض لكن علي رجاء ميراث أرض الميعاد وهذا رمز لأن الكنيسة تحيا في العالم متغربة علي رجاء ميراث الحياة الأبدية. أما الغرباء عن الله يمتلكوا في هذه الأرض سريعاً ويصيروا ملوكاً. ولا عجب فإبليس رئيس هذا العالم.
- مما سبق نري أننا كمؤمنين نفضل أن نحيا كغرباء علي رجاء ميراث أورشليم السماوية عن أن نرث ونملك في جبل سعير أي العالم.
- يأتي الحديث عن عيسو قبل أن يحدثنا الكتاب عن يوسف كرمز للمسيح. فكما قال بولس الرسول “لكن ليس الروحاني أولاً بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني 1كو 44:15-50”..
- أدوم في صراعه منذ البطن مع يعقوب يشير للصراع القديم بين نسل الحية ونسل المرأة، بين إبليس وبين أولاد الله. ونجد أن أدوم كثيراً ما حاول أن يعترض مسيرة أولاد الله وهذا ما يصنعه إبليس الذي هو قتال للناس منذ البدء. فهو يحاول دائما أن يعترض مسيرة معاملات الله مع أولاده.
- وقد سبق أن ذكرت أسماء نساء عيسو في (تك 34:26، 35+28: 9). ونجد هنا إختلاف في الأسماء بين ما سبق وما ورد هنا والسبب هو حمل الأشخاص لأكثر من اسم وهذه كانت عادة سائدة بين الرجال والنساء. فعيسو هو أدوم. وساراي هي سارة وأبرام هو إبراهيم. وبولس هو شاول وبطرس هو صفا وهو سمعان… الخ وربما أن عيسو هو الذي أطلق علي زوجاته الأسماء الجديدة.
” 2 اخذ عيسو نساءه من بنات كنعان عدا بنت ايلون الحثي واهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحوي “
عدا بنت إيلون الحثي هي بسمة (34:26). وأهوليبامة بنت عني هي يهوديت ووالدها عني هو بيري. لأن بيري تعني صاحب بئر فهو الذي وجد الينابيع الحارة في البرية (أية 24) والينابيع الحارة سميت هنا الحمائم. ونجد هنا مرة أنه يذكر الحويين ومرة الحثيين. وهذا بسبب المصاهرات بينهم فعني الحوي هو بيري الحثي لأن أبوه حوي وأمه حثية. والحويين والحثيين من القبائل المتناسلة من كنعان (17،15:10).
” 3 وبسمة بنت اسماعيل اخت نبايوت “
بسمة بنت إسمعيل هي محلة أخت نبايوت (9:28)
ملحوظات
- نسل عيسو نجد منهم الكثير ملوك وامراء هم ملكوا قبل أن يقوم ملك من بني أسرائيل : قبلما ملك ملك لبني إسرائيل : فما ليس من الله يفرخ ويزدهر سريعاً أما ما هو من الله فينمو بالتدريج وببطء وفي نهاية الأمر يزهر ويثمر ويدوم ثمره للأبد. وموسي كتب هذه الأية بالإيمان فهو يؤمن بوعد الله لإسرائيل “وملوك سيخرجون من صلبك 11:35” هو كتبها قبل عصر الملوك بمئات السنين. وأما النقاد الذين لا يفهموا معني الإيمان فقالوا إن هذه العبارة أضيفت بعد عصر الملوك.
- إذ إغتني كلا من عيسو ويعقوب ولم تعد الأرض تحتملهما معاً. سكن يعقوب في أرض كنعان ميراث أبائه حيث وعده الله. أما عيسو فإرتحل إلي بلاد سعير التي كانت تمتد من البحر الميت إلي خليج العقبة وهي تضم سلسة من الجبال بها مناطق وعرة وبها أيضاً مناطق زراعية.
- سعير إسم لعيسو بكونه مملوء شعراً.ويقول البعض بل هو إسم للمنطقة الموجود بها أشجار كثيرة فتشبه الأرض الجسد المشعر.
- رؤساء القبائل أسماهم الكتاب أمراء. وجاءت الكلمة العبرية بمعني رؤساء ألوف فهم شيوخ قبائل.
سفر التكوين – أصحاح 36
تفاسير أخرى لسفر التكوين أصحاح 36
تفسير تكوين 35 | تفسير سفر التكوين القمص أنطونيوس فكري |
تفسير تكوين 37 |
تفسير العهد القديم |