تفسير سفر نحميا ٣ للقس أنطونيوس فكري

الأصحاح الثالث

 نجد هنا أسماء الذين قاموا بالعمل بحماس لتكريمهم ولتشجيع كل من يعمل فى كرم الرب.

ونجد أيضاً نظام العمل وتقسيمه. فإلهنا إله نظام وليس إله تشويش (معجزة إشباع الجموع) فنجد أن العمل قد تم توزيعه فكان لكل واحد من العاملين معهُ أو عائلته نصيباً من العمل وهذا مفهوم التكامل فى الجسد الواحد أى الكنيسة فلكل دورهُ فى بناء الكنيسة.

مضمون الإصحاح ترميم الأسوار وكان فى ذلك صعوبة لوجود الأعداء المقاومين للعمل. ولكن نجد نحميا بحكمة قد قسم العمل على 42 فرقة من العمال ودبر العمل على طريقة بها يرمم كل واحد مقابل بيته أو مقابل بلدته وكان الجميع يعملون وفى نفس الوقت يصلون.

 

آية1- وقام الياشيب الكاهن العظيم واخوته الكهنة وبنوا باب الضان هم قدسوه واقاموا مصاريعه وقدسوه الى برج المئة الى برج حننئيل.

باب الضأن = هذا الباب كان قرب الهيكل وسُمى هكذا لأن عنده كان سوق الغنم الذى كان يُطلب منه كثير من الغنم لذبائح الهيكل. وكان موقع الباب موافقاً لهذه التجارة لأن الغنم كانت تأتى من الشرق، والباب كان يوجد جهة الشمال الشرقى.

ونلاحظ ان أول باب يتم ترميمه هو باب الضأن. والمسيح هو باب الخراف وراعيها وبه ندخل إلى أورشليم لذلك نجد أن من رمم هذا الباب هو رئيس الكهنة والكهنة. وقدسوه = أى أقاموا حفلة تدشين وشكر لله بعد أن رمم الكهنة الباب برج حنئيل وبرج المائة = كانا فى زاوية المدينة الشمالية الشرقية. والسور يوجد به عدة أبراج. ولنلاحظ المعنى الروحى فبرج المئة يشير لقطيع المسيح (رقم 100 يشير لقطيع المسيح) وهم فى المسيح كأنهم فى برج فهم فى حمايتة “إسم الرب برج حصين يلجأ إليه القديس ويتمنع ” والبرج يشير أيضاً للعلو السمائى الذى يوجد فيه المؤمنين. ولقدرتهم على إكتشاف العدو. وبرج حننئيل = حننئيل تعنى الله يرحم فكل ما حصلنا عليه هو من رحمة الله فمن مراحم الله أننا دخلنا من الباب، باب الضأن وصرنا من قطيع المسيح المقدس= وقدسوه ولنلاحظ دور الخدام والكهنة. فالكهنة لهم عمل مع قطيع المسيح لذلك نجد أن الكهنة هم الذين بنوا باب الضأن وقدسوه. الياشيب = هو إبن يوياقيم بن يشوع رئيس الكهنة. وهو الذى عمل مع نحميا فى ترميم الأسوار ولكنه كان قريباً لطوبيا العمونى (4:13) وكان حفيده صهراً لسنبلط (28:13). ومن المؤكد فهذه القرابات كانت عائقاً للعمل.

 

آية 2:-  وبجانبه بنى رجال اريحا وبجانبهم بنى زكور بن امري.

رجال أريحا = رمموا ما كان مقابل مدينتهم التى كانت فى الشرق.

 

آية 3:-  وباب السمك بناه بنو هسناءة هم سقفوه واوقفوا مصاريعه واقفاله وعوارضه.

باب السمك= ربما كان بجانبه سوقاً للسمك. ولكن السمك يرمز أيضاً لشعب المسيح الذى يسير ضد التيار بزعانف النعمة، وهم يعيشون فى العالم (البحر) بكل خطاياه ولا يغرقون ويموتون. ولقد إتخذ المسيحين الأوائل السمكة شعاراً لهم فسمكة باليونانية ” إخثيس ” وهى مكونة من 5 حروف كل حرف منها هو الحرف الأول من عبارة ” يسوع المسيح إبن الله مخلصنا”.

 

آية 5:-  وبجانبهم رمم التقوعيون واما عظماؤهم فلم يدخلوا اعناقهم في عمل سيدهم.

واما عظماؤهم. . = سيدهم هنا هو نحميا الوالى ولعلهم إنقادوا للمقاومين لكن لنلاحظ أن العظمة تقود للكبرياء. والكبرياء عائق عن دخول أورشليم السماوية. وهنا من إعتبر نفسه عظيماً على عمل الرب خسر تسجيل إسمه فى قائمة الشرف وفى أورشليم السماوية.

 

آية 6:-  والباب العتيق رممه يوياداع بن فاسيح ومشلام بن بسوديا هما سقفاه واقاما مصاريعه واقفاله وعوارضه.

الباب العتيق = فى السور الشمالى إلى جهة الغرب. ولعلهُ مدخل المدينة القديمة ويقال أنه من أيام ملشيصاداق وأنه هو الذى بناه حين كانت المدينة تدعى ساليم. وهذا الباب يدل على أن دخول أورشليم السماوية ليس قاصراً على شعب العهد الجديد فهو مفتوح لشعب العهد القديم أيضاً الذين ماتوا على الرجاء.

 

آية 7:-  وبجانبهما رمم ملطيا الجبعوني ويادون الميرونوثي من اهل جبعون والمصفاة الى كرسي والي عبر النهر.

أهل جبعون والمصفاة =هى إلى جهة شمال غرب أورشليم أى ناحية الباب العتيق.

إلى كرسى والى عبر النهر =ربما أن والى عبر النهر فى إحدى زياراته جعل كرسيه فى مكان بقرب باب المدينة الشمالى وبقى إسم المكان ” كرسى الوالى” حتى بعد ذهابه

 

آية 8:-  وبجانبهما رمم عزيئيل بن حرهايا من الصياغين وبجانبه رمم حننيا من العطارين وتركوا اورشليم الى السور العريض.

قام الصياغين والعطارون بترميم قسم كبير من السور (آية 32، 31) فمن أعطاه الله المال يجب أن يكرم الله بوزناته التى أعطاها الله لهُ. وتركوا أورشليم إلى السور العريض = هذا يعنى إما أنهم تركوا ترميم قسم من سور أورشليم لأنه كان سالماً لا يحتاج إلى ترميم حتى وصلوا إلى السور العريض فرجعوا إلى العمل. أو أنهم تركوا قسماً من مدينة أورشليم القديمة لأنها كانت بلا سكان فى زمانهم وبنوا ما يكفى لأورشليم الحالية. وقوله السور العريض لأنه فى هذه المنطقة كان السور عريضاً أكثر من غيره.

 

الآيات 9-12:-  وبجانبهم رمم رفايا بن حور رئيس نصف دائرة اورشليم. وبجانبهم رمم يدايا بن حروماف ومقابل بيته وبجانبه رمم حطوش بن حشبنيا. قسم ثان رممه ملكيا بن حاريم وحشوب بن فحث مواب وبرج التنانير. وبجانبه رمم شلوم بن هلوحيش رئيس نصف دائرة اورشليم هو وبناته.

نجد هنا فى(12، 9) رئيسان لأورشليم، كل منهم رئيس نصف لأورشليم. وربما كانت هذه سياسة فارسية ليراقب كل منهما الآخر آية (16)، (17) فحث موآب = فحث كلمة أشورية معناها رئيس وربما كان فحث من سبط يهوذا وله سلطة فى موآب (1 اى 22:4) وبناته = قد تعنى الكلمة القرى التابعة لهُ أو الضياع التى تتبعه فالكلمة تشير لصغير يعتمد على كبير أو تعنى بناته فعلاً وهن بهذا يستحققن التكريم فعمل البناء شاق على البنات.

 

آية 13:-  باب الوادي رممه حانون وسكان زانوح هم بنوه واقاموا مصاريعه واقفاله وعوارضه والف ذراع على السور الى باب الدمن.

باب الوادى = الوادى هو إبن هنوم رمز جهنم فمن يخرج من أورشليم أى يترك المسيح بإرادته فلا مكان لهُ سوى هذا ” ديماس تركنى إذ أحب العالم الحاضر”

إلى باب الدمن = باب الروث ومنه تخرج فضلات الحيوانات والقاذورات ولاحظ إقتران باب الوادى وباب الدمن. فإن لم نطهر أنفسنا من خطايانا ونلقيها خارجاً سيكون طبيعياً أن يكون مصيرنا باب الوادى.

 

آية 15:-  وباب العين رممه شلون بن كلحوزة رئيس دائرة المصفاة هو بناه وسقفه واقام مصاريعه واقفاله وعوارضه وسور بركة سلوام عند جنينة الملك الى الدرج النازل من مدينة داود.

باب العين = غالباً هو باب الماء (1:8) وقارن مع 14:2 فمن باب العين يكون العبور إلى بركة الملك. والماء يشير للمعمودية فلا دخول سوى بالمعمودية، مدخل الأسرار هى بركة الملك وغالباً هى نفسها بركة سلوام (قارن مع يو 6:9) (آية 26)

الدرج النازل = المدينة كانت تحوى داخلها عدة تلال وهى ليست مستوية فكان هناك سلالم للصعود من مكان إلى مكان. مدينة داود = الإشارة هنا إلى قسم من المدينة قرب الهيكل. وأما الإسم مدينة داود فقد أطلق قديماً على المدينة كلها. وكان موضع الهيكل خارجاً عن الأسوار حتى بنى الهيكل فإنضم إليها.

 

آية16:- وبعده رمم نحميا بن عزبوق رئيس نصف دائرة بيت صور الى مقابل قبور داود والى البركة المصنوعة والى بيت الجبابرة.

البركة المصنوعة = لقد طم حزقيا العيون الموجودة حول أورشليم لكى لا يستفيد منها الأشوريون أثناء حصارهم لأورشليم (2اى 4:32) ولعله أقام هذه البركة كخزان للمدينة.

 

آية 25:-  وفالال بن اوزاي من مقابل الزاوية والبرج الذي هو خارج بيت الملك الاعلى الذي لدار السجن وبعده فدايا بن فرعوش.

 

البرج الذى هو خارج بيت الملك = أو البرج الأعلى وكان البرج خارج بيت الملك أى ناتئاً عنه لأجل الدفاع عن المكان. (ووُجد أساس هذا البرج فعلاً فى الأثار).

 

آية 26:- وكان النثينيم ساكنين في الاكمة الى مقابل باب الماء لجهة الشرق والبرج الخارجي.

الأكمة المذكورة هى جنوبى الهيكل وكانت حصينة ومنيعة. وكان باب الماء أمامهُ ساحة واسعة (3، 1:8) والآية (26) هى جملة معترضة.

 

آية 28:-  وما فوق باب الخيل رممه الكهنة كل واحد مقابل بيته.

باب الخيل = هو إلى الشرق وهو مشرف على وادى قدرون وربما هو مكان الخيل المذكور فى 2 مل 11:23 المخصص لعبادة الشمس أو هو الباب الذى تدخل منه خيول الملك إلى اسطبلاتها.

 

آية 30:-  وبعده رمم حننيا بن شلميا وحانون بن صالاف السادس قسما ثانيا وبعده رمم مشلام بن برخيا مقابل مخدعه.

مقابل مخدعه = ربما كان مشلام من الكهنة ورفيع الشأن وكان لهُ مخدع فى دار بيت الرب.

 

آية 31:-  وبعده رمم ملكيا ابن الصائغ الى بيت النثينيم والتجار مقابل باب العد الى مصعد العطفة.

بيت النثينيم = إن النثينيم كانوا ساكنين فى الأكمة وربما كان البيت المذكور هنا بيت إدارة للذين خدموا الهيكل

الأبواب

أبواب أورشليم الأرضية لها إشارات واضحة للكنيسة

1-   باب الضأن = منه تدخل الذبائح وهذا يشير للمؤمنين الذبائح الحية الذين يدخلون خلال إيمانهم بالمسيح باب الخراف

2-  باب السمك = أن كان باب الضأن يشير للخراف الموجودة فعلاً داخل الحظيرة، فالسمك يشير للنفوس التى ضاعت فى العالم المشبه بالبحر والمسيح أتى للكل. وتلاميذ المسيح كانوا صيادى سمك فهم أتوا بكل العالم الوثنى للإيمان.

3-   الباب العتيق:-

سواء باب الضأن أو باب السمك فهما إشارة للمسيح فهو الباب، وهنا يسمى بالباب العتيق فهو الأزلى كلمة الله

4-   باب الوادى-

إشارة لأن الإتضاع هو الطريق الوحيد للدخول لأورشليم، ونكون مثمرين. فالوادى تجرى إليه مياه الأنهار وتجعله مثمراً

5-   باب الدمن :-

أى النفاية. وهذا شرط آخر للإثمار. أن نعتبر أن العالم نفاية فى 8:3

6-   باب العين = العين تختلف عن البئر. فالبئر يحفرها إنسان. لكن العين تفيض من نفسها. فهى إشارة للروح القدس يو 37:7-39

7-   باب الماء:-

منه يجلبون الماء الذى يستخدمونه فى الغسلات. وهذا يرمز للمعمودية

8-   باب الخيل:-

هى ترمز للجهاد فالخيل تستعمل فى الحروب ونحن فى حرب مستمرة حتى تنتهى هذه الحياة

9-   باب الشرق:-

جهادنا مستمر إلى أن يشرق مسيحنا فى مجيئه الثانى وهو شمس البر

10-                      باب العد:-

عند هذا الباب كانوا يحصدون الجند عند ذهابهم للحرب وعند عودتهم. وكل أولاد الله الأمناء معروفين عنده بأسمائهم.

فاصل

فاصل

تفسير سفر نحميا 2 تفسير سفر نحميا 
القمص أنطونيوس فكري
تفسير سفر نحميا 4
تفسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى