تفسير سفر اللاويين ١٩ للقمص تادرس يعقوب ملطي
الأصحاح التاسع عشر
القداسة والمعاملات
إذ تحدث عن الإمتناع عن الزيجات المحرمة والعلاقات الجسدية الخاطئة، يحدثنا هنا عن ترجمة الحياة المقدسة عمليًا خلال علاقتنا بالله والوالدين والإخوة حتى في تصرفاتنا مع الحيوانات والنباتات.
1. علاقتنا بالله القدوس [1-2].
2. إكرام الوالدين [3].
3. حفظ السبت ورفض الوثنية [3-8].
4. شرائع خاصة بالحصاد [9-10].
5. شرائع خاصة بالإخوة [11-18].
6. شرائع خاصة بالحيوانات والزراعة [19].
7. شريعة السقوط مع جارية [20-22].
8. شريعة بكور الأشجار [23-25].
9. أحكام عامة [26-27].
1. علاقتنا بالله القدوس:
“وكلم الرب موسى قائلاً: كلِّم كل جماعة بني إسرائيل وقل لهم: تكونون قديسين لأنيّ قدوس الرب إلهكم” [1-2].
الله هو سرّ قداستنا، إذ ندخل معه في شركة بثبوتنا في الإبن القدوس بواسطة روحه القدوس الساكن فينا نحمل سماته فينا فنحسب قديسين. وكأن القداسة ليست امتناعًا عن الشر فحسب ولا حتى مجرد ممارسة لأعمال فاضلة إنسانية، إنما هي قبول لله القدوس وتمتع به، فنحمل سماته هبة من عندياته. القداسة هي هبة الله القدوس لأولاده، إذ يقول: “لأجلهم أقدس أنا ذاتيّ ليكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق” (يو 17: 19).
أدرك القديس أغسطينوس هذه القداسة كهبة إلهية ننعم بها خلال تمتعنا بالقدوس ذاته خاصة خلال مياه المعمودية، لذا قال: [بالبر الذي تهبني إياه أصير بارًا، فليكن برّي هو برك لأنك تهبني إياه[237]]. كما يقول: [الذي نال نعمة القداسة ونعمة المعمودية وغفران الخطايا (1 كو 6: 11)… يقول لإلهه، إنيّ قديس لأنك تقدسني، ليس لأن القداسة هي من عندي، إنما لأني تقبلتها، ليس لأني أستحقها إنما أنت وهبتني إياها[238]]. وأيضًا: [إن كان كل المسيحيين المؤمنين الذي يتعمدون يلبسونه كقول الرسول: “لأن كلكم (كثيرين) الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” (غلا 3: 27)، إن كانوا قد صاروا أعضاء في جسده ومع هذا يقولون إنهم ليسوا قديسين فإنهم يسيئون إلى الرأس الذي هم أعضاؤه وغير مقدسين. أنظروا أين أنتم ومن هو رأسكم فتنالون كرامة[239]]. بأكثر وضوح يقول: [تقديس المسيحي يتحقق بالمسيح نفسه، فهو قوة التقديس لله فيه… لذلك يتم التقديس في المعمودية وهناك ينتعش ويتلألأ[240]].
يقدم لنا العلامة أوريجانوس مفهومًا للتقديس من جانب آخر، إذ يرى أن التقديس يعني تكريس الإنسان بكليته لحساب مملكة الله، حتى الأمور الزمنية إنما تتقدس بتقديمها للرب، معطيًا لذلك أمثلة أن البكور التي تقدس للرب إنما تُسلم له، والملابس الكهنوتية الأواني المقدسة وأدوات الهيكل أو الخيمة تتقدس بمعنى أنها لا تستخدم إلاَّ في خدمة الرب… وهكذا الإنسان المقدس إنما يكون بكل طاقاته وإمكانياته وكل نسمات حياته لحساب مملكة النور. إنه يقول: [إن فهمنا بأي معنى يكون الحيوان (الذبيحة) والأشياء والملابس مقدسة يمكننا بمنطق جيد أن نفهم الإنسان كقديس. بالحقيقة يلزمنا أن نكرس أنفسنا للرب ولا ننشغل بأي عمل علماني حتى نرضي من جندنا (2 تي 2: 4). لنبتعد عن الذين يعيشوا جسديًا ويتمسكون بالزمنيات ولننفصل عنهم، إذ قيل: “إهتموا بما فوق لا بما على الأرض” (كو 3: 1-2)، بهذا نستحق أن نحسب قديسين… يجب أن نتجنب “كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب تعليم (الرسولي) الذي أخذه منا” (2 تس 3: 6)، وكما قيل: “إعتزلوا إعتزلوا أخرجوا من هناك لا تمسوا نجسًا، أخرجوا من وسطها، تطهروا يا حاملي آنية الرب” (إش 52: 11، رؤ 18: 4). إبتعدوا عن الأرضيات، أتركوا شهوات العالم “لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم” (1 يو 2: 16). لتترك هذا كله ولتكرس نفسك للرب… هذا ولا يقصد بالإعتزال ترك المكان إنما ترك الأعمال، فلا نترك الموضع إنما نغير طريقة الحياة. فإن كلمة قدوس باليونانية hagiosتعني الإرتفاع فوق الأرضيات. فمن يكرس نفسه للرب يظهر فوق الأرض والعالم، ويمكنه أن يقول وهو بعد سالكًا على الأرض: “لنا مدينة في السماء“[241]].
2. إكرام الوالدين:
جاءت الوصية “تهابون كل إنسان أمه وأباه” [3] مباشرة بعد قوله: “تكونون قديسين لأنيّ قدوس الرب إلهكم” [2]، وكأن أول علامات القداسة تظهر في حياتنا العملية خلال علاقتنا بأبينا وأمنا، فإن الأبوة والأمومة تمثلان أبوة الله وأمومة الكنيسة.
إحتلت وصية إكرام الوالدين مكانًا في الوصايا العشرة (خر 20: 12)، كما في مواضع كثيرة، وكما يقول الرسول بولس إنها وصية بوعد (أف 6: 2).
في الوصية الخامسة جاء الأب قبل الأم، وهنا يذكر الأم أولاً، ليعلن المساواة بين الأب والأم وعدم التحيز لطرف على حساب الآخر، بل تكون كرامتهما واحدة في عيني الإبن أو الإبنة.
3. حفظ السبت ورفض الوثنية:
إهتم الرب بحفظ السبت كوصية إلهية (خر 20: 8)، وكعهد بين الله وشعبه، علامة راحة الله في شعبه وراحة الشعب في إلهه وحده، لذلك فإن السبت يعتبر عيدًا أسبوعيًا له طقسه الخاص، نتحدث عنه في الأصحاح الثالث والعشرين إن شاء الرب وعشنا.
حذرهم الرب أيضًا من الإلتفات إلى الأوثان أي الإهتمام بها [4]، أو صنعها، وتقديم ذبائح لها… هذه الوصية تقدم لنا حتى لا نقيم لأنفسنا آلهة نتعبد لها، سواء كانت هذه الآلهة هي بطوننا أو كرامتنا أو غنانا أو شهوة جسدية! ليته لا يحتل القلب آخر غير الرب، له وحده نتطلع وإياه نشتاق ونتعبد.
أوصاهم أيضًا أن يأكلوا ذبيحة السلامة يوم ذبحها أو في اليوم الثاني، أما ما يتبقى في اليوم الثالث فيحرق بالنار[6]… وكما سبق فقلنا أن هذا التصرف يُشير إلى قبولنا الرب القائم من الأموات في اليوم الثالث. بقاء الذبيحة بعد ذلك يعرضها للفساد، وإذ هي تُشير للمسيح يسوع الذبيح القائم من الأموات فإن جسده لم يصبه فساد.
4. شرائع خاصة بالحصاد:
“وعندما تحصدون حصيد أرضكم لا تكمل زوايا حقلك في الحصاد، ولقاط حصيدك لا تلتقط” [9]. هذه الوصية تمس حياة المؤمن نفسه، فإذ يحمل في قلبه إتساعًا نحو إخوته المحتاجين والغرباء يقدم لهم من الحصاد دون إحراج لمشاعرهم، فيطلب من الحصادين أن يتركوا زوايا الحقل بلا حصاد ولا يلتقطوا ما يسقط من الحزم من سنابل أثناء نقلها، حتى لا يتحرج المسكين أو الغريب، إذ يدخل الحقل ليجد في جوانبه ما يستطيع حصاده دون خجل أو يلتقط الساقط من الحصادين كما فعلت راعوث الموآبية.
كأن هذه الوصية تحثنا لا على العطاء للفقراء والمساكين بل بالأكثر على عدم مس كرامتهم أو جرح مشاعرهم، فنعطيهم حبًا من القلب قبل أن نعطيهم طعامًا أو كساءً لذلك يقول الحكيم: “المستهزئ بالفقير يعيّر خالقه” (أم 17: 5).
بنفس الروح يقول: “كرمك لا تعلله” [10]، أي لا تجمعه عدة مرات حتى تجرد الكروم من كل ثمارها فلا يجد الغريب أو الفقير نصيبًا. وقد جاءت الترجمة السبعينية “لا تعد إلى خصاصة الكرم“، أي لا تجني الفضلات الباقية. يقول أيضًا “ونثار كرمك لا تلتقط“ بمعنى ما يسقط من الأشجار على الأرض طبيعيًا أو خلال الجني أتركه للمساكين والغرباء.
5. شرائع خاصة بالأخوة:
بعد أن حدثنا عن علاقتنا بالله نفسه وبالوالدين والمساكين والغرباء قدم لنا دستورًا يمس علاقتنا بالإخوة، أهم بنوده:
أ. “لا تسرقوا” [11]: جاءت الوصية صريحة “لا تسرق” (خر 20: 15)، فالمؤمن الحقيقي ليس فقط لا يسرق ما هو للآخرين إنما يشتاق أن يقدم ما لديه للآخرين، إذ يقول الرسول: “لا يسرق السارق فيما بعد بل بالحرى يتعب عاملاً الصالح بيديه ليكون له أن يعطي من له احتياج” (أف 4: 28). إنه يحمل روح سيده الذي يتعب ليهب شبعًا لكل محتاج، وراحة لكل نفس متعبة!
ب. “ولا تكذبوا” [11]: يقول القديس يوحنا كليماكوس: [الكذب يدمر المحبة، واليمين الكاذبة إنكار لله[242]]، [الطفل لا يعرف شيئًا عن الكذب وكذلك النفس المنزهة عن الشر[243]].
ج. “ولا تغدروا أحدكم بصاحبه” [11]: يقصد بالغدر الخيانة بكل صورها وعدم انفتاح القلب بالحب للآخرين، كما غدر قايين بأخيه هابيل (تك 4: 8)، وأخوة يوسف بأخيهم (تك 37)، ويهوذا بمعلمه السيد المسيح (مت 26: 47-49). يقول القديس يوحنا الدرجي: [إن حقدت فاحقد على الشياطين، وإن عاديت فعاد (شهوات) جسدك كل حين[244]]، [متوحد حقود يشبه أفعى في وكرها تحمل سمًا مميتًا في داخلها[245]].
د. “لا تحلفوا بإسمي للكذب، فتدنس إسم إلهك” [12]. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إن أورشليم مدينة الله التي حملت في داخلها الهيكل وتابوت العهد وتمتعت بالأنبياء ومواعيد الله هلكت خلال القسم الباطل[246]]. وقد جاءت الوصايا العشر تنهي عن القسم الباطل (خر 20: 7)، سمحت بالقسم في العهد القديم علامة إعتزاز الشعب بالإله، وحتى لا يقسم بالآلهة الوثنية، لكنها شددت ألا يكون باطلاً، أما وقد جاء السيد المسيح فنهى عن القسم تمامًا، قائلاً: “ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو شرير” (مت 5: 37).
هـ. “لا تغصب قريبك ولا تسلب، ولا تبت أجرة أجير عندك إلى الغد” [13]. هكذا تحذرنا الشريعة من اغتصاب حقوق الأخوة وسلبهم ما لهم سواء كان أمرًا ماديًا أو معنويًا… وقد قدم نوعًا من الظلم الذي قد يحدث عفوًا، كأن يؤجل إنسان أجرة الأجير إلى اليوم التالي بينما يكون هذا العامل وعائلته في عوز للأجرة. كأن الظلم لا يقف عند سلب مال الإنسان وإنما حتى تأخير إعطائه حقه يُحسب ظلمًا وسلبًا وسرقة! في وضوح يقول: “لا تظلم أجيرًا مسكينًا وفقيرًا من أخوتك أو من الغرباء الذين في أرضك في أبوابك، في يومه تعطيه أجرته ولا تغرب عليها الشمس لأنه فقير وإليها حامل نفسه لئلا يصرخ عليك إلى الرب فتكون عليك خطية” (تث 24: 14-15)، وقد ندد معلمنا يعقوب بالسالبين حقوق العمال والأجراء بقوله: “هوذا أجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم المنجوسة منكم تصرخ وصياح الحصادين قد دخل إلى أذنيّ رب الجنود” (يع 5: 4).
و. “لا تشتم الأصم، وقدام الأعمى لا تجعل معثرة، بل إخش إلهك، أنا الرب” [14].
يقدم نوعًا آخر من الظلم يقوم على استغلال ضعف الآخرين عوض مساندتهم، فنشتم الأصم الذي لا يسمع ليدافع عن نفسه، ونعثر الأعمى عوض إقامته من العثرة، وقد اعتبر الرب هذه الإهانات موجهة له شخصيًا، إذ هو أب المساكين والمعتازين والمعوقين، إذ يقول “بل إخش إلهك“.
لعله يقصد بالأصم الذي نشتمه، ذاك الذي نغتابه من خلف فلا يسمع إساءتنا له، والأعمى الذي نضع أمامه العثرة الضعيف روحيًا الذي ندينه ونحطمه عوض مساندته بروح الرجاء وإقامته من ضعفه.
يحذرنا القديس مقاريوس الكبير عن شتم الأصم مطالبًا إيانا بالهروب من كلمة النميمة، قائلاً: [إحفظوا ألسنتكم وذلك بأن لا تقولوا على إخوتكم شرًا، لأن الذي يقول على أخيه شرًا يغضب الله الساكن فيه. ما يفعله كل واحد برفيقه فبالله يفعله[247]]. ويقول القديس جيروم: [إذا سمعت أحدًا يثلب غيره إهرب منه كهروبك من حية سامة، حتى يخجل ويتعلم ألا يتكلم بهذا مرة أخرى[248]].
أما عن عدم وضع معثرة للأعمى فيقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يليق بنا أن نضع زيتًا مرطبًا على جراحات الضعفاء لا مواد ملتهبه تزيد آلامهم].
ز. لا ترتكبوا جورًا في القضاء، لا تأخذوا بوجه مسكين، ولا تحترم وجه كبير، بالعدل تحكم لقريبك” [15]. يليق بنا أن نحكم بالعدل بغير ظلم، فالمسكين لا يشفع فيه فقره لنحابيه، والغني لا يسنده غناه وجاهه لنجامله.
ط. “لا تسع في الوشاية بين شعبك، لا تقف على دم قريبك، أنا الرب” [16].
يقصد بالوشاية الإفتراء على الآخرين أمام أصدقائهم أو عائلاتهم أو رؤسائهم وكما يقول إرميا النبي “علموا ألسنتهم التكلم بالكذب وتعبوا في الإفتراء” (إر 9: 5). أما الوقوف ضد دم القريب أو ضد حياته فيعني ألا يكون سببًا في هلاكه أو تحطيمه جسديًا أولاً: معنويًا خلال شهادة زور أو الإمتناع عن الدفاع عنه… إلخ. أما قوله “أنا الرب“، فكأنه يقول: إن كنت تشي بأخيك أو تحطم حياته، فأنا الرب أدافع عن كرامة المظلومين وحياة المحطمين!
ظ. “لا تبغض أخاك في قلبك، إنذارًا تنذر صاحبك، ولا تحمل لأجله خطية” [17].
إن أخطأ إليك أخوك فلا تبغضه في قلبك إنما عاتبه وانذره (مت 18: 15-17)، فقد تكون أسأت فهمه أو وشى به أحد ظلمًا، وقد يكون قد تصرف هو عن عدم فهم… إعط لنفسك فرصة ألا تحمل في قلبك كراهية أو بغضة، واعط لأخيك فرصة للدفاع عن نفسه وكشف نيته أو توبته ورجوعه عما فعله بك، وقد سبق لنا الحديث في هذا الموضوع في دراستنا لإنجيل متى (أصحاح 18).
أما قوله “ولا تحمل لأجله خطية” فيعني أنك إذ تبغض أخاك حتى وإن كان قد أخطأ إليك، فإنك بهذه البغضة تفسد قلبك وتحمل خطية في داخلك. لذلك يرى القديس أغسطينوس في قول الرسول: “كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس” (1 يو 3: 15)، أن الغضوب يقتل نفسه الداخلية بحمله روح البغضة، إذ يقول: [إن وجدتم في منازلكم عقارب وحيات، ألا تجتهدوا في طردها حتى تعيشوا في أمان منها في منازلكم؟! ومع ذلك فها أنتم غضبى، وهوذا الغضب يتأصل في قلوبكم، وينمي فيها حقدًا وخشبًا كثيرًا وعقارب وحيات، ومع هذا فلا تنقون قلوبكم التي هي مسكن الله!![249]].
لاحظ القديس يوحنا كاسيان أن الشريعة أرادت استئصال الشر من جذوره، بالقول: “لا تبغض أخاط من قلبك“، قبل أن يتحول الغضب الداخلي والبغضة التي في القلب إلى انتقام وحقد [18]. يقول: [لماذا نتحدث بعد عن الوصايا الإنجيلية والرسولية إن كان حتى الناموس القديم الذي يُظن إلى حد ما أنه ليس صارمًا يحذرنا من الغضب بالقول: “لا تبغض أخاك في قلبك“… ها أنت ترى الشر يُصد ليس في تنفيذه فقط وإنما وهو بعد في الفكر الداخلي إذ جاءت الوصية تمنع الكراهية من جذرها وهي في القلب[250]].
ع. “لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك، بل تحب قريبك كنفسك أنا الرب” [18].
الله لا يطيق الكراهية أو البغضة خاصة إن صارت نقمة أو حقدًا… يقول العلامة ترتليان: [لم يضع الخالق حدودًا للمغفرة بل يأمرك ألا تحمل كراهية ضد أخيك بلا حدود، ولا تهب من يسألك فقط بل ومن لا يسألك. إرادته لا أن تغفر أية معصية بل تنساها[251]].
أخيرًا فإن علاج هذا كله هو: “تحب قريبك كنفسك، أنا الرب“. بمعنى أن المؤمن إذ يحب نفسه بحق ويشتهي خلاصها ومجدها الأبدي يفرح بخلاص أخيه ويتسع قلبه له، فيراه عضوًا معه في الجسد الذي الرب نفسه رأسه. ويرى القديس أغسطينوس[252] أن الإنسان لكي يحب نفسه يليق به أن يحب الله من كل قلبه وكل نفسه وكل فكره (تث 6: 5)، فتكون أفكاره كلها وحياته ممتصة في الله واهب الحياة، وتفيض قنواته الداخلية بالحب بلا نقصان، وهكذا إذ يحب قريبه كنفسه إنما يحب أن يكون قريبه محبًا لله أيضًا من كل قلبه وكل نفسه وكل فكره. بهذا حتى في محبة الإنسان لقريبه يتجه بمحبته لله ولقريبه إلى قناة حب الله التي لا تنضب.
أخيرًا يعلق القديس أغسطينوس على هذه الشرائع الخاصة بعدم الحقد… قائلاً: [لا يفهم هذا صوت وصية موجهة إلى إنسان بار بل بالحرى صوت سماح مقدم لإنسان ضعيف[253]].
6. شرائع خاصة بالحيوانات والزراعة:
يبدأ هذه الشرائع بقوله “فرائضي تحفظون” [19]، ليؤكد أن هذه الشرائع سواء الخاصة بعلاقة المؤمن بوالديه أو بإخوته أو بالمساكين أو حتى بالحيوانات والزراعة إنما هي “فرائض الله” يلزم أن نحفظها من أجل علاقتنا واتحادنا معه… نحب الوصية لأنها وصية إلهنا المحبوب الذي يقدمها ليضمنا إليه بالحب.
“لا تُنز بهائمك جنسين، وحقلك لا تزرع صنفين، ولا يكون عليك ثوب مصنف من صنفين” [19].
جاءت الوصية تمنع التهجين بين جنسين من الحيوانات لإنجاب جنس ثالث، أو زرع صنفين في حقل واحد، أو نسج نوعين من الخيوط (كالصوف والكتان) في نسيج واحد… فما الهدف من هذه الوصية؟
أولاً: يرى البعض أن الله منع التهجين حتى لا يظن الإنسان إنه يقول بعمل “خلقة” لإجناس جديدة فيدعى لنفسه الألوهية. والعجيب أن الله يسمح بالجنس الجديد غير قادر على الإنجاب، كظهور البغل ثمرة للتهجين بين الحمار والحصان.
هذا وقد استخدم اليهود “البغل” كحيوان للنقل وحمل الأثقال، يشترونه من الشعوب المجاورة لكنهم لا يقومون بعملية التهجين للحصول عليه، إلاَّ إذا حصلت هذه العملية بطريقة لا إرادية غير مقصودة.
ما هو هذا الحيوان الذي هو ثمرة التهجين بين جنسين مختلفين والعقيم غير القادر على الإنجاب إلاَّ الجسد الذي يفسده الإنسان بالشهوات والملذات المتضاربة، فيحمل الجسد إنقسامًا وتضاربًا بين أفكار الملذات والكبرياء، ولا يكون له ثمر روحي لائق يفرح قلب الله. أما جسد المؤمن الحقيقي فيحمل إنسجامًا داخليًا فيما بينه، وأيضًا إنسجامًا مع النفس بكونه خاضعًا لروح الله القدوس بجسده كما بنفسه. وكما يقول القديس أغسطينوس: [إن الروح القدس هو روح الوحدة أما روح إبليس فهو روح الإنقسام والإنشقاقات، فمن يسلك بروح الرب إنما يحمل روح الوحدة، أما من يسلك بروح إبليس فيحمل إنقسامًا وانشقاقًا ليس فقط ضد إخوته لكن حتى في داخله بين جسده ونفسه].
ثانيًا: منع الله زراعة صنفين في حقل واحد، ربما يُقصد بذلك عدم خلطهما معًا… الأمر الذي يجعل الحصاد صعبًا أو مستحيلاً. ويرى البعض أن زراعة صنفين معًا يسبب تدهورًا لمحصولهما.
على أي الأحوال هذا الحقل الذي يُزرع بصنفين ليس بكنيسة الله التي تضم صنفًا واحدًا، هم أولاد الله القديسين، أو هو ليس بقلب المؤمن الحقيقي الذي يضم نورًا دون ظلمة.
الحقل الذي يضم صنفين هو القلب المتذبذب. الذي يخلط بين النور والظلمة، فلا يسلك بروح الإفراز والتمييز، بل يعرج بين الطريقين. أما قلب المؤمن فبسيط له هدف واحد، يسلك في النور ويرفض الظلمة، يقبل الحق ولا يطيق الباطل!
ثالثًا: يرى البعض أن وجود نوعين من الخيوط في النسيج كالكتان مع الصوف (تث 22: 11) يسبب التهابات جلدية وحساسية[254]. على أي الأحوال كنيسة المسيح هي توبة الذي من نسيج واحد، هو نسيج الروح الواحد والفكر الواحد غير المنقسم.
إذن في اختصار نقول أن الحيوان غير المهجّن يُشير إلى الجسد المقدس في الرب المثمر روحيًا والمنسجم مع النفس المقدسة، والحقل ذو الصنف الواحد يُشير إلى كنيسة الله التي تسلك في النور دون الظلمة، لها روح التمييز والإفراز، والثوب ذو النسيج الواحد هو وحدانية الروح والفكر!
7. شريعة السقوط مع جارية:
من يسقط في الخطية مع جارية لم تتحرر بعد ولم يفدها خطيبها يسقط الإثنان تحت التأديب غالبًا “الجلد“، ويقوم الزاني بتقديم ذبيحة إثم أما الجارية فإذ لا تملك شيئًا تُعفى من تقديم ذبائح. على أي الأحوال لابد من تقديم دم للتطهير حتى إن سقط الإثنان تحت التأديب.
إن كانت الأمة المخطوبة قد تحررت قبل السقوط ترجم مع من ارتكبت معه الخطية.
لعل سبب التساهل إلى حد ما بالنسبة للعبيد والجواري هو معاملة الله للشعب القديم كمبتدئين روحيًا، خاصة لإختلاطهم بالشعوب الوثنية المحيطة بهم. أما الآن إذ نضج المؤمنون فلا تمييز بين العبد والحر، بل كلاهما واحد في الرب (غل 3: 28).
8. شريعة بكور الأشجار:
قدمت لهم شريعة خاصة بثمار الأشجار التي يغرسونها في أرض الموعد، هذه نصها: “تحسبون ثمرها غرلتها، ثلاث سنين تكون لكم غلفاء لا يؤكل منها، وفي السنة الرابعة يكون كل ثمرها قدسًا لتمجيد الرب، وفي السنة الخامسة تأكلون ثمرها، لتزيد لكم غلتها، أنا الرب إلهكم” [23-25].
من الناحية الزراعية يطالبهم حين يغرسون أشجار فاكهة ألا يأكلوا منها ثلاث سنوات، وذلك حتى متى ظهرت أي ثمار تقطع في بدايتها وتلقى، فلا تصاب الشجرة بعجز… ففي شجر الزيتون مثلاً لو فرح الغارس بالثمار في السنوات الأولى تمتص الثمار العصارة ويصيب الشجرة العجز، أما إن نُزعت الثمار في السنوات الأولى تنمو الشجرة، وفي السنة الرابعة يكون الثمر كثيرًا فيقدم كبكور لله، فتتقدس الشجرة وتبقى بقية عمرها لغارسها.
يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذه الشريعة بقوله: [أيها الإخوة الأحباء، إننا لا نقدم البكور متى كانت فقيرة وضعيفة بل عندما تكون غنية ولائقة… لو أن الثمرة الأولى هي البكور لكان ما يجمع في السنة الأولى للرب. لكننا نجده يقول: “ثلاث سنين تكون لكم غلفاء، لا يؤكل منها” أتركها تسقط لأن الشجرة صغيرة، إنها ضعيفة وثمرها غير ناضج. لكنه يقول إنه في السنة الرابعة تكون مقدسًا للرب، وهنا نلاحظ حكمة المشرع الذي يمنع الأكل (في الثلاث سنوات الأولى) حتى لا يسبق أحد ويأخذ ثمرًا قبل الرب، ويمنع أيضًا تقديمها للرب حتى لا تقدم ثمرة غير كاملة… ها أنتم ترون كيف أنه لا تدعى الثمرة الأولى بالبكور بل الثمرة المتأهلة للتقديم[255]]. بهذه النظرة يرى القديس يوحنا الذهبي الفمأن آدم الأول هو ثمرة السنة الأولى الضعيفة بسبب الخطية فلم يُحسب بكرًا، لكن آدم الثاني، ربنا يسوع المسيح هو الثمرة اللائقة، البكر الحقيقي يشتمه الآب رائحة رضا.
يمكننا أن نقول إن الإنسان في السنة الأولى داخل الفردوس لم يعرف أن يقدم ثمرًا كبكور لله، وأيضًا بعد الطرد من الفردوس إذ خضع للناموس الطبيعي كما في السنة الثانية فشل أيضًا، وفي السنة الثالثة حين صار تحت الناموس الموسوي لم يجد الله من يصلح بكرًا بلا عيب، أما في السنة الرابعة عهد النعمة فقد وجد السيد المسيح البكر الحقيقي الذي قدمته البشرية من شجرتها للآب فتتقدس الشجرة كلها بسببه. هذا هو ثمر السنة الرابعة الذي به تقدسنا عبر العصور كلها!
9. أحكام عامة:
يختم هذا الأصحاح ببعض الأحكام العامة التي تمس قداسة شعب الله، جاءت غالبيتها تحذر من الأخطاء التي سقطت فيها الشعوب الوثنية المحيطة بهم، منها:
أولاً: “لا تأكلوا بالدم” [26]. يرى علماء اليهود أن هذه الشريعة تتضمن الآتي[256]:
أ. عدم أكل لحم الحيوان بدمه كما تنص الشريعة، وعدم أكل الدم نفسه.
ب. عدم أكل لحم الحيوان بعد ذبحه مباشرة إنما يجب الأنتظار حتى يُصفي دمه.
ج. الحديث هنا خاص بلحم الذبائح، لا تؤكل إلاَّ بعد تقديم الدم على المذبح للتكفير.
د. عدم أكل القضاة لحمًا في يوم حكموا فيه على إنسان بالموت.
هـ. يقصد بها تحاشي الشراهة في الأكل إذ حسبها معلمو اليهود أكل دم.
ثانيًا: “لا تتفاءلوا ولا تعيفوا” [26]. وهما دربان من فنون السحر والشعوذة يستخدمان لمعرفة المستقبل، ففي سفر التكوين (44: 5، 15) أظهر يوسف كيف يتفاءل المصريون بكأس الخمر الذي يشربونه، وذلك خلال الفقاعات التي تظهر على الخمر. أما العيافة فهي استخدام الطير في السحر ومعرفة الغيب.
ثالثًا: “لا تقصروا رؤوسكم مستديرًا، ولا تفسد عارضيك” [27]. أراد الله من شعبه ألا يتمثل بشيء مع الشعوب الوثنية، فمن عادات بعض الشعوب يقص الرجال شعرهم ويبقون جزءًا في شكل سطح مستدير وسط الرأس إرضاء لآلهتهم، لذلك دعاهم الوحي “مقصوصي الشعر مستديرًا” (إر 9: 26). أما العارضات فهما جانبًا اللحية يقصونها وتترك اللحية في الجزء الأسفل يغطى الذقن، هذا ما قصده بقوله “لا تفسد عارضيك“.
تان العادتان من قص شعر الرأس مستديرًا وإفساد العارضين كانا إشارة إلى تكريس الإنسان لعبادة آلهة معينة وثنية، أما مكرسو الرب أو النذيرون فلا يعلو موسى رؤوسهم أو لحاهم. بقاء شعر الرأس يُشير إلى الكنيسة المجتمعة حول السيد المسيح رأسها، بدونه يفقد الشعر جماله وقيمته. كأن كل نفس تعتزل مسيحها تكون كشعر رأس سقطت عن مصدر حياتها لا تستحق إلاَّ إلقائها في سلة المهملات. أما بقاء شعر اللحية فيُشير إلى كرامة الكهنوت، فالمسيحي إذ يدخل مياه المعمودية يصير كاهنًا روحيًا بالمفهوم العام، يليق أن يحافظ على شعر لحيته الروحية أي سلوكه بما يليق كإبن لله وكاهنه.
رابعًا: “ولا تجرحوا أجسادكم لميت” [28]. كان الوثنيون في إفراطهم في الحزن على ميت يدهنون وجوههم بصبغة سوداء وزرقاء (هذه العادة كانت بصعيد مصر إلى وقت قريب” ويمزقون ثيابهم وأحيانًا يجرحون أجسادهم… كانت هذه التصرفات تكشف عن فقدان الرجاء وعدم الإلتصاق بالسماويات، لهذا يحذرنا الرسول بولس: “ثم لا أريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم، لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضًا معه” (1 تس 4: 13-14).
أولاد الله إذ يرون الرب القائم من الأموات لا يجرحون أجسادهم بسبب حزنهم على الراقدين بل يقولون مع المرتل: “أنا ذاهب وأما هو فلا يرجع إليّ” (2 صم 12: 23)، مشتاقين أن ينطلقوا ليكونوا مع المسيح يسوع القائم من الأموات.
خامسًا: “وكتابة وشم لا تجعلوا فيكم” [28]. كانت الشعوب القديمة ترسم آلهتها الوثنية على أجسادهم كوشم علامة تعلقهم بهذه الآلهة والتمتع ببركتها. وها نحن الآن في الغرب البعض يرسم وشمًا على صدره أو ذراعيه لنساء عاريات أو حيوانات مرعبة وشياطين… ويا للعجب، عوض أن يقدم الإنسان جسده آلة برّ لحساب الله يسلمه حتى في تزينه للأثارة الجسدية والأرواح الدنسة!
سادسًا: “لا تدنس إبنتك بتعريضها للزنى لئلا تزني الأرض وتمتلئ الأرض رذيلة” [29]. قديمًا كان بعض الرجال يسلمون بناتهم للزنى لأجل مكسب مادي أو كعمل تعبدي للآلهة الوثنية كناذرات أنفسهن للدنس والرجاسة لحساب الهياكل الوثنية. من هي هذه الإبنة التي ندنسها إلاَّ النفس التي تنحرف عن غايتها فتجري وراء شهوات الجسد فتمتلئ أرضنا “جسدنا” رذيلة.
سابعًا: “سبوتي تحفظون، ومقدسي تهابون، أنا الرب” [30]. إذ يحذرهم من التصرفات الوثنية يذكرهم بحفظ السبت لا خلال ممارسة طقس السبت الذي نتحدث عنه في الأصحاح 23، ولا بالإمتناع عن العمل وإنما بحفظهم من دنس الأمم ورجاستهم وتقديس حياتهم الداخلية، لذلك يقول “ومقدسي تهابون“… أي تكرمون بيتي ومقدساتي.
ربما قصد هنا بحفظ السبت وتكريم بيته طهارة الجسد كما أمر يعقوب بنيه عندما كان يستعد لإقامة بيت الرب في بيت إيل (تك 25: 2-3)… على عكس كثير من الوثنيين كانوا يجدون في العبادة فرصة للإباحية والدنس.
ليتنا نقدس يوم الرب وبيت الرب الداخلي بسلوكنا بما يليق كأولاد لله القدوس.
ثامنًا: “لا تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم، أنا الرب إلهكم” [31]. إذ سبق فمنعهم من التفاءل والعرافة [26] أي من أعمال السحر لمعرفة المستقبل، متكلين على الرب إلههم الذي يدبر كل مستقبل حياتهم، والآن يحذرهم من التشبه بالوثنيين الذين يلجأون إلى الأرواح الشريرة (الجان) والأرواح النجسة مثل روح العرافة الذي أخرجه الرسول بولس (أع 16: 16-18)… فيكون الرب نفسه هو معين لهم والمعتني بكل دقائق حياتهم.
تاسعًا: “من أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخ، وتخشى إلهك، أنا الرب” [32].
يربط بين احترام الأشيب (الشخص المسن) والشيخ وخشية الرب، فكل وقار نقدمه للآخرين من أجل الوصية إنما هو خلال اتحادنا في الرب، نقدمه للرب نفسه.
كان عادة اليهود ألا يجلس إنسان صغير السن في حضرة شيخ ما لم يسمح له الأخير بذلك.
عاشرًا: “وإذا نزل عندك غريب في أرضكم فلا تظلموه” [33]. غالبًا ما يضم الغريب مع اليتيم والأرملة في الوصية من جهتهم (تث 10: 18)، إذ يشعر الغريب كمن هو متيتم ليس له معين… لهذا يليق بالمؤمن ألا يظلم غريبًا بل يترفق به ويسنده، متذكرًا أنه هو أيضًا غريب على الأرض يحتاج إلى مساندة الله وترفقه به.
حادي عشر: “لا ترتكبوا جورًا في القضاء، ولا في القياس ولا في الوزن ولا في الكيل” [35]. هكذا يختم الوصايا هنا بالإلتزام، بالعدالة وعدم الغش أو الظلم. ليكن لنا كيل حق، يأخذ كل إنسان حقه.
ولعل الكيل الحق يُشير إلى روح التمميز الداخلي، فنعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله. لنعطِ للجسد حقه في الحياة بلا لذات وترف، وللنفس حقها في حمل صورة خالقها ومثاله حتى تستريح في أحضانه ويستريح معها الجسد.
ويرى الأب ثيؤناس أن الموازين الصالحة غير الظالمة تعني ألا نزن أنفسنا بميزان التساهل وللآخرين بميزان القسوة والعنف، إذ يقول: [يجدر بنا ألا تكون في قلوبنا موازين ظالمة، ولا موازين مزدوجة في مخزن ضمائرنا، بمعنى أنه يجب علينا ألا نحطم من يجب أن نكرز لهم بكلمة الرب بشرائع حازمة مبالغ فيها أثقل مما نحتمله نحن، بينما نعطي لأنفسنا الحرية ونخفف عنها… لأننا إن كنا نزن لإخوتنا بطريقة ولأنفسنا بأخرى يلومنا الرب بأن موازيننا غير عادلة ومقاييسنا مزدوجة وذلك كقول سليمان بأن الوزن المزدوج مكرهة عند الرب، والميزان غير صالح في عينيه (راجع أم 20: 10) [257]].
سفر اللاويين – أصحاح 19
تفاسير أخرى لسفر اللاويين أصحاح 19
تفسير لاويين 18 | تفسير سفر اللاويين القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير لاويين 20 |
تفسير العهد القديم |